الأوطان أم البرهان !!

 


 

 

أطياف -
مؤسف أن يصبح إظهار وإشهار الخوف على الوطن جريمة يتبعها العقاب ، وأكثر منه وجعاً أن ترى الوطن يموت أمام عينيك وانت تخشى كلمة الحق لأنها تتعارض مع رغبة جهة بعينها ، و نقص مناعة الإنتماء للوطن عند الكثيرين دائما يكون سببا في تأخر تنمية الأوطان ، هذا إن لم يجعلها تقف على حافة الهاوية والضياع، و بعد الحرب والدمار الذي أحل بالسودان وما أصاب اهله من إبتلاء كتب السفير د حيدر بدوي صادق في رسالة صادقة ارسلها للسيد وزير الخارجية قال له فيها : ( عزيزي السفير علي الصادق، وزير الخارجية المكلف ، أكتب إليك لكي أترجاك أن تستقيل فوراً ، فأنت لا تشبه قوى الهوس، التي أحالت الخارجية إلى ذراع من أذرعها الباطشة، ولأنك لا تشبههم و أديت الأمانة كأحسن ما تكون ، في وقت حرج، وفي ظروف ضاغطة، لا يدري كثيرون معنى ما أنجزته فيها، لكن حانت لحظة حماية إنسانيتك بموقف شريف يشبهك ، أعرف تماماً تبعات الاستقالة ولكن، ما أرخص هذه التبعات مقارنة بتضحيات من ماتوا في سبيل ما نؤمن به من تنزيل قيم الحرية والسلام والعدالة على أرض واقعنا المأزوم
قدم استقالتك ولا تجعل نفسك حليفاً للقوى التي تهرق دماء شعبنا الغالية من قوى الهوس والجنجويد وحين تقدم استقالتك من منصبك الرفيع برجاء أن يتبعك آخرون قدمها ومايصيبك أهون، بكثير، مما أصاب شهداءنا وأسرهم المكلومة!
وان لم تستقل ستكون قد خيبت ظني فيك أعظم خيبة ) .
وبعد ان وصلت الرساله الي علي الصادق وتداولتها الأسافير خرج قرار من البرهان بعد ٢٤ ساعة من تاريخ الرسالة قضى بإنهاء خدمة السفير والسفير حيدر بدوي صادق ومعه السفير عبدالمنعم عثمان محمد أحمد البيتي من العمل بوزارة الخارجية
فالسفير الصادق لم يخيب ظن السفير حيدر فيه وحسب ، لكن عاقبه فورا واختار البيتي معه لأنه من السفراء الذين ناهضوا الانقلاب وكانت لهم مواقف وطنية مشرفه فحيدر لأنه اختار الوقوف مع وطنه والشعب السوداني ، اكد له على الصادق انه حقا جزء من جماعة الهوس الذين دمروا البلاد و ( يفتخر ) وانه يعمل في منصبه لأجل ان تستمر هذه الحرب بينهم و الجنجويد ، فالسفير حيدر يبدو انه ( قلبه طيب ) للحد الذي ظن أن على الصادق لايشبههم ، وانه رجل وطني ممكن ان يغادر منصبه لأجل الشعب والوطن !! فعلي الصادق يمثل واجهة خارجية لأكثر الإنظمة إستبدادا وسلطوية وحبا للمناصب ، جاء للمنصب عندما أعلن البرهان انقلابه على الحكومة المدنية لانه يعلم أن هذا هو تصحيح المسار الذي يعيد لهم مجدهم وحكمهم
فبعد الرساله هاج وماج ( كيزان الخارجية ) وقالوا إن هناك عدد من السفراء وغيرهم من موظفي الدوله يحصلون على الإمتيازات ويركبون السيارات ويعيشون في الخارج على حساب الدوله وماهم إلا ( طابور خامس ) يجب اقالتهم ، ولأن القرار بيدهم تم صدوره بعد يوم واحد، فهل البرهان الذي تشغله المعركة الآن خطر بباله إعفاء البيتي وحيدر في خضم المعركة المشتعلة الآن ام انها قرارات تصفية الحسابات التي تنفذ وفقا للخطة الإنتقامية من ابناء الوطن الشرفاء ، الذين اختاروا الوقوف جانب الوطن بالرغم من علمهم القاطع أن كلمة الحق هذه ستجعلهم يفقدون وظائفهم ، ألم نقل في بداية المقال إن إظهار المشاعر الوطنية وإشهارها اصبح جريمة تعاقب عليها السلطة الباطشة ، التي يقف فيها الصادق وزيرا لخارجية بلا دولة ، سيدي على الصادق بربك ، أيهما أغلى عندك ويستحق الوقوف بجانبه الأوطان أم البرهان !!
طيف أخير :
لا للحرب ..
مفاوضات جدة تسير على طريق سيفتح الأبواب مشرعة أمام امنيات المواطن الذي كان يظن ان الحرب سرقت حلمه ، ودعاة الحرب ليس لهم إلا قراءة اللافتة (الطريق مسدود ) .
الجريدة

 

آراء