اعادة التحقيق في ملابسات الاحتلال المسلح للخرطوم في الثلاثين من يونيو 1989
محمد فضل علي
9 February, 2023
9 February, 2023
بمناسبة الاخبار المتداولة عن قرار اصدره الجنرال البرهان للعودة الي العمل بنظام السنتين للقبول والدراسة بالكلية الحربية السودانية احد مؤسسات الجيش السوداني السابق ومعاهدة العريقة التي لها مكانة متميزة في التاريخ القومي والعسكري وفي وجدان الامة السودانية بكل مكوناتها وخلفياتها الاجتماعية .
ومن المعروف ان الكلية الحربية السودانية مثلها مثل كل مؤسسات الجيش السوداني قد تعرضت الي عدوان منهجي بواسطة نظام الحركة الاسلامية في اطواره المختلفة منذ عهد الدكتور الترابي وخليفته في قيادة الحركة الاسلامية وادارة كل مؤسسات الدولة السودانية فيما بعد المحامي الاخواني علي عثمان محمد طه.
لقد تم تغيير نظام القبول في الكلية الحربية وتم اعتماد كشوفات الحركة الاسلامية للقبول وتعديل مناهج الدراسة وخطط التدريب والادبيات العسكرية للكلية الحربية السودانية بعد اجازتها من التنظيم الاسلامي منذ مطلع العام 1990 مع وجود هامش لايتعدي الواحد بالمائة لقبول طلاب غير اسلاميين للتضليل وذر الرماد في العيون .
القضية ليست قضية ادارية او مشكلة فنية في كيفية العمل في الكلية الحربية السودانية و قرار البرهان المشار اليه لايفيد ولايعالج عملية الاختلال الرئيسي الذي حدث داخل المؤسسة العسكرية السودانية منذ 1989 بمضاعافاته المخيفة والخطيرة علي الامن القومي للبلاد وتهديدة المباشر لحياة وارواح الملايين من الناس في سودان مابعد الانقاذ وانتهاكات الاسلاميين من دارفور الي كل شبر في ارض السودان وفي العاصمة القومية للبلاد التي ظلت تقدم الشهيد يلو الشهيد في المواجهات المستمرة حتي يومنا هذا بين الاغلبية الشعبية في السودان وبين فلول الدولة العميقة المسلحة وبقايا الاسلاميين التي تدير السودان اليوم.
الجيوش القومية والمهنية للدول في كل مكان وزمان ليست ملكية لحزب او جهة او جماعة علي العكس تعتبر الجيوش احد الضمانات الرئيسية لمنع انفلات الامن والاوضاع وانهيار الدول وانزلاقها في الفوضي والفراغ عندما يلوذ الناس بقبائلهم وطوائفهم ويعم الموت والدمار والخراب كما جاء في الوثيقة التاريخية للعلامة بن خلدون في اسباب انهيار الدول الوثيقة التي من المفترض ان تتم ترجمتها واعادة تحريرها لغويا ما امكن ذلك واعتمادها رسميا بواسطة الامم المتحدة والمنظمات والمعاهد الدولية المختصة في القانون الدولي والانساني وقضايا الامن والسلم العالمي ..
السودان ظل يمر تدريجيا ومنذ الثلاثين من يونيو 1989 وحتي يومنا هذا بتلك المراحل ومقدمات انهيار الدولة التي تحدث عنها بن خلدون في مقدمته ..
من جانبه ظل الشعب السوداني ومعظم نخبة السياسية والمهنية والاجتماعية يقاوم الاحتلال الاخواني المسلح للدولة السودانية منذ التاريخ المشار اليه وحتي اللحظة الراهنة لم تتوقف المواجهات منذ مطلع العام 1990 من داخل وخارج البلاد عندما تم اسناد حركة المقاومة السودانية الداخلية ودعمها بغطاء اعلامي وسياسي وقانوني اتخذ اطوار مختلفة انطلاقا من قاهرة التسعينات عبر المشاركة السياسية والاعلامية والحقوقية الواسعة من المعارضة السودانية في مناسبات دولية لكشف جرائم وانتهاكات النظام الاخواني وعمليات التعذيب والقتل والتصفيات الجسدية في المعتقلات السرية وما كان يعرف ببيوت الاشباح بالتزامن مع عملية التعبئة الجهادية الواسعة والمنظمة في اجواء التحريض والارهاب وعسكرة الدولة والمجتمع وتجنيد اعداد ضخمة من الشباب وصغار السن ومغسولي الادمغة والدفع بهم الي معسكرات الموت ...
اصبح رموز تلك الفترة وذلك الزمن الاغبر من قيادات الاسلاميين واعوانهم من بعض العسكريين امثال المعزول البشير وبكري حسن صالح وبقية المحرضين علي الموت والقتل عبر الدعاية العقائدية الرائد يونس وبقية الموتورين وبلطجية ذلك الزمان يتبادلون الظهور وينكرون الادوار التي قاموا بها منذ اليوم الاول لهم في حكم البلاد وذلك علي منصة المحاكمة المهزلة للرئيس المعزول وبقية الاسلاميين وهم ينكرون في جبن ووقاحة منقطعة النظير وفي تحدي سافر لمشاعر الشعب والامة السودانية والملايين من ضحايا حكمهم البغيض مافعلوه بالناس والعباد بينما قضاة محاكمة البشير الذين يفترض انهم مواطنين سودانيين عاشوا ماحدث في ذلك البلد يتعاملون وكانهم مخلوقات قادمة من كوكب اخر و يكتفون بتدوين تلك الافادات دون مناقشة المشار اليهم من سدنة وقيادات الحركة الاسلامية حول صحة مزاعمهم وافادتهم من عدمها في قضية بالغة الخطورة تتعلق بحرمة الدماء وارواح الملايين الم يشاهد قضاة محكمة البشير من موقعهم كمواطنين سودانيين افادات واعترافات الدكتور حسن الترابي في برنامج شاهد علي العصر علي قناة الجزيرة او الاعترافات الحية التي ادلي بها علي عثمان محمد طه عبر حلقات بعنوان اسرار الحركة الاسلامية في قناة العربية عن قرارهم في الحركة الاسلامية باعدام ثمانية وعشرين ضابط سوداني في يوم واحد بدلا عن حديثهم عن الحياد المهني وحرصهم علي تحقيق العدالة في غير مكانه وزمانه .
ويبدو الان وبكل وضوح ان البلاد لاتحتمل طريقة الحكم بالقطعة وحسب المزاج الشخصي للذين يديرون دولاب العمل في كواليس الدولة الراهنة من المخططين السياسيين والاعلاميين والامنيين للسلطة الانقلابية واعوانها من بعض النخب السياسية ...
اعادة التحقيق في ملابسات العملية المسلحة واحتلال العاصمة السودانية الخرطوم في الثلاثين من يونيو 1989 قد تعتبر نقطة حقيقية للتعامل القانوني مع كل ماجري في البلاد بعد ذلك التاريخ وذلك عبر مبادرة سياسية وقانونية ومهنية شاملة من خلال المؤسسات المستقبلية للعدالة الانتقالية تتولي مهمة اعادة التحقيق المشار اليه الي جانب دعم قيام مفوضية عسكرية قومية من ضحايا الاحالة للصالح العام من الضباط المهنيين والعسكريين الغير منتمين سياسيا او حزبيا في الجيش والشرطة السودانية والسير علي المشوار الذي لم يكتمل الذي حاول السير عليه شهداء القوات المسلحة وحركة رمضان المجيدة المغدروين والمطعونين في الظهر برصاص الغدر والخيانة وميليشيات الاسلاميين ...
للاسف الشديد النخبة السياسية والوطنية السودانية امتلكت في يوم من الايام القدرة علي التاثير في مجريات الامور الدولية والاقليمية واحتل السودان القديم مكانة متميزة بين الامم الشعوب وكانت له القدرة علي الفعل والمبادرة واليوم وصل الناس في السودان الراهن الي درك سحيق واصبحت البلاد مفتوحة علي مصراعيها تستقبل في كل يوم وصبح جديد وفود العرب والعجم الذين يحملون معهم المقترحات والحلول المستحيلة لمشكلات السودان البلد والدولة التي اصبحت تقترب من الانهيار مع كل يوم يمر علي هذا الواقع الاليم الذي يعيشه السودانيين وحتي بني اسرائيل اصبحوا في طليعة المتطوعين الذين يقترحون الحلول ويتحدثون عن مستقبل السودان والسودانيين من منظورهم الخاص للامور عبر التدخل الغير اخلاقي والحديث عن تطبيع للعلاقات مع دولة منهارة وشعب منهك وغير راغب في التطبيع المزعوم بين اسرائيل والسلطة الغير شرعية في الخرطوم.
ومن المضحكات المبكيات انهم في اسرائيل يتحدثون عن تاجيل كل ما سبق ذكرة الي حين تشكيل حكومة مدنية في السودان والاحتفال بعد ذلك بالتوقيع علي التطبيع وماتعرف بالاتفاقية الابراهيمية في العاصمة الامريكية واشنطون...
" لك ان تتخيل واخر القول انا حسبنا الله ونعم الوكيل "
ومن المعروف ان الكلية الحربية السودانية مثلها مثل كل مؤسسات الجيش السوداني قد تعرضت الي عدوان منهجي بواسطة نظام الحركة الاسلامية في اطواره المختلفة منذ عهد الدكتور الترابي وخليفته في قيادة الحركة الاسلامية وادارة كل مؤسسات الدولة السودانية فيما بعد المحامي الاخواني علي عثمان محمد طه.
لقد تم تغيير نظام القبول في الكلية الحربية وتم اعتماد كشوفات الحركة الاسلامية للقبول وتعديل مناهج الدراسة وخطط التدريب والادبيات العسكرية للكلية الحربية السودانية بعد اجازتها من التنظيم الاسلامي منذ مطلع العام 1990 مع وجود هامش لايتعدي الواحد بالمائة لقبول طلاب غير اسلاميين للتضليل وذر الرماد في العيون .
القضية ليست قضية ادارية او مشكلة فنية في كيفية العمل في الكلية الحربية السودانية و قرار البرهان المشار اليه لايفيد ولايعالج عملية الاختلال الرئيسي الذي حدث داخل المؤسسة العسكرية السودانية منذ 1989 بمضاعافاته المخيفة والخطيرة علي الامن القومي للبلاد وتهديدة المباشر لحياة وارواح الملايين من الناس في سودان مابعد الانقاذ وانتهاكات الاسلاميين من دارفور الي كل شبر في ارض السودان وفي العاصمة القومية للبلاد التي ظلت تقدم الشهيد يلو الشهيد في المواجهات المستمرة حتي يومنا هذا بين الاغلبية الشعبية في السودان وبين فلول الدولة العميقة المسلحة وبقايا الاسلاميين التي تدير السودان اليوم.
الجيوش القومية والمهنية للدول في كل مكان وزمان ليست ملكية لحزب او جهة او جماعة علي العكس تعتبر الجيوش احد الضمانات الرئيسية لمنع انفلات الامن والاوضاع وانهيار الدول وانزلاقها في الفوضي والفراغ عندما يلوذ الناس بقبائلهم وطوائفهم ويعم الموت والدمار والخراب كما جاء في الوثيقة التاريخية للعلامة بن خلدون في اسباب انهيار الدول الوثيقة التي من المفترض ان تتم ترجمتها واعادة تحريرها لغويا ما امكن ذلك واعتمادها رسميا بواسطة الامم المتحدة والمنظمات والمعاهد الدولية المختصة في القانون الدولي والانساني وقضايا الامن والسلم العالمي ..
السودان ظل يمر تدريجيا ومنذ الثلاثين من يونيو 1989 وحتي يومنا هذا بتلك المراحل ومقدمات انهيار الدولة التي تحدث عنها بن خلدون في مقدمته ..
من جانبه ظل الشعب السوداني ومعظم نخبة السياسية والمهنية والاجتماعية يقاوم الاحتلال الاخواني المسلح للدولة السودانية منذ التاريخ المشار اليه وحتي اللحظة الراهنة لم تتوقف المواجهات منذ مطلع العام 1990 من داخل وخارج البلاد عندما تم اسناد حركة المقاومة السودانية الداخلية ودعمها بغطاء اعلامي وسياسي وقانوني اتخذ اطوار مختلفة انطلاقا من قاهرة التسعينات عبر المشاركة السياسية والاعلامية والحقوقية الواسعة من المعارضة السودانية في مناسبات دولية لكشف جرائم وانتهاكات النظام الاخواني وعمليات التعذيب والقتل والتصفيات الجسدية في المعتقلات السرية وما كان يعرف ببيوت الاشباح بالتزامن مع عملية التعبئة الجهادية الواسعة والمنظمة في اجواء التحريض والارهاب وعسكرة الدولة والمجتمع وتجنيد اعداد ضخمة من الشباب وصغار السن ومغسولي الادمغة والدفع بهم الي معسكرات الموت ...
اصبح رموز تلك الفترة وذلك الزمن الاغبر من قيادات الاسلاميين واعوانهم من بعض العسكريين امثال المعزول البشير وبكري حسن صالح وبقية المحرضين علي الموت والقتل عبر الدعاية العقائدية الرائد يونس وبقية الموتورين وبلطجية ذلك الزمان يتبادلون الظهور وينكرون الادوار التي قاموا بها منذ اليوم الاول لهم في حكم البلاد وذلك علي منصة المحاكمة المهزلة للرئيس المعزول وبقية الاسلاميين وهم ينكرون في جبن ووقاحة منقطعة النظير وفي تحدي سافر لمشاعر الشعب والامة السودانية والملايين من ضحايا حكمهم البغيض مافعلوه بالناس والعباد بينما قضاة محاكمة البشير الذين يفترض انهم مواطنين سودانيين عاشوا ماحدث في ذلك البلد يتعاملون وكانهم مخلوقات قادمة من كوكب اخر و يكتفون بتدوين تلك الافادات دون مناقشة المشار اليهم من سدنة وقيادات الحركة الاسلامية حول صحة مزاعمهم وافادتهم من عدمها في قضية بالغة الخطورة تتعلق بحرمة الدماء وارواح الملايين الم يشاهد قضاة محكمة البشير من موقعهم كمواطنين سودانيين افادات واعترافات الدكتور حسن الترابي في برنامج شاهد علي العصر علي قناة الجزيرة او الاعترافات الحية التي ادلي بها علي عثمان محمد طه عبر حلقات بعنوان اسرار الحركة الاسلامية في قناة العربية عن قرارهم في الحركة الاسلامية باعدام ثمانية وعشرين ضابط سوداني في يوم واحد بدلا عن حديثهم عن الحياد المهني وحرصهم علي تحقيق العدالة في غير مكانه وزمانه .
ويبدو الان وبكل وضوح ان البلاد لاتحتمل طريقة الحكم بالقطعة وحسب المزاج الشخصي للذين يديرون دولاب العمل في كواليس الدولة الراهنة من المخططين السياسيين والاعلاميين والامنيين للسلطة الانقلابية واعوانها من بعض النخب السياسية ...
اعادة التحقيق في ملابسات العملية المسلحة واحتلال العاصمة السودانية الخرطوم في الثلاثين من يونيو 1989 قد تعتبر نقطة حقيقية للتعامل القانوني مع كل ماجري في البلاد بعد ذلك التاريخ وذلك عبر مبادرة سياسية وقانونية ومهنية شاملة من خلال المؤسسات المستقبلية للعدالة الانتقالية تتولي مهمة اعادة التحقيق المشار اليه الي جانب دعم قيام مفوضية عسكرية قومية من ضحايا الاحالة للصالح العام من الضباط المهنيين والعسكريين الغير منتمين سياسيا او حزبيا في الجيش والشرطة السودانية والسير علي المشوار الذي لم يكتمل الذي حاول السير عليه شهداء القوات المسلحة وحركة رمضان المجيدة المغدروين والمطعونين في الظهر برصاص الغدر والخيانة وميليشيات الاسلاميين ...
للاسف الشديد النخبة السياسية والوطنية السودانية امتلكت في يوم من الايام القدرة علي التاثير في مجريات الامور الدولية والاقليمية واحتل السودان القديم مكانة متميزة بين الامم الشعوب وكانت له القدرة علي الفعل والمبادرة واليوم وصل الناس في السودان الراهن الي درك سحيق واصبحت البلاد مفتوحة علي مصراعيها تستقبل في كل يوم وصبح جديد وفود العرب والعجم الذين يحملون معهم المقترحات والحلول المستحيلة لمشكلات السودان البلد والدولة التي اصبحت تقترب من الانهيار مع كل يوم يمر علي هذا الواقع الاليم الذي يعيشه السودانيين وحتي بني اسرائيل اصبحوا في طليعة المتطوعين الذين يقترحون الحلول ويتحدثون عن مستقبل السودان والسودانيين من منظورهم الخاص للامور عبر التدخل الغير اخلاقي والحديث عن تطبيع للعلاقات مع دولة منهارة وشعب منهك وغير راغب في التطبيع المزعوم بين اسرائيل والسلطة الغير شرعية في الخرطوم.
ومن المضحكات المبكيات انهم في اسرائيل يتحدثون عن تاجيل كل ما سبق ذكرة الي حين تشكيل حكومة مدنية في السودان والاحتفال بعد ذلك بالتوقيع علي التطبيع وماتعرف بالاتفاقية الابراهيمية في العاصمة الامريكية واشنطون...
" لك ان تتخيل واخر القول انا حسبنا الله ونعم الوكيل "