اكسري جدار الصمت ..! بقلم: منى أبو زيد
منى أبو زيد
30 October, 2012
30 October, 2012
"كل مريض يحمل طبيبه بداخله" .. ألبرت شفايتزر!
"من الواقع" عمود أسبوعي مقروء بصحيفة المدينة السعودية تكتبه الدكتورة سامية العمودي التي استيقظ قراؤها ذات صباح على مقال خطير لها بعنوان (الابتلاء بالسرطان رسالة حب من الله)، تحكي لهم فيه عن إصابتها بمرض السرطان فتقول (يحمل هذا التاريخ أهمية خاصة عندي وعند أبنائي وأهلي وأحبتي .. يوم من عمري تحولت فيه حياتي وأولوياتي إلى منحى جديد.. يومها عدت مع أولادي بعد تناول الغداء خارج المنزل.. وجلست في غرفتي وبالصدفة البحتة لامست يدي صدري فأحسست بوجود كتلة في الثدي .. في لحظات استيقظت كل الحواس الطبية في داخلي .. وأخذت اتحسس الكتلة أفحص الورم وأفحص العقد الليمفاوية تحت الذراع .. في ثانية أدركت ان قضاء الله قد حل بي .. في لحظة أدركت ما عندي .. لم أكن احتاج إلى فحص أو أخذ عينة فأنا وللأسف طبيبة لذلك يكون الجهل نعمة في لحظات كهذه.. لحظة عصيبة عشتها أخذت أدور في أرجاء الغرفة أدعو الله بصوت عالٍ أن يلهمني الثبات.. أدعوه الثبات لانني أعلم أن الأجر انما يكون عند الصدمة الأولى .. دعوته ناجيته دامعة هل تحبني إلى هذه الدرجة حتى ترسل لي رسالة حب كهذه .. تلك كانت اللحظة الأولى في هذه التجربة الإنسانية التي أعيشها هذه الأيام مع سرطان الثدي) ..!
يوم تشخيص المرض صادف ذكرى يوم ميلادها فولدت سامية العمودي من جديد، وكتبت لقراءها تقول (أضع قصتي هنا ليكون البوح عاليا فقد لمست إصراراً من البعض على أن تكون هذه الأمراض من الأسرار التي لا ينبغي الخوض فيها.. وهذا أمر أشعر في داخلي أنه يتعارض مع الرضا والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.. لذا يجيء البوح هنا عالياً) ..!
بعد اكتشافها أنها في مرحلة متقدمة من مرض سرطان الثدي ظلت الدكتورة سامية تحكي لقراء عمودها الأسبوعي عن مراحل معاناتها مع المرض والعلاج بالتفصيل حتى كتب الله لها الشفاء .. بعدها قادت الدكتورة سامية حملة واسعة لنشر الوعي بمخاطر سرطان الثدي وعنونت حملتها بـ"كسر جدار الصمت"، وقامت بمادرات جريئة وشجاعة حققت نجاحات عالمية في محاربة سرطان الثدي، حصلت بموجبها على جائزة المرأة الدولية الشجاعة من وزيرة الخارجية الأمريكية ..!
سامية العمودي – وعلى الرغم من كونها طبيبة – أخطأت بتجاهل الفحص المبكر، وكغيرها من النساء لم يخطر ببالها أن السرطان يمكن أن يهاجم جسمها، لكنها عزمت بعد ذلك على أن تستفيد النساء من تجربتها وأن يعرفن أهمية الفحص المبكر للثدي ..!
في غرفة الانتظار - بمركز الكشف المبكر عن سرطان الثدي - كنت أفكر بحكاية الدكتورة سامية التي تحولت من مريضة في مرحلة متقدمة من المرض إلى أيقونة إرادة .. ربما لذلك لم أتردد .. أنت أيضاً .. اكسري جدار الصمت .. ولا تترددي في إجراء الفحص المبكر ..!
صحيفة حكايات
منى أبو زيد
munaabuzaid2@gmail.com