إرتكازات ثلاثية الأبعاد لإجهاض مشروع الثورة في بناء الدولة المدنية [4 -2]
عمر الحويج
30 November, 2024
30 November, 2024
بقلم / عمر الحويج
كما أوردنا في مقالنا السابق ، أن هناك ثلات إرتكازات إعتمدت عليها الثورة المضادة ، كيزانها وملحقاتهم ، سنداً يرتكز عليه ظهرها المتداعي ، بفعل ثورة ديسمبر المجيدة ، وبداية إنطلاقة العمل لإجهاضها في مهدها باكراً ، قبل أن تستفحل ، وتصبح قادرة على الإجهاز على تنظيمهم مهيض الجناح ، مهدوم الذمم ، وإحالتهم ورميهم غير مأسوف عليهم ، فى مزابل التاريخ ، وإن لم يكن بما لديهم من قيم ، ليس مثلهم ، لفعَّلوا شعارهم ندوسهم دوس ، كما يردد الهاتفون ، ويكتب الكاتبون والمعلقون .
فلو دقننا النظر ، طيلة سنوات الخمس إضافية لعمر الإنقاذ/الترابي-بشيرية ، التي مددها البرهان ورهطه من جماعة مجلسه العسكري ، نجدها إرتكزت على ثلاث محأور أو مرتكزات ، شيدت بها برنامج العودة إلى سلطتها المغبورة ، وقد تركز جهدها لإنفاذ هذا البرنامج على العمل السري من خلف ستار ، وهذا عمل أجادته منذ يفاعتها ، عند قدوم قائدها الجديد ، بعد ركله كل أسس التربية الإسلامية ، التي قام عليها تنظيم الأخوان المسلمين ، ودخوله البرجماتي للعمل السياسي بالبدلة والكرفتة للأناقة مع العطر الباريسي ، وأول منافعه ، من هذا الدخول الجزافي في العمل السياسي ، هي تأثره بتنظيم الحزب الشيوعي السوداني في بناء الكيان الحزبي وتحالفاته وسط الجماهير ، وليس بأحزاب الطائيفية ، وإن كان قد قادها من رسنها ، ولما إستنفد أغراضه منها ، رماها خلفه ، كليمونة معصورة ، بعد أن إرتشف رحيقها حتى قاعها الأخير ، كما ظلت عداوته قائمة ومحتدة وعنيفة ، وبدأها بحله وطرد نوابه من البرلمان ، وفي اواخره ، لم يبخل عليهم بدخول ببيوت الأشباح وفقدالعديد من عضويته ومن غيرهم من المعارضين ، ومع ذلك أنجح الغرض غير الحسن ، الذي اقترضه خلسة ، كما اعتادوا بعدها الإقتراض غير الحسن ، إختلاساً بيناً وبايناً ، وكان غرضه الأول من خزينة الحزب الشيوعي لإدارة تنظيمه دون إذن أو أوراقاً ثبوتية ، ومارس هذا الحق المختلس ،حتى رحيله عن دنيانا الفانية . وقد اعترف بهذا الإختلاس علانية الراحل بعضمة لسانه وردده كثيراً ، وجاراه في ذلك الإعتراف المعلن كثر من جماعتهم ، أصدقهم صدقية كان د/المحبوب عبدالسلام في كتبه ومكاتيبه ، وغيره تفاخروا بين أنفسهم وقالوا بسلاحه ، سيقتلعون الحزب الشيوعي من جذوره ، سألوه لاحقاً عن من هو أقرب الأحزب اليكم ؟؟ . رد دون تلعثم أو تردد ، الحزب الشيوعي السودني ، وهذه قصة أخرى !! .
أول مرتكزاتهم لمحاربة المد الثوري للإنطلاقة الجماهيرية لتورة ديسمبر المجيدة ، هي بداية إقتلاعهم التي تمت يوم 11/ ٤ / 2019 الذي سجله التاريخ بأنه ، كان يوم نفيهم من السلطة، ولكن وللمفارقة ، فقد كان ذاته هو يوم جديد عودتهم للسلطة مجدداً ، "شفت كيف !!؟ ، السطو المسلح عز النهار .. عز الجمر !! " ، ومن خلف دثار ، فقد كان الإقتلاع والنفي الإجباري للطرفين ، بواسطة لجنتهم الأمنية ، منهم وفيهم !! ، بقيادة طرفيها العسكركوز " الجيش" ، يتزعمهم البرهان . والجنجوكوز "الدعم السريع" ، ويتزعهم حميدتي ، وهذا الأخير لكي يصبح عضواً شرعياً في نظامهم الجديد ، نصبوه نائباً للرئيس ، بما لم تأت به الأوائل في البنود التي أقرتها نواقص الوثيقة الدستورية المعيبة ، وكانت هذه ضربة البداية لخرق هذه الوثيقة ، "وأزهري الخرق الدستور" وكلها ، قديمها في الخرق وجديدها جنايات ، في حق الوطن ، المكتول كمد ، ورحمك الله شاعر الحب والسلام والحرية صديقنا الراحل عثمان خالد رحمه الله .
وقد كان مصير الوثيقة ، تمزيقها نهائياِ ، إرباً إرباً في إنقلاب 25 اكتوبر عام 2021 وإدخال طرفها الآخر وإيداعه سجونهم غير آمنين وهم والمنقلبون غير آبهين .
ولكن هذه العلاقة التبادلية ، مشبوهة المنافع والمصالح ، بين اللجنة الأمنية والحركة الإسلاموية ، ظل يشوبها المد والجذر أكثرها الخلافات الداخلية ، ولا نريد سردها وإنما حصائلها في النهاية فقط صفرية ، فشريط التفاصيل تحمله ذكرى المرارات التي أورثوها لشعب السودان في سنتهم الأولى ، وكانت تدور حول تنفير الثوار/ت من سرعة حركة دفع الثورة إلى غاياتها ، ساعدهم في ذلك ، حكومة الثورة الإنتقالية ، التي تفرغت لكسب كراسي السلطة بمناصبها والغنائم ، في حين كان الثوار في الشوارع ، يهتفون ليل نهار كما المغني ، التونسي لطفي بو شناق في رائعته الوطنية ، " خدو المناصب والمغانم وخلو لينا الوطن" . فقد اسهمت حكومة الثورة ، في تسليم الجمل بما حمل ، إلى اللجنة الأمنية ، أو بالمعنى الأصح للحركة الإسلاموية ، تسليم مفتاح ، وبهذا أضيفت خمس سنوات جديدة للنظام البائد ، حلالاً بلالاً ، لم يكن يحلم بها ، ففي المراحل الأولى كانت عضويتهم في حالة كمون وهروب وتخفي دون كسوف او خجل ، رغم هيبة المشد أمام شعبهم وأهلهم ومعافهم ، إلى أن أعادهم البرهان بعد انقلابه المشؤوم ، وبذلك استولوا على السلطة رسمياً ، فأصبح مرتكزهم الأهم تحت يدهم كاملاً بلا منازع ، ورغم ذاك ظلوا في تسترهم ، وأدخلوا برهانهم بوصفه الرئيس الشرعي للسودان وماهو إلا رئيس حكومة أمر واقع غير شرعية ، وإن كان يحوز فقط البرهان تحت يديه ، وظيفة رئيس المجلس العكسري بالأقدمية وليس بالوطنية الثورية ، فوضع جيش السودان الوطني في محنة ، والشعب السوداني في محنة أكبر ، هل يؤيدونه في حرب يديرها من وراء ستار ، تنظيمات النظام البائد الإرهابية ، ام يطالبونه بتنقية صفوفه من هؤلاء ، وأن لا يستجيب لهم لإطالة زمن الحرب لصالحهم للحفاظ عليه كي لاينهار كموسسة حماية رسمية فحول المشهد إلى نعم للحرب امزلا الحرب واحتم الصراع بين المواطنين .
ولتعقيدات وضع البرهان السياسي ، ومع تردي علاقته الدولية ، ظلت علاقته مع الحركة الإسلامية في توتر دائم ، رغم تنفيذه لمطلوباتهم التآمرية بحرفياً وبالكامل ، التي جعلت من البرهان "خشخيشة" في يدهم ، يتلقى الأوامر من أجهزة أمن النظام بقيادة رئيسه السابق والحالي المستتر المدعو قوش ، يزيع إعلانها ، مرتزقة اللايفات و"على رأسهم رئشة" صوت الإنصرافي المارق ، وخاصة بعد اشعالهم الحرب اللعينة ، الذين نجحوا في جعله صاغراً ينفذ لهم كل مطالباتهم ومماطلاتهم في رفض وقف الحرب ، والإستماتة في منع وقفها ، بحيل ما أنزل الله بها من سلطان ، وحولوها إلى حرب كرامة ووطنية ، وهي لا كرامة فيها ولا وطنية في مواصلتها . وبالفوضى التي اشاعوها في البلاد ، كان لابد أن تصلهم نار فوضاهم ، فتفرقوا شيعاً وقبائل واحزابا ، وعلى الطرفين سرت العدوى ، فالأول إلى أحزاب ثلاثة ، خلافهم جرار لا يزال ، في تتنازع الإسم والمواقف المتناهضة ، وآخرها توقف الناس حيرة ، في موقف الفقيه الذي تحول إلى سياسي ، لا يتحدث بلسانه إنما بلسان الحركة الإسلاموية، هل ياترى تحت الأكمة مشروع حزب رابع ؟؟ ، بزعامة الفقيه أية الله يوسف عبدالحي ، الذي ضرب بقوة على جميع الجبهات بما فيها البرهان الذي قال عنه ما لم يقله مالك في الخمر ، وهو المعروف ، "بعطية المزين الضخمة بغير العادة" الفضائية .. يتساءل الناس .
اما عن عدوى الآخر من طرف الحرب ، فهو يعاني من خلل بنيوي فهو مكون جند لايسيطر عليه غير هدفه الوحيد ، العبث في البلاد تعميماُ لتكوينه النهبوي ونشر الفوضى ليعمل فيها تقتيلاً وتشريداً وأغتصاباً ، وفي الحانب الآخر ، مستشارية تقلص دورها ملاحقة جندها الفالت ، لنفي جرائمه وفي بعضها تبريرها ، وحين رأت فشل خططها في تلبية طموحات قائدها حميدتى ، بدعوى تبنيه لديمقراطية ملفقة ، يصلون بها إلى طموحات فائدهم لرئاسة الدولة ، وقنعوا من خير في تلك الخطة التي نسجوها كذباً بديقراطية يشيدونها ، وفي ثورة ، جاوا ليدعموها ودولة وطنية يقيموها ، وها هم وجدناهم زايدوا خصمهم في رفضها ، بل شتمها وتتفيههاَ ، "ومافيش حد "أخس" من حد " ، فرضيوا من الغنيمة بالإياب ، فعادوا إلى مراجعهم ، المتأصلة فيهم ، قبليتهم وعنصريتهم وإلى كتابهم الأسود هم عائدون ، بعضهم يريدها دولة تحكمها نخبة دارفور ، بعد هدم دولة 56 وطرد نخبتها من الحكم ، وبعضهم يريدها دولة دارفور ، ووحدة السودان إلى الجحيم ، ومستجد زعامة آخر ينازعهم بدولة النهر والبحر ، و"الحشاش يملأ شبكتو" ، وآخرون يريدونها ، دولة الساحل والصحراء ، وآخرون .. وآخرون وآخرون!! .. ودقي يامزيكة .
-القادم الإرتكاز الثالث عن الحرية والتغيير سابقاً ، وتقدم "حالياً" وأتخاذها كبش فداء والهجوم المتواصل عليها ، من قبل مناصري الحرب ، بغرض هدم البناء بالكامل : ثورة ديسمبر والدولة المدنية الديمقراطية .
omeralhiwaig441@gmail.com
كما أوردنا في مقالنا السابق ، أن هناك ثلات إرتكازات إعتمدت عليها الثورة المضادة ، كيزانها وملحقاتهم ، سنداً يرتكز عليه ظهرها المتداعي ، بفعل ثورة ديسمبر المجيدة ، وبداية إنطلاقة العمل لإجهاضها في مهدها باكراً ، قبل أن تستفحل ، وتصبح قادرة على الإجهاز على تنظيمهم مهيض الجناح ، مهدوم الذمم ، وإحالتهم ورميهم غير مأسوف عليهم ، فى مزابل التاريخ ، وإن لم يكن بما لديهم من قيم ، ليس مثلهم ، لفعَّلوا شعارهم ندوسهم دوس ، كما يردد الهاتفون ، ويكتب الكاتبون والمعلقون .
فلو دقننا النظر ، طيلة سنوات الخمس إضافية لعمر الإنقاذ/الترابي-بشيرية ، التي مددها البرهان ورهطه من جماعة مجلسه العسكري ، نجدها إرتكزت على ثلاث محأور أو مرتكزات ، شيدت بها برنامج العودة إلى سلطتها المغبورة ، وقد تركز جهدها لإنفاذ هذا البرنامج على العمل السري من خلف ستار ، وهذا عمل أجادته منذ يفاعتها ، عند قدوم قائدها الجديد ، بعد ركله كل أسس التربية الإسلامية ، التي قام عليها تنظيم الأخوان المسلمين ، ودخوله البرجماتي للعمل السياسي بالبدلة والكرفتة للأناقة مع العطر الباريسي ، وأول منافعه ، من هذا الدخول الجزافي في العمل السياسي ، هي تأثره بتنظيم الحزب الشيوعي السوداني في بناء الكيان الحزبي وتحالفاته وسط الجماهير ، وليس بأحزاب الطائيفية ، وإن كان قد قادها من رسنها ، ولما إستنفد أغراضه منها ، رماها خلفه ، كليمونة معصورة ، بعد أن إرتشف رحيقها حتى قاعها الأخير ، كما ظلت عداوته قائمة ومحتدة وعنيفة ، وبدأها بحله وطرد نوابه من البرلمان ، وفي اواخره ، لم يبخل عليهم بدخول ببيوت الأشباح وفقدالعديد من عضويته ومن غيرهم من المعارضين ، ومع ذلك أنجح الغرض غير الحسن ، الذي اقترضه خلسة ، كما اعتادوا بعدها الإقتراض غير الحسن ، إختلاساً بيناً وبايناً ، وكان غرضه الأول من خزينة الحزب الشيوعي لإدارة تنظيمه دون إذن أو أوراقاً ثبوتية ، ومارس هذا الحق المختلس ،حتى رحيله عن دنيانا الفانية . وقد اعترف بهذا الإختلاس علانية الراحل بعضمة لسانه وردده كثيراً ، وجاراه في ذلك الإعتراف المعلن كثر من جماعتهم ، أصدقهم صدقية كان د/المحبوب عبدالسلام في كتبه ومكاتيبه ، وغيره تفاخروا بين أنفسهم وقالوا بسلاحه ، سيقتلعون الحزب الشيوعي من جذوره ، سألوه لاحقاً عن من هو أقرب الأحزب اليكم ؟؟ . رد دون تلعثم أو تردد ، الحزب الشيوعي السودني ، وهذه قصة أخرى !! .
أول مرتكزاتهم لمحاربة المد الثوري للإنطلاقة الجماهيرية لتورة ديسمبر المجيدة ، هي بداية إقتلاعهم التي تمت يوم 11/ ٤ / 2019 الذي سجله التاريخ بأنه ، كان يوم نفيهم من السلطة، ولكن وللمفارقة ، فقد كان ذاته هو يوم جديد عودتهم للسلطة مجدداً ، "شفت كيف !!؟ ، السطو المسلح عز النهار .. عز الجمر !! " ، ومن خلف دثار ، فقد كان الإقتلاع والنفي الإجباري للطرفين ، بواسطة لجنتهم الأمنية ، منهم وفيهم !! ، بقيادة طرفيها العسكركوز " الجيش" ، يتزعمهم البرهان . والجنجوكوز "الدعم السريع" ، ويتزعهم حميدتي ، وهذا الأخير لكي يصبح عضواً شرعياً في نظامهم الجديد ، نصبوه نائباً للرئيس ، بما لم تأت به الأوائل في البنود التي أقرتها نواقص الوثيقة الدستورية المعيبة ، وكانت هذه ضربة البداية لخرق هذه الوثيقة ، "وأزهري الخرق الدستور" وكلها ، قديمها في الخرق وجديدها جنايات ، في حق الوطن ، المكتول كمد ، ورحمك الله شاعر الحب والسلام والحرية صديقنا الراحل عثمان خالد رحمه الله .
وقد كان مصير الوثيقة ، تمزيقها نهائياِ ، إرباً إرباً في إنقلاب 25 اكتوبر عام 2021 وإدخال طرفها الآخر وإيداعه سجونهم غير آمنين وهم والمنقلبون غير آبهين .
ولكن هذه العلاقة التبادلية ، مشبوهة المنافع والمصالح ، بين اللجنة الأمنية والحركة الإسلاموية ، ظل يشوبها المد والجذر أكثرها الخلافات الداخلية ، ولا نريد سردها وإنما حصائلها في النهاية فقط صفرية ، فشريط التفاصيل تحمله ذكرى المرارات التي أورثوها لشعب السودان في سنتهم الأولى ، وكانت تدور حول تنفير الثوار/ت من سرعة حركة دفع الثورة إلى غاياتها ، ساعدهم في ذلك ، حكومة الثورة الإنتقالية ، التي تفرغت لكسب كراسي السلطة بمناصبها والغنائم ، في حين كان الثوار في الشوارع ، يهتفون ليل نهار كما المغني ، التونسي لطفي بو شناق في رائعته الوطنية ، " خدو المناصب والمغانم وخلو لينا الوطن" . فقد اسهمت حكومة الثورة ، في تسليم الجمل بما حمل ، إلى اللجنة الأمنية ، أو بالمعنى الأصح للحركة الإسلاموية ، تسليم مفتاح ، وبهذا أضيفت خمس سنوات جديدة للنظام البائد ، حلالاً بلالاً ، لم يكن يحلم بها ، ففي المراحل الأولى كانت عضويتهم في حالة كمون وهروب وتخفي دون كسوف او خجل ، رغم هيبة المشد أمام شعبهم وأهلهم ومعافهم ، إلى أن أعادهم البرهان بعد انقلابه المشؤوم ، وبذلك استولوا على السلطة رسمياً ، فأصبح مرتكزهم الأهم تحت يدهم كاملاً بلا منازع ، ورغم ذاك ظلوا في تسترهم ، وأدخلوا برهانهم بوصفه الرئيس الشرعي للسودان وماهو إلا رئيس حكومة أمر واقع غير شرعية ، وإن كان يحوز فقط البرهان تحت يديه ، وظيفة رئيس المجلس العكسري بالأقدمية وليس بالوطنية الثورية ، فوضع جيش السودان الوطني في محنة ، والشعب السوداني في محنة أكبر ، هل يؤيدونه في حرب يديرها من وراء ستار ، تنظيمات النظام البائد الإرهابية ، ام يطالبونه بتنقية صفوفه من هؤلاء ، وأن لا يستجيب لهم لإطالة زمن الحرب لصالحهم للحفاظ عليه كي لاينهار كموسسة حماية رسمية فحول المشهد إلى نعم للحرب امزلا الحرب واحتم الصراع بين المواطنين .
ولتعقيدات وضع البرهان السياسي ، ومع تردي علاقته الدولية ، ظلت علاقته مع الحركة الإسلامية في توتر دائم ، رغم تنفيذه لمطلوباتهم التآمرية بحرفياً وبالكامل ، التي جعلت من البرهان "خشخيشة" في يدهم ، يتلقى الأوامر من أجهزة أمن النظام بقيادة رئيسه السابق والحالي المستتر المدعو قوش ، يزيع إعلانها ، مرتزقة اللايفات و"على رأسهم رئشة" صوت الإنصرافي المارق ، وخاصة بعد اشعالهم الحرب اللعينة ، الذين نجحوا في جعله صاغراً ينفذ لهم كل مطالباتهم ومماطلاتهم في رفض وقف الحرب ، والإستماتة في منع وقفها ، بحيل ما أنزل الله بها من سلطان ، وحولوها إلى حرب كرامة ووطنية ، وهي لا كرامة فيها ولا وطنية في مواصلتها . وبالفوضى التي اشاعوها في البلاد ، كان لابد أن تصلهم نار فوضاهم ، فتفرقوا شيعاً وقبائل واحزابا ، وعلى الطرفين سرت العدوى ، فالأول إلى أحزاب ثلاثة ، خلافهم جرار لا يزال ، في تتنازع الإسم والمواقف المتناهضة ، وآخرها توقف الناس حيرة ، في موقف الفقيه الذي تحول إلى سياسي ، لا يتحدث بلسانه إنما بلسان الحركة الإسلاموية، هل ياترى تحت الأكمة مشروع حزب رابع ؟؟ ، بزعامة الفقيه أية الله يوسف عبدالحي ، الذي ضرب بقوة على جميع الجبهات بما فيها البرهان الذي قال عنه ما لم يقله مالك في الخمر ، وهو المعروف ، "بعطية المزين الضخمة بغير العادة" الفضائية .. يتساءل الناس .
اما عن عدوى الآخر من طرف الحرب ، فهو يعاني من خلل بنيوي فهو مكون جند لايسيطر عليه غير هدفه الوحيد ، العبث في البلاد تعميماُ لتكوينه النهبوي ونشر الفوضى ليعمل فيها تقتيلاً وتشريداً وأغتصاباً ، وفي الحانب الآخر ، مستشارية تقلص دورها ملاحقة جندها الفالت ، لنفي جرائمه وفي بعضها تبريرها ، وحين رأت فشل خططها في تلبية طموحات قائدها حميدتى ، بدعوى تبنيه لديمقراطية ملفقة ، يصلون بها إلى طموحات فائدهم لرئاسة الدولة ، وقنعوا من خير في تلك الخطة التي نسجوها كذباً بديقراطية يشيدونها ، وفي ثورة ، جاوا ليدعموها ودولة وطنية يقيموها ، وها هم وجدناهم زايدوا خصمهم في رفضها ، بل شتمها وتتفيههاَ ، "ومافيش حد "أخس" من حد " ، فرضيوا من الغنيمة بالإياب ، فعادوا إلى مراجعهم ، المتأصلة فيهم ، قبليتهم وعنصريتهم وإلى كتابهم الأسود هم عائدون ، بعضهم يريدها دولة تحكمها نخبة دارفور ، بعد هدم دولة 56 وطرد نخبتها من الحكم ، وبعضهم يريدها دولة دارفور ، ووحدة السودان إلى الجحيم ، ومستجد زعامة آخر ينازعهم بدولة النهر والبحر ، و"الحشاش يملأ شبكتو" ، وآخرون يريدونها ، دولة الساحل والصحراء ، وآخرون .. وآخرون وآخرون!! .. ودقي يامزيكة .
-القادم الإرتكاز الثالث عن الحرية والتغيير سابقاً ، وتقدم "حالياً" وأتخاذها كبش فداء والهجوم المتواصل عليها ، من قبل مناصري الحرب ، بغرض هدم البناء بالكامل : ثورة ديسمبر والدولة المدنية الديمقراطية .
omeralhiwaig441@gmail.com