مقالتي الافتتاحية على السياسي السودانية
باسم البديع المبدع نستقطع هذه المساحة
باسم القدير المقتدر نكرّسها لوجه الشعب والوطن
نستأذن القراء الاحباء المتابعين
إعادة ضبط البوصلة والساعة
بغية التلاقي عند هذا المفترق كل صباح
ليس في رصيدي قراء سابقون
قرائي نبض القلب وعصب العشيرة
كما ليس في حياتي حبيبات سابقات
ما عندي قراء أو أصدقاء سابقون
أصدقائي مثل حبيباتي وأقربائي
كلهم كما قرائي ملء القلب والعين
كلهم لديّ منتهى الحضور الدائم
* * *
ممارسة الكتابة ضربٌ من المصاهرة
عبرها تتسع شبكات الحب والقرابة
انت تكسب حين تكتب
في كل يوم أحباء جددا
وأخوة ً ، أبناء واحفادا يُفّعا
وشريحة عريضة من الشباب
حين تعجز الكتابة عن فعل ذلك
فهي حتماً كتابة عاقرٌ عقيم
فاقدة غريزة التفاعل، التناسل والخصوبة
خير الكتابة حتماً الودود الولود
ملهمة الحب والحياة
واهبة القراء الاصدقاء
* * *
لا بأس على من لا يبادلنا الاحساس بالجمال
فنحن نحبهم
إذ كفى أنهم ما نكتب يقرأون
نلتقي هنا كل صباح في كل المواسم
بغض النظر عن تباين أحوال الطقس
نبحر في الشأن العام
نحرث الماضي والحاضر
نغرس فسائل الغد
نوقد للنور مشاعل
الكتابة لا تشكل فقط معمار التنوير
هي تضيء كذلك طبقات البناء
نقتحم عتمة السياسة ولجة البحر الوطني
ولاؤنا المطلق للشعب ليس للساسة
الولاء الوفي راسخٌ و رجال السياسة ضد الثبات
الساسة المتفوقون يحذقون لعبة التوازنات
الوعي يشترط قبل الولاء حذق مهارة الإختيار
* * *
نتسلح معاً بقبس الوعي
نركض عبر الوطن الفسيح
نحن شركاء في أنهاره وأشجاره وأطياره
نتقاسم أعباء هموم الشعب
وكل المسؤولية الوطنية
نقتسم عائدات البشارات
ثمار الحقول الواعدة وأزاهير الحدائق الجديدة
في وطن مشرق
خالٍ من البذور والبثور النتنة
وعقد الطائفية، القبلية والجهوية
وكل الانتماءات الضيقة
والرؤى القديمة الصدئة
* * *
اعلم لدينا أحزاب وطنية
لكني أفتقد فيها الأرق على الوطن
والبذل من اجل رفاهية المواطن
نحن سويًا ضد سماسرة السوق السياسية
ضد ثالوث الخراب والصفقات القذرة
تجار الدين، الساسة التجار والمتاجرون في السلطة
ليس لي في الشأن السوداني إنتماء لغير الشعب
لي مطلق الخيار الحر
من أقصى اليمين إلى حواف اليسار
ليس لي مولىً شيخًا كان،خطيبا أو إماما
فكل "إمام خطيب وكل خطيب إمام"
أنا وأنت معاً ضد أصحاب الزهو الذاتي الكاذب
من الساسة الشبان الجدد
المعبأون بالحماس الأجوف
* * *
انا وما ملكت مع استنفار الجهد الجماعي
في سبيل البحث عن إجابات حاسمة
للأسئلة المتراكمة العالقة
على صدر الشعب والوطن
منذ حدبة القرن قبل الفائت