الأستاذ على النصرى حمزة .. تكريم مستحق
الفاضل حسن عوض الله
3 May, 2012
3 May, 2012
عمود سطر جديد – الصحافة-28 /4 /21012
فى مطلع السبعينات جاءنا الأستاذ على النصرى حمزة ناظراً لمدرستنا مدرسة المؤتمر الثانوية بامدرمان ، وكانت نظارته للمدرسة خلفاً لأساتذة أجلاء من بينهم الأستاذ الطيب شبيكة والأستاذ فتحى أمبابى ولكن أستاذ على كان نمطاً جديداً من النظار بمظهره الشبابى وأناقته المتميزة وعربته (الزفير) البيضاء مما جعلنا نتوهم أن يكون هيناً وليناً فى تعامله معنا ، إلا أنه كذب رهاننا وأخافنا أول الأمر بتلك القوة الناعمة التى يتقن توظيفها . لم يلجأ الى سوط الصول الباطش فى أيدى أعمامنا الصول العشا والصول الأمين عليهما رحمة الله ولم يعاقب أى طالب بالجلد طوال فترة عمله بالمدرسة ولكنه كان يصرف المعاقبين من الطلاب الى منازلهم على أن لا يحضروا إلا برفقة آبائهم أو أولياء أمورهم وتلك لعمرى كانت أشنع من سياط الصول . وتفتق ذهنه الوقاد عن عقوبة عملية جديدة فقد كان سور مدرسة المؤتمر متهدماً ويبلغ طوله آلاف الأمتار فجعل من الطلاب المقصرين فى سلوكهم ودروسهم (طُلب) ينقلون الطوب والمونة للأسطوات نظير ما أقترفوا من مخالفات حتى إكتمل بناء السور فى أكثر من عام فأسميناه سور الصين العظيم . ولم يتفرد أستاذ على فى تقويم دراستنا وسلوكنا فحسب بل كان تربوياً ومعلماً قديراً أكسبنا قدراً كبيراً من المعرفة والنضج العقلى وفهم رفيع للحياة .
ولد أستاذنا على النصرى حمزة بمدينة الكوة فى العام 1929 ولست بحاجة للتذكير بكونه إبن المربى الجليل الأستاذ النصرى حمزة الذى كان من أوائل المعلمين فى بلادنا ، وللكوة سحر وطيد فى نفوس أهلها وأبنائها وأذكر بهذه المناسبة أننى كنت أعود عمنا الراحل د. أحمد السيد حمد فى أيام مرضه الأخير فكان يردد أن آخر أمنياته فى الحياة أن يرى مدينته الكوة ولكن للأسف حالت الظروف الصحية دون تحقيق تلك الأمنية الأخيرة . تلقى أستاذ على تعليمه وتدريبه الجامعى وفوق الجامعى فى جامعتى الخرطوم ولندن وفى المعهد الدولى للتخطيط التربوى فى باريس وتقلد وظائف عليا ومسئوليات فى عدة وزارات منها : الأمين العام المؤسس للمجلس القومى للتعليم العالى .. السكرتير المؤسس لمجلس إمتحانات السودان .. المدير العام المؤسس للإدارة الوزارية فى وزارة الحكم الشعبى المحلى .. عضو مؤسس للجنة الإختيار للخدمة العامة .. بجانب عمله التربوى والتعليمى فى مهنة التعليم حيث تأسست على يديه مدرسة كسلا الثانوية بنين . ولأستاذنا مجموعة من الأنشطة الفكرية والتعليمية فهو عضو الجمعية الفلسفية السودانية ومؤسس برنامج ركن الطلبة فى إذاعة امدرمان بجانب إهتمامه بالتأليف والترجمة لعدد من البحوث والمقالات والكتب من بينها كتاب الرئيس التنزانى جوليوس نيريرى حول فلسفة التعليم ، والآن ما زال الأستاذ على النصرى يواصل عطاءه التعليمى والتربوى فى جامعة الأحفاد للبنات .
كبرنا وكبرت أعمارنا وأستاذنا على النصرى حمزة أصبح صديقاً لكل طلابه ، فقد كان أكثرنا مواظبة على حضور اللقاءات الراتبة التى ندعوه لها نحن أبناء الدفعة 16 فى مدرسة المؤتمر الثانوية ، وظل محور إهتمامنا ومحط استشاراتنا فى دروب حياتنا العملية والإجتماعية لذلك لا عجب أن يسعد كل طلابه بالتكريم والتقدير الذى ناله من جامعة الأحفاد للبنات وهى تمنحه درجة الدكتوراه الفخرية فى الآداب مع نخبة منتقاة من رموز المجتمع السودانى من بينهم شاعر الشعب المبدع محجوب شريف (متعه الله بالصحة والعافية) والفنانة التشكيلية غريزيلدا الطيب قرينة الراحل عبد الله الطيب بجانب د. محمد على التوم والأستاذ عبد العزيز محى الدين .
أستاذنا على النصرى حمزة .. متعك الله بالصحة والعافية أنت وبقية المكرمين .
fadil awadala [fadilview@yahoo.com]