إضافة ثرة للمكتبة السودانية

 


 

 

كلام الناس
انشر هذا الكلام بمناسبة تدشين كتاب دراسات نقدية يوم الأحد الماضي الموافق ١١ ديسمبر الجاري بالمقهى الأدبي بالشارقة للأستاذ بكري جابر.
قدم الأستاذ بكري جابر في هذا الكتاب باقة دسمة ومتنوعة من الكتابات النقدية لعدد من المؤلفات العربية، وطاف بنا في جولة في عالم الكتب والكتابة بمختلف أنماط الإبداع الأدبي.
بعد قراءتي لهذا الكتاب تأكد لي ان بكري جابر قارئ نوعي تكونت لديه ملكة خاصة لاستنطاق النصوص من شعر ونثر وسرد روائي.
عن رواية “طقوس الرحيل” لعباس علي عبود تناول بكري جابر جماليات السرد من رحيق الذاكرة ثم نقلنا معه بسلاسة لمايسترو أوكسترا اللغة الروائي أحمد حمد الملك في روايته “الفرقة الموسيقية” ثم عرج بنا إلى عبقري الرواية السودانية يحى فضل الله في روايته “تحولات في مملكة الأحلام”.
أكتفي بهذه النماذج غير المنتقاة للنقد في مجال السرد لأنتقل بكم معه إلى عالم الشعر لنقف معاً عند جمالية النص وجودته كما تجلت لبكري جابر في قصيدة النثر التي كانت تطوراً طبيغياً في مسيرة الشعر العربي الحديث وندلف معاً إلى أشعار عاصم عيسى رجب الذي رأى فيه بكري بشارة شعرية منذ صدور ديوانه”الخروج قبل الأخير” عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة.
في هذا الكتاب إكتشفت سر المكتبة العربية الغنية بالكتب والمراجع التي جاء بها من القاهرة حيث قال فيه انه بعد أشهر قليلة من كتابته عن الشاعر عاصم عيسى رجب في صحيفة الخرطوم عندما كانت تصدر بالقاهرة : حملت أحلامي وأقلامي وهاجرت لأستراليا.
حدثنا بكري جابر عن الشاعر عفيف إسماعيل المقيم حالياً في أستراليا قائلاً انه يتأرجح في أعماله الشعرية بين شاعرية السرد وسردية الشعر، بعد ذلك توقف بنا بكري في حوار جمالي مع التاريخ في ديوان “منمنمات على جلباب سيد الساحل” لمحمد عبدالخالق.
أكتفي بهذه السياحة النقدية في عالم الشعر لأنتقل بكم إلى ختام كتاب الأستاذ بكري جابر” تأملات نقدية” لباب – من الاخر – الذي خصصه لرأيه في قضية غياب النقد التطبيقي في واقع الثقافة السودانية في رده على القاص أحمد فارس إضافة لرأي د. محمود شعراني الذي قال فيه أن النقد التطبيقي جزء من الأزمة الثقافية في السودان، وفي حديثه مع الاخر أورد لنا بكري رأي القاص المصري سعيد الكفراوي الذي قال فيه : بالكتابة أحاول التعبير بقدر من حنين عن عالم عشته وانقضى.
هذه محاولة متواضعة لاستعراض بعض ما جاء في هذا الكتاب الذي يعتبر إضافة ثرة للمكتبة السودانية بما تضمنه من قراءات نقدية في عالم الكتب والكتابة التي حشدها بكري بلغته المتعمقة في النصوص التي استنطقها في محاولة لسبر غور جانب من أزمة الكتابة النقدية في السودان.
////////////////////////

 

آراء