الاتجاه المعاكس بين السفير الأمريكي والمجلس المركزي والوفاق الوطني

 


 

عمر الحويج
6 September, 2022

 

كبسولة:-
الكيزان: انتحاركم الأول بانقلابكم المشؤوم ضد الديقراطية في 30 يونيو 1989م .. وفشلتم .
الكيزان : إنتحاركم الثاني بإنقلاب لجنتكم الأمنية ضد الثورة في 11 / 4 / 2019م وفشلتم .
الكيزان : انتحاركم الثالث المتعجل والغبي والغير مدروس كان في 25 اكتوبر 2021م .. وستفشلون .
الكيزان : انتحاركم الأخير إذا تجرأتم وأعلنتم حكومة الجد مدعي الصوفية الكيزانية .. ستنقرضون .
***

أصدقكم القول ، يا أهل المجلس المركزي ، لقد كانت خطوات السفير الأمريكي جون جودفري (إن كان صادقاً أو مداهناً أو حتى فقط سفيراً لتحقيق مصالح بلاده ) ، كانت أعلى إرتفاعاً ، طولاً وعرضاً ، وأكبر باعاً من خطواتكم ، أما خطواتكم أنتم ، كانت القابضة بيد من تجاهل وطناش وحديد ، لما تعنيه حقيقة لجان المقاومة ودورها الأساسي والأول والمتقدم في صنع واستمرار وتواصل ثورة ديسمبر العظيمة ، فقد حسم السفير الأمريكي فور لحظة ، تقديم اوراقه لحكومة الأمر الواقع ، "لحين إزاحتها" قطعت جهينته قول كل خطيب ، من أنواع خطب اللسان الطويل الذي يمتاز به أهل الثورة المضادة بتشكيلاتهم المتنوعة ، ونزع الفرحة من شفاهم الملتوية والمتلونة بأحمر شفاه الكذب ، عند قول الحقيقة ، بتسارعهم الجاهز والمتعجل ، وبلهفتهم المعهودة ، بأن السفير الأمريكي قد جاء لنجدتهم وإنقاذ انقلابهم الساقط من يومه الأول ، ولكنه خذل فرحتهم وجعلهم يبتلعون ألسنتهم المريضة ، حين بدأ نشاطه الدبلوماسي بزيارة أربعة من أسر الشهداء ، وحتى اختيار الأسر لم يكن عشوائياً ، فقد كانت مبرمجة ومخطط لها بعناية مقصودة ، يعرف مغزاها شعب السودان ، وأعقبها بأجتماع مع كل تنسيقات لجان المقاومة ، ولحسن الحظ الثوري ، كانت كل أطراف ممثلي لجان المقاومة من كافة أطراف السودان المختلفة متواجدة ذلك اليوم في الخرطوم ، ثم أخيراً اجتمع بكم ، وأنتم لا شك طرف من أطراف الثورة ، لا جدال في ذلك ، ولا إعتراض لأحد عليكم ، ولا ندعي غير ذلك . فقط نسألكم هل استوعبتم مغزى هذه الأولويات ، التي قررها السفير الأمريكي ، ومن خلفه دولته العظمى ، لا أظنكم ، وإلا كنتم قد بينتم له في الاجتماع أنكم لاتمثلون الثورة وحدكم ، ولو أعترفتم له بهذه الحقيقة ولكي لا تزايدوا وتقولوا فعلناها ، لكانت النتيجة مثلاً أن قام بنفسه أو بطلب منكم واصرار من جانبكم ، يتطلبه الصدق الثوري ، لدعوة ممثلي لجان المقاومة لحضور دعوة الرباعية ، فلا أظنكم قد وعيتم الدرس . حتى حين حسم السفير الأمريكي موقفه من أهل الوفاق الوطني ، وأدانهم في شخص مناوي .
وحتى حين حضوركم لإجتماع الرباعية ، واخطاركم كما تقولون ، لجهة مقدم الدعوة ، بانسحابكم من الإجتماع غير الرسمي ، حين أكتشفتم حضور جماعة الوفاق الوطني غير المدعوة ، وهذا موقف لا غبار عليه ومطلوب ولاخلاف يتنازعه ، لكن ما نأخذه عليكم ، أنكم لازلتم في موقفكم الخاطئ لدرجة الخطيئة ، بتلذذكم وبهجتكم المستغربة ، بالإيحاء للكل ، خاصة فضائياتكم الداعمة وهذه اللقاءات التي تقومون بها على إنفراد ، وتقدمون فيها أنفسكم ، بأنكم الممثل الأوحد والوحيد والقائد للثورة القرنية العظيمة ، (كما الثورة الفلسطينية زمان عرفاتها الفات ومات ) ، هذه الثورة المجيدة ، التي أجبرت حتى الدولة العظمى وباقي المجتمع الدولي للعمل على نصرتها ودعمها ، على الأقل حتى الآن ، وهي القادرة بقوتها وبسالة شبابها وشاباتها ودعم الشعب لها ، أن تواصل حتى النصر ، وأن تجبر الجميع لمساندتها ، إلا أنتم أيها المجلس المركزي ، الذين تصرون على عرقلة مسيرتها ، بأن تكون هي المتبوعة لكم ، وليس العكس ، ما الفرق إذن بينكم ، وأهل الوفاق الوطني ، الذين يدَّعون أنهم صناع الثورة بسلاحهم المهزوم رغم نضالهم الذي قدرناه وساندناه ساعتها ، وتنكرهم للثورة وخيانتها وإستدعاء الإنقلاب لؤادها ، ومحاولات دفنها وشهدائها في مقابر الإجهاض والنسيان والتلاشي ، فلولا هذا الجيل الراكب رأس الذي مهد لهم بالثورة السلمية الطريق لكي يستلموا مواقعها المختطفة ، والقابعون هم الآن يتفيؤون تحت ظلالها ، وهم يمارسون بكل أريحية موبقات النظام الهالك ، وخاصة وزير ماليتهم الجبرين ، المُهلِك لشعب السودان ، دون حياء منهم ، ومنكم بالضرورة إذا ما واصلتم في غَمْرَة غيكم ساهون بهذا الشكل غير المبرر ، ولا أحد يدري، لماذا حملت كل الأطراف هذه الأيام ، خصيصة عدم الحياء التي كنا نتصور ، أنها فقط، ماركة مسجلة وخصيصة متأصلة في تركيبة الأسلامويين الجينية فقط ، دون غيرهم من الذين كنا نتصور أنهم ، لن ينازعوا أصحاب الثورة الحقيقيين في ثورتهم ، أين منطق الثورة في فعلكم هذا والآخرين معكم الناكرين لدور لجان المقاومة في حمل عبء الثورة ، وحتى اجتماع الرباعية الذي فشل ومتوقع إعادته ، لماذا لاتضعون شرط وجود تمثيل للجان المقاومة في القادم من إجتماعات ، على الأقل من باب "الكشكرة ساكت!!" للجان المقاومة التي قد تقبل او ترفض طلبكم ، ألم تبغروا من الوفاق الوطني الذي إقتحم الإجتماع
حتى دون دعوة !! .
وأنتم حين تتباهون لكل من يقف أمامكم أو يشاوركم ويجتمع بكم ، فإن كرتكم المفضل والناجع والناجح ، ترمون به إلى من هو أمامكم ، وتبرزون أمامه سلاح كرتكم الأحمر الوحيد ، وهي هذه الشوارع الملتهبة بالبمبان والرصاص الصوتي والحي والماء الملوث والدهس بالمدرعات والأعتقالات المزدانة بالتعذيب الوحشي ، يعقبها الاستشهاد والجروح بما فيها الإعاقات بأنواعها ، وتقطيع وبتر اجساد الشباب والشابات ، والتي تقودها لجان المقاومة التي تتنكرون لها ، نسألكم هل لديكم وسيلة نضال غيرها تعرضونها للتباهي بها ، ونحن ربما لا نعرفها ؟؟ ، فلماذا لا تستحون يا أنتم !! ، ونحن ندخركم كتحالف ينافس تحالفات أخرى يفرزها الواقع السياسي الجديد ، بعد هذا الوعي الديسمبري الفخم الضخم ، لتمر هذه المنافسة بشرف ونزاهة ، دون النزول في الإنتخابات كأحزاب منفردة ، نتخطى بها مصائب ومصاعب ديمقراطيات الدائرة الشريرة عند الإنتخابات القادمة ، بعد انتصار الثورة لنبني سودان ناهض جديد .
وأذا كانت الثورة تجاوزت إلى حين أخطائكم في المرحلة الإنتقالية ، وفقط لو تدرون ،كان التجاوز بفعل الإنقلاب المشؤوم ، الذي أجل المحاسبة ، وليس ما طرحتموه من نقد فطير وعلى السطح القشري في أوراقكم ، وياليتها كانت بيضاء من غير سؤ ، في ورشتكم النقدية اسماً ، وليس في عمق الأساسيات الكبرى من الأخطاء والخطايا المرتكبة من جانبكم .
ساعدوا الثوار في انجاز مهمة الثورة ، والخطوة الأولى هي توحيد مواثيق الثورة ، ومن ثم توحيد قوى الثورة ، للتحدث بلسان مبين ، مقاوم وواحد ومتين ، أما استمراركم في هذه العنجية والتعالى على الثورة والثوار ، التى لامعنى لها ، والتي "لن تجيب ليكم حتى مريسة تام زين" فسيكون مصيركم مزبلة الإنغراض دون جماهيركم ، التي ستبني أحزابها دونكم ، وتترككم خلفها في مزابلكم التاريخية ، اللهم قد بلغت اللهم فأشهد .
والردة مستحيلة
والثورة مستمرة
والشعب أقوى وأبقى

omeralhiwaig441@gmail.com
///////////////////////////

 

آراء