الأخ البرهان أما بعد !!

 


 

 

أطياف -
المحصي لنتائج الزيارات الثلاث للفريق عبد الفتاح البرهان، الي كل من مصر وجنوب السودان ودولة قطر يجد حصادها لايتجاوز الصفر للبرهان وفلوله الذين تقطعت بهم الأسباب وغُلقت في وجههم الأبواب.
لكنه قد يجد نتائجاً باهرة ومثمرة لثورة ديسمبر المجيدة، سيدهشه مدها العريض الذي تجاوزت قيمته المضافة التخوم السودانية
فعملية (الصادر) للثورة السودانية حققت ارباحا ومكاسبا في التغيير على المستوى الخارجي المتمثل في مواقف الدول العربية ونظرتها السياسية لمستقبل الحكم في السودان
تجسد ذلك اولاً في وحدة قِبلة المحاور والعواصم العربية نحو وجهة واحدة ، يممت نحوها دون أن تشكو داء الإنقسام في مواقفها فلأول مرة يحدث إجماع عربي وأفريقي على دعم الأنتقال الديمقراطي في السودان والحل السلمي والعمل من أجل تحقيق إرادة الشعب السوداني، استجابة لمطالب الثورة
ثانيا ،إستطاعت ثورة الشعب ان تقوم بإجراء أصعب عملية تغيير في عقليات القادة العرب الذين كانت مواقفهم دائما تُبنى على أساس صلاتهم وعلاقاتهم ومصالحهم مع القادة والحكام في السودان بعيدا عن رغبة الشعب ، ولأول مرة تفلت بعض الدول العربية والإفريقية يدها عن يد الحكام السودانيين إستجابة لرغبة الشعب!!
ثالثا ، في ظاهرة غريبة حُظيت الثورة التي تطالب بحكومة مدنية خالصة بدعم الدول الحليفة للإسلاميين والعسكريين في سابقة نادرة، كشفت ذلك زيارات البرهان التي بدأها بحلفائهم تلك الزيارات الخاطفة الخاسرة كانت نقاط خصم لا إضافة فمحاولات الجنرال طلب الدعم والحماية والحصول على شرعية من الحلفاء جاء بنتائج سالبة فضحت الأمر أكثر مما كان عليه، فلو لم يطرق البرهان بابها لظن كثير من الناس أن هذه الدول لايمكن أن تتخلى عنه وعن الإسلاميين لذلك فإن هروبه من منبر التفاوض، أكد أنه يقوم على نظرية (الفرار من القدر اليه)
فآخر زيارة الي الدوحة جرد فيها أمير قطر البرهان من صفته العسكرية والدستورية وقال إنه استقبل (الأخ البرهان)، أردفها بأن بلاده تدعم الحلول السلمية ووقف الحرب والحوار من أجل الاستقرار في السودان
والناظر في مرآة المقارنة للزيارات العسكرية والمدنية يجد أن الوفد المدني في كل الدول التي زارها وجد قبولا وتقديرا أكثر من البرهان بالرغم من أن قوى الحرية والتغيير زارت تلك الدول بصفة شعبية غير رسمية، منحتها الدول منصات وفضاءات لتسويق فكرتها وهيأت لها منابر للتلاقي والتواصل مع الجماهير فالوقت الذي منحته قطر لندوة التغيير فقط، يساوي زمن زيارة البرهان، الذي خرج من الزيارة يحمل نعش الحكم الكيزاني مستقبلا، فالبرهان أكد أن العالم تجاوز الأفكار العقيمة وتخلى عن خاصية الإصغاء للقادة وبدأ ينظر من مرآة الشعوب ، لذلك فإن السؤال يجب أن لايكون عن عدد زيارات البرهان إنما عن عدد خيباته!!
والثورة التي غيرت في جوهر العلاقات الأزلية واستطاعت إعادة تشكيل ملامحها المستقبلية أكدت أنها تحصد نتائج خارجية وداخلية فقرار حل الدعم السريع الذي هلل له الكيزان بالأمس هو إستجابة لمطلب الثورة (الجنجويد ينحل) الذي قتل بسببه البرهان مئات الشباب ولم يكتف بذلك جاء وقتل الآن الآلاف من المدنيين والعسكريين ومن بعدها قال سمعا وطاعة لأوامر ديسمبر المجيدة، فمن الغباء أن تصفق الفلول لهدف سجله البرهان لصالح الثورة!!
طيف أخير:
#لا _ للحرب
زيارة خارجية رابعة للفريق عبد الفتاح البرهان لن تختلف فيها النتائج عن سابقاتها ، ستصب في مصلحة التغيير أكثر من تحقيقها لأهداف الفلول !!
الجريدة

 

آراء