ابسط كفك يا برهان ،، ولا تكورها!.

 


 

حسن الجزولي
12 February, 2022

 

نقاط بعد البث
* لاحظوا معي كيف يحيي الفريق أول عبد الفتاح البرهان جنود الجيش السوداني وهو يعتلي ظهر عربة مكشوفة بينما تطوف به شاقة التشكيلات العسكرية في مناسبات تتم صناعتها (اصطناعاً)، لخاطر عيون سيادة قائد الانقلاب الغادر لمخاطبة الرأي العام المحلي وبعث رسائل تتعلق بسياساته في سبيل المزيد من القبض على السلطة ومصادرة الديمقراطية وتصفية كل أشكال وملامح ثورة ديسمبر المجيدة!. فمن أين له أن تواتيه الجرأة لمخاطبة حشود الجماهير في الساحات الفسيحة (يا ولداه)!.
* لاحظوا له كيف يفرد ذراعه لأعلى ويكور قبضة كفه، تماماً كأولئك النفر الحي من ثوار العالم الممثلين لضمائر شعوبهم وأمنياتها العزيزة في التحرر وتأمين حياتها بسلام وطمأنينة!.
* هو لا يشبه ثائرات وثوار العالم، لا هو ولا بطانته أو ما يضمره من شر تجاه أماني وآمال شعبه!، إنما يتشبه بهم!.
* لا عليه أن يفرد ذراعه لأعلى مكوراً من قبضة كفه اليسرى، بل عليه أن يفرد الذراع اليمنى لأعلى ويبسط كفه، تماماً كالتحية العسكرية النازية بتاعت (أدولف هتلر) وفاشية (موسيليني) عندما كانا يجرعان الملايين من شعوب العالم مرارة الحياة وفظاعة الشر في سبيل أن تسود أفكارهما بعقلياتهما المريضة، فقد كانت تلك التحية بمثابة الماركة والديباجة التي تميز النازية في ألمانيا قبل أن تمرغ القوى المحبة للتعايش السلمي ونبذ الحروب أنف المانيا الهتلرية في التراب وتعيد الوجه المشرق للشعوب الألمانية المغلوب على أمرها ضمن شعوب العالم.
* لا عليه أن يكور قبضة كفه اليسرى، فهي بمثابة ماركة وديباجة مسجلة لثائرات وثوار العالم من لدن قيادات ومناضلي شعوب العالم، كأنجيلا ديفز ومارتن لوثر واستوكلي كارمايكل في أمريكا، خوسية مارتي وكاسترو وكاميليو قيان والبطل الأممي أرنستو شي جيفارا في لاتن أمريكا ،، لويس كورفالان في شيلي وشاعرها بابلو نيرودا وشهيدها المطرب فيكتور هارا، كنلسون مانديلا ورفيقته ويني والأب ديزمونت توتو في جنوب أفريقيا ولآلاف الثوار المتظاهرين وهم يكورون قبضات أكفهم راقصين على شوارع كيب تاون العاصمة وبقية مدنها المنتفضة ضد سياسات الأبارتهايد والفصل العنصري، كسامورا ميشيل ودكتور أمريكال كابرال قادة حركات التحرر الوطني الأفريقية، باتريس لوممبا قائد الكنغو المغدور، أو كجومو كنياتا ،، مثل ما امتدد كضوء الفجر يوماً، ليلى خالد وجورج حبش في فلسطين وشاعرها توفيق زياد، مهدي عامل والبطلة سهى بشارة ورفيقتيها الشهيدتين سناء محيدلي عروس الجنوب اللبناني ولولا الياس عبود شهيدة البقاع وممثلات المقاومة الوطنية اللبنانية ،، جون قرنق السوداني وكنداكات وشفاتة شوارع البلاد الثورية في السودان، اللاتي والذين رشحهم السيناتور الديمقراطي الأمريكي النافذ كرينز كونز بالأمس القريب لنيل جائزة نوبل للسلام كممثلين شرعيين للمطالبة بالدولة المدنية والمقاومة الباسلة ضد انقلاب البرهان تقية (لجماعات الأخوان المجرمين)!. إنهم الذين عناهم الشاعر الوطني المجيد عالم عباس في قصيدته (صمت البراكين) التي توعد فيها الانقاذيين بالويل والثبور وعظائم الأمور عندما صرخ في وجوههم وهم في عز جبروتهم يستمعون إليه:ـ
(هدوءٌ،
يهندس في السرِّ
ذرّاتِ وثبته،
ومجرّاتِ ثورته،
واكتساحَ جحافله الجارفةْ.
هدوءٌ
يدَمْدِمُ غَضْبتَهُ، (ويُكوّرُ قَبْضَتَهُ)
ويدوْزِنُ أوتارَ حناجرِهِ الهاتِفةْ.
هدوءٌ،
يسطّر اشعار مسيرته العارفةْ
و يرتّبُ للنصر عبر صفوف كتائبه الزاحفة)!.
* إذن لا عليه أن يكور كفه، أو كما وصفها أحد المعلقين السياسيين ( يشيل ويدردم في كفو ويرفعا لينا، التقول حرر السودان وجاب الاستقلال)!.،
* إذن لا عليه أن يكور ـ البرهان ـ قبضة الكف اليسرى، بل أن يبسط اليمنى ويرفعها للأعلى، وأما إن أطلق لعقيرته العنان وهو يهتف (هايل هتلر) فلا ضير في ذلك ،، وليس على الديكتاتور من حرج!.
ــــــــــــــــــ
* نشرت بصحيفة الميدان

hassanelgizuli3@gmail.com
////////////////////////////

 

آراء