الأمارات تفشل في مخططاتها ضد السودان

 


 

 

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الزيارة التي قام بها نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي إلي بورتسودان و التقى خلالها برئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، هي زيارة تتعلق بكيفية تنشيط "منبر جدة" حيث تضغط دولة الأمارات العربية في عدة اتجاهات البحث عن مفاوضات بين " الجيش و المليليشيا تقود لتسوية بين الجانبين. اقتنعت الإمارات أن مشروعها من أجل استلام السلطة في السودان بواسطة الميليشيا قد فشل، و أن الميليشيا نفسها تحولت إلي عصابات بهدف النهب و السرقة.. و تحاول الإمارات الآن عبر طرق شتى و دول نافذة أن تقنع القيادة في السودان بالمفاوضات حتى لا يصعد السودان قضية دعم الامارات للميليشيا، الذي نتج عنه عمليات التخريب و التهجير للمواطنين جراء هذا الدعم في القنوات و المحاكم الدولية..
في 18 إبريل 2024م كان قد بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عبر الهاتف مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان قضية الحرب في السودان و ضرورة الوصول إلي حل يوقف الحرب عبر منبر جدة.. و في نفس الوقت بدأت تتكشف بصورة أكبر دعم الأمارات للميليشيا في العديد من الصحف الأمريكية و البريطانية، الأمر الذي ادى إلي طرح القضية على نواب الكونجرس و أيضا مجلس الشيوخ لوقف هذا الدعم، هو الذي جعل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن يجري أتصالا مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، و اقترح علية تنشيط " منبر جدة" و ضرورة الوصول إلي حل يوقف الحرب فورا.
عندما فشلت السعودية في اقناع رئيس مجلس السيادة و قائد الجيش للرجوع لمنبر جدةـ أتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 28 مايو 2024م مع رئيس مجلس السيادة، و طلب منه ضرورة الرجوع إلي منبر جدة، و فشلت الجهود بهدف تنشيط "منبر جدة" الأمر الذي أثار حفيظة الأمارات التي فشلت في ضغطها على القيادة السودانية عبر العديد من الأدوات التي تستخدمها، و بدأ الضغط على الاتحاد الإفريقي و الإيغاد أن تفتح منبرا لحوار القوى السياسية في أديس أباب، و الهدف منه هو ممارسة ضغط على القيادة في السودان.. في 19 إبريل بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عبر الهاتف مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان قضية الحرب في السودان و ضرورة الوصول إلي حل يوقف الحرب عبر منبر جدة، و بالفعل قد أعلن الاتحاد الأفريقي عن حوار سياسي للقوى المدنية و الحزبية لا يستثنى أحدا، و كانت مصر قبل ذلك قد أعلنت عن حوار للقوى المدنية السودانية في القاهرة في أواخر شهر يونيو 2024م، ثم أجل لينعقد في 6 يوليو 2024م، من أجل الوصول لتفاهمات بين القوى المدنية..
في 29 يونيو 2024 بحث المبعوث الأمريكي توم بيرييلو في الرياض مع نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي قضيية الحرب في السودان، و كيفية تفعيل "منبر جدة" في هذا الاجتماع كان بيرييلو قد أقترح على الخريجي توسيع المنبر لكي يشمل ممثلين عن الأمارات و دول الإيغاد و الاتحاد الأفريقي، و يضاف إليه الحوار السياسي للقوى المدنية السودانية، هذا المقترح هو أصلا مقترح أماراتي تم طرحه على السعودية بلسان أمريكي، و تحاول الأمارات أن تكون من الدول الراعية ل " لمنبر جدة" حتى تبين للعالم أنها تعمل من أجل إيجاد حلول للمشكلة، و وقف الحرب، حتى تستطيع أن تشكك في حديث مندوب السودان الذي اتهم فيه الأمارات بدعمها الميليشيا، و تكون هي سببا في إطالة الحرب، و سبب رئيس في تشريد المواطنين السودانيين، و دمار البنية التحتية للدولة. لكن اللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة مع نائب وزير الخارجية السعودي الوليد بن عبد الكريم الخريجي في بورتسوان أمس يوم 8 يوليو 2024م و الذي أكد فيه رئيس مجلس السيادة حرصه على الذهاب إلي جدة، و لكنه تحفظ على وجود أي طرف يدعم ألميليشيا .. السؤال لماذا تسعى أمريكا مشاركة الأمارات في فعلها من خلال المحاولات لحمايتها، و لماذا تعمل السعودية لتنفيذ طلب أمريكا الذي قدمه لها المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو لتوسيع "منبر جدة" حتى يشمل الأمارات..
كانت السعودية تتعامل مع القيادة السودانية عبر الهاتف، و تحسها الذهاب لمنبر جدة، و لأول مرة ترسل شخصية نائب وزير الخارجية لبورتسودان، من أجل مقابلة القيادة و إقناعها بمشاركة دولة الأمارات، و أيضا دول الإيغاد كمسهلين في عملية التفاوض بين الجيش و الميليشيا، و هذا المسعى يبين كمية الضغط الذي تمارسه دولة الأمارات على العديد من الدول لكي تخدم لها أجندتها... أن محاولات الإمارات للضغط من أجل عملية تفاوضية، تؤكد أن الإمارات قد وصلت لقناعة أن مشروعها قد فشل، و أن الميليشيا فقدت القدرة و السيطرة على عناصرها، الأمر الذي لا يؤهلها أن تقوم بإنجاز أي هدف مطلوب منها، و الإمارات تحاول أن تجد لها مخرجا لا يجعلها مسؤولة عن الدمار الذي حدث لمؤسسات الدولة و البنية التحتية لها، و أيضا لممتلكات المواطنين و هجرتهم كلاجئين.. و تعتقد أنها قادرة على شراء الكل بمالها..
أن الحرب الدائرة في السودان ضد المواطن أولا و الوطن ثانيا، و تتحمل مسؤوليتها دولة الإمارات و الذين يقفون معها، و الذين قبلوا أن يخدموا أجندتها، و أيضا أغلبية دول جوار السودان الذين دفعوا بعشرات الآلاف من المرتزقة للقتال مع الميليشيا، و أيضا فتحوا أراضيهم لاستقبال طائرات الشحن الإماراتية التي تحمل الدعم العسكري للميليشيا، و جرارات التشوين و السلاح التي تعبر من أراضيهم إلي داخل السودان، و كلها تعد مشاركة فعلية في الحرب.. إن هذه الحرب سوف تتعلق في ذاكرة الشعب السوداني طول مادام السودان دولة مستقلة أمنة، لأنها طالت المدن و القرى و كل المناطق النائية التي أصابها جرم الأمارات و أفعال قادتها، و الذين شاركوها في التنفيذ إذا كانوا سودانيين أو غيرهم من الدول التي وقفت لكي تحمى أفعل هذه الدويلة.. نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com

 

آراء