الأمن مسؤولية الانقلابين

 


 

 

ماوراء الكلمات -
(1) كلما شاهدت أحد المحللين السياسيين أو الخبراء الاستراتيجيين والأمنيين، من ذوات (الكيس الفاضي!) ويسألوه من يتحمل مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية بالسودان؟ وعن عشرات الذين سقطوا شهداء بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، وعن مئات الجرحى وأيضاً المفقودين؟ فيلجأ ذلك المسئول(الكيسو فاضي) ويستدعي الإجابة المعلبة والجاهزة، فيقول (الأمن مسؤولية الجميع)، ويحملنا جميعاً المسؤولية، وهنا اقول له، (أنظر الصورة الشمسية) أنا لست مسؤولاً عن تلك الجرائم ولست مسؤولاً عن تردي الأوضاع الأمنية، ولست مسؤولاً عن الأرواح التي أزهقت، ولا الدماء السالت جداول، المسؤول الأول والأخير هو صاحب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وقائد الجيش، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ومن ساعده ولو بنصف جملة، فهو من وضع نفسه فى موضع راعي الأمة السودانية العظيمة، (فلياكل نارو) ويتحمل مسئوليته، ولن يتوقف سيل الدماء ولن تتوقف عمليات قتل المعارضين للانقلاب والاعتقالات، الا اذا انتهت (العلة) و(العلة) هنا هي الانقلاب و(العلل) الذين يقفون خلفه!! وكلما سمعت بمبادرة، تطرح على الساحة السودانية، ويفرح بها الانقلابيون، كلما قلت أن الانقلاب مازال في حاجة ماسة الى الدعاية والرعاية، وعملية نقل دم سريع من فصيلة الدم الثقيل.
(2) وكلما شاهدت قائد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي وهو يحدثنا أنه يقف مع خيارات الشعب، وانه سيسلم السلطة إلى حكومة منتخبة أو توافق وطني، كلما قلت أن التوافق الوطني بين كل القوى السياسية والمدنية والمجتمعية، من رابع المستحيلات، وان حكومة منتخبة، تحتاج إلى معينات وإجراءات لوجستية وأموال ضخمة، فماذا أعددت لها وانت ووزير المالية والجباية دكتور جبريل ابراهيم ؟اما حكاية ذهاب الجيش للثكنات، فتلك أماني واحلام، تنثروها لتخدير الشارع الثوري، الذي يبدو لي أنه يردد قول الشاعر كعب بن زهير، (لا يغرنك ماوعدت به أن الأماني والأحلام تضليل، *تالله لا تمسك العهد الذي عهدت الا كما يمسك الماء الغرابيل)*.
فان كل ما حققه الانقلاب من نصر مزعوم ونجاح متوهم، لا يساوي الأرواح التي ذهبت لربها، وستأتي يوم القيامة وتمسك برقبة قاتلها، وتقول ( رب سل هذا فيم قتلني)؟، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
الجريدة

 

آراء