اعتراف اثيوبيا ومكابرة السوداني
حسن فاروق
20 June, 2013
20 June, 2013
اصل الحكاية
أعترف الاتحاد الاثوبي لكرة القدم بإشراك لاعب موقوف ليخسر بهذا الاعتراف ثلاث نقاط ثمينة حسمت له التأهل للمرحلة الاخيرة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل ، لم يكابر الإتحاد الأثيوبي ولم يجتهد في التغطية علي خيبته كما فعل الاتحاد السوداني لكرة القدم في القضية الشهيرة بإشراك لاعب موقوف هو سيف مساوي .
إختصر الأثوبي وقت ثمين بهذا الإعتراف خاصة وأن أمامه جولة حاسمة للتأهل للمرحلة الفاصلة محتفظا بحظوظ قوية بصدارته للمجموعة ، لم يناور أو يراوغ في قضية واضحة المعالم ولم ينتظر شكوي من اي جهة ، فقرر تجاوزها سريعا للحفاظ علي تركيز اللاعبين في المواجهة حتي لايكون تحت تأثير الشد والجذب في حال إستمر في القضية وتقدم بإستئناف وراء إستئناف كما فعل جهابذة القوانين في إتحادنا العام لكرة القدم ، حسم الامر وفضل اللعب علي أمل التأهل من داخل الملعب في المباراة القادمة والذي مازال متوفرا ، علي أن ينوم اللاعبين في عسل كسب القضية بالقانون ، لذا سبق الجميع بهذا الإعتراف وأغلق الملف وتفرغ للملف الأهم .
درس مجاني من الإتحاد الاثيوبي في الشفافية لإتحاد المكابرة السوداني ، والغريب أن قيادات في اتحادنا الهمام إعترفوا عندنا تفجرت القضية وأزيح الستار عن فضيحة الخطأ الإداري الذي كلف المنتخب الوطني ثلاث نقاط غالية بوجود الخطأ ، وأكدوا من خلال تصريحاتهم أنهم يعترفون بالخطأ ، ولكن هذا الإعتراف قابلته تصرفات غريبة إن جاز التعبير ، بتقديم شكوي وراء شكوي وإستئناف وراء إستئناف يؤكد حقهم الاصيل في النقاط الضائعة ، ولا أدري كيف تعترف بالجريمة وتصر علي أنك بريء .
حالة الارتباك التي عاشها ولازال يعيشها الاتحاد السوداني أكد علي ضعف القدرات الفكرية وعجزه الكامل في ( إدارة الازمة) فكان طبيعا أن يكون له أكثر من خطاب ، يعترف ليمتص الغضب وكان وقتها ينتظر نتيجة إيجابية من مباراة المنتخب ، يرفض الإعتراف من خلال الإستئنافات التي يتقدم بها القضية كنوع من التخدير ومحاولة لحفظ ماء الوجه للتأكيد علي أن القضية لم تحسم بعد ، بمعني آخر لعب علي الوقت . وهي سياسة لاتتبعها إلا الإدارات الفاشلة التي تخشي المواجهة والحساب .
وقد تسبب الاتحاد بسياسة الهروب التي إتبعها في قتل بصيص الذي كان متاحا للمنتخب الوطني للتأهل للمرحلة المقبلة ، عندما أعلن خروجه من المنافسة قبل بإتخاذ تدابير وتوجهات تصب في هذا الاتجاه وهو يعلن أثناء منافسة لازال لديه فيها أمل تغيير (جلد) المنتخب بقرار من إداري ، وإبعاد ماأطلق عليه الجيل القديم بالإعتماد علي أعمار صغيرة (للبناء) ، ولنا ان نتخيل منتخب لم يفقد الامل يرفع الراية مستسلما ومعترفا رغم المكابرة ( الاستئناف) بخسارة النقاط ، يلجأ لخيار (البناء) ، في توقيت غريب يعكس حالة الفوضي والارتباك التي يعيشها الاتحاد الحالي .
الصورة كانت ستختلف في حال تعامل الاتحاد مع (الازمة) بذات الطريقة التي إتبعها الاتحاد الاثيوبي ، مواجهة الازمة وإدارتها بفكر إحترافي عالي ، واللعب علي الفرص المتاحة خاصة وأن الاثيوبي مازال في المنافسة ، ضحي كما ذكرت بالتفاصيل والشد والجذب في الشكاوي في الاستئنافات ، وكسب التركيز علي دافع اللاعبين للتأهل بعد الوقوف علي الحقيقة.
الفرصة كانت متاحة لمنتخبنا الوطني في حال تفوق علي غانا في الخرطوم ، وكسب لقاء زامبيا الذي إنتهي خارج الارض لتنتعش آماله في التأهل بقوة .
صدقوني ياجماعة نحن بعيدين جدا.
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]