الإنحراف لادين له ولا وطن
كلام الناس
*كما أن الجريمة لا دين لها ولا وطن كذلك الإنحراف السلوكي الذي قننته بعض الدول لادين له ولا وطن ولا جنس، وأنه موجود منذ قديم الزمان في كل المجتمعات البشرية وإن بدرجات مختلفة.
*ليس معنى هذا أنه سلوك طبيعي لا غبار عليه بل هو سلوك غير سوي - مهما فننته بعض الدول - يقع في شباكه بعض الأفراد بغض النظر عن معتقداتهم الدينية أو أصولهم الإثنية أو ثقافاتهم المختلفة نتيجة لظروف وملابسات نفسية ومجتمعية.
*أكتب هذا بمناسبة ما نشر حول إدانة الكاردينال جورج بيل في قضية إعتداء على طفلين في تسعينيات القرن الماضي في ملبورن، والضجة التي اُثيرت حوله بإعتباره ثالت رجل في الكنيسة الكاثوليكية ووزير إقتصاد في حاضرة الفاتيكان.
*معروف أن الكاردينال إستأنف الحكم وأنكر إقدامه على هذا الفعلأ وامل أن تثبت براءته من هذا الجرم الاخلاقي، لكن هذا لايبرر الضجة التي أُثيرت حول إدانته والحديث عن وجود مؤامرة ضد الكنيسة او الفاتيكان.
ُ
*كما ذكرت هناك إتهامات كثيرة وُجهت لرجال دين مسلمين ومسيحين وغيرهم من المعتقدات الأخرى بالتحرش بأطفال، لكن هذا لا يعنى وجود مؤامرة ضد هذا الدين أو غيره من الأديان، لكن لابد من رفع الحصانة المقدسة - إذا صح التعبير - حتى يأخذ القانون مجراه الطبيعي بلا تمييز بين المواطنين.
*للأسف هناك معلومات نشرت تفيد بان الكاردينال كان يحاكم في قضية أخرى تتعلق بالتستر على كهنة ذكرت أسماؤهم - لا داعي لنشرها هنا بالتحرش على 65 طفلاً بعضهم في الرابعة من عمره، إلا أنه تمت محاكمته في قضية التحرش على طفلين في الثانية عشرة والثالثة عشرة من عمرهما كانا عضوين في فرقة الإنشاد.
*مرة أخرى امل صادقاً أن تتم تبرئة الكاردينال من هذه التهمة، لكن هذا لايعني إسدال الستار على مثل هذه الجرائم الأخلاقية ليس فقط عن طريق المحاكمات القانونية، إنما الأهم هوتكثيف الجهود التربوية والإحترازية اللازمة لمحاصرة هذه الظاهرة التي إنتشرت في كثير من المجتمعات.
*إن مسؤولية حماية الأجيال الناشئة من كل أنماط التعدي والتحرش مسؤولية مشتركة تبدأ من داخل الأسر التي لابدمن تكثيف إهتمامها بهم وحمايتهم من الصحبة السيئة بكل ما يترتب منها من مخاطر ومهددات سلوكية ومجتمعية سالبة.
*هذا لايعفي مسؤولية المدارس والمؤسسات التعليمية خاصة في مراحل الأساس والإنتباه لحالات التلميذات والتلاميذ ومراقبة سلوكهن/م وحسن توجيههن/م وتكثيف المناشط الرياضية والفنية والعملية وتوظيفها لتنمية قدرات وطاقات أجيال المستقبل.
*هناك أيضاً مسؤولية لاتقل أهمية على دور العبادة والمؤسسات والأندية الإجتماعية والثقافية والرياضية والفنية بتوفير سلامة البيئة المجتمعية والنفسية بها من كل المخاصر والمهددات السلوكية.