استقالة النابي
حسن فاروق
20 January, 2014
20 January, 2014
اصل الحكاية
بعد ساعات قليلة من تصريحه الاول ، بعدم أداء مباريات ودية قبل إكتمال الاعداد البدني ، تراجع مدرب فريق الهلال التونسي نصر الدين النابي ، وأعلن موافقته علي أداء مباراة (أمس) أمام الفريق الروسي زينت ، وهي بداية محرجة وغير موفقة للمدرب النابي لأنها تؤكد علي أن قرار أداء هذه المباراة إداري بالدرجة الاول ، لانه لايعقل أن يرفض الرجل أداء مباريات لأسباب منطقية ومفهومة خاصة بعدم إكتمال الإعداد البدني كما قال ، ثم يوافق فجأة وبدون مقدمات لأداء مباراة غير مكتملة حوالي (ساعة) أو تزيد قليلا هو عمر اللقاء .
وفي تقديري أن المدرب الذي يوافق علي التنازل قراره الفني لايستحق الإستمرار مع الفريق يوما واحدا ، خاصة وهو يقدم نفسه بهذه الطريقة المخجلة ، ( نفي بصرامة لاسباب فنية ثم خضوع بسهولة لأسباب إدارية) ، فلجنة التسيير الحكومية تبحث عن مايزيد من أسهمها وسط جماهير النادي ، ولايعنيها كثيرا البرنامج التدريبي للمدير الفني ، والسلبيات التي يمكن أن يخلفها ، بتغيير البرنامج الذي وضعه الرجل للاعبين .
الكارثة الكبري والمدمرة للبرامج الفنية من مثل هذه الادارات المهمومة بعرض نفسها إعلاميا أكثر من إهتمامها بمايفيد الفريق وفق الرؤية الفنية التي يقدمها المدرب ، لذا فإن المدرب الذي يتنازل عن صلاحياته مرة يمكن أن يتنازل ألف مرة ، لأننا إذا سألنا ماهي الفائدة التي ستعود من مباراة لمدة (ساعة) وبدون تذاكر وفي ملعب رديف ؟ لن نجد سوي إجابة واحده هي أنه مباراة (لتفكيك العضلات) ، والكارثة أن يدفع في لقاء مثل هذا مال ، وهو المرجح ، لأن زينت الروسي لامصلحة له في أداء مباراة بهذه الطريقة إلا إذا دفعت أموال ، وهو أمر يحتاج إلي الشفافية ليقف الرأي العام الرياضي علي تفاصيل هذا الاتفاق ، كيف تم ؟ ومن الذي يقف وراءه ؟ هل هي ذات الشركة التي نظمت مباراة بايرن ميونخ ؟ أم تمت عن طريق آخر .
الهرجلة التي صاحبت قيام مباراة الأمس ، تعكس الصورة التي تدار بها أنديتنا ، وأن المزاج الأداري عندما يحكم تضيع المؤسسية شمار في مرقة ، ويقفز إلي السطح سريعا الصراع الهزلي حول القرار ، ومن يدفع هو الذي يقرر ، ويتحول المدرب إلي صورة يقبل المزاج برضاه أو غصبا عنه .
أذكر هنا أن عدد من المدربين الاجانب ، صدمتهم العقلية الادارية الموجودة عندنا ، ووصل بعضهم إلي مرحلة من اليأس أن تعامل مع الواقع من ناحية مالية فقط ، بل إن أحد هؤلاء المدربين أكد علي أنه تعامل مع فترته التدريبية بمنطق ( لو هم عايزين كده خلاص) وخلاص هذه واضحة ولا تحتاج شرح .
hassanfaroog@gmail.com
//////////