إضاءة حول رحلة تقصي سابقة .. جددتها المواجع
تعليق خاص على ما قيل
* أجرت صحيفة الرأي العام تحقيقاً صحفياً بعنوان "رحلة تقصي في ثروة أخوان الرئيس"بتاريخ 13 مارس 2011، وبما أن التحقيق ركز على إفادات شقيق الرئيس "محمد حسن أحمد البشير" حول الاتهام الذي يطال أشقائه باستغلالهم لمراكز نفوذهم كأشقاء لرئيس الجمهورية، فإننا سنركز على نشاطه هو شخصياً حسب إفاداته، لأننا نعتقد أن مثل هذه الاضاءة تفيد في توضيح بعض معالم الموضوعات التي استهدفها التحقيق الصحفي!.
* أشار التحقيق ودون تحديد لمجال تخصصه الأكاديمي إلى أن محمد شقيق رئيس الجمهورية، تخرج من جامعة الخرطوم عام 1972، وكان يعمل بالأمارات العربية المتحدة قبل عودته النهائية للسودان، وهو حالياً مدير مؤسسة "معارج الخيرية"، والتي يرعاها الرئيس البشير شخصياً، وقد قامت هذه المؤسسة الخيرية ببناء "مجمع النور الاسلامي"، الذي كان من المفترض أن يكون إسمه "مجمع حسن أحمد البشير" والد الرئيس وأشقائه، إلا أن الأسرة عدلت الاسم، وحول مصدر الأموال التي تم بها تشييد هذا المجمع الفخم بمنطقة كافوري، يشير شقيق الرئيس بأن التبرعات إنهالت " من الكثيرين لصالح بناء المجمع اشهرهم محمد اسماعيل صاحب شركة (مام) الذي تبرع بنصف مليون دولار، وتبرع الاتراك بمليوني دولار الى جانب آخرين" كما يشير إلى أن قطعة الأرض قد تبرع بها "شارلي كافوري" مالك منطقة كافوري. وذلك بحكم السنوات الطويلة التي قضاها والد الرئيس وأشقائه في مزرعة "آلـ كافوري" الذي عمل في بيع اللبن بمعاونة أبنائه بمن فيهم ابنه عمر البشير - الرئيس فيما بعد - وبحكم عمل الوالد ومساعدة الأبناء له نشأ ارتباط بين الأسرة وبين منطقة كافوري عززته العلاقات الجيدة التي ربطت بين آل كافوري وبين كل من عملوا في مزرعتهم. ومن هنا جاء تبرع كافوري بقطعة الأرض للرئيس وأشقائه. ويوضح أن "مجمع مدارس مواهب" الفخم بمنطقة كافوري والذي أوحى للبعض بأنها "قصور تخص الرئيس البشير"، هي في الواقع شيدت بقرض من "بنك التنمية الاسلامي" بجدة بمبلغ خمسة ملايين ونصف المليون دولار، مؤكداً أن هذه المبالغ كانت تدفع من البنك الى وزارة المالية ومنها إلى المقاول مباشرة، وأن البشير وأشقائه لم يستلموا منها شيئاً. ونفى أن يكون ضمان وزارة المالية لهم تحديداً، إستغلالاً للنفوذ، فكل القروض التي تأتي من الخارج تأتي عبر وزارة المالية كضامن، وأنهم يقومون بدفع الاقساط لوزارة المالية التي تدفع بدورها للبنك حيث دفعوا منه حالياً القسط الأول والذي بلغ أكثر من ستمائة مليون جنيه، مشيراً إلى أن وفداً من البنك الممول وقف على المجمع وشهد بأنه من أفضل المشاريع التي مولها، وحول عائدات المجمع يشير محمد "كمدير لمؤسسة معارج" إلى أن ثلاثة ارباع عائدات المجمع يتم توظيفها في العمل الخيري، وتتوزع بقية العائدات في مرتبات العاملين ورعاية عدد من مراكز القرآن الكريم. مؤكداً أن المنظمة لديها نظام حسابي ونظام مراجعة صارمة، "التبرعات التي جاءت الينا معروفة من اين جاءت والى اين ذهبت". وحول شبهة استغلال النفود في هذا النشاط ينفي شقيقه الآخر د.عبد الله باقتضاب بأن قيمة التبرع "ذهبت لبناء مجمع اسلامي ولم تذهب لغرض تجاري".
هذا عن أعمال محمد شقيق رئيس الجمهورية، وأما عن المناصب التي شغلها إلى جانب منصبه كمدير لمؤسسة "معارج الخيرية" حسب إفاداته في التحقيق الصحفي، فهي:-
1- رئاسته لمجلس شركة دوف للطيران التي يملك فيها أسهماً تبلغ 16% .
2- عضويته السابقة في مجلس ادارة بنك الأسرة، وحول مخصصاته في هذه الوظيفة يقول بأنه كان عضو مجلس إدارة دون أي مخصصات.
وأما بالنسبة لممتلكاته فيقول أنها مزرعة في منطقة السليت بمساحة 9 فدان.
* بقي أن نعرف أنه برر إتجاه عدد من الشركات لتعيين بعض (إخوان الرئيس) كأعضاء في مجلس الإدارة، أو رؤساء لمجالس إدارات الشركات، بأن بعض الشركات ربما " تسعى إلى حماية نفسها من منافسة غير متكافئة تتوقعها، وهذا أمر يتعلق بها" مضيفاً أنهم " كإخوان للرئيس حريصون أن تأخذ كل جهة حقها، وألا تأخذ ما ليس حقها، وإذا وقع ظلم حتى على الافراد – دعك من الجهات – فنحن نسعى بما نستطيع أن نرفعه عنها، وهذا المسعى يتم من خلال القنوات الرسمية، وليس عبر تجاوزها".
* وبقي أن نعرف أن سؤالاً يتعلق بالسر وراء تسارع الجهات المانحة في التبرع لمنظمة لها صلة بالرئيس وأشقائه دوناً عن الجهات والمنظمات الكثيرة التي تحتاج لمثل هذا التبرع، أجاب عليه قائلاً:- " هذا يعود الى ان الشخصيات المتبرعة، في الغالب تفضل التبرع الى جهات مضمونة، واسماء معروفة، وهذا ما حدث بالنسبة لمنظمة معارج".
* وبقي أن نعرف أن سيادته وهو يشير إلى أن ثلاثة أرباع عائدات المجمع يتم توظيفها في العمل الخيري وعدد من مراكز القرآن الكريم، إلا أنه كمدير للمؤسسة لم يشر إلى أي من الأعمال الخيرية ولا إلى أي من مراكز القرآن الكريم التي قال أن العائدات توظف فيها، رغماً عن تأكيده أن " المنظمة لديها نظام حسابي ونظام مراجعة صارمة التبرعات التي جاءت الينا معروفة من اين جاءت والى اين ذهبت ".
* وبقي أن نعرف بأن حديث الناس حول نشاط زوجتي الرئيس فاطمة ووداد في "العمل الخيري" جعله يتسائل في الحوار حول لماذا الاعتراض على أسرة الرئيس، منوهاً إلى أن هناك أخريات من نساء المسؤولين لهن نشاط عبر منظمات خاصة بالعمل الخيري.
* وبقي أن نعرف أنه حاول أن ينفي بأن مجمع مدارس المواهب إنما هو بمثابة معمار يخص الرئيس البشير، عندما ذكر بأنه نقل هذا الاتهام لشقيقه الرئيس الذي اكتفى بأن ضحك فقط. رغم أن ما أشار له في صدر التحقيق الصحفي يشير إلى حقيقة أن المجمع بملحقاته يخص الأسرة .
* وبقي أن نعرف أنه نفى أن يكون أحد أشقائه وهو "علي" يمتلك أسهماً في عدد من المواقع التي عمل على تأسيسها " كاليرموك سوداتل .. اليرموك .. رام"، مؤكداً:- " علي أخي لم يمتلك أسهماً في هذه المؤسسات، كان يتقاضى راتباً شهرياً، وأشهد الله أنه كان يوزعه على المحتاجين، صحيح أنه كان رئيس مجلس إدارة شركة رام، ولكنه الآن إستقال منها ".
* وبقي أن نعرف بأن سيادته قد أقسم بأن " حسابه في البنك - حتى كتابة هذا التحقيق- ستة ملايين جنيه (بالقديم) "، ويضيف: " من يقول غير ذلك فهو يريد ان يوهم الشعب السوداني ان اسرة الرئيس البشير تسلك طرق غير شفافة وغير نظيفة، او ان اخوان الرئيس مثلهم ومثل اسرة حسني مبارك وزين العابدين بن علي".
* وآخيراً بقي أن ينتبه القارئ العزيز إلى أننا لم نستخدم أي علامة تعجب في كتابتنا هذه حول كل ما ذكرة السيد محمد حسن أحمد البشير شقيق رئيس الجمهورية.
______________
عن صحيفة الميدان
hassan elgizuli [elgizuli@hotmail.com]