الإستغلال المسيس للإرهاب يهدد سلام العالم
كلام الناس
*لن نمل الكتابة التي نحاول بها إضاءة شمعة بدلا من لعن الظلام لإئيماننا بحتمية إشراق الفجر وتجدد الأمل في السلام والخير للعالم ولنا، مهما تضافرت قوي الشر والظلام والعدوان والكراهية.
*كتبت قبل ذلك وقلت إن الإرهاب صناعة غربية، ولم أكن ألقي هذا الحكم من بنات أفكاري لكنه التاريخ القديم المتجدد للجرائم ضد البشرية في مختلف العصور ووسط مختلف الشعوب والقبائل والأديان والمعتقدات.
*يشهد التاريخ الحديث كيف تمت صناعة جماعات الغلو والعنف وتغذيتها سياسيا في مواجهة الشيوعية قبل سقوط الإتحاد السوفيتي، وكيف إنقلب السحر بعد ذلك علي الساحر واختلطت الأوراق والمصالح السياسية من جديد.
*هناك شواهد وأدلة تؤكد أن الجماعات التي ترتكب الجرائم الإرهابية مخترقة إن لم نقل مصنوعة مع سبق الإصرار لخدمة أغراض ومصالح سياسية خبيثة وشريرة لا علاقة لها بالأديان ولا بحياة الناس.
*المدقق المحايد للتوقيت المريب الذي تتم فيه هذه الجرائم الإرهابية المنظمة والمدروسة يلحظ بوضوح كيف أنها مبرمجة للتزامن مع أوضاع سياسية كي تخدم قوي العنصرية الشعوبية التي بدأت تطفح علي سطح المجتمعات مهددة السلام المجتمعي.
* شهدنا كيف ساهمت العمليات الإرهابية المسيسة في فوز المرشح المغضوب عليه حتي من داخل حزبه الجمهوري الرئيس الأمريكي غريب الأطوار دونالد ترامب رغم كل تظاهرات الاحتجاج التي قامت ضد مواقفه وبرنامجه الانتخابي.
*طفحت في ذات الوقت بعض القوي المعادية للاخر والسلام المجتمعي حتي في بعض الدول التي تميزت بنسيجها المتعدد الثقافات والأعراق مثل أستراليا وأصبحت تبث سمومها العنصرية البغيضة مستغلة هذه الجرائم الإرهابية المصطنعة والمدسوسة والمسيسة.
* أقول هذا بمناسبة الجريمة التي أُرتكبت مؤخراً في الشانزليزيه بفرنسا والتي للأسف وجدت من يدعي تبنيها قبل أن تعرف ملابساتها وأسبابها لتصب بذكاء خبيث لصالح قوي العنصرية الشعوبية المعادية للاخر من أجل خدمة أغراض ومصالح حزبية خاصة.
* إننا في أمس الحاجة لإضاءة انوار الحق في مواجهة ظلام الباطل الذي بدا يتمدد بخبث وشراسة ليهدد اول ما يهدد السلام المجتمعي في بلادهم وفي العالم اجمع، وأفعال الرئيس الأمريكي ترامب ليست بعيدة عن هذا المخطط الشرير الزاحف بكل حقد بلا وعي ولا بصيرة.
noradin@msn.com