اصل الحكاية
رغم إكتساح الهلال لفريق إتحاد مجني برباعية نظيفة ، إلا أن الأداء في شوط اللعب الثاني لم يكن بالمستوي المطلوب ، فقد غلب عليه البطء والتحضير الكثير ، وفي تقديري أن مدرب الهلال لم يستفد من الطريقة لعب بها إتحاد مدني ، والتي خلت من اللعب الضاغط خاصة في وسط الملعب ، ومع ذلك كثرت التمريرات الخاطئة ، بجانب إشكالية اللعب القصير في المساحات الضيقة ، والتي قد يراها البعض إيجابية ولكن خطورتها تظهر عند قطع الكرة ، هنا يتوه وسط ودفاع الهلال ، وشاهدنا مرات عديدة يبني الإتحاد هجماته من هذه الكرات ، وتصل إلي داخل الصندوق ثم تضيع بسبب عدم التركيز والتمرير الخاطيء أو التهديف الأرعن .
ولن يواجه الهلال هذا الوضع مع كل الأندية فهناك أندية تجيد الإرتداد السريع وتستفيد من مثل هذه الأخطاء وتنجح في ترجمتها إلي أهداف ، وبالتالي علي مدرب الهلال صلاح محمد آدم عدم الركون للنتائج الايجابية التي تحققت والأهداف التي أحرزت فلازال شكل الفريق يحتاج إلي الكثير حتي نشير إليه كفريق بطولات ، وأري الهلال مازال يلعب بالدافع والإرادة أكثر من الفكر التدريبي ، وهما بكل تأكيد مطلوبان ويكملان جوانب فكر المدرب.
هناك ملحوظة وهي أن الفريق يؤدي المباريات بتشكيلة تختلف من مباراة لأخري ، فنجد أن العناصر التي أدت مباراة المريخ ، غاب منها في مباراة الاتحاد مدني نصف العدد لأسباب مختلفة ، وفي تقديري أن المتبقي من المنافسة لايحتمل كثرة التجريب ، خاصة وأن الفريق لديه عناصر ممتازة بمستويات عالية ، بجانب ان الفريق لايعاني من ضغط مباريات في منافسات أخري خلاف الدوري الممتاز ، وهي البطولة التي يلعب فيها الهلال علي تعثر المريخ وفي المقابل عدم خسارة اية نقاط بالتعادل أو الهزيمة ، وهذا يتطلب التركيز علي تشكيلة ثابتة وفق رؤية المدرب بعيدا عن مايطلبه الإعلام أو الجمهور ، (والبتغلب بيهو كمايقال في القاعدة الكروية الشهيرة ألعب بيهو).
مع الوضع في الإعتبار المتبقي من مباريات الدورة الثانية يضع الهلال تحت ضغط رهيب في ظل وجود فرق تطارده بقوة وتلعب علي المركزين الاول والثاني ، وهي فرق الخرطوم الوطني وأهلي شندي ، فالفارق بين الهلال والخرطوم الوطني نقطة واحدة ، وبين الهلال وأهلي شندي أربعة نقاط ، والفارق بين المريخ المتصدر والهلال نقطتين ، وهذه الصورة تؤكد أن ماتبقي من مباريات لايحتمل التفريط ، ويحتاج في المقابل إلي تهيئة نفسية للاعبين تجعلهم في حالة تركيز دائم ، وأن أي شكل من أشكال التراخي أو الإستهتار بعد إنتصارات كبيرة مثل التي حدثت أمام المريخ واتحاد مدني ، ستجعل الفريق في وضع لايحسد عليه ، وقد يحل ثالثا أو رابعا ، فالفرق التي تقف علي الخط تنتظر كما ذكرت أي إخفاق لتصعد .
فالفوز علي المريخ هو فوز معنوي ومهم ، وإحتاجه الهلال أكثر من أي وقت ، بعد الظروف الصعبة التي عاشها النادي والفريق ، ولكنه في المقابل لايعطي البطولة ، وينطبق الأمر علي إتحاد مدني ، وهو الهدف رغم معاناة هذا الموسم الرهيبة والغريبة ، إلا الفرصة جاءت ووضعت الفريق في طريق البطولة ، ولايجب بالتالي التفريط فيه بأي شكل من أشكال التنظير أو التجريب . لذا علي المدرب صلاح محمد آدم الإنتباه، فالإختبار الحقيقي ليقدم نفسه كمدرب كبير إن جاز التعبير في هذه المرحلة الدقيقة من المنافسة.
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]
//////////////