تأكيداً لاهتمام دولة قطر بصحة البيئة، نظمت وزارة البلدية والبيئة المؤتمر الأول لإدارة النفايات بالدوحة في الفترة من 5 إلى 6 أبريل 2021م، عبر وسائل الاتصال المرئي وفقاً للاجراءات الاحترازية لمكافحة وباء كورونا، وشاركت في المؤتمر عدة جهات قطرية من القطاعين العام والخاص وأكثر من 700 من الخبراء المحليين والدوليين، كان الهدف الأساسي للمؤتمر هو وضع خطة عملية متكاملة لإعادة تدوير النفايات واستخدامها لانتاج السماد والطاقة تنفيذاً للاستراتيجية الوطنية الثانية 2018 ـ 2022م ورؤية قطر 2030م وذلك عبر تحسين عمليات جمع النفايات، إنشاء مصانع إعادة تدوير النفايات، إنـشاء محطات لتحويل النفايات إلـى طاقة ومحطات لحرق النفايات، وضع السياسات والقوانين التي تحمي البيئة مثل مشروع قانون بمعالجة وتدوير النفايات الذي يهدف لمواكبة المعايير البيئية الدولية والاستغلال الأمثل للنفايات، تنظيم حملات التوعية لتقليل النفايات واستخدام المواد المعاد تدويرها، وتشجيع المستثمرين على الحصول على أراض لإنشاء 99 مصنعاً لتدوير النفايات بمنطقة العـفجة بمسيعيد عبر تقديم المستندات اللازمة مـن خلال النافذة الواحدة بوزارة التجارة والصناعة والتي تشمل الدراسة الفنية والبيئية، مخطط المشروع، دراسة الجدوى، أنواع الآلات والمعدات، الجدول الزمني، كتاب التفويض، السجل التجاري الساري، والصور الشخصية لأصحاب المشروع. لعبت وسائل الإعلام القطرية دوراً هاماً في إبراز مخاطر النفايات وطرق الاستفادة من تدويرها، فمثلاً قامت الجزيرة الوثائقية بتاريخ 20 مايو 2019م بعرض وثائقي بعنوان (البلاستيك في كل مكان.. أين المفرّ من سمومه؟) وأكد الوثائقي وجود ثمانية مليارات طن من نفايات البلاستيك منتشرة في كل مكان في العالم، وهي تتسرب إلى خلايا أجسام البشر، كما تتسرب في الأرض والهواء والماء وإلى بطون الأسماك والطيور التي يتغذى عليها الإنسان الأمر الذي يؤدي لخلق دورة خطيرة أطلق عليها العلماء "دورة الشر"! وبتاريخ 2 فبراير 2021م، وتحت عنوان (بتدوير مخلفات البلاستيك، كينية تصنع طوباً أقوى من الخرسانة!)، نشرت جريدة الراية مقالاً أبرز قصة نجاح ماتي مالكة شركة جيجي ميكرز الكينية في تحويل مخلفات البلاستيك إلى طوب شديد التحمل وهو أقوى من خمس إلى سبع مرات من الخرسانة! أما على المستوى العالمي فقد نشرت جريدة القارديان البريطانية مقالاً بتاريخ 1 ابريل 2021م مفاده أن صيادي الأسماك في ولاية كيرلا الهندية أصبحوا يبيعون البلاستيك الذي يعلق في شباك الصيد لشركات الطرق التي تستخدم البلاستيك لتعبيد الطرق بعد نشره وخلطه مع الأسفلت! بتاريخ 6 ابريل 2021م، نشرت جريدة الاندبندنت البريطانية خبراً مفاده نجاح علماء كنديين في صنع مواد عضوية شفافة ومرنة من مخلفات الأسماك لتستخدم في صنع الأحذية والملابس وأكياس حفظ الطعام كبديل آمن للبلاستيك الخطير! وبتاريخ 1 يناير 2021م، أورد موقع بي بي سي عربي خبراً مفاده أن الموضة هي من أكثر الصناعات تلويثاً للأرض إذ يتم التخلص من حوالي 100 مليون طن من الملابس القديمة سنوياً وأن مدينة براتو الإيطالية الصغيرة تقود العالم في مجال إعادة تدوير الملابس القديمة وتحويلها لملابس جديدة علماً بأن عملية إعادة تدوير الصوف مفيدة للبيئة لأنها تخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لأكثر من النصف! بعد اختتام المؤتمر الأول لإدارة النفايات في الدوحة، يُلاحظ أن المؤتمر القطري الدولي قد نجح في إيصال أهم رسالة بيئية محلية وعالمية عبر إبراز مخاطر النفايات السامة التي تشكل تهديداً خطيراً للبيئة ولصحة الانسان، توضيح أحدث الطرق لجمع وتدوير النفايات المختلفة بغرض تنظيف البيئة، حماية الموارد الطبيعية، حماية الصحة العامة وإيجاد فرص عمل جديدة، وأخيراً تشجيع الاستثمار المربح في تدوير النفايات عبر أحدث التقنيات لتوليد الطاقة الكهربائية اللازمة لانتاج السلع والخدمات الصديقة للبيئة.