تناولت بعض كتابات المدونين بمواقع التواصل، نماذجاً من مقولات في شأن الصلاح والتقرب للخالق عزً وجلً، من بسطاء المؤمنين وغمار المسلمين، تعبر عن صدق توجههم نحو ربهم بكلمات تعكس مفاهيمهم ورؤيتهم دون رتوش حسب معارفهم البسيطة (كأميين)، ولم تصنع عندهم تلك الأمية الدينية والمعرفية برغمها، حاجزاً بينهم وبين خالقهم، حيث لا يرومون سوى إخلاصهم نحو تدينهم لخالقهم بمحبة وصدق ومباشرة دون تقعر أو حذلقة!. ويا له من إيمان نابع من قلوب صادقة لا تدانيها تقية أو تزلف أو قشور وإفشاء لصلة العبد بخالقه عن طريق " غرة الصلاة الكذوبة وإطلاق العنان للدقن الشيطانية والبسملة والحوقلة التي لا تخرج من القلوب الصافية" تلك التي أصبحت الماركة المسجلة لأهل الحركة الاسلامية وإسلامهم السياسي المزيف طلباً للدنيا واستغلالاً لدين الغالبية تزلفاً!. ومن الأمثلة، الاشارة لرجل أمي عجوز من نواحي صعيد مصر وهو يرفع كفه بصدق منادياً خالقه وهو يردد:ـ (استرها معايا يا رب وحياة ابوك)!. في تجريد يعبر عن أسلوب أميته التي لا تعي معاني الآية الكريمة (لم يلد ولم يولد ولم يكن كفواً أحد)!. كما أشارت هاجر الشيخ لأمرأة من صعيد مصر أيضاً إعتادت على النهوض باكراً من نومها وهي تخاطب ربها كل صباح قائلة له ( صباح الخير يا رب)!. وأخرى كتبت عن تلك التي كانت تخطئ في (التشهد)، وحينما حاولت إحدى حفيداتها تصحيحها، ردت معترضة ( النبي بيزورني كل يوم في المنام، لو كنت باغلط فيها كان صحّحهالي)!. وكتب أحد المدونين المصريين عن ظرف بسطاء المسلمين مشيراً لإحدى ربات المنزل منادية ربها بكل عادية ومباشرة ساذجة معبرة عن شقائها (يا رب انت مش عارفني؟ أنا خالتك أم هيثم)!. ثم تعليق تناول أحد صائدي السمك السودانيين البسطاء والذي منً الله عليه برزق وافر في أحد الصباحات، فرفع رأسه للسماء فرحاً وممتناً وهو يقول لربه بكل بساطة إيمانية ( يا ما إنت كريم يا رب، علي الطلاق إنت أكرم رب أشوفو في حياتي)!. ثم ختم مدون آخر قائلاً ( كل ما اشوف التعبيرات دي وأستشعر البساطة اللي عند الناس دي في التعبير عن الله والتواصل معاه، بحس بتضاؤل شديد وقوي في نفسي، وبتضاؤل أشدّ في كل (وكلاء) الله على الأرض!. جاء في سيرة الأثر النبوي أن أحد أعراب المدينة الأميين الغبش الذين لا يحسنون نطق أهل الحضر، جاء للرسول صلى الله عليه وسلم سائلاً بلهجته تلك:ـ ( أمن أمر بر صلاة بسفر)؟!، ففهم الرسول الكريم فحوى سؤال الاعرابي، أنه يقصد االاستفهام حول ما إن كان من ضرورات الاسلام أن يصلي المسلم وهو في حالة سفر أم لا!، فرد عليه قائلاً بنفس لهجة الاعرابي:ـ (نعم ،، أمن أم بر صلاة بسفر)!. وبما أن الأطفال هم أحباب الله المقربين إليه، فقد سرد صديقنا صلاح الأمين بعض طرائفهم عبر رسائل بريئة في إحدى المدارس الأمريكية بمناسبة الكريسماس، ننتخب بعضاً منها:ـ * عزيزي الله في المدرسة يخبروننا أنك تفعل كلَّ شيء. فمَن يقوم بمهماتك يوم إجازتك؟ – جين * عزيزي الله، هل كنت تقصد فعلاً أن تكون الزرافة هكذا، أم حدث ذلك نتيجة خطأ ما؟ – نورما * عزيزي الله، هل أنت فعلاً غير مرئي، أم أن هذه حيلة أو لعبة؟ – لاكي * عزيزي الله، من فضلك أرسلْ لي حصانًا صغيرًا. ولاحظ أني لم أسألك أيَّ شيء من قبل، وتستطيع التأكد من ذلك بالرجوع إلى دفاترك. – بروس * عزيزي الله، هل حقًّا تعني ما قلتَه: رُدَّ للآخرين ما أعطوك إياه؟ لأنك لو كنت تعني ذلك فسوف أردُّ لأخي ركلتَه. – دارتا * عزيزي الله، شكرًا على أخي المولود الذي وهبتنا إياه أمس، لكن صلواتي لك كانت بخصوص جرو! هل حدث خطأ ما؟ – جويس * عزيزي الله، لقد أمطرتْ طوال الإجازة، وجُنَّ جنون أبي! فقال بعض الكلمات عنك مما ينبغي ألا يقولها الناس، لكنني أرجو ألا تؤذيه بسبب ذلك على كلِّ حال. صديقك... (عفوًا لن أخبرك باسمي) * عزيزي الله، إذا أعطيتَني المصباح السحري مثل علاء الدين سوف أعطيك لقاءه أيَّ شيء تطلبه، ماعدا فلوسي ولعبة الشطرنج خاصتي. – رفائيل * عزيزي الله، أحب أن أكون مثل أبي عندما أكبر، لكنْ ليس بكلِّ هذا الشعر في جسمه. – سام * عزيزي الله، أظن أن دبَّاسة الأوراق هي أحد أعظم اختراعاتك. – روث م. * عزيزي الله، أراهن أن ليس بوسعك أن تحبَّ جميع البشر في العالم. يوجد أربعة فقط في أسرتي ولم أستطع أن أفعل ذلك. – نان * عزيزي الله، إذا شاهدتَني يوم الأحد في الكنيسة سوف أريك حذائي الجديد. – ميكي دي كما تحضرنا بهذه المناسبة طرفة التاجر الأمي الشهير بسوق أم درمان الذي جائته زبونة له لم تسدد ما عليها من دين سابق، وترغب في المزيد من منه، فرد عليها قائلاً ببساطة وعادية ( هي يا بت الشيخ إنتي ماك عارفة ربنا في كتابو العزيز قال أكلو أخوان ،، واتحاسبو تجار؟)!. وبعد،، حقاً إنه التعبير عن إيمان وإسلام الفطرة والتقوى الصادقة التي تنفذ بمباشرة لا تعكر مفاهيمها الحذلقة والاستثمار الدنيوي البغيض في معاني العلاقة بين العبد وخالقه!. تصومو وتفطرو على خير ــــــــــــــــ * لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونة واجب وطني.