الإدراك أم التخلي!!

 


 

 

أطياف -
منذ إندلاع ثورة ديسمبر المجيدة وقفت مصر في خانة العداء للتحول الديمقراطي، وعملت بكل جهد ضد إرادة الشعب السوداني ورغبته في التغيير، وظلت تضع المتاريس أمام هذه الرغبة
وساندت مصر الفريق البرهان في حربه الأولى ضد الثورة، وكان لها باع طويل في معارك السلطات السودانية ضد الشارع الثوري وفتحت مصر أبوابها لجهاز أمن البشير ليضرب الثورة من أراضيها مما ساهم في نجاح عمليات القتل والإعتقالات وسط أعضاء لجان المقاومة، وعندما فكر البرهان في الإنقلاب كان لمصر دورها الواضح في صناعة الخطة وتنفيذها، ومصر هي التي قالت: (حمدوك لازم يمشي)
وعادت مصر ووقفت ضد العملية السياسية (الإطاري) وقدمت كل مافي وسعها لمحاربتها وفتحت منابرها لإستضافة المجموعات السياسية المصنوعة الفاشلة التي كانت تسمى بالكتلة الديمقراطية وظلت مصر على حالها حتى إندلاع الحرب وبعدها تدعم البرهان وتقف بجانبه .
لكن أن تفصح مصر مؤخرا أن دعمها للجيش جاء لأنها لم تكن تعلم أن الإسلاميين على رأس الحرب وأنها أدركت الآن كما قالت الدكتورة اماني الطويل(إن الأخوان ظهروا في نهاية العام وأعلنوا دعمهم للجيش)، فهذه كذبة يجب أن لاتنطلي على أصحاب العقول فمصر بجهاز مخابراتها وجهاز أمنها وعيونها وآذانها تعلم أن الحرب في السودان هي حرب الأخوان أشعلوها الأخوان ويخوضها الأخوان، ولكنها غضت الطرف لأن مصالحها أكبر من عدائها مع الاخوان في السودان
وهي تعلم أنهم داخل الجيش السوداني منذ مجيء الإنقاذ وأن اول ماقاموا به هو أدلجة الجيش السوداني وتفصيله على مقاسهم بعد ما أحالوا كل الوطنيين الشرفاء إلى الصالح العام، وتعلم مصر علم اليقين ان كل الصفوف الأولى في الجيش هي قيادات إسلامية خالصة، الولاء عندها للحركة الإسلامية وليس للوطن
ومصر على علم جيد بكل المخططات المسبقة من القيادات الإسلامية لإشعال الحرب
إذن كانت مصر تدري وهي أكثر علم من غيرها من الدول الأخرى أن القيادات الإسلامية مثل على كرتي وأحمد هارون هم من يديرون الحرب في السودان وكل الدعم اللوجستي الذي قدمته مصر آناء الحرب تمت صفقاته بواسطة قيادات عسكرية وإسلامية
ولكن حاولت اماني الطويل أن تجد مسوغا لرغبة مصر الآن في سحب يدها ببطء عن الفريق البرهان، لأنها وجدت نفسها تقف على المسرح وحدها، فهل من المنطق أن يدرك العالم كله حقيقه الحرب قبل إندلاعها وتكتشف مصر أن الحرب هي حرب أخوان بعد تسعة أشهر!!
ام أنها رغم علمها كاتت تريد البرهان بحاضنته الإخوانية على رأس الحكم وذلك يضمن لها تحقيق مصالحها وغاياتها السياسيه والاقتصادية والأمنية
لكنها اكتشفت بعد كل هذه الشهور من الحرب ان البرهان لم يحقق مايرضيه أو حتى مايرضي نفسه والآن يعيش عزلة داخلية وخارجية وهي ليست مستعدة لتشاطره العزلة فلايمكن أن تخسر علاقتها مع كل دول العالم والإقليم بسب جنرال يعيش أسوأ أيام حكمه الآن
وإن حمدوك الذي لاتريد هو رجل المرحلة القادمة
كما أنها تأخرت كثيرًا ليس في كشف الحقيقة كما تقول الطويل ولكن في الإعتراف بانها كانت تقف في الجانب الخطأ الأمر الذي يجعلها تحت دائرة الإتهام بأنها جزء من كل الأسباب التي أدت للكارثة التي ألمت بهذا الشعب الكريم منذ أزماته الأولى ومعاناته مرورا بهذه الحرب اللعينة
لتفلت مصر يدها من حليفها دون أن تفترض في الشعب السوداني الغباء لأن عملية الإفلات هذه هي ليست ناتجة عن إدراك متأخر هي قرار تخلي عن الجنرال
وأذكر القارئ أننا وفي هذه الزاوية منذ بداية الحرب ذكرنا أن مصر لن تستطيع أن تقدم شيئا لا سياسيًا ولا عسكريًا للبرهان وان دور(مصر القديمة) ولى وانتهى وما على ( مصر الجديدة) إلا ان تصلي مع الجماعة
ولا أدري إن كان الشعب السوداني يمنحها القبول والمغفرة أم لا فالقرار بيده، ولأول مرة لايكون بيد البرهان !!
طيف أخير:
#لا_للحرب
تواصل (تقدم) مع البعث والشيوعي وحركتي الحلو وعبد الواحد هو تقدم جيد في طريقها يعكس أهمية الدور المدني في عملية وقف الحرب
الجريدة

 

آراء