نقاط بعد البث
* استوحيت موضوع هذا المقال من مساهمة للصديق محمد سوركتي رفدها في صفحته بالفيس بووك، وتداخلت فيها معه، وقد عنً لي توسيع المناقشة حول ما طرحه سوركا.
* فقد تناول في مساهمته أسماء المواليد ودلالاتها بحيث يهدف الوالدين أن تحمل مضامين الأسماء التي يطلقونها على أبنائهم صفة الجمال والسمو الأخلاقي والاجتماعي للموصوف به، كالرسول الكريم وصحابته الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، مشيراً إلى الأسر التي تتورط في تسمية أبنائهم بشخصيات تثبت السنوات أنهم ليسوا بجديرين لا بالتقدير ولا بالاحترام!، مشيراً لأسماء متعددة سودانية وغير سودانية، كالنميري والقذافي وصدام وغيرهم. و.أن بعض هؤلاء المواليد قد تأذوا كثيراً جراء حملهم لتلك الأسماء لأسباب متعددة، درجة أن الوالدين أو هم بأنفسهم يكابدون مشاق تغيير أسمائهم في سجلات المواليد وشهادات الميلاد في مرحلة من المراحل فيما بعد.
* هذا جوهر مساهمة سوركتي في خصوص دلالات الأسماء، الأمر الذي حفزني لتناول الموضوع من جوانب أخرى لم تتطرق إليها المناقشات التي تمت حول هذا الموضوع الحيوي.
* فصديقنا بانقا عباس الياس كان معجباً في مرحلة من المراحل بالشاعر آرثر رامبو، فأطلق على نفسه اسم رامبو وهو بالفعل شاعر مجيد في شعره، تمر الأيام وتأتي الانقاذ بما لا تشتهي سفن الصديق بانقا، حيث ظهرت شخصية يوسف عبد الفتاح بمسلكه الذي حدى بجماهير شعبنا اللماح لأن تمقته وتطلق عليه اسم (رامبو) الممثل الأمريكي الذي قيل أنه يتصرف مستعرضاً جسمه الرياضي كأقرب للمخبولين، فأسقط في يد بانقا، ومن يومها بدأ يتخلص رويداً من الاسم ، وأخاله نجح.
* ودون الاشارة لأسماء المتداخلين، فقد أكد أحدهم بأن الكاتب المصري لينين الرملي قال انه طورد بالسؤال عما إن كان شيوعياً، ولما اختلف المتداخلون حول ما إن كان هناك من أطلق على ابنه اسم الترابي، أكد أحدهم بأن بعض عضوية المؤتمر الشعبي قد تيمنت بهذا الاسم!.
* أحدهم أشار لقريبه المسمى على البطل الأفريقي باتريس لوممبا مضيفاً بألا أي صفة تجمع بين الاسمين، حيث قريبه بعيد كل البعد عن سمت وخصال لوممبا!.
* وحدثني صديق من منطقة الجزيرة اسلانج عن أسرة قريبة له جذورها تقدمية أطلقت على مولودها اسم "استالين" مضيفاً أن الطرفة في التسمية هي عندما تنده له عماته وخالاته قائلات (يا ستالييين) فتصوروا ترديد هذا الاسم في منطقة من مناطق البلاد كالجزيرة اسلانج!.
* وفي أعقاب هزيمة انقلاب يوليو 1971 واستشهاد قادة عظام للحزب كتب د. عبد الله علي إبراهيم مقالاً شهيراً مجد فيه أولئك الأبطال ودعى لاطلاق أسمائهم على أبناء وبنات الشعب، وختم مقاله قائلاً:ـ أن خير الأسماء ما "عُبد وشُفع وفُطم وسُعد"، والأخيرين أضافهما كناية عن الراحلتين سعاد إبراهيم أحمد وفاطمة أحمد إبراهيم حين كانتا وقتها بالمعتقل، ولا أذكر ما إن كان قد أضاف لهؤلاء إسم "جوزيف" أم لا! ولكن الشاهد فإننا لا نرى هذا الاسم يطلق على أبناء الشيوعيين "الشماليين"، فهل يا ترى أنه حاضر بين أسماء أبناء الشيوعيين "الجنوبيين" ،، مما يعني أن أولى بوادر الانفصال تنبأ بها الشيوعيون الذين كانوا قد نافحوا في نفس الوقت من أجل وحدة البلاد؟!.
* وكان الشاعر محجوب شريف يحلو له ممارسة دُعاباته بين أوساط أصدقائه ومعارفه، فهو يطلق أسماءاً ( من عندياته) لبعضهم، ينادى مثلاً قريبه محمد (مبارك) بمحمد مبارك ،، (علينا وعليكم)، ولرزق الحلفاوى يناديه ،، (رزق) اليوم باليوم، وللضابط مدني علي مدني يمازحه قائلاً:ـ مدني ÷ مدني ما بساوي ود مدني، ولصديقه الممثل والدرامي محمد السني دفع الله فيقول له، "أبوك لسع ما بقى شيعي؟!" وأما اٍنتصار فتاة جبال النوبة التى تعمل معهم بالمنزل، فيقول لها :- (اٍنتصار) الشعب على أعدائه!.
* وعلى ذكر الأسماء فإن أحد أصحاب البصات السفرية ودون أي تفكر في مغزى الاسم وعلى منوال الأسماء الاسلامية التي أطلقتها عضوية ومشايعيي الاسلام السياسي للجبهة الاسلامية، خاصة بعد انقلابها، كالمخبز الاسلامي ومحلات نقاب العفاف ومرطبات الفردوس ومغلق الأمة الاسلامية وهلم، أطلق اسم سفريات (البقيع) على مواصلاته، وأخينا في الله لم يتفكر أن البقيع هو اسم مقابر شهيرة بالسعودية!.
* حكى لي أنريكو زوج مريم إبنة محجوب شريف، أنه أصبح يحذق التعامل مع الذين يسألونه عن ما إن كان يعرفهم، كعادة السودانيين، وقال أنه وكألماني الجنسية فقد رصد أن أكثر الأسماء المتداولة وسط السودانيين هي إسم محمد كناية عن الرسول الكريم، وقال أنه وبما أن غالبية أسماء السودانيين يمكن أن تجد فيها اسم محمد، سواء بالنسبة للشخص المعني أو والده أو جده أو حتى قريب له كشقيقه أو قريبه، فإنه يعتمد على ذلك في رده على السائل له ليجيبه بأن اسمه "محمد" فيبتسم السائل قائلاً:ـ " تراكا عريف ،، محمد ده اسم أبوي"!.
* وفي آخر الأسماء سأل أحد " الظرفاء" طفلة صغيرة عن أسمها فردت عليه قائلة:ـ (أسماء) فسألها بدوره:ـ لا ،، يعني مافي إسم محدد كدا؟!.
ــــــــــــــــ
* نشرت بصحيفة الميدان.
helgizuli@gmail.com
/////////////////