نادراً ما أتابع مسلسلاً من المسلسلات المكسيكية، أولا لطول حلقاتها التي غالباً ما تفوق المائة، مثل المسلسل الذي خصصنا له كلام الناس اليوم، ولأن المشكلات التي تتناولها غريبة عن مجتمعاتنا، لكن مسلسل "إمرأة من فولاذ" جذبني لمتابعته بالأداء المتميز للممثلين وحدة الصراع بين قوى الخير وقوى الشر فيه. *القصة المحورية للمسلسل تدور حول قصة حب بين بطليه خوسينيقي وفالنتينا، وهما يواجهان سويا سلسلة من المؤامرات والدسائس، من أقرب الاقربين اليهما ،خاصة من دونا ليونور والدة خوسينيقي وإيفانا إبنة خالة فالنتينا التي ترعرعت معها في ذات المنزل قبل ان تفرقهما الأهواء والأطماع من الشريرة إيفانا. *العلاقات المفتوحة في المجتمع المكسيكي وتداعياتها التي تفرز واقعاً متشابكاً ومعقداً كادت أن تفسد الحب الذي يربط بين خوسينيقي وفالنتينا، إلى ان تكشفت الحقائق بكل ما فيها من مرارة، وبعد ان انتحرت ايفانا بسبب فشلها في كسب حب خوسينيقي، وارتكابها الكثير من الخطايا والجرائم، عاد الصفاء بين خوسينيقي وفالنتينا وتم زواجهما في حفل عائلي بهيج غنت فيه فالنتينا لحبيبها في حفل الزفاف. *المسلسل يحكي في نفس الوقت قصة الصراع القديم المتجدد بين قوى الخير وقوى الشر،وكان رمز الشر في المسلسل روسنتو الذي أتقن تمثيل دور الشرير،وهو كثير الشبه بإيفانا التي أجادت دور الشريرة المنحرفة الماكرة المخادعة، وكاد روسنتو أن يفسد حفل الزفاف بعد ان فاجأ الحضور بأنه نجا من الموت إثر تفجير اللغم الذي وضعه أصلا ليفجره ليضلل الاخرين بموته هو وفالنتينا التي يريد ان يهرب بها بعيدا، لكن الشرطة قبضت عليه ليقضي بقية عمره في السجن عقابا على جرائمة الكثيرة. *الرسالة التي نجح الفيلم في إيصالها للمشاهد تتلخص في أن الحب لايموت، وأن الخير حتماً ينتصر مهما كانت قوة وجبروت قوى الشر، وأن الصبر على المكاره والعمل المنتج ، خاصة في حقل الزراعة يمكن ان يثمر "مزرعة معجزة"، عندما تلتقي الإرادات الخيرة التي تعمل لخير الناس وصالحهم. *من المشاهد الجميلة التي زينت الحلقة الختامية من المسلسل خروج العروسين ليركباعربة "الكومر" القديمة،وفالنتينا العروس وهي "الملكة" على منطقتها بكامل ثوب زفافها تمسك بالحبل المعلق بباب الكومر، ويتجهان سوياً بعيدا عن قصريهما الى "الكوخ" الذي أقاماه رمزاً للحب بينهما. *هكذا انتصر المسلسل للحب الحقيقي ولإرادة الحياة والخير، على قوى الشر والانحراف والجريمة.