اغتصاب (زهْرة)
د. أحمد جمعة صديق
16 May, 2024
16 May, 2024
نعيد إهداءها لاهل الجزيرة المنكوبة، فرج الله كربهم
( زهْرَة ) . . .
لَوْزَةٌ صَغِيرَة
تَرَعْرَعَتْ فِي حَقْلِهَا اَلْوَدِيعِ
عَلَى ضِفَافِ اَلنِّيلِ فِي ( اَلْجَزِيرَة )
خَرَجَتْ ذَاتَ يومٍ تَسْتَحِمُّ
وعَلَى ضِفَافِ اَلنِّيلِ، تَسْتَجِمُّ
فَإِذَا بِهَا وَقَدْ وَقَعَتْ أَسِيرَة،
فِي حِضْنِ اَلْجَنْجَوِيدْ
قَطَفُوا اَلزَّهْرَة اَلصَّغِيرَة
وَاغْتُصبُوا اَلضَّفِيرَة
( زُهْرَة ) لَمْ تَبْلُغْ اَلْفِطَامَ
أَخَذُوهَا اَلشِّرْذِمَةُ اَللِّئَامِ، وَبِلَا جَرِيرَة
عَصَبُوا عَيْنَيْهَا وَكَانَ يَا مَا كَانَ
ثُمَّ قَتَلُوا اَلْأَمِيرَةْ
( زهْرَة ) عَلَى شَاطِئِ اَلنِّيلِ كَانَ اَلْمَوْلِدُ
وَعَلَى اَلنِّيلِ نَفْسِهِ؛ قَدْ كَانَ اَلْمَوْعِدُ
كَانَتْ جَمِيلَةً
صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُها تَسِرْ اَلنَّاظِرِينَ
وَجَّهَهَا يُضِيءُ بِلَا نَارٍ تَمَسُّهُ
وَالْحَسَنُ فِي اَلْخَدَّيْنِ بَائِن
وَلَا تَسْتَطِعْ (زهْرَة) أَنْ تَدُسَّهُ
وَيُطِلُّ اَلنُّورُ مِنْ ذَاكَ اَلْجَبِينِ
وَجْهٌ تَلَأْلَأَ بِالْحُسْنِ وَالصَّلَاحِ
لَعَلَّهَا اَلصَّلَاةُ فِي غَسَقِ اَلصَّبَاحِ
أَوْ لَعَلَّهَا اَلْبُرْدِينِ
(فَزُهْرَة) كَانَتْ صَفْرَاءُ، لَوْنُهَا يَسُرُّ اَلنَّاظِرِينَ
مَمْشُوقَةً اَلْقَدِّ، أَسِيلَةً اَلْخَدَّيْنِ
(ومَمْلُوءَةُ اَلسَّاقَيْنِ، أَطْفَالٌ خُلَاسِيينْ)
وَمَسْكُونَةٌ بِالْحُبِّ وَالْحَنِينِ
وَيَشِعُّ اَلنُّورُ مِنْ عَيْنَيْهَا،
وَدَائِماً نَاصِعَةُ اَلْجَبِينِ
فَلَعَلَّهُ اَلْوُضُوء بِمَاءِ اَلنِّيلِ
أَوْ لَعَلَّهَا اَلنَّوَافِلُ
فَزَهْرَة تَسْتَحِمّ مرتين: فِي اَلصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ
ضَوْءَ اَلشَّمْسِ كُحْلُهَا
وَطِيبَهُاَ اَلزَّاكِي يُعَطِّرُ اَلْأَرْجَاءَ
كَانَتْ (زهْرَة) طَوِيلَةٌ صَفْرَاءُ
وَلَوْنُهَا يَسُرُّ اَلنَّاظِرِينَ
مَجْلُوَّةً بِالْحُسْنِ وَالْعَفَافِ
وَكَانَتْ تَعْشَقُ اَلنِّيلَ
وَاللَّيْلَ
وَالْحُقُولَ
وَالضِّفَافَ
ضِفَافُ اَلْأَزْرَقِ اَلْمِعْطَاءِ
يَأْتِي بِالرَّجَاءِ
مِنْ اَلْأَرْضِ قَادِمٌ، أَمْ نَابِعٌ مِنْ اَلسَّمَاءِ؟
يَأْتِي بِالرَّجَاءِ
مِنْ تَانَا
إِلَى مَدَنِيٍّ
إِلَى اَلْخُرْطُومِ
إِلَى اَلسُّودَانِ
إِلَى أَسْوَان
يُغْدِقُ بِلَا مَلَلْ
مِنْ غَيَّرِ مَنٍ أَوْ زَعْلْ
فَيُسْعِدُ اَلْوُرَّادَ وَالْعُشَّاقَ عَلَى اَلضِّفَافِ
وَيَنْسَابُ إِلَى اَلشَّمَالِ بِلَا كَلَلٍ
عَلَى تِلْكَ اَلضِّفَافِ، ترْعَرَعتْ (زهْرَة)
وَكَانَ لَوْنُهَا فَاقِعٌ يسَرَ الَنَاظَرِينْ
وَكَانَتْ تَعْشَقُ اَلضِّفَافَ
مَزْهُوَّةً بِحُسْنِهَا، مَحْرُوسَةْ بِالْعَفَافِ
لَكِنْ فِي صَبَاحِ بَاكِرٍ
سَطَا عَلَيْهِا لُصُوصُ اَلنَّيْجَرِ
فِي صَلَاةِ اَلْفَجْرِ
دَاسُوا عَلَيْهَا بِالنِّعَالِ، ثُمَّ كَمَّمُوهَا
وَخَلَعُوا اَلدِّثَارَ ثُمَّ وَقَّعُوا عَلَيْهَا!
جَمْعُ مِنْ اَلْعُرْبَانِ
فَسَالَتْ دِمَاؤُهَا مِنْ اَلسَّاقِ وَالْعُرُوقِ
وَتَرَكُوهَا تَنْزِفُ عَلَى قَارِعَةِ اَلطَّرِيقِ
غَيْرُ مَأْسُوفٍ عَلَيْهَا وَبِلَا رَفِيقِ
دَاسُوا عَلَى اَلْعَفَافَ فِي اَلضِّفَافِ
تِلْكَ ( زُهْرَة ) اَلْغَرِيرَة
تِرْعَرَعتْ فِي حضِنِ ( اَلْجَزِيرَةْ )
كَانَتْ أَمِيرَه
قَتَلُوهَا بِلَا جَرِيرَةْ
إِذْ وَقَعَتْ أَسِيرَه فِي حُضْنِ اَلْجَنْجَوِيدْ !!
كَالْقَارِّيِّ – أَلْبِرْتَا – كَنَدَا 23 / 12 / 2023
د. أحمد جمعة صديق
aahmedgumaa@yahoo.com
( زهْرَة ) . . .
لَوْزَةٌ صَغِيرَة
تَرَعْرَعَتْ فِي حَقْلِهَا اَلْوَدِيعِ
عَلَى ضِفَافِ اَلنِّيلِ فِي ( اَلْجَزِيرَة )
خَرَجَتْ ذَاتَ يومٍ تَسْتَحِمُّ
وعَلَى ضِفَافِ اَلنِّيلِ، تَسْتَجِمُّ
فَإِذَا بِهَا وَقَدْ وَقَعَتْ أَسِيرَة،
فِي حِضْنِ اَلْجَنْجَوِيدْ
قَطَفُوا اَلزَّهْرَة اَلصَّغِيرَة
وَاغْتُصبُوا اَلضَّفِيرَة
( زُهْرَة ) لَمْ تَبْلُغْ اَلْفِطَامَ
أَخَذُوهَا اَلشِّرْذِمَةُ اَللِّئَامِ، وَبِلَا جَرِيرَة
عَصَبُوا عَيْنَيْهَا وَكَانَ يَا مَا كَانَ
ثُمَّ قَتَلُوا اَلْأَمِيرَةْ
( زهْرَة ) عَلَى شَاطِئِ اَلنِّيلِ كَانَ اَلْمَوْلِدُ
وَعَلَى اَلنِّيلِ نَفْسِهِ؛ قَدْ كَانَ اَلْمَوْعِدُ
كَانَتْ جَمِيلَةً
صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُها تَسِرْ اَلنَّاظِرِينَ
وَجَّهَهَا يُضِيءُ بِلَا نَارٍ تَمَسُّهُ
وَالْحَسَنُ فِي اَلْخَدَّيْنِ بَائِن
وَلَا تَسْتَطِعْ (زهْرَة) أَنْ تَدُسَّهُ
وَيُطِلُّ اَلنُّورُ مِنْ ذَاكَ اَلْجَبِينِ
وَجْهٌ تَلَأْلَأَ بِالْحُسْنِ وَالصَّلَاحِ
لَعَلَّهَا اَلصَّلَاةُ فِي غَسَقِ اَلصَّبَاحِ
أَوْ لَعَلَّهَا اَلْبُرْدِينِ
(فَزُهْرَة) كَانَتْ صَفْرَاءُ، لَوْنُهَا يَسُرُّ اَلنَّاظِرِينَ
مَمْشُوقَةً اَلْقَدِّ، أَسِيلَةً اَلْخَدَّيْنِ
(ومَمْلُوءَةُ اَلسَّاقَيْنِ، أَطْفَالٌ خُلَاسِيينْ)
وَمَسْكُونَةٌ بِالْحُبِّ وَالْحَنِينِ
وَيَشِعُّ اَلنُّورُ مِنْ عَيْنَيْهَا،
وَدَائِماً نَاصِعَةُ اَلْجَبِينِ
فَلَعَلَّهُ اَلْوُضُوء بِمَاءِ اَلنِّيلِ
أَوْ لَعَلَّهَا اَلنَّوَافِلُ
فَزَهْرَة تَسْتَحِمّ مرتين: فِي اَلصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ
ضَوْءَ اَلشَّمْسِ كُحْلُهَا
وَطِيبَهُاَ اَلزَّاكِي يُعَطِّرُ اَلْأَرْجَاءَ
كَانَتْ (زهْرَة) طَوِيلَةٌ صَفْرَاءُ
وَلَوْنُهَا يَسُرُّ اَلنَّاظِرِينَ
مَجْلُوَّةً بِالْحُسْنِ وَالْعَفَافِ
وَكَانَتْ تَعْشَقُ اَلنِّيلَ
وَاللَّيْلَ
وَالْحُقُولَ
وَالضِّفَافَ
ضِفَافُ اَلْأَزْرَقِ اَلْمِعْطَاءِ
يَأْتِي بِالرَّجَاءِ
مِنْ اَلْأَرْضِ قَادِمٌ، أَمْ نَابِعٌ مِنْ اَلسَّمَاءِ؟
يَأْتِي بِالرَّجَاءِ
مِنْ تَانَا
إِلَى مَدَنِيٍّ
إِلَى اَلْخُرْطُومِ
إِلَى اَلسُّودَانِ
إِلَى أَسْوَان
يُغْدِقُ بِلَا مَلَلْ
مِنْ غَيَّرِ مَنٍ أَوْ زَعْلْ
فَيُسْعِدُ اَلْوُرَّادَ وَالْعُشَّاقَ عَلَى اَلضِّفَافِ
وَيَنْسَابُ إِلَى اَلشَّمَالِ بِلَا كَلَلٍ
عَلَى تِلْكَ اَلضِّفَافِ، ترْعَرَعتْ (زهْرَة)
وَكَانَ لَوْنُهَا فَاقِعٌ يسَرَ الَنَاظَرِينْ
وَكَانَتْ تَعْشَقُ اَلضِّفَافَ
مَزْهُوَّةً بِحُسْنِهَا، مَحْرُوسَةْ بِالْعَفَافِ
لَكِنْ فِي صَبَاحِ بَاكِرٍ
سَطَا عَلَيْهِا لُصُوصُ اَلنَّيْجَرِ
فِي صَلَاةِ اَلْفَجْرِ
دَاسُوا عَلَيْهَا بِالنِّعَالِ، ثُمَّ كَمَّمُوهَا
وَخَلَعُوا اَلدِّثَارَ ثُمَّ وَقَّعُوا عَلَيْهَا!
جَمْعُ مِنْ اَلْعُرْبَانِ
فَسَالَتْ دِمَاؤُهَا مِنْ اَلسَّاقِ وَالْعُرُوقِ
وَتَرَكُوهَا تَنْزِفُ عَلَى قَارِعَةِ اَلطَّرِيقِ
غَيْرُ مَأْسُوفٍ عَلَيْهَا وَبِلَا رَفِيقِ
دَاسُوا عَلَى اَلْعَفَافَ فِي اَلضِّفَافِ
تِلْكَ ( زُهْرَة ) اَلْغَرِيرَة
تِرْعَرَعتْ فِي حضِنِ ( اَلْجَزِيرَةْ )
كَانَتْ أَمِيرَه
قَتَلُوهَا بِلَا جَرِيرَةْ
إِذْ وَقَعَتْ أَسِيرَه فِي حُضْنِ اَلْجَنْجَوِيدْ !!
كَالْقَارِّيِّ – أَلْبِرْتَا – كَنَدَا 23 / 12 / 2023
د. أحمد جمعة صديق
aahmedgumaa@yahoo.com