الأعداء خدمونا.. لكن!!
كمال الهدي
2 October, 2021
2 October, 2021
تأمُلات
. مما لا شك فيه أن وجل واستعجال البرهان وحميدتي خدم الثورة والثوار بما يستحق أن نشكرهما عليه.
. فقد أعادت تصريحاتهما الخرقاء للثورة وهجها وألقها ولفتت نظر (بعض) الأطراف الخارجية الداعمة للتحول الديمقراطي في السودان.
. لكن يبقى السؤال الهام والذي يجب أن يجيبه كل منا لنفسه بكل الصدق والتجرد هو: هل سنستفيد من هذه الفرصة الثمينة التي أتت في وقت بالغ الحرج، أم سنضيعها كما أضعنا قبلها الكثير من الفرص!
. ولكي يجيب كل منا في دواخله على السؤال أعلاه أتمنى مخلصاً أن يقرأ كل ثائر جاد وحادب على هذه الثورة السطور التالية بتجرد وموضوعية وبعيداً عن أي انطباعات أو مؤثرات عاطفية.
. ما أكتبه هنا ليس استباقاً للأحداث، ولا تشاؤماً، ولا تقليلاً من قدرة هذا الشعب على صنع المعجزات.
. بل على العكس فقد أثبت شعبنا مجدداً أنه مُفجر الثورات، وقدم درساً جديداً أشك في أن يستفيد منه البرهان وحميدتي وبقية أفراد اللجنة الأمنية للمخلوع وبقية الفلول.
. نخاطب الثوار الشرفاء الذين رافقوا من قدموا أرواحهم الغالية مهراً لهذا التغيير، ولا يهمنا أمر الفلول وكتابهم وأزلامهم في شيء.
فهؤلاء ذاب في دواخلهم (المتسخة) مفهوم الوطن منذ زمن وماتت فيهم النخوة، ولم تعد تهمهم سوى مصالحهم الخاصة.
. لما تقدم أستغرب للنقاش الدائر وبوستات وتغريدات مناكفة الكيزان.
. الكوز ( ينجلط) ولا ( تطلع روحو) هذه ليست الغاية يا جماعة الخير.
. فقد أهدرنا زمناً طويلاً في مثل هذا التراشق خلال الأشهر الماضية.
صحيح أن الحرب النفسية مهمة للغاية في معركة الشعب ضد هؤلاء (المقاطيع).
. لكن ماذا لو تركت جموع الشعب الهائلة هذه المهمة لكتاب الأعمدة و المدونين الداعمين لهذا التحول!
. أليس غريباً وغير ثوري اطلاقاً أن نتحول جميعاً لكتاب ينكبون معظم ساعات اليوم على الكي بورد!
. وماذا عن المهام الأخرى والبناء!!
. مراقبة الحكومة الحالية أيضاً يجب أن تكون أحد أَولويات الشعب الثائر.
. وما يجب أن نفهمه ونتفق حوله هو أن الثائر الحقيقي لا يهمه أمر دكتور حمدوك كشخص ولا أمر وجدي ولا الفكي ولا أي كائن آخر.
فالثورة قامت من أجل وطن لا من أجل أفراد.
ونحن كشعب تعودنا أن نصنع الطغاة بأنفسنا.
. بالأمس لاحظت تداولاً كثيفاً لصور مستشار حمدوك السياسي الأخ ياسر عرمان أثناء مشاركته في المواكب.
. وقد استغربت حقيقة للإحتفاء الزائد بتلك المشاهد.
ما الغريب في أن يشارك ياسر عرمان في موكب داعم للتحول الديمقراطي!!
شخصياً لو رأيت دكتور حمدوك نفسه في الموكب لن أشير لأقرب شخص معي عليه، دع عنك أن أنشر صورته وأحتفي بها.
. ليس تقليلاً من المشاركة، بل لأن الطبيعي هو أن يكون كل واحد من هؤلاء مواطن سوداني عادي ما دمنا ننشد تغييراً في كل مناحي حياتنا.
. تُشعل الثورات وتُقدم أرواح الشباب مُهراً لها من أجل تغيير المفاهيم، لا لكي نستبدل فلان بعلان.
. ثمة مؤشرات أخرى تقول أننا رغم فرحتنا الطبيعية بمواكب الأمس من الممكن أن نرتد سريعاً ونعود لمقاعد المتفرجين كما فعلنا في الفترة الماضية ونسلم الجمل بما حمل لفلان وعلان بعد خطبهم الرنانة التي أشعلت حماسنا.
. وهذا هو الخطأ بعينه.
. الاحتفاء بزيارة المسئول الأول عن البنك الدولي والتعامل مع هذه المؤسسة كمدينة فاضلة مؤشر آخر لا يبعث على الاطمئنان.
. فمهما أعلنوا عن مساعدات وقروض ومنح يعرف كل منا في دواخله أن هذه المؤسسات الدولية تأخذ أكثر مما تمنح، لكننا نصر على التغابي لشيء في دواخلنا يقول لنا ( المؤسس سيجلط الكيزان).
صدقوني مافي زول (حا ينجلط) غيرنا نحن كشعب ما لم نتعظ ونقر ونعترف بأن سبيل السودان الوحيد للخروج من مآسيه هو الانتاج والعمل على استغلال موارده.
. وهذه جزئية مهملة تماماً، وبدلاً من الضغط على حمدوك وحكومته وسؤالهم كل ساعة عن ما يؤخرهم في ذلك أرانا نحتفي بكل هبة أو منحة ونتباهى بأن حمدوك حقق فتوحات عظيمة.
. التسليم الكامل بأن أمريكا داعمة تماماً للحكم المدني وأنها تقف ضد العسكر مضلل أيضاً، ويمنحني الانطباع دائماً بأن السوداني عندما يتعلق الأمر ببلده ينسى لعبة المصالح الدولية ويتوهم أن الكل يتعاملون مع هذا السودان كبلد موجود في مكان غير هذه الكرة الأرضية.
. ولو كانت أمريكا بهذا الحزم والجدية في معاداة عسكر السودان لما وقعت جريمة فض الاعتصام البشعة يا قوم.
. ما الحل إذاً!!
. يكمن الحل في أن نؤمن بقدرتنا حقيقة كشعب في الضغط على الحاكمين وعلى القوى الخارجية نفسها.
. الحل في أن تستمر هذه المواكب بشكل منتظم إسبوعياً كان أو شهرياً، أو كل ما دعت الحاجة.
. أما أن نصمت صمت القبور لأشهر طوال ونتفرج علي خطوات عملية من شأنها أن تشرذم الوطن (اتفاق جوبا نموذجاً) ، ثم نخرج كما فعلنا بالأمس قبل العودة لحالة السكون مجدداً والإكتفاء بالبوستات والتعليقات ورسائل الواتس أب فسوف تأتي ساعة الندم بالرغم من هذا المد الثوري.
. (المؤسس) نفسه ظل يتفرج على مهزلة جوبا التي جعلت من مناوي وهجو والجاكومي زعماء، ومن بعض الغرباء ممثلين لأهل البلد الأصليين.
. وقد تابعتم جميعاً ما وصلت له الأمور في شرقنا الحبيب دون أن يحرك هذا (المؤسس) أو غيره ساكناً.
فلماذا نصر علي منح أفراد بعينهم صكوك علي بياض في ثورة يفترض أنها ملكنا جميعاً ومن واجب أي فرد فينا أن يحرص عليها بذات درجات حرص هذا المسئول أو ذاك!!
kamalalhidai@hotmail.com
//////////////////////
. مما لا شك فيه أن وجل واستعجال البرهان وحميدتي خدم الثورة والثوار بما يستحق أن نشكرهما عليه.
. فقد أعادت تصريحاتهما الخرقاء للثورة وهجها وألقها ولفتت نظر (بعض) الأطراف الخارجية الداعمة للتحول الديمقراطي في السودان.
. لكن يبقى السؤال الهام والذي يجب أن يجيبه كل منا لنفسه بكل الصدق والتجرد هو: هل سنستفيد من هذه الفرصة الثمينة التي أتت في وقت بالغ الحرج، أم سنضيعها كما أضعنا قبلها الكثير من الفرص!
. ولكي يجيب كل منا في دواخله على السؤال أعلاه أتمنى مخلصاً أن يقرأ كل ثائر جاد وحادب على هذه الثورة السطور التالية بتجرد وموضوعية وبعيداً عن أي انطباعات أو مؤثرات عاطفية.
. ما أكتبه هنا ليس استباقاً للأحداث، ولا تشاؤماً، ولا تقليلاً من قدرة هذا الشعب على صنع المعجزات.
. بل على العكس فقد أثبت شعبنا مجدداً أنه مُفجر الثورات، وقدم درساً جديداً أشك في أن يستفيد منه البرهان وحميدتي وبقية أفراد اللجنة الأمنية للمخلوع وبقية الفلول.
. نخاطب الثوار الشرفاء الذين رافقوا من قدموا أرواحهم الغالية مهراً لهذا التغيير، ولا يهمنا أمر الفلول وكتابهم وأزلامهم في شيء.
فهؤلاء ذاب في دواخلهم (المتسخة) مفهوم الوطن منذ زمن وماتت فيهم النخوة، ولم تعد تهمهم سوى مصالحهم الخاصة.
. لما تقدم أستغرب للنقاش الدائر وبوستات وتغريدات مناكفة الكيزان.
. الكوز ( ينجلط) ولا ( تطلع روحو) هذه ليست الغاية يا جماعة الخير.
. فقد أهدرنا زمناً طويلاً في مثل هذا التراشق خلال الأشهر الماضية.
صحيح أن الحرب النفسية مهمة للغاية في معركة الشعب ضد هؤلاء (المقاطيع).
. لكن ماذا لو تركت جموع الشعب الهائلة هذه المهمة لكتاب الأعمدة و المدونين الداعمين لهذا التحول!
. أليس غريباً وغير ثوري اطلاقاً أن نتحول جميعاً لكتاب ينكبون معظم ساعات اليوم على الكي بورد!
. وماذا عن المهام الأخرى والبناء!!
. مراقبة الحكومة الحالية أيضاً يجب أن تكون أحد أَولويات الشعب الثائر.
. وما يجب أن نفهمه ونتفق حوله هو أن الثائر الحقيقي لا يهمه أمر دكتور حمدوك كشخص ولا أمر وجدي ولا الفكي ولا أي كائن آخر.
فالثورة قامت من أجل وطن لا من أجل أفراد.
ونحن كشعب تعودنا أن نصنع الطغاة بأنفسنا.
. بالأمس لاحظت تداولاً كثيفاً لصور مستشار حمدوك السياسي الأخ ياسر عرمان أثناء مشاركته في المواكب.
. وقد استغربت حقيقة للإحتفاء الزائد بتلك المشاهد.
ما الغريب في أن يشارك ياسر عرمان في موكب داعم للتحول الديمقراطي!!
شخصياً لو رأيت دكتور حمدوك نفسه في الموكب لن أشير لأقرب شخص معي عليه، دع عنك أن أنشر صورته وأحتفي بها.
. ليس تقليلاً من المشاركة، بل لأن الطبيعي هو أن يكون كل واحد من هؤلاء مواطن سوداني عادي ما دمنا ننشد تغييراً في كل مناحي حياتنا.
. تُشعل الثورات وتُقدم أرواح الشباب مُهراً لها من أجل تغيير المفاهيم، لا لكي نستبدل فلان بعلان.
. ثمة مؤشرات أخرى تقول أننا رغم فرحتنا الطبيعية بمواكب الأمس من الممكن أن نرتد سريعاً ونعود لمقاعد المتفرجين كما فعلنا في الفترة الماضية ونسلم الجمل بما حمل لفلان وعلان بعد خطبهم الرنانة التي أشعلت حماسنا.
. وهذا هو الخطأ بعينه.
. الاحتفاء بزيارة المسئول الأول عن البنك الدولي والتعامل مع هذه المؤسسة كمدينة فاضلة مؤشر آخر لا يبعث على الاطمئنان.
. فمهما أعلنوا عن مساعدات وقروض ومنح يعرف كل منا في دواخله أن هذه المؤسسات الدولية تأخذ أكثر مما تمنح، لكننا نصر على التغابي لشيء في دواخلنا يقول لنا ( المؤسس سيجلط الكيزان).
صدقوني مافي زول (حا ينجلط) غيرنا نحن كشعب ما لم نتعظ ونقر ونعترف بأن سبيل السودان الوحيد للخروج من مآسيه هو الانتاج والعمل على استغلال موارده.
. وهذه جزئية مهملة تماماً، وبدلاً من الضغط على حمدوك وحكومته وسؤالهم كل ساعة عن ما يؤخرهم في ذلك أرانا نحتفي بكل هبة أو منحة ونتباهى بأن حمدوك حقق فتوحات عظيمة.
. التسليم الكامل بأن أمريكا داعمة تماماً للحكم المدني وأنها تقف ضد العسكر مضلل أيضاً، ويمنحني الانطباع دائماً بأن السوداني عندما يتعلق الأمر ببلده ينسى لعبة المصالح الدولية ويتوهم أن الكل يتعاملون مع هذا السودان كبلد موجود في مكان غير هذه الكرة الأرضية.
. ولو كانت أمريكا بهذا الحزم والجدية في معاداة عسكر السودان لما وقعت جريمة فض الاعتصام البشعة يا قوم.
. ما الحل إذاً!!
. يكمن الحل في أن نؤمن بقدرتنا حقيقة كشعب في الضغط على الحاكمين وعلى القوى الخارجية نفسها.
. الحل في أن تستمر هذه المواكب بشكل منتظم إسبوعياً كان أو شهرياً، أو كل ما دعت الحاجة.
. أما أن نصمت صمت القبور لأشهر طوال ونتفرج علي خطوات عملية من شأنها أن تشرذم الوطن (اتفاق جوبا نموذجاً) ، ثم نخرج كما فعلنا بالأمس قبل العودة لحالة السكون مجدداً والإكتفاء بالبوستات والتعليقات ورسائل الواتس أب فسوف تأتي ساعة الندم بالرغم من هذا المد الثوري.
. (المؤسس) نفسه ظل يتفرج على مهزلة جوبا التي جعلت من مناوي وهجو والجاكومي زعماء، ومن بعض الغرباء ممثلين لأهل البلد الأصليين.
. وقد تابعتم جميعاً ما وصلت له الأمور في شرقنا الحبيب دون أن يحرك هذا (المؤسس) أو غيره ساكناً.
فلماذا نصر علي منح أفراد بعينهم صكوك علي بياض في ثورة يفترض أنها ملكنا جميعاً ومن واجب أي فرد فينا أن يحرص عليها بذات درجات حرص هذا المسئول أو ذاك!!
kamalalhidai@hotmail.com
//////////////////////