اثنان في ورطة!!! … بقلم: عادل الباز
عادل الباز
16 June, 2012
16 June, 2012
16/6/2012م
أولهما صديقي سيء الحظ وزير المالية، علي محمود، لم يهنأ يوما واحدا منذ أن جلس على سدة الوزارة. أزمات متلاحقة عصفت بوزارته في أكثر من منحنى، عندما امتنعت كل المنظمات الدولية منحه أية قروض، خاصة بعد توقف ضخ البترول، ثم جاء الانفصال الذي حرمه من عائدات بترولية تبلغ خمسة مليار وخمسمائة ألف دولار سنوياً، ولولا أن مددا ربانيا لحقه من عائدات الذهب لساءات أوضاعه أكثر من الآن. تعقدت السياسة أكثر فأغلقت آبار البترول وفقدت خزينة الدولة مرة أخرى 2 مليار ونصف وضعت في تقديرات الموازنة كعائدات من إيجار الخط الناقل والعمليات البترويلة الأخرى. كل التقديرات التي وضعت ضمن الموازنة للعام 2012 تبخرت فلم تبلغ الصادات إلا ربع ما هو متوقع منها ولم تأت أي موارد من الخارج باستثناء القرض القطري وبعض أموال بنك التنمية الإسلامي بجدة.
قبل يومين علق نواب البرلمان على رقبته حملا ثقيلا حينما أجازوا القروض الربوية وحملوه مسئوليتها أمام الله!!. كانت القروض تتعلق بمشروعات حصاد المياه، والغريب أن أموالا كثيرة تتعلق بالمياه أجازها البرلمان ولم أفهم السبب الذي جعل الربا محرما في هذا العام وحلله في أعوام كثيرة خلت.؟!. الآن يواجه صديقي علي محمود طامة كبرى تتعلق بزيادة المحروقات. هذه الزيادات كان يمكن أن تحدث منذ سنوات ولكن أخروها إلى هذا اليوم الذي يتولى فيه علي محمود الوزارة لتصب على رأسه لعنات الشعب دون أن يكون له أدنى يد في الموضوع. أخشى ما أخشاه أن يقع علي محمود ضحية زيادات أقرها الجميع حزباً حاكماً وحكومة، ولن يرحمه أحد.. سيتخلى عنه الجميع لحظتها وحده الشقي سيقع في نيران المحروقات التي لن تكن برداً وسلاماً لا عليه ولا على الشعب ولا على الحكومة!!
المتعافي
الأزمات والكوارث التي تلم بالمتعافي سبب بلا سبب لا أول لها ولا آخر. ما إن جلس على مقعد وزارة الزراعة حتى بدأت الحملة ضده من جهلة في البرلمان، وآخرين يكرهونه في الصحافة دون أن تفهم لذلك سبباً موضوعياً. المهم ما إن استلم الوزارة حتى طفحت الصحف بقصة فساد التقاوي التي لم يكن له فيها يد إذ جرت القصة قبل سنوات من مجيئه إلى الوزارة وظل يكافح وينافح عن الوزارة وصحة موقفها من قضية التقاوي، واستهلكت هذه القضية شهوراً طويلة من الوزارة حتى وصلت ليد وزير العدل، لكن لولا أن الرئيس أدلى بتصريح برّأ فيه الوزارة لكانت الحملة لازالت مستمرة. ولا أعرف لماذا يسكت الصحفيون المفوهون حين يتحدث الرئيس؟! خرج المتعافي من تلك المعركة فدخل في نفق مشروع حلفا والرهد فهاجت الدنيا وماجت بسبب السياسات التي انتهجها، وبسبب الطريقة الجديدة التي تعاملت بها شركة كنانة في تطوير المشاريع. ما إن خمدت تلك الهيجة حتى وجد نفسه في محرقة مشروع الجزيرة؛ وهي محرقة كما هو معلوم لن تنتهي إلى يوم الدين. يعاني المتعافي هذه الأيام من القطن المحور وراثياً. كان الله في عون المتعافي وعلي محمود.
عادل الباز