إحذَر.. أمامَكَ إعلان سياسي آخَر

 


 

 

عندما كتبنا عن الأمن وتحدَّثنا إلى أولياء الأمر لثلاث سنوات مَرّت ثقيلَةً كُنّا نضعُ في إعتبارنا أنّ الأمن هو عصب الحياه. كنا نضعُ في إعتبارنا أنّ الشِّدّةَ في الأمر والوقوف القوي في وجهِ التيّارات المليشياويّه هو أولُ الخطوات وأهمّها لبناءِ الحياةِ التي نَنشُد وهو ما خرَجنا إليهِ جميعاً.
سلوكَنا أعلاه عزّزتهُ وقائع على الأرض شمِلَت التفلُّتات الأمنية على مدار اليوم وشمِلَت أقبيةَ التعذيب الجديده التي ازاحَ عنها السِّتَار مَن عُذّبوا فيها وخرجوا منها جُثثاّ هامِده ، وشَمِلَت ما تعرّضَ لهُ ضبّاطاً في قواتٍ نظاميّه من إهدارٍ لكرامَتِهِم ، وشَمِلَت الإزراء بالعداله وبيع الموارد ويدُ السُلطةِ مغلولةً تتسَربلُ حياءَها وخوفَها ولا تمتدُّ لتضرِب بقوّةِ القانون تلكَ الفَزّاعات.
مطالبُنا للاخ رئيس الوزراء المحمول ، حينها ، على اكتافِ الشّعب وللأحزاب التي أقصت الإخرين وجلسَت ك " أحسن " ما تكون الحاضنه لم تتجاوز او تخرج عن أنّنا لا نسعى إلّا خلف إنشاء قوّاتٍ نظاميه لا " تُقاتل " شعبَها وبدلاً عن أن تقتُلُهُ وتُهدِرُ كرامَتهُ وتقفُ " عاجِزه " عن نُصرَتِهِ والدفاع عنهُ أمامَ التّسَلّط المليشياوي والأمنجي والقيادات التي انحرفت عن رسالة النخوه والرجوله وصنعَت الفزّاعات من المتردّيه والنطيحه بدلًا عن ذلك أتت دعوتنا لهُم " بيان بالعمل " تركزت كُلُّها في ذهابِ الزبَد لتبقى عِزَة الوطن. لم يسمع رئيس الوزراء حينها ولا حاضنته السياسيه لقولِنا ومَن أجابَ منهُم كانت اجابتَهُ صادِمَه.
تداعوا جميعهُم الآن " نَفسَ الناس " وخرجوا علينا بميثاقٍ جديد ليُتيح لهُم الجلوس العاطِل على رؤوسِنا مرّةً أخرى هم والاخ رئيس الوزراء المحمول إلينا بقوّةِ الإنقلاب هذه المرّه وهذا هو الجديد أيضاً.
تحدثوا في إعلانهم ، بإسهابٍ عن دمج الدعم السريع وعن ( إعادة مفصولي الجيش والشرطه والخدمه المدنيه واجراء الهيكله وإنشاء جهاز الامن الداخلي بيدِ الشرطه .. الخ ) نفس ما ظللنا نُنادي به على مَدارِ سنواتٍ ثلاث وكانَ على قُلوبِهِم أقفالُها. أخرَجوا إعلانَهُم هذا ( مُراعاةً للظرف الدّقيق الذي تَمُرُّ بِهِ البلاد ) وقطعاً لتفويت الفرصه على .. ولحفظ البلاد وال.. .
يا سادتي أُؤكُّدُ لكُم أنّكُم قد تجاوَزَكُم الزّمَن. أداءكُم العاطِل خلال سنواتٍ عِجاف وجُلوسُكم الثقيل وتحاصُصُكُم البيّن ولهاثكُم المستميت والتّرَدّي في أدائكم الذي فاقَ الإنقاذ سوءاً لا شيئ من كلّ ذلك سيجِدُ لهُ مكاناً بيننا. ما الذي مَنَعَكُم من إعادةِ مفصولي الشرطه وايفاءِ حقوقِ معاشييها؟ مَن مِنكُم تحدّث عن هذا الأمر من أصلِهِ. من منكُم خالَفَ قرارات الأسياد الجُدُد و" سعى " في مجرّد إستنكار سَلْب ثروات البلاد ومُعالجة إنفراط الأمن وقتل المتظاهرين ومنع إسعافهم والتحقيق في موتِهِم.
السودان أمامَ موقفٍ عصيبٍ الآن. لن نرضى بكُم فارحلوا عن سمائه. لم تقووا على الصّدع بكلمةِ حَقٍّ واحِده وآثَرتُم السلامه وصَوّبتُم تجاه خيرات الوظيفه. خيرٌ لهذا الوطن أن يَتَفَتّت ونحنُ نُدافِعُ عنه حتى آخر نَفَس من كُلّ وُجودِكُم " المُجَرّب " الذي ما مضى إلّا لِسِكّةٍ فيها " حَقّي كَم ". إرحَلوا جميعاً ومَعَكُم وجودَكُم الفاتر الحامِض فهولاءِ الشباب اللذين ترون هُم مَن سيستعيد الوطن ومؤسساته وكياناتهُ ويجعل لهُ شأناً.

melsayigh@gmail.com

 

آراء