اتحدوا فالقادم أصعب
عمر الحويج
4 July, 2023
4 July, 2023
الإنصرافي: التاريخ إذا أعاد نفسه مرتين صار ملهاة فكل المبادرات الساعية مراراً لوقف الحرب وحتى الهدن قد دنا عذابها وحان ضرابها، كما في زمانهم المباد.
الإنصرافي: التاريخ إذا أعاد نفسه مرتين صار ملهاة "الإنصرافي" والإستعادة تكراراً ل"يونس محمود" فدول العالم قد دنا عذابها وحان ضرابها، كما في زمانهم المباد.
***
ثورة ديسمبر العظيمة جابهتها قوى الثورة المضادة ، في مراحل غاية في الدموية ، ثلاثة مرات متفرقات ، إختصرها دون توسع فهي كانت معروضة في مسرحها للمشاهدة أمام الكافة :
المرحلة الأولى : كانت بدايتها مع تنصيب اللجنة الأمنية للنظام البائد بدعوى الإنحياز للثورة ، بموافقة بعض ممثلي الثورة ، وفوراً ودون تلكؤ في أخذ الأوامر ، شرعوا في تنفيذ برنامج إجهاض الثورة ، وكانت محاولة الإنقلاب الأول على الثورة ، بفض الإعتصام الذي كان دموياً . وبعده (حدس ما حدس) . في هذه المرحلة من الصراع بين الثورة والثورة المضادة ، وإن كان بينهما (الحجاز الذي كان يتلقى العكاز ) من الطرفين الثورة والثورة المضادة ، وأعني المجلس المركزي للحرية والتغيير ، لمواقفه الرخوة، ولاداعي للتفاصيل فهي كذلك كانت معروضة على خشبة المسرح أمام الكافة ، فقط للتذكير ، أن هذه المرحلة إنتهت أيضاً بصمود وبسالة الثورة والثوار والثائرات ، الذى أدى إلى إفشالها ، لمخططات الثورة المضادة بسلميتها ، وأكرر بسلميتها .
المرحلة الثانية : بعد فشلها في المرحلة الأولى بدأت الثورة المضادة ، مخططها الجديد ، بالواضح والصريح بالتنفيذ المتعجل لإنقلاب 25 أكتوبر المشؤوم ، الذي سموه للتمويه بتصحيح المسار ، وتضخمت داخله قوى الثورة المضادة ، بإصطفاف قوى الموزاب الأرزقية ، وقوى الحركات المسلحة التي أصبحت الحركات المُصلِحة لمسيرة الثورة المضادة ، وهو الإنقلاب الذي أخذت فيه مركزية التغيير العكاز الأكبر على أم رأسها ، وتم استبعادها من المشهد السياسي تمامأ ، الذي أصبح عسكرياً بحتاً ، بل فتحت لهم السجون والمعتقلات ، مشفوعة بالأتهامات الملفقة ، وأزيلت فيه لجنة إزالة التمكين وقراراتها من الوجود ، كما تم فيه وبه تجاوز تاريخ تسليم السلطة للمدنيين المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية سيئة السيرة والمسيرة ، ( وحدس ما حدس ) وتواصل الإنقلاب دموياً ، حتى أفشلته الثورة وشهدائها بسلميتها ، رغم محاولة إنقاذه بما سمي بالإطاري مقطوع الطاري ، وأكرر أفشلت الثورة الإنقلاب بسلميتها . وأكرر بسلميتها .
المرحلة الثالثة : وهي المرحلة الأخيرة في مجاهدات الثورة المضادة الفاشلة ، لإجهاض الثورة حين ضاق عليها الخناق ، بالإتفاق الإطاري ، رغم ثغراته التي تخالف مسار الثورة والثوار ، مما إضطرهم لإعلان الحرب علناً وعلى رؤوس الأشهاد ، وبأفواه كل رموزهم القيادية ، في إفطارات رمضان المشهودة والمعلنة ، فلجأوا لإنقاذ أنفسهم بالحرب العبثية ، وهنا وفع العكاز على رأس جميع الشعب السوداني ، وأولهم مركزي الحرية والتغيير ، ولتوريطهم ساقوهم كفاعلين وداعمين في حربهم ضد الدعم السريع الجنجويدي . ولا يهم هنا أيهم ، بدأ بالطلقة الأولى ، صبيحة سبت الخامس عشر من شهر إبريل . فالطرفين (سعيهم واحد غير-مشكوراً ) ، وهو إجهاض ثورة ديسمبر ، سواء كانوا فصيل القصر المندسين خلف ستار الجيش المغيب ، أو مستشارية الدعم السريع ، المندسين خلف الجند الجنجويدي المُصنع .
وهاهي الحرب وقد وقعت كما تقع الواقعة حقيقة ، ونجحوا في اشعالها بين طرفين هم في الأساس من صُنع خبيزهم الفاسد ، طيلة ثلاثينتهم البائدة .
والسؤال ، كيف سيوقف الشعب هذه المرة الحرب الدموية بسلميته ؟؟ وأكرر بسلميته .
وقبل الإجابة ، على هذا السؤال الهام ، والذي سيحدد مصير ومستقبل بلادنا ، علينا التحقق من طبيعة هذين الفصيلين المتحاربين ، وتكتيكاتهم أثناء الحرب ونواياهم لما بعد الحرب .
ولنبدأ بفصيل القصر ، الذي تعدى في التعبئة لحربه ، أمر شعاره القديم ، فليعد للدين مجده ، وتمسكوا بشقه الأقرب لهم ولطبعهم ، فالحرب أصبحت بالمكشوف ، والمناسب لها ، ليس مجد الدين ، والذي بفعلهم أصبح خارج اللعبة وبالمفتشر أصبح ( لايأكل عيش) ولا سلطة ، وإنما المطلوب هنا (فلترق كل الدماء) وبالمناسبة تخريمة ، أين هم من معركة إخوتهم في الدين ، من تمزيق القرآن الكريم في السويد ، أم هم مشغولين من الدين بالدنيا والبحث عن العودة إلى السلطة ، أيها المنافقون ، الكذبة !! ، وإن كنتم لستم وحدكم فحتى إخوتكم في الدتيا وليس في الدين ، وهم اشباهكم طلاب سلطة في بلدانهم ، التي ينتظرها الدمار مثلنا إذا تهاونوا كما تهاون بعض منا ، فهم ليس لديهم كفاحاً في جعبتهم ، غير قاطعوا منتجاتهم ، وآخرين تجدهم يدبرون لقطع رقابهم ، دون تفكير في تقدم بلدانهم ، حتى يقابلوا الحجة بالحجة ، والجمل ماشي ، (تقرأ العالم) ، والكلاب تنبح . هذا موروثكم فاحفظوه .
ونواصل بعد تخريمة ، حين اكتشفوا ، أن جيشهم ، هزموه يوم طوعوه لايدلوجيتهم الفاسدة ، صاحوا في شعبهم الذي أذاقوه المُر والمِرَّار ، بدعوى الأستنفار لنجدتهم ، وصوروا له أنها حرب إثبات الوطنية مع الجيش ، أو ضد الجيش فأنت مع الخيانة ، وفهم الشعب الكلام ، على سردية ، وما فهم محمود الكلام القديمة تذكرونها ، وضاع إستنفارهم في الهواء الملبد بدخان حربهم الكريهة ، التي لاناقة للشعب فيها ولاجمل ، ولنقل ماذا ينوون بعد نهاية الحرب إنتصروا أو لم ينتصروا ، توافقوا مع شقهم الآخر ، أو لم يتوافقوا . وعلينا هنا أن ننبه الشعب بأجمعه ولكل من قال للحرب لا ، ولكل من خرج في ديسمبر ، وساهم في إقتلاعهم من السلطة ، فهو في مرمى نظرهم وسلاحهم وهو خائن ، ولماذا أقول ذلك ، فلو تلاحظوا أنهم في هجومهم على الدعم السريع لديهم إصرار عجيب وغريب في آن ، في إركاب (قحت والقحاطة) في سرج واحد مع الدعم السريع ، حين يتحدثون عن نية إبادته ، فتأخذ قحت حظها في الإتهام بالخيانة ونية الإبادة ، والتي عقوبتها الموت الزؤام ، في حكمهم الذي أصدروه دون قضاء ، فهم الخصم والحكم ، مع أننا الذين ظللنا نلوم قحت على مواقفها الرخوة ، التي بشكل أو آخر أدت لهذه الحرب ، لكننا نشهد أنها لم تنحاز بالصريح الواضح ، ولا بالمتخفي ، للدعم السريع كما يشيعون في إعلامهم لغرض في نفس يعقوب وسنفسره لاحقاً هذا الغرض ، فحتى حديث خالد عمر يوسف الأشتر كشتارته ، حين قال يا الإطاري يا الحرب ، تم تأوليه من قِبلِهم ، وليّ عنق عبارته ، وتلاعبوا بألفاظه ، لتناسب نواياهم بعد تحميله مسؤولية الحرب ، ومن ثم الخيانة الوطنية ومن ثم القتل ، مع العلم أنه كان يعني أن المخرج من الحرب هو الإطاري ، وليس الحرب ، وفي حينها الكل كان يعرف أن المخرج هو في إستمرار الشعب في ثورته العظيمة ، لا الإطاري الذي إختارته قحت برخاوتها ، ولا الحرب خيار الثورة المضادة المفضل ، وهي الحرب المعروفة بأنها المدخل إلى الجحيم ، وليست الحرب مخرجاً من أي مأزق سياسي .
ولنعد لغرضهم الذي طووه في نفس يعقوب كما قلنا ، الذي ينويه فصيل القصر ، في تركيزه وتصميمه غير المبرر ، أن القحاطة ، يتساوون مع الجنجويد في ذات تهمة الخيانة ، وهم بذلك يعنون إدخال الشق المدني بأجمعه قحاطة بأحزابها الأربعة ، ولجان المقاومة وقوى الثورة ، أحزاب ومنظمات ، واتحادات ونقابات ومهنيين ، في هذه التهمة التي جهزوها لقوى الثورة بأكملها ، وجهزوا حتى عقوبتها ولحظة تنفيذها ، لكي تبدأ المجازر ، وبإسم هذه التهمة الخيانة العظمى ، سينفذون مجازر الشوارع حقيقة وليس مجازاً ، فباسم خيانة الجيش والوطنية ، ستخرج كتائب ظلهم وأمنهم الشعبي ومجاهديهم وداعشيهم ، والرعاع الذين سيتبعونهم من خلفهم مغمضين مخدرين ، وكل مجرم إعتاد القتل ذبحاً ، وسيسيرون بهم في الشوارع يهللون ويكبرون ، ويبداوون بإقتحام البيوت التي يعرفونها ، والتي لا يعرفونها ، وكل من يعرفون بيته ، أو لا يعرفونه ، من أفراد شعب السودان ، خاض ثورة ديسمبر وأقتلعهم من سلطتهم لن ينجوا من ذبحهم ، وأقول الذبح ، ذلك ذبح الشاة ، حقيقة وليس مجازاً ، فأنتبهوا .. أيها الشعب فما يضمرونه لكم يفوق كل مافي خيالكم ، من معنى الإبادة الجماعية لشعب بكامله ، وستشكرون ساعتها الحرب لأنها كانت هينة لينة عليكم ، مقارنة بما سيفعله فيكم هؤلاء القتلة ، ألم تسمعوا صوت أحدهم وهو يدعوا الجيش ، جيشه الذي يدافع عنه كما يدعي ، لقذف أسراه وهم من الجيش ذاته ، وعددهم بالآلاف تحت قبضة عدوهم الجنجويدي ، ويضحي بهم ، فقط لكي يقتل بضع عشرات من هذا العدو ، الذين لن يكونوا أكثر من هذا العدد ، إن لم يكن أقل ، في أداء دورهم فقط كحراس لأسرى الجيش تحت حرزهم وأمانتهم .
ولنتحدث ثانياً عن فصيل المنشية ، ولنفصل بداية ، بين مستشارية الدعم السريع ، وبين محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي ، كتسميته في الفضائيات عالمية واقليمية ، كاعتراف أولي به ، بدأ في فقده ، بعد تفلت جنده ، فمن هو حميدتي ، أنه نفسه ذلك الذي حمل ذات الإسم ، حين صنعوه معاً ، فصيل القصر فاعلاً ، وفصيل المنشية مراقباً ، وليس من بعيد ، والفصيلان يعرفان من أين أتوا به وجنده ، وفي ماذا إستخدموه منذ بداياته ، فقد كان وظل ، للقتل والنهب والتنكيل والاغتصاب وظل هو وجنده في ذات المهنة حتى قيام هذه الحرب ، وحتى قيام الساعة إذا إستمر وجوده في هذا السودان . إذن ما الذي تغير فيه وجنده ، لقد قرأه جيداً فصيل المنشية وكونوا له مستشارية ، وهي الأذكى والأدهى ، بالنفس الطويل ، من فصيل القصر الذي يقرا من كتابه القديم لا يزال ، وهم الذين اكتسبوا كثير المهارات من شيخهم ، الذي كان بارعاً في معرفة من أين تؤكل أكتاف السلطة ، حتى الوصول إلى كامل مفاصلها ، وقد وصلوا إلى نقطة ضعف حميدتي ورغبته في أن يكون الأعلى من البرهان ، ومافي (حلم أب أحسن من حلم أب ) والرجل كان حتى إنقلاب 25 إبريل راضي مع جنده ، بوظيفته التي امتهنها منذ نعومة أظفاره ، وأختار لها الجند الذين أدوها بأحسن ما يكون الأداء ، وهي إرتكاب المعاصي والجريمة المنظمة دون طرفة عين لمرتكبها . فما الذي غيره فجأة حتى دون أن يتم تغيير عقيدة جنده ، وأصبحت وجهته حماية المدنية والدولة الديمقراطية .. عجبي !! ، حد الدخول في حرب مع الدولة ، والجيش ، ومع غريمه الحالي وصديقه السابق ، إنها مستشارية فصيل المنشية ، التي عشمته برئاسة الدولة السودانية ، تحت رعايتها وحضانتها ، وليس كما أشيع بقصد أن القحاطة هم حاضنته ، ولتكن رئاسته بانتخابات حرة ونزيهة
(حرارة ونزاهية !!) انتخاياتهم التي يعرفونها ، وهو عنده المال والسلاح ، وهم الحاضنة التي ستأتي له بشعب السودان ، طايعاً مختاراً . وأنظروا للمفارقات في هذه الحرب العبثية التي يديرها عبثيان مجرمان ، فصيل المنشية يتحدث للعالم بلغة يظن أنها سترضي العالم للنهاية ، وجنده لا يفهمون حتى ما تقوله هذه المستشارية عن الديمقراطية والدولة المدنية ، فجندهم يؤدون عملهم خير أداء في القتل والنهب والأغتصاب ، فقد كان درسهم الأول الذي تعلموه وحفظوه عن ظهر قلب ، فالوصية لهم كانت ، كل نصر تحرزه فلكم غنائمه ، وعليك بنهب كل ما تطاه يداك ورجلاك من ذهب وسيارات وعمارات وحتى طفلات وحريمات ، فهي لك حلالاً بلالاَ .
إلا أن المتابع لحركة الحرب اليومية ، يلاحظ في الأسابيع الأخيرة ، أن الناطقين الفعليين بإسم الدعم السريع دون العلنيين ، أنهم غيروا خطابهم اليومي بعد أن إكتشفت هذه المستشارية ، أن إستمرارها في إدعاء مواصلة الحرب للوصول للديمقراطية والدولة المدنية في السودان ، صوت لم يصدقه أحد ، حتى جندهم ، وأن صوت هذا الجند ، وجرائمه هو الصوت الأعلى ، لذلك قررت أن يكون هناك توجه آخر أصيل لديهم ومعروفة جذوره ، كان مؤجلاً عرضه للخطة ب ، فقد بدأوا في أعادة قراءة كتابهم الأسود الذي سبق واصدروه سراً ، والذي كان يدور حول توزيع الثروة والسلطة ، ولكن بفهمهم العنصري لصراع الهامش والمركز ، وبدأ يتركز حديث أبواقهم في الميديا عن دولة 56 وكيفية إزالتها من الوجود ، واكيد هذا الخطاب عن جدلية الهامش والمركز الذي ظل الصراع حولها نظرياً ، هاهي تتحول بالسلاح إلى جدلية ينتظر حسمها لصالح النظرة العنصرية بين فريقين هما اللذان فجراها ، والمشكلة الأعمق أن هذا الخطاب هو الذي يفهمه جند الجنجويد ، وهم يرسلون فيديوهاتهم وهم يتجولون في بعض بيوت أغنياء الخرطوم ويرفعون من داخل هذه البيوت المنعمة كما يتصورون مظلوميتهم التاريخية . فأعلموا أن هذا الخطاب خطير ، الذي رفعته مستشارية الدعم السريع أثناء هذه الحرب العبثية بسيوفها المسلولة وسكاكينها المسنونة ، الذي سيزيدها عبثية ، مثل هذا الخطاب في هذا الوقت الحساس ، إذا واصلوا فيه إلى منتهاه .
فالوضع جد خطير ياشعب السودان . فصيل يبشرنا بالذبح في رابعة النهار ، إذا إنتصر أو لم ينتصر . وفصيل آخر يبشرنا بأنه لن يخرج من بيوتنا وسيطرد ما تبقى من ساكنيها لأنهم إنتصروا على دولة 56 التي حكمتهم أكثر من نصف قرن بكثير ، وآن لهم الوقت ليحكموها هم بالحرب ما شاء لهم الله .
وأسألكم يا ثوار ديسمبر ويا أحزابنا بكل جماهيركم الحاليين والسابقين ، ممن خرج منكم يائساً . من كان حزب أمة وأنطوى، ومن كان إتحادي وأنهرى ، ومن كان شيوعي وأنزوى ، ومن كان حركياً مسلحاً وأرتوى، ومن ظل بعيدا وأنتوى ، مثل ياسر عرمان وجناحه الثوري ، ومن قابضا على جمر قضيته حتى بنضاله إنشوى ، مثل الحلو وعبد الواحد نور ، ومن كان منظراً لجدلية المركز والهامش وأنبرى ثم اختفى ، وحتى من كان إسلامياً وأنكوى . نسألكم جميعكم هل لديكم حل سلمي لوقف هذه الكوارث القادمات ، غير الوحدة والإتحاد ، من جديد تحت راية الجيل الراكب رأس ، الممثل في لجان المقاومة وتنسيقياتها ، فهو الجيل الذي لم يتلوث بفشل سابقيه ، وهو الجيل الذي يحمل الحل في شعاراته الوسيمة والفعالة ، حرية سلام وعدالة ، وهو الجيل الذي يملك الحل الجذري لسودان جديد ، دون عنصرية ، دون قبلية ، دون جهوية ، دون مظلومية ، دون جاهلية ، دون إسلاموية داعشية ، دون ظلامية دينية .. توحدوا جميعكم ، أو الطوفان .
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .
omeralhiwaig441@gmail.com
////////////////////
الإنصرافي: التاريخ إذا أعاد نفسه مرتين صار ملهاة "الإنصرافي" والإستعادة تكراراً ل"يونس محمود" فدول العالم قد دنا عذابها وحان ضرابها، كما في زمانهم المباد.
***
ثورة ديسمبر العظيمة جابهتها قوى الثورة المضادة ، في مراحل غاية في الدموية ، ثلاثة مرات متفرقات ، إختصرها دون توسع فهي كانت معروضة في مسرحها للمشاهدة أمام الكافة :
المرحلة الأولى : كانت بدايتها مع تنصيب اللجنة الأمنية للنظام البائد بدعوى الإنحياز للثورة ، بموافقة بعض ممثلي الثورة ، وفوراً ودون تلكؤ في أخذ الأوامر ، شرعوا في تنفيذ برنامج إجهاض الثورة ، وكانت محاولة الإنقلاب الأول على الثورة ، بفض الإعتصام الذي كان دموياً . وبعده (حدس ما حدس) . في هذه المرحلة من الصراع بين الثورة والثورة المضادة ، وإن كان بينهما (الحجاز الذي كان يتلقى العكاز ) من الطرفين الثورة والثورة المضادة ، وأعني المجلس المركزي للحرية والتغيير ، لمواقفه الرخوة، ولاداعي للتفاصيل فهي كذلك كانت معروضة على خشبة المسرح أمام الكافة ، فقط للتذكير ، أن هذه المرحلة إنتهت أيضاً بصمود وبسالة الثورة والثوار والثائرات ، الذى أدى إلى إفشالها ، لمخططات الثورة المضادة بسلميتها ، وأكرر بسلميتها .
المرحلة الثانية : بعد فشلها في المرحلة الأولى بدأت الثورة المضادة ، مخططها الجديد ، بالواضح والصريح بالتنفيذ المتعجل لإنقلاب 25 أكتوبر المشؤوم ، الذي سموه للتمويه بتصحيح المسار ، وتضخمت داخله قوى الثورة المضادة ، بإصطفاف قوى الموزاب الأرزقية ، وقوى الحركات المسلحة التي أصبحت الحركات المُصلِحة لمسيرة الثورة المضادة ، وهو الإنقلاب الذي أخذت فيه مركزية التغيير العكاز الأكبر على أم رأسها ، وتم استبعادها من المشهد السياسي تمامأ ، الذي أصبح عسكرياً بحتاً ، بل فتحت لهم السجون والمعتقلات ، مشفوعة بالأتهامات الملفقة ، وأزيلت فيه لجنة إزالة التمكين وقراراتها من الوجود ، كما تم فيه وبه تجاوز تاريخ تسليم السلطة للمدنيين المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية سيئة السيرة والمسيرة ، ( وحدس ما حدس ) وتواصل الإنقلاب دموياً ، حتى أفشلته الثورة وشهدائها بسلميتها ، رغم محاولة إنقاذه بما سمي بالإطاري مقطوع الطاري ، وأكرر أفشلت الثورة الإنقلاب بسلميتها . وأكرر بسلميتها .
المرحلة الثالثة : وهي المرحلة الأخيرة في مجاهدات الثورة المضادة الفاشلة ، لإجهاض الثورة حين ضاق عليها الخناق ، بالإتفاق الإطاري ، رغم ثغراته التي تخالف مسار الثورة والثوار ، مما إضطرهم لإعلان الحرب علناً وعلى رؤوس الأشهاد ، وبأفواه كل رموزهم القيادية ، في إفطارات رمضان المشهودة والمعلنة ، فلجأوا لإنقاذ أنفسهم بالحرب العبثية ، وهنا وفع العكاز على رأس جميع الشعب السوداني ، وأولهم مركزي الحرية والتغيير ، ولتوريطهم ساقوهم كفاعلين وداعمين في حربهم ضد الدعم السريع الجنجويدي . ولا يهم هنا أيهم ، بدأ بالطلقة الأولى ، صبيحة سبت الخامس عشر من شهر إبريل . فالطرفين (سعيهم واحد غير-مشكوراً ) ، وهو إجهاض ثورة ديسمبر ، سواء كانوا فصيل القصر المندسين خلف ستار الجيش المغيب ، أو مستشارية الدعم السريع ، المندسين خلف الجند الجنجويدي المُصنع .
وهاهي الحرب وقد وقعت كما تقع الواقعة حقيقة ، ونجحوا في اشعالها بين طرفين هم في الأساس من صُنع خبيزهم الفاسد ، طيلة ثلاثينتهم البائدة .
والسؤال ، كيف سيوقف الشعب هذه المرة الحرب الدموية بسلميته ؟؟ وأكرر بسلميته .
وقبل الإجابة ، على هذا السؤال الهام ، والذي سيحدد مصير ومستقبل بلادنا ، علينا التحقق من طبيعة هذين الفصيلين المتحاربين ، وتكتيكاتهم أثناء الحرب ونواياهم لما بعد الحرب .
ولنبدأ بفصيل القصر ، الذي تعدى في التعبئة لحربه ، أمر شعاره القديم ، فليعد للدين مجده ، وتمسكوا بشقه الأقرب لهم ولطبعهم ، فالحرب أصبحت بالمكشوف ، والمناسب لها ، ليس مجد الدين ، والذي بفعلهم أصبح خارج اللعبة وبالمفتشر أصبح ( لايأكل عيش) ولا سلطة ، وإنما المطلوب هنا (فلترق كل الدماء) وبالمناسبة تخريمة ، أين هم من معركة إخوتهم في الدين ، من تمزيق القرآن الكريم في السويد ، أم هم مشغولين من الدين بالدنيا والبحث عن العودة إلى السلطة ، أيها المنافقون ، الكذبة !! ، وإن كنتم لستم وحدكم فحتى إخوتكم في الدتيا وليس في الدين ، وهم اشباهكم طلاب سلطة في بلدانهم ، التي ينتظرها الدمار مثلنا إذا تهاونوا كما تهاون بعض منا ، فهم ليس لديهم كفاحاً في جعبتهم ، غير قاطعوا منتجاتهم ، وآخرين تجدهم يدبرون لقطع رقابهم ، دون تفكير في تقدم بلدانهم ، حتى يقابلوا الحجة بالحجة ، والجمل ماشي ، (تقرأ العالم) ، والكلاب تنبح . هذا موروثكم فاحفظوه .
ونواصل بعد تخريمة ، حين اكتشفوا ، أن جيشهم ، هزموه يوم طوعوه لايدلوجيتهم الفاسدة ، صاحوا في شعبهم الذي أذاقوه المُر والمِرَّار ، بدعوى الأستنفار لنجدتهم ، وصوروا له أنها حرب إثبات الوطنية مع الجيش ، أو ضد الجيش فأنت مع الخيانة ، وفهم الشعب الكلام ، على سردية ، وما فهم محمود الكلام القديمة تذكرونها ، وضاع إستنفارهم في الهواء الملبد بدخان حربهم الكريهة ، التي لاناقة للشعب فيها ولاجمل ، ولنقل ماذا ينوون بعد نهاية الحرب إنتصروا أو لم ينتصروا ، توافقوا مع شقهم الآخر ، أو لم يتوافقوا . وعلينا هنا أن ننبه الشعب بأجمعه ولكل من قال للحرب لا ، ولكل من خرج في ديسمبر ، وساهم في إقتلاعهم من السلطة ، فهو في مرمى نظرهم وسلاحهم وهو خائن ، ولماذا أقول ذلك ، فلو تلاحظوا أنهم في هجومهم على الدعم السريع لديهم إصرار عجيب وغريب في آن ، في إركاب (قحت والقحاطة) في سرج واحد مع الدعم السريع ، حين يتحدثون عن نية إبادته ، فتأخذ قحت حظها في الإتهام بالخيانة ونية الإبادة ، والتي عقوبتها الموت الزؤام ، في حكمهم الذي أصدروه دون قضاء ، فهم الخصم والحكم ، مع أننا الذين ظللنا نلوم قحت على مواقفها الرخوة ، التي بشكل أو آخر أدت لهذه الحرب ، لكننا نشهد أنها لم تنحاز بالصريح الواضح ، ولا بالمتخفي ، للدعم السريع كما يشيعون في إعلامهم لغرض في نفس يعقوب وسنفسره لاحقاً هذا الغرض ، فحتى حديث خالد عمر يوسف الأشتر كشتارته ، حين قال يا الإطاري يا الحرب ، تم تأوليه من قِبلِهم ، وليّ عنق عبارته ، وتلاعبوا بألفاظه ، لتناسب نواياهم بعد تحميله مسؤولية الحرب ، ومن ثم الخيانة الوطنية ومن ثم القتل ، مع العلم أنه كان يعني أن المخرج من الحرب هو الإطاري ، وليس الحرب ، وفي حينها الكل كان يعرف أن المخرج هو في إستمرار الشعب في ثورته العظيمة ، لا الإطاري الذي إختارته قحت برخاوتها ، ولا الحرب خيار الثورة المضادة المفضل ، وهي الحرب المعروفة بأنها المدخل إلى الجحيم ، وليست الحرب مخرجاً من أي مأزق سياسي .
ولنعد لغرضهم الذي طووه في نفس يعقوب كما قلنا ، الذي ينويه فصيل القصر ، في تركيزه وتصميمه غير المبرر ، أن القحاطة ، يتساوون مع الجنجويد في ذات تهمة الخيانة ، وهم بذلك يعنون إدخال الشق المدني بأجمعه قحاطة بأحزابها الأربعة ، ولجان المقاومة وقوى الثورة ، أحزاب ومنظمات ، واتحادات ونقابات ومهنيين ، في هذه التهمة التي جهزوها لقوى الثورة بأكملها ، وجهزوا حتى عقوبتها ولحظة تنفيذها ، لكي تبدأ المجازر ، وبإسم هذه التهمة الخيانة العظمى ، سينفذون مجازر الشوارع حقيقة وليس مجازاً ، فباسم خيانة الجيش والوطنية ، ستخرج كتائب ظلهم وأمنهم الشعبي ومجاهديهم وداعشيهم ، والرعاع الذين سيتبعونهم من خلفهم مغمضين مخدرين ، وكل مجرم إعتاد القتل ذبحاً ، وسيسيرون بهم في الشوارع يهللون ويكبرون ، ويبداوون بإقتحام البيوت التي يعرفونها ، والتي لا يعرفونها ، وكل من يعرفون بيته ، أو لا يعرفونه ، من أفراد شعب السودان ، خاض ثورة ديسمبر وأقتلعهم من سلطتهم لن ينجوا من ذبحهم ، وأقول الذبح ، ذلك ذبح الشاة ، حقيقة وليس مجازاً ، فأنتبهوا .. أيها الشعب فما يضمرونه لكم يفوق كل مافي خيالكم ، من معنى الإبادة الجماعية لشعب بكامله ، وستشكرون ساعتها الحرب لأنها كانت هينة لينة عليكم ، مقارنة بما سيفعله فيكم هؤلاء القتلة ، ألم تسمعوا صوت أحدهم وهو يدعوا الجيش ، جيشه الذي يدافع عنه كما يدعي ، لقذف أسراه وهم من الجيش ذاته ، وعددهم بالآلاف تحت قبضة عدوهم الجنجويدي ، ويضحي بهم ، فقط لكي يقتل بضع عشرات من هذا العدو ، الذين لن يكونوا أكثر من هذا العدد ، إن لم يكن أقل ، في أداء دورهم فقط كحراس لأسرى الجيش تحت حرزهم وأمانتهم .
ولنتحدث ثانياً عن فصيل المنشية ، ولنفصل بداية ، بين مستشارية الدعم السريع ، وبين محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي ، كتسميته في الفضائيات عالمية واقليمية ، كاعتراف أولي به ، بدأ في فقده ، بعد تفلت جنده ، فمن هو حميدتي ، أنه نفسه ذلك الذي حمل ذات الإسم ، حين صنعوه معاً ، فصيل القصر فاعلاً ، وفصيل المنشية مراقباً ، وليس من بعيد ، والفصيلان يعرفان من أين أتوا به وجنده ، وفي ماذا إستخدموه منذ بداياته ، فقد كان وظل ، للقتل والنهب والتنكيل والاغتصاب وظل هو وجنده في ذات المهنة حتى قيام هذه الحرب ، وحتى قيام الساعة إذا إستمر وجوده في هذا السودان . إذن ما الذي تغير فيه وجنده ، لقد قرأه جيداً فصيل المنشية وكونوا له مستشارية ، وهي الأذكى والأدهى ، بالنفس الطويل ، من فصيل القصر الذي يقرا من كتابه القديم لا يزال ، وهم الذين اكتسبوا كثير المهارات من شيخهم ، الذي كان بارعاً في معرفة من أين تؤكل أكتاف السلطة ، حتى الوصول إلى كامل مفاصلها ، وقد وصلوا إلى نقطة ضعف حميدتي ورغبته في أن يكون الأعلى من البرهان ، ومافي (حلم أب أحسن من حلم أب ) والرجل كان حتى إنقلاب 25 إبريل راضي مع جنده ، بوظيفته التي امتهنها منذ نعومة أظفاره ، وأختار لها الجند الذين أدوها بأحسن ما يكون الأداء ، وهي إرتكاب المعاصي والجريمة المنظمة دون طرفة عين لمرتكبها . فما الذي غيره فجأة حتى دون أن يتم تغيير عقيدة جنده ، وأصبحت وجهته حماية المدنية والدولة الديمقراطية .. عجبي !! ، حد الدخول في حرب مع الدولة ، والجيش ، ومع غريمه الحالي وصديقه السابق ، إنها مستشارية فصيل المنشية ، التي عشمته برئاسة الدولة السودانية ، تحت رعايتها وحضانتها ، وليس كما أشيع بقصد أن القحاطة هم حاضنته ، ولتكن رئاسته بانتخابات حرة ونزيهة
(حرارة ونزاهية !!) انتخاياتهم التي يعرفونها ، وهو عنده المال والسلاح ، وهم الحاضنة التي ستأتي له بشعب السودان ، طايعاً مختاراً . وأنظروا للمفارقات في هذه الحرب العبثية التي يديرها عبثيان مجرمان ، فصيل المنشية يتحدث للعالم بلغة يظن أنها سترضي العالم للنهاية ، وجنده لا يفهمون حتى ما تقوله هذه المستشارية عن الديمقراطية والدولة المدنية ، فجندهم يؤدون عملهم خير أداء في القتل والنهب والأغتصاب ، فقد كان درسهم الأول الذي تعلموه وحفظوه عن ظهر قلب ، فالوصية لهم كانت ، كل نصر تحرزه فلكم غنائمه ، وعليك بنهب كل ما تطاه يداك ورجلاك من ذهب وسيارات وعمارات وحتى طفلات وحريمات ، فهي لك حلالاً بلالاَ .
إلا أن المتابع لحركة الحرب اليومية ، يلاحظ في الأسابيع الأخيرة ، أن الناطقين الفعليين بإسم الدعم السريع دون العلنيين ، أنهم غيروا خطابهم اليومي بعد أن إكتشفت هذه المستشارية ، أن إستمرارها في إدعاء مواصلة الحرب للوصول للديمقراطية والدولة المدنية في السودان ، صوت لم يصدقه أحد ، حتى جندهم ، وأن صوت هذا الجند ، وجرائمه هو الصوت الأعلى ، لذلك قررت أن يكون هناك توجه آخر أصيل لديهم ومعروفة جذوره ، كان مؤجلاً عرضه للخطة ب ، فقد بدأوا في أعادة قراءة كتابهم الأسود الذي سبق واصدروه سراً ، والذي كان يدور حول توزيع الثروة والسلطة ، ولكن بفهمهم العنصري لصراع الهامش والمركز ، وبدأ يتركز حديث أبواقهم في الميديا عن دولة 56 وكيفية إزالتها من الوجود ، واكيد هذا الخطاب عن جدلية الهامش والمركز الذي ظل الصراع حولها نظرياً ، هاهي تتحول بالسلاح إلى جدلية ينتظر حسمها لصالح النظرة العنصرية بين فريقين هما اللذان فجراها ، والمشكلة الأعمق أن هذا الخطاب هو الذي يفهمه جند الجنجويد ، وهم يرسلون فيديوهاتهم وهم يتجولون في بعض بيوت أغنياء الخرطوم ويرفعون من داخل هذه البيوت المنعمة كما يتصورون مظلوميتهم التاريخية . فأعلموا أن هذا الخطاب خطير ، الذي رفعته مستشارية الدعم السريع أثناء هذه الحرب العبثية بسيوفها المسلولة وسكاكينها المسنونة ، الذي سيزيدها عبثية ، مثل هذا الخطاب في هذا الوقت الحساس ، إذا واصلوا فيه إلى منتهاه .
فالوضع جد خطير ياشعب السودان . فصيل يبشرنا بالذبح في رابعة النهار ، إذا إنتصر أو لم ينتصر . وفصيل آخر يبشرنا بأنه لن يخرج من بيوتنا وسيطرد ما تبقى من ساكنيها لأنهم إنتصروا على دولة 56 التي حكمتهم أكثر من نصف قرن بكثير ، وآن لهم الوقت ليحكموها هم بالحرب ما شاء لهم الله .
وأسألكم يا ثوار ديسمبر ويا أحزابنا بكل جماهيركم الحاليين والسابقين ، ممن خرج منكم يائساً . من كان حزب أمة وأنطوى، ومن كان إتحادي وأنهرى ، ومن كان شيوعي وأنزوى ، ومن كان حركياً مسلحاً وأرتوى، ومن ظل بعيدا وأنتوى ، مثل ياسر عرمان وجناحه الثوري ، ومن قابضا على جمر قضيته حتى بنضاله إنشوى ، مثل الحلو وعبد الواحد نور ، ومن كان منظراً لجدلية المركز والهامش وأنبرى ثم اختفى ، وحتى من كان إسلامياً وأنكوى . نسألكم جميعكم هل لديكم حل سلمي لوقف هذه الكوارث القادمات ، غير الوحدة والإتحاد ، من جديد تحت راية الجيل الراكب رأس ، الممثل في لجان المقاومة وتنسيقياتها ، فهو الجيل الذي لم يتلوث بفشل سابقيه ، وهو الجيل الذي يحمل الحل في شعاراته الوسيمة والفعالة ، حرية سلام وعدالة ، وهو الجيل الذي يملك الحل الجذري لسودان جديد ، دون عنصرية ، دون قبلية ، دون جهوية ، دون مظلومية ، دون جاهلية ، دون إسلاموية داعشية ، دون ظلامية دينية .. توحدوا جميعكم ، أو الطوفان .
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .
omeralhiwaig441@gmail.com
////////////////////