احتفال -غير- بعيد الأضحى المبارك

 


 

 

كلام الناس
هذا هو العيد الثاني الذي يمر على بدون إحساس مجتمعي بفرحة العيد ففي عيد الفطر المبارك كنت محبوساً مع رفيقة عمري أم أولادي رقية عبدالله في غرفة بفندق شيراتون سدني لقضاء فترة الحجر الصحي قبل أن نعود لسكننا في ميريلاند.
أما عيد الأضحي المبارك فإننا نستقبله هذا العام محبوسين بتوجيهات حكومة نيوثاوس ويلز بالبقاء في المنازل بعد إزدياد حالات الإصابة بجائحة كوفيد19 في مناطق أخرى بالولاية، وهكذا حُرمنا من لمة الأسرة في العيد ومن اللقاءات التي كانت تجمعنا مع الأسر السودانية الأسترالية في الأعياد.
لأول مرة أحس بمعنى السؤال الذي قاله الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي"عيد بأية حال عدت ياعيد" دون أن يعني هذا الحرمان من الإحتفال بالعيد الذي يعتبر مناسبة لإستعادة القيم النبيلة التي جسدتها قصة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وإبنه إسماعيل الذي قدم للبشرية درساً خالداً من دروس الطاعة للوالدين بامتثاله لأبيه الذي رأى في المنام ان يذبحه فقال له "يا أبت إفعل ماتؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" .. ومعروف بقية القصة التي انتهت بالتضحية بالكبش العظيم وأصبحت سنة واجبة على المسلمين.
لن أخوض في الجدل القديم المتجدد حول إلزام كل الأسر بالتضحية لأنها سنة مؤكدة لكن ديننا الحنيف يسر لنا كل الأمور حسب الظروف الإقتصادية والمجتمعية، لكن تبقى القيم النبيلة التي جسدها هذا العيد مثل طاعة الوالدين - فيما يرضي الله - واجبة في كل الظروف والأحوال بلا إكراه او تعنت.
للأسف ساهمت جائحة كوفيد19 في حرماننا حتى من التواصل الأسري في العيد لكن التقنية الحديثة ووسائط التواصل الإلكترونية سهلت لنا إمكانية التواصل المباشر بالصوت والصورة مع الأهل والأقرباء والأصدقاء هنا وفي كل انحاء العالم.
كل عام وانتم ونحن والعالم بخير وسلام وإخاء وتعايش وتكافل وتراحم لتعزيز الصلات الطيبة التي تحافظ على متانة العلاقات الأسرية والمجتمعية الأهم كقيمة دينية واخلاقية ومجتمعية.
كما تساعد الإتصلات المباشرة من خلال وسائط التواصل الإلكترونية في تخفيف الضغوط النفسية والعصبية التي قد تسببها إجراءات الحجر الصحي والتباعد الجسماني عن الاخرين.
ربنا يعيد الأعياد عليكم وعلينا وعلى البشرية جمعاء بالخير واليمن والبركات وأن يلطف بكم وبنا وبكل عباده ويرفع الوباء عن العالم أجمع .. امين يارب العالمين.

 

 

آراء