الاختبار الذاتي وفشلي في شفائي من داء الإسلاموفوبيا .. بقلم/ عمر الحويج
عمر الحويج
25 September, 2023
25 September, 2023
كبسولة : (1)
البرهان : خطابك في الأمم المتحدة وصلهم عن طريق الإسلاموكوز
"الأنصرافي" ستقوله عنه في القاعة "أنتم جميعكم تحت جزمتي" .
البرهان : خطابك في الأمم المتحدة وصلهم عن طريق الجنجوكوز
"الربيع" ستقوله عنه في القاعة الزرعنا اليجي "يقلع دولة حزمتي" .
كبسولة : (2)
الإسلاموكوز : ضربني بكى سبقني إشتكى يطالب العالم بادراج الجنجوكوز في قائمة المنظمات الإرهابية
الجنجوكوز :ضربني بكى سبقني إشتكى يطالب العالم بإدراج الإسلاموكوز في قائمة المنظمات الإرهابية
***
أمس بتاريخ 19 سبتمبر ، أي قبل إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بيوم واحد ، أي قبل خطابيّ طرفيّ الحرب في السودان ، خطاب البرهان المصمم إسلاموياً ، وخطاب حميدتي المفاجئ والدراماتيكوز .
قررت أن أختبر نفسي ، أختباراً ذاتياً ، مثل ذلك الذي توصي به منظمة الصحة العالمية ، وجميع وزارات الصحة في العالم ، كما توصي به ، كل السابقات الشافيات ، من مرضى سرطان الثدي الناجيات منه ، بإجراء هذا الفحص الذاتي ، غير المكلف ، وإكتشاف المرض قبل استفحاله ، خاصة وأنني وعائلتنا ، قد نكبنا ،في فرع من فروعها ، وفقدنا فيه عدد من خيرة نوارات العائلة بهذا المرض الخبيث ، وأنا هنا أوصي بناتنا وأخواتنا وحتى أمهاتنا ، بأجراء هذا الفحص الذاتي ، لمصلحتهن الصحية ، وهي نصيحة لوجه الله ، أريد بها خيراً لهن وأسرهن ، ولا علاقة لها بالسياسة الرعناء ، ولكن ولأن الحكمة ضالة المؤمن ، فقد قررت أن أطبق هذه الحكمة ، في السياسة ، ولم لا فقد ، ترشدني إلى الموقف الصحيح والسليم ، في توجهي السياسي ، رغم عدم إحترافي للعمل في السياسة ، فقط أجبرني حلم الثورة الدائم داخلي ، إلى الدخول في عرصاتها الواهيات الواهنات ، وحتى لا أكون ظالماً لآخرين دون وجه حق ، فأنا ياسادة أَعرِف نفسي وأُعَّرِفها بأنني احد المتهمين من الآخرين ومن نفسي ، الضالعين الوالغين ، في الإصابة بداء الإسلاموفوبيا ، واعترف بإصابتي بهذا المرض اللعين ، منذ باكورة شبابي أو بالأصح باكورة صباي ، فقد لاحظت منذ ظهور الراحل الشيخ حسن الترابي وحزبه الإسلاموي ، وتفتحي على السياسة ، وبعض من خباياها ، إبان ثورة أكتوبر وما بعدها ، أن هذا الشيخ وتنظيمه ، قطعاً ، هو الحاكم بأمر الله ، لهذه البلاد ، الذي يظن الجميع أنه إستلم أمرها ، ووضعها داخل عباءته ، وتطور أمره ، إلى أن أصبح السودان والعالم تحت جزمته ، (تعبيرهم المضمر زماناً طويلاً ، إلى حين أخرجه رئيسهم لإستخدامه علناً ، لحظة زنقة دولية ، كما كانت زنقة زنقة القذافية ) .
كان الجميع يظن أن ذلك التنظيم ، بقيادة شيخه الراحل ، أنهم استولوا على الحكم فقط عند إنقلابهم في 89 من القرن الماضي ، ولكن الحقيقة ، بسبب شلاقتي السياسية ، ودون حصافة مني ، منذ ذلك الزمان البعيد ، شككت أن هذا الشيخ هو الذي يحكم السودان ، منذ ما بعد ظهوره ، في القرن الماضي وبالتحديد ، بعد ثورة اكتوبر مباشرة ، ورغماً عن عين كل الثورات المجيدات ، ونحن نطلق عليها هكذا فرحين ، هذه التسميات المشرقات إلى حين ، ونظل نردد شعاراتها ، عن الحرية والسلام والعدالة ، وما يليها من عناوين ضرورية وهامة ، لحل مشكلتنا المزمنة في السودان ، من رفض للعنصرية ، ونردد ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور كل البلد سودان ، يظل هو ويتبعه شيعته من الغاوون ، ينادون بدوام العنصرية . تنادي الثورات بالسلام ، ويظلون هم الداعين للحروب ، أينما إشتعلت يزيدونها حطباً ، لتزداد لهباً . الثورات تنادي بالحرية ولكن يأتوا هم ويجعلونها بكائية على القدر من الحرية السابقة المكتسبة بدماء الثوار والثائرات ، وهكذا تظل وتتواصل الدعوات والرغبات ، في غضون تلك الثورات ، بالتوزيع العادل للثروة والسلطة ، ويظلوا هم الذين يحتكرونها ، تظل كل الشعارات حبر على ورق أحمر ، مضرج بدماء أهل السودان ويظلوا هم بذلك الريموت الإسلاموي السحري يحكمون السودان شاء من شاء وأبى من أبى ، فليشرب من البحر. وبقدرة قادر ، يعود ويقود دفتها فكر الشيخ "القادر أو عبد القادر" ، فقد سخر له ، جهاز الريموت كنترول "الواحد ده" الحداثوي الذي ، اسستخدمه قبل أن يخترعه ذلك الخواجة الكافر ، فكان تحت إمرته بهذا الريموت الإسلاموي السحري وطاعته ، قادة وزعماء أهل السودان ، الطائفيين والقبليين والمتدينين والإنتهازيين والجهلاء الجاهليين وحتى الوسطيين ، وتحول بهم جميعهم لجهلهم ، إلى النخبة التي اتسمت بإدمان الفشل ، يسوقهم نحو إسلامويته مرفوقة بعروبيتهم ، بهذا الريموت الإسلاموي وهم صاغرون ، ويحركهم به حتى يوم الناس هذا ، ولا أحد غيره يستطيع تحريكه ، فسّرِه في بطن شاعره ، يضغط عليه ، فيقول له الأخرون سمعاً وطاعة ،
يقول لهم حلوا مثلاً الحزب الشيوعي الملحد فيحلوه . يأمرهم لا تعترفوا بقرار المحكمة الدستورية فيطيعوه ، وضربتين في الراس المكشوف توجع . ضربة في رأس التشريع ، ولم تقم له قائمة ، وأخرى في النظام القضائي ولم يقف بعدها ، حتى على أربعاته ، أجيزوا الدستور الإسلامي ، فيجيزوه ، حتى لو أخَّرَّه غيرهم إلى حين ، ويوقف مشروعهم كالنميري إلى حين ، إلا أنه وبذات إسمه وأصله وفصله ، ياتي ويجيزه ويطبقه ، وحين لم يقنعهم التطبيق بعد الهجوم الكاسح عليه ، و بدعوى أنهم لم يكونوا صانعيه ، فاذا به يأتي بإنقلابهم في 89 بدعوى فشل التطبيق ، وبعبارة أخف ، لإحسان التطبيق ، وكانت النتيجة إغراق التطبيق بالعدمية الإسلاموية ، وجاءت ديسمبر وظلت تحت مظلة ورحمة هذا الريموت الإسلاموي المشرعة ، رغم أن مبدعه أخذه معه الى قبره ، إلا أن الجديد في الأمر هم تلاميذه ، من كل حدب وصوب يتنازعونه ، ففيه سرهم الباتع ، فها هم ، وقد أوصلا التنازع حد الحرب التي لا تبقي ولا تذر ، وكل منهما يسعي لإمتلاك ذلك الريموت الإسلاموي ، الموصل للسلطة باسهلها وسيلة ، يجللان حربهما بكل لزوميات امتلاكه ، بداءً من شعاره الأوليّ المشترك باستدعاء المقدس غطاءاً ، بصيحة الحرب التي ابتدعوها ستاراً لرغبتهم المتمكنة من تنظيمهم في الدمار الشامل باستخدام شعار التكبير الذي سارت به الركبان ، بتهليلاتهم الكذوبة ، وحتى لزوم ما لا يلزم من النداءات ، الذي يحركان به الريموت الإسلاموي ، الذي لا يعلوا غيره صوت ، فوق صوت المعركة ، وما يستتبعه من أهوال آتية حتى تتم أشراط ذاك الريموت السحرية ، ومنها القتل والنهب والإغتصاب ، ودعوات فصل السودان وتشتيت سكانه ، وكل يسير بخطى حثيثة نحو هذا التدمير الشامل للبلاد والعباد ، الأول الجنجوكوز بحثاً عن ذاك الريموت الإسلاموي ، بدعوى تطبيق الديمقراطية والحكم المدني وهو كذب وهراء ، والآخر الإسلاموكوز ، بدعوى دعم الوطنية العسكرية ، ومن خلفهما ومن كليهما المقصود هو شعار الدين عبر ريموت العودة للاسلاموية الضائعة ومفقودة ، بفعل الثورة المجيدة .
ولتنفيذ الإختبار الذاتي الذي قررت به أن أضع حداً لهذا الإفتراء الذي يلازمني في اصابتي المزمنة بداء مرض الإسلاموفوبيا ، وأجعل منه شفاءاً عاجلاً وتاماً ، وما حدث أني ، سبقت بيوم كامل ، السيد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش المعين ديمقراطياً ، وليس بانقلاب عسكري ، منذ 13 أكتوبر 2016 ، ليرأس هذا الأجتماع السنوي الهام ، حيث به ، يراس هذا المدعو غوتيريش كل رؤساء العالم ، من أدناه إلى أقصاه ، وقلت له فيما معناه ، وقد استعرتها بلغة إسفاف الفصيلين المتحاربين ، أن البرهان سيقول لك أن العالم كله تحت جزمتي وقوله مثلاً لفصيل الإسلموكوز ، وسيطلب منك ، وأنت في هذه اللحظة رئيس كل رؤساء العالم ، أن الطرف الآخر ، تنظيم إرهابي ، وأرسلت له ، وأعني غوتيريش ، تخوفي هذا ليتبين أمره في الكبسولتين أعلاه ونعل الله شيطان مرض الإسلاموفوبيا ، فقد كنت واثقأ أنني ساشفى منه نهائياً ، وأن الطرفين الناطقين بإسم السودان : البرهان وحميدتي ، سيشفياني من هذا المرض اللعين ، وأنهما بصوت العقل والعقلانية والأخلاقية ، والقيم الدينية ، وهما يخاطبان العالم في أهم أيامه ووسط أهم شخصياته ، تخيلتهما جاءا هنا أمام هذا المحفل ، ليعلنا للعالم أجمع ، أنهما بكامل قواهما العقلية ، يعلنان وقف الحرب العبثية ، والحرب سودان سودانية ، وليست حرباً إحتلالية ، روسية أوكرانية ، ولكنهما خذلاني ، ومنعا عني الشفاء من مرضي المزمن الإسلاموفوبيا ، بل زاداه استفحالاً ، فقد قالها الأول البرهان بحذافيرها الصريحة وإن كانت بلغة الإنصرافي الاسلاموكوزية " ياغوتريش " أن كل هؤلاء الروساء وأنت معهم " جميعكم تحت جزمتي ، ورفض طلب السلام ووقف الحرب ، علماً أن المنصة نصبت أمميأً فقط لغرض إعلان السلام وليست مكاناُ لإعلان الحرب . كما طلبا منك بوضوح ، الاسلاموكوز البرهان والجنجوكوز حميدتي ، وقالاها بملء الفم "يا أنا ياهو" ، أحدنا يجب مسحه من وجه البسيطة في رقعتها السودانية المنكوبة بهما سوياً ، لأن الآخر تنظيم إرهابي يجب إجتثاثه .
وهكذا سيداتي سادتي ، لا أمل لي في شفائي من داء الإسلاموفوبيا .
ولكي أثبت لكم باستفحال مرضى ، أعيد أدناه ، أربعاً من مقالاتي الأخيرات ، قبل محاولتي النابعة بحق من القلب ، بالشفاء الذاتي والتي كنت سوف أحجبها هذه المقالات بلوقد إعتذر عنها ، اذا نجحت في ذلك الإختبار الذاتي الذي قمت به كمحاولة أخيرة لإنقاذ نفسي من تهمة أو داء الإسلاموفوبيا ولكنكم ترونها أمامكم وقد فشلت ، بفعل فاعل من فعلة الفصيلين الإسلامويين الذين ساهما في تثبيتها ، وأتمنى لكل السودانيات ، نجاحهن في إختبار سرطان الثدي ، واكتشافه مبكراً اذا وجد ، لعلاجه وإنقاذهن قبل استفحاله ، اما في السياسة فلا معالجة إنما الدمار لا غيره ، طالما وجد ريموت إسلاموكوز وجنجوكوز ، والله المستعان .
***
وإلى المقالات وإعتذاري المسبق عن التطويل
وهي تحمل العنوان أدناه .
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : إسلاموكوز وجنجوكوز (1)
عند كليهما ، الإسلاموكوز والجنجوكوز ، كل موقف يتخذونه أمَّرَ من علقم لسابقه ، فأكواز فصيل القصر ، يطالبون بمواصلة الحرب إلى نهاياتها حتى ، ولو لم تكن في صالحهم أو بنهاية سعيدة لهم ، المهم الجهاد خلف ستار كتائب ظلهم ، والبراء إبن مالك إبن أمنهم الشعبي إبن استخباراتهم ، إبن جنهم وجهنمهم ، من أجل العودة ، فهم يعرفون بأن وجودهم ، المالي النزقي الترفي البزخي ، حتى وجودهم الجسدي الحسي ، عقاباً سجناً أو حتى مواتاً وموتاً ، بالقذائف القاتلة ، حرباً أو قانوناً بلاهاي الدولية ، كل ذلك مرتبط بالإنتصار في هذه الحرب العبثية ، المأسوية اللعينة ، وهذا لايبدو متيسراً لهم ، في مسار هذه الحرب ، (والتي سوف لن"يسَّقِّط"حجر قيادتها العسكرية والنازيوإسلاموية ، إلا اللايفاتية "تُبعُّها" وخاصة المدعو الإنصرافي ولسانه الفالت بلا لجام ، وبلا حسيب من داخله ، في بذاءة الخلق والأخلاق والأدب وقلته ، ولارقيب عليه من عسكره (الذين يعملون تحت إمرته!!) ، الذي يسئ إليهم صباح مساء في وظيفتهم ومهنتهم وشخوصهم) .
وليعلموا لو كان متنطعيهم الإستراتيجيين وصحفييهم المحللين للجهتين ، السياسية "والمازون شرعية" حرباً نسبة نجاحها صفراً مأسوياً لهم ، إستنفاراً كان ذلك ، أوحتى إستغفاراً كذوباً ، ولا الإنتصار فيها كذلك بطق الحنك ، الملوث بثلاثينية مقبحة ومشينة ، معروضة كذكرى لحظة بلحظة ، على شاشة حدقات عيون الشعب منعكسة على شيبه وشبابه وشاباته وحتى أطفاله ، وذاكرة شعوب العالم وحكوماتهم في سجلاتهم ، ووسائط كمبيوتراتهم ومخابئ إستخباراتهم ، ولبعضهم عرب حتى صلوات إستخاراتهم .. وأين المفر؟؟ .. لا مفر .
أما الجنجوكوز فأمرهم عجب ، وأمَّر من سابقيهم ، لأنهم سوف ينتهون من أمرهم بيدهم لابيد عمرو أو غيرهم ، فبإنشقاقاتهم وإنشطاراتهم ، في توجهاتهم الخلفية ، المرئية وغير المرئية في إختلافات رؤيتهم لحربهم الضروس ، توزعت بين ، الرؤية الأولى المخطط لها من قيادة مستشاريتهم ، طلباً لحياد المجتمع الدولي الذي تعمدوا الحديث بما يرضيه ، من مخدرهم المخبور عنه بعالي الصوت في إدعاء أن هذه الحرب من أجل الديمقراطية والدولة المدنية حتى مرحلة الموافقة على التفاوض ووقف إطلاق النار ، وقد نجحوا في ذلك عكس أؤلئك الأراعن ، الذين لازالوا في محطة فشلهم في ثلاثينيتهم ، وبرنامجهم المرتكز على وضع العالم تحت جزمة رئيسهم الأحمق ، وجيشه الذي أخرجوا من رحمه العاقر الجنجو-كوز ، وفقط التخصص المهني في قتل المواطن وليس العدو الخارجي .
فالجانجوكوز ينتظرهم إنشطارهم الرابع ، كيف يكون ذلك ، وهم يتبجحون ، بإحتلال أكثر من تسعين في المائة من عاصمة البلاد ، هكذا هم ، مستشاريتهم فصيل المنشية ، ترفع شعار الحرب حتى الإنتصار للديمقراطية والدولة المدنية ، وباخ في عقل وقلب المواطن ، هذا الشعار المدَّلس ، مما رآه من ممارسة وإتيان كل الموبقات المدانة في الحروب وغير الحروب ، وكل المحرمات لحقوق الإنسان حتى تلك الإلتزامات التي أجازتها الإنسانية في مسيرتها الممتدة قروناً ، قبل إجازتها من قِبل قوانين الحداثة ، في أروقة الأمم المتحدة ، ولجان حقوق الإنسان العالمية والمحلية ، وسار هذا الفصيل مسيرته الدعائية بربط توجهاته بالديمقراطية والدولة المدنية في الفضائيات الإقليمية والعالمية ، فقط لرفع الحرج عنه ، وقطعاً ليس جاداً في دعواه الباطلة ، ولا الشعب صدقه ولا المحتمع الدولي علناً صدقه ولا يحزنون ، فقط يأخذونه على قدر عقله ، لبعض مصالحهم أولاً وحسن نية لآخرين لوقف الحرب ومآسيها التى تجاوزت الحد والحدود .
وسيذهب بريحهم إنشقاقين آخرين ، لا يخفيان نفسيهما ، الأول يريد الحرب ، من أجل محو دولة 56 من الوجود وحكم السودان كامله ، من قلب عاصمته الخرطوم بواسطتهم ، والشق الآخر الأكثر صراحة يريد حكم دولته المهمشة من دارفور وما تيسر من مهمشين آخرين ، وعاصمتها ما يختارونها على أقل من مهلهم .
أما الإنشطار الأخير ، فهو يعمل بخجل وخفاء مع آخرين من رعاة المسيرة ، والإبل والبقر . ومن رعاة دول عرب الساحل والصحراء . وكل هذه المشاريع تنتظر النصر وهو المستحيل بعينه ، وهذا الإنشقاق الأخير من المشاريع الهلامية ، تساعده وتشد من أذره ، الدعوى المضادة شبيهته ، في الطرح والإفلاس الإنفصالي ، وفي قلة الوعي والوطنية ، وهم منظمة دولة النهر والبحر ، وإن تدثرت ببعض موقف تثاقفي مفتعل وفهلوي ، أما جند هؤلاء وأولئك توجهات الجانجوكوز ، ذخيرتهم في كل معاركهم ، هم جند هاجروا خبط عشواء من مواقعهم ، ومن داخل البلاد ومن خارجها ، ولكل منهم ما نوى ، وهجرته ليست لغير مال يكتسبه بالنهب ، أو نفس ليقتلها بغير حق ، أو لإمرأة وفتاة لينكحها ويغتصبها بغير خلق ، ولكل هذا فهم زائلون ، وفي آخرتهم "ما في مليشيا بتحكم دولة" .
عليه فليناضل كل من هو في معسكر " لا للحرب" ومعسكر "أوقفوا الحرب" ومن هو مع الديمقراطية والحكم المدني النزيه ، كل من موقعه دون إكتفاء وإنما النضال الخالص لخلق واقع جديد ، ووطن جديد ، أو لايكون ، في الخريطة ما إسمه السودان ، وإياك أعني ياجارة الوادي ، صاحبة الإطاري مقطوع الطاري ، سودان لايحكمها لا إسلموكوز ولا جنجوكوز ولا حتى مشروع النهر والبحر البائس اليائس ، ولا إنتهازي خايس .
والثورة مستمرة ، ولامكان لردة ، والعودة لديسمبر وهدف النصر بالضربة المرتدة .
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : الإسلاموكوز والجنجوكوز . (٢)
البرهان حيث هو الآن بين نارين ، وبين أمرين أحلاهما مر ، بعد أن تم إطلاق سراحه من قبضتين ، قبضة الجنجوكوز فصيل المنشية ، طليقه الذي شب عن الطوق والوصاية ، وهو يحاصره في نفقه المظلم ، أو بدرومه وهو به عليم ، أما القبضة الثانية فهي قبضة الإسلاموكوز فصيل القصر ، وهي الممتدة سنوات الإنقاذ ، حيث كان لا أكثر من الخادم المطيع لسيده المخلوع عمر البشير ، وفي ذات الوقت للمفارقة ، إدعائه المرضي الفارغ بأنه (رب الفور) حين أشرف من إلى ، على تنفيذ الإبادة الجماعية ، في إقليم دارفور ، المرصودة والموثقة بمحكمة لاهاي الدولية ، والموعود فيها ببدروم آخر طويل المدى والعمر ، كل ذلك بسبب الإرادة الربوبية المدَّعاة ، مع إضافة الأربعة اللاحقة من السنوات ، وهو فيها رب السودان ، من أصله إلى فصله ، ومن أوله لآخره ، وليس رب الفور فقط !! ، الحاقاً لربوبيتها الأولى ، المسنود فيها بحلم أبيه ، وهو فيها (المسير وماك مخير "المُجْبَر" وعند الله جزاك ) بأمر الآمر الناهي الإسلاموكوز فصيل القصر .
والآن تتجاذبه القبضتان ، والسؤال إلى أين الوجهة ياتُرى ، وحتماً أنت لن تَرى يابرهان ؟؟
فهل إلى جماعة (نعم للحرب) الدعوة الصيحة النجدة ، لإهداء قبلة الحياة للإسلاموكوزية .
أم وجهة(لا للحرب) التي أطلقها الشعب السوداني الأصيل ، المصطلي بنار الحرب وخرابها ودمارها ومآسيها ، ونحن لمنتظرون ، وإن كنا نراك ، وأنت من النمط مشحون ، الجهل والرعونة والضعف ، ستختار موقفك على طريقة ، (يا إيدي شيليني ختيني ..) ، ولا غرابة في ذلك ، على من صادق وصدق حلم أبيه ، وأعتاش به رئيساً بلا أعباء ، حتى أورده موارد تهلكته ، التي يغوص فيها حتى أذنيه ، إلى حين توقظه من نومة أهل الكهف ، التي تمطى وتغطى فيها سنين عددا ، صرخة لا للحرب . ولسان حاله يردد ، "ياحليلك" ياجيشنا المغوار ، الذي بعوار حلم أبي ، أسكنته عميق الأغوار .
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : الإسلاموكوز والجنجوكوز . (3)
هناك ملاحظة ضرورية لفهم ما يدور حولنا ، من حرب عبثية حقاً ، ولعينة بحق ، وقذرة حقيقة ، فهل لاحظنا أن هناك فجوة واسعة تفصل ما بين جند أو مليشيا الدعم السريع ولا "نقول فصيل جيش تمرد أو جيش بذاته" . فجوة تكاد تفصل فصلاً تاماً ، العلاقة العسكرية بين جند الدعم السريع
وبين مستشارية قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ، بإسمه الثلاثي هكذا !! والمعروف بين قوسين ب"حميدتي" كما يردد الإعلام بأنواعه المسموعة والمرئية والمقرؤة ، وهل ذلك ياترى للتدليل على قمة الزعامة القصوى ، التي تفضلوا بها على هذا الزعيم ، الذي أطل على عالمه وهو صغير ، من بين ناقته وظل شجرة عجفاء صحراوية ، إلى أن أسمعت أحاديثه المتلفزة البدوية ، من به صمم ، ومزيداً من كاريزما ملفقة ، يضيف اليه الناطق الفعلي بإسمه وبإسم مليشياته ، العنصري المغرور عبد المنعم الربيع ، الذي يردد ممجداَ قائده ، كما أمراء الخليج ، دون ثمرة حق أتاها ، فقط تملقاً إنتزعاها" الأمير حفظه الله في حله وترحاله " ، أم أن كل هذا الإنفلات التمجيدي اللفظي ، غرضه صب الزيت على نار الحرب الملتهبة أصلاً ، وغالباً نعم : فهو مقصود ومتعمد ، هذا التمجيد للزعامة ، بخلق كريزما مفتعلة ، فكل حسب هواه ومصالحه وكل لليلاه .. يفتي ويغني .
وحتى نتعرف على منشأ وتكوين مليشيا الجنجويد لنقل في عجالة ، حتى نصل إلى منشأ وتكوين قيادتهم المكونة من الزعيم وإخوته ،ومجموعة مستشاريته الفعلية والفضائية ، التي أتصور أنها ظهرت إلى الوجود بثعلبية ترابية " أنت إلى القصر رئيساُ ، وأنا إلى السجن حبيساً ، "وسوف نتحدث عنها في مقال منفصل" والتيوفقط بينها وقيادة الجنجويد علاقة مصلحة ، ولم يكن قبلها ، بينهما حتى سابق معرفة ، دعك من وحدة هدف ، كل باستخدام الآخر للوصول إلى مبتغاه .
فالجنجويد لهم عملهم الذي إعتادوه وتعلموه وجاءوا به ، لتطبيقه في العاصمة المثلثة ، "المندمج والمنصهر داخلها كل إثنيات وهويات وجنسيات وديانات سكانها" ، وحطوا على سمائها وعملوا على تطبيق كل مفردات ما نشأوا عليه وتعلموه بشراسة بدوية ، رأيتموها بأم أعينكم وكامل وعيكم وأنطبعت على أجسادكم وأطرافكم وممتلكاتكم ، وآذانهم صماء ، لايسمعون ولايعون ما تقول به توجيهات من يقودوهم ، فقط هم ساهون سادرون في غيهم وإنتهاكاتهم . ومستشارية زعيمهم المصنوعة المستجدة ، تنفي ليلاً ونهاراً من فضاءآت "لندنية ، وباريسية وأمريكية" بالصوت والصورة مرة وداخلية الصدى مرات أخرى ، ينفون بأغلظ الإيمان مايقوم به جندهم المفترض ، في الإعلام ، وهم المشغولون ، المروجون المكتفون ، بتجارة جلب الديمقراطية والدولة المدنية التي ستأتي بالسلاح .. ويا عجبي !! ، وهم يصرعون المنطق المألوف عن الديمقراطية والمدنية التي سوف تأتي"بالكاكي ده..كما قال مشيراً إلى بدلته العسكرية" زعيمهم الطموح القائم بجهالة تنظيمه الجنجويدي .
فمن هم هؤلاء الجنجويد ومن أين أتوا ، ومن أي نطفة وطينة وجينة خرجوا ، حين نقراءهم ، نجد أن أصل المسمى ، مصطلح درج إستعماله من زمن ليس بالقريب ، كما هو معروف للجميع ، مكون من مقطعين هم (جن) بمعنى جني ، ويقصد بها أن هذا الجني رجلاً ، يحمل مدفعاً رشاشاً من نوع (جيم ٣) المنتشر في دارفور بكثرة و(جويد) معناها الجواد . ومعنى الكلمة بالتالي هو الرجل الذي يركب جواداً ويحمل مدفعاً رشاشاً ، إذن كلمة جنجويد مجتمعة تعني (جن راكب جواد يحمل مدفع جيم 3) ، والكلمة ، وأصل الكلمة تأتي من الفعل (جنجد) حسب الروايات المتداولة في الوسائط الإجتماعية ، وهذه تعني بالمكشوف كده ، (فعل النهب) ومُعَّرَفة هكذا شعبياً في ربوع دارفور . وحتماً فإن النهب يتبعه الغاوون للقتل والإغتصاب ، وهذا الأخير نفسه أنواع ، إغتصاب النساء والببوت وماخف حمله وغلا ثمنه ، وما خَفى وأستخفى ثم أختفى وكان أعظم ، ويتبعها ، كل ماتبقى من موبقات الدنيا والتى كانت سبع في ممارستها العادية ، التي أشار إليها الدين الحنيف ، في نشر أخلاقياته السمحة ، وبفضل الكيزاناوية التي تلبست هؤلاء الجنجويد ، تطورت وفاقت السبعين .إن لم تزد على ذلك كثيراً ، والله أعلم ، وبفضل الكيزناوبة التي تلبستهم اامسحونة إرهاباً ، الذي يلد ارهابياً لا يلد إلا إرهابياً مثله ، إن لم يفقه إرهاباً على إرهاب ، ويزده طغث على إبالة إرهاببة .
فهؤلاء الجنجويد هم أصلاً محترفوا إرهاب ، والنهب المسلح وظيفتهم وأكل عيشهم بمنطقة دارفور .
يحكى عنهم أنهم ينادون بعضهم بعضاً للقيام بغزواتهم بقولهم (نمشي نجنجد) أي ننهب ومنها أتت تسميتهم بالجنجويد .
وبعدمسيرة طويلة وملتوية ومعوجة تم الإمساك بهم لإستخدامهم ، بعد وضع مقاييس على طريقة "فرق تسد" ، للبحث عن قوات مساعدة ، بمواصفات معينة تشبههم ، فلم تجد أمامها . غير اللجؤ للعصابات المسلحة في الإقليم ، وتم لها إنشاء قوات في أصلها عصابة الجنجويد ، التي تحولت بعد نجاحاتها الإجرامية المشهودة ، إلى قوات دعم سريع ، للإستعانة بها في دحر الحركات المسلحة المناوئة للنظام ، ولم يقفوا عند حد محاربة تلك الحركات المسلحة وإنما قبلهم حاربوا شعب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، وارتكبوا ما إرتكبوا من جرائم وفظائع الإبادة الجماعية ومرفقاتها من الإرتكابات البشعة والمنافية لحقوق الإنسان ، التي بموجبها أدان المجتمع الدولي قيادات الإنقاذ واوصلتهم إلى قرار مجلس الأمن الدولي بوجوب المثول أمام محكمة الجنايات الدولية ، والمعلقة حتى تاريخه على رقابهم ، تهمة الإبادة الجماعية ، وجرائم الحرب ضد الحقوق الإنسانية . وسارت الحكومة الإسلاموية بهذه المجموعة الجنجويدية ، حتى مرحلة شرعنة وجودها في برلمانها عام 2017 غير الشرعي ، وهكذا جاء البرهان ، ليجعل منهم جيش موازي لجيشه الكيزاني ، والغريبة بعد كل هذا الكرم العسكري الذي حاول به إقناع العالم الخارجي والإقليمي أن الدعم السريع جزء أصيل من القوات المسلحة ، إلى أن جاءت لحظة الزنقة والإنكشاف الحالية ، ليقول للعالمين الدولي والإقليمي ، بلغة من يظن أن العالم يؤثرهم على نفسه ، ولو كانت بهم خصاصة ، وهم يعودون إلى نظرتهم القديمة ، التي يلخصونها ، أن الآخرين ما هم إلا تحت جزمتهم ، وقارب أن يقولوا كصَّبيهم صارف الشر حوله ، المدعو الإنصرافي إن العالم كله تحت رحمتي "بالوكالة الربانية التي معه " ، وهذا ما فعلوه مع الإتحاد الإفريقي ومسؤوليه موسى فكي وود اللباد"وبعنجهيتم المعهودة والمتأصلة ، تحولوا من الغزل إلى الجدل ، أن الدعم السريع ما هو إلا تنظيم متمرد على الجيش ، متناسياً كل غنائيته الغزلية في مفاتن الدعم السريع ومحاسنه الجاذبة ، وحمايته بلسان بشيره السابق "حميدتي حمايتي أيضاً" ، متصوراً أن العالم سينصاع لأوامره ، ويصدقه القول بأن الدعم السريع ، فعلاً متمردون على الجيش الذي ينتمون إليه ، ونسي البرهان أنه بنفسه هو الذي أصدر قرار "فرز معيشة الدعم السريع عن الجيش" بالغاء المادة التي تجيز للدعم السريع ، حسب قانونه المجاز إستقلاليته عن قائد الجيش وهو حالياً البرهان نفسه ، وترك مشروعيته تحت قيادة القائد الأعلى للجيش والذي هو في علم الغيب منذ إنقلاب 25 أكتوبر ، حيث سمح البرهان بهذا التعديل ، أن يكون هناك جيشاً آخر ، موازياُ للحيش السوداني إسمه الدعم السريع الذي يحاربه بضراوة الآن .
ولعنة الله على الإسلاموكوز الذين جعلونا نبكي حزناً ونموت قهراً ، على جيشنا الوطني ، الذي وضعوه بين فكيّ معادلة خائبة ، ليست ذات جدوى ، النصر أوالهزيمة على يد مليشيا الجنجوكوز
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : الإسلاموكوز والجنجوكوز . (4)
من أين أتى هؤلاء الناس الجدد ، من أي نطفة وطينة وجينة ، أتى أيضاً هؤلاء الناس "المقنعين" ، أنا أعني مستشارية الدعم السريع ، ولا أعني مستشارية البرهان "الكرتية" ، فهولاء نعرفهم وقد كشفناهم من ثلاثينيتهم ، إنما أعني اولئك الذين قلت عنهم في المقال السابق ، أن مهمتهم إقتصرت على النكران ، ليس نكران الذات بالطبع ، إنما نكران جرائم الدعم السريع ، وتحسين صورته أمام الراي العام العالمي والإقليمي " أما الداخلي لاعليك منه ، فهو مكشوف الحال بفعائله ذات الصورة والصوت" مهمتهم ظلت نكران كل ما يقوم به جند الدعم السريع ، التي تخطت رائحة أفعالها القذرة كل الحدود ، ووصلت حتى دخلت أروقة الأمم المتحدة ووصلت حتى مجلس الأمن ، وتداولت قذارتها وجرمها كل المنظمات العالمية لحقوق الإنسان ، وحقوق الأطفال والنساء ولا أُللام إن قلت ، لن ينسوا حتى حقوق الحيوان وقد أذوها . وتلاحقت ردود الفعل لهذه الجرائم بالإدانة والشجب ، والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب ، من الطرفين ، وطالبوهم بوقف هذه الحرب العبثية العدمية اللعينة ، والعودة إلى التفاوض ، وحل الأزمة سياسياً وسلمياً ، ولكن ما من مجيب أو سميع ، لأنها أصلاً لم تكن حرباً وطنية ، لأنها لو كانت كذلك لكانت حُلت سريعاً وفور قيامها ، ولكان الطرفان جلسا لبعضهما لحلها ، حفاظاً على ضحاياها من المواطنين ، وحفاظاً على وطنهم من الدمار ، طالما هي حرب داخلية بين طرفين سودانيين وطنيين ، المفترض قلبهما على الوطن ، ولكن لأنها حرب أيدلوجية سياسية غبائنية ، بين تنظيمين تصارعا على السلطة حين إختلفا ، أيهما يستأثر بها ، وينتزعها من الآخر المختلف ، ليس في المرجعية العقايدية الدينية ، كما ظلا يعتاشان بها ، وإنما في المصالح الذاتية ، فهما حين تفارقا سابقاً ، ليس من أجل دين وإنما من أجل سلطة ، وأنا لا أقول ذلك من فراغ ، فقط تابعوا منشأ وتكوين هذه المستشارية ، من أين أتوا ، ومتى طلوا على المشهد السياسي ، هل سمع أحدكم عنها شيئاً بتشكيلها الرسمي الحالي ، في الفترة مابين إنقلاب اللجنة الأمنية في 11/4/2019 بإدعاء الإنحياز للثورة وحتى إنقلاب25/10/2021 بإدعاء تصحيح المسار ، وظل الطرفان سمن على عسل . بدون أن نسمع صوتاً لأحد أفراد هذه المستشارية ، وأمامهما الطرفان يمزقان ويتخاطفان ، جسد الثورة السودانية المجيدة ، يميناً ويساراً تحت عباءة النافذين من النظام البائد ، ودولتهم العميقة ، بداية بفض الإعتصام ، مروراً بالضغوط المعيشية والعوائق الإقتصادية التي ظلوا يفتعلونها ، وما تبعها من مؤامرات ، منها الإنقلابات المصنوعة ، وفوضى تسعة طويلة ، التي أطلقوها من مخابئهم الأمنية ، والثورة تحبط مؤامراتهم الواحدة تلو الأخرى ولكن حين ضغطت الثورة عليهم وأغلقت كل منافذهم ، وحين كثرت عليهم فضائحهم التي كشفتها لجنة ازالة أثارهم وتتبعت خطى تمكينهم ، وواصلت جادة في تفكيكهم ، نوارة الثورة بتسميتها "لجنة التفكيك" المرعبة لهم ولوجودهم . وحين جاءت الحظة قاصمة الظهر والطهر الذي يدعونه ، بإستلام المدنيين لرئاسة مجلس السيادة ، وهي الطامة الكبرى لوجودهم ، لجأوا لإستلام السلطة كاملة ، بإنقلابهم المشؤوم والمتعجل والملئ بالثقوب ، فولد ميتاً ولم يستطع إعلان حكومة تتحدث بإسمه حتى اللحظة ، وهذا موضوع آخر ، لأني أتحدث عن مستشارية حميدتي ، وأنا على يقين من أنها خرجت من حواف التكوين الإسلاموي نفسه ، وإن لأسباب محبوسة في جوف أعماقهم ، ربما كان ذلك ، بفعل التنافس على السلطة ، أو بفعل الغبائن التي عشعشت فوق رؤوسهم وزلزلت عروشهم ، فمتى كان ظهور هذه المستشارية التي كانت أقرب إلى فصيل المنشية لأسباب سيرد ذكرها لاحقاً ، ولذلك ومنذ ظللت أردد قولي عن فصيلي الإنقاذ القصر والمنشية : أن من تبعهم البرهان هم من جماعة القصر بعجلتهم المعهودة وغبائهم المتمكن ، للعودة إلى السلطة ، بأي ثمن كان ، بخلاف الفصيل الآخر ، مختزن ثعلبية شيخهم الترابي في إنقلابهم الأول (أذهب أنت إلى القصر رئيساً ، وأنا إلى السجن حبيساً) ، فجعلوها من داخل فكر شيخهم في أيامه الأخيرة بعد عشريته التي مارس فيها بكل حصيلته الفكرية المتوارثة ، أنواعاً من الشرور ، مارسها الفكر الإسلامي ، طيلة وجوده في السلطة ، منذ خلفاء دولة بني أمية والدولة العباسية وليس إنتهاءاً بالدولة العثمانية ، ومابعدها إلى أن تولى تواصلها الأفراد والجماعات الداعشية والقاعدية حتى البراء إبن مالك . وبعدها بدأ شيخهم الترابي ، يتحدث عن إنتخابات الولاة ٠، ثم احزاب التوالي ، وطعَّمها بالتركيز في الحديث عن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وترتيبها أن تكون تحت رئاسته أو مسؤوليته المباشرة ، وجاء الجيل الثاني من تلاميذه ، ومن تحت تعاليمه ، إستنبطوا الفكرة وبدأوا التنفيذ حين وصلوا إلى صاحب الطموح العالي لحكم السودان ، بجنده الفالت ، اللامنتمي لأية قيم ، دينية كانت أو إنسانية أو أخلاقية ، وتلاقت المصالح بين طموحات قائد الجنجويد لرئاسة دولة السودان "مرة واحدة كدة"، مع أعضاء المسشتارية ، الذين لاينكرون جميعهم عضويتهم الفاعلة في التنظيم الإسلاموي في كل مراحله ، وأكثرهم منذ كانوا طلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية وقليلهم المرحلة الجامعية . بعضهم حارب في حرب الجنوب ، بل فيهم من كان من أبطال الميل أربعين ، ما عدا القائد الجديد ، يوسف عزت الماهري ، الذي جاء من موقع المدنية والحداثة ، في شبابه ووصل إلى إنتماءه الجديد الظلامي ، بفعل القبيلة الماهرية التي ينتمي إليها حميدتي ، لا أكثر من ذلك ، وترك خلفه رواياته وقصصه ، التي قيل أنه ألفها ، وقرر أن يكتبها على الواقع بدماء ودموع وشقاء السودانيين .
وهكذا أقنعوا حميدتي أن يعتذر ويبتعد عن إنقلاب 25 أكتوبر ويرفضه ويتخلى عنه وعن فاعليه ، وعليه رفع شعارات الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وهم أعني المستشارية كانت تعلم أن إسلاميو القصر هم الذين دبروا إنقلاب 25 اكتوبر ، وصمتوا حينها ، ولكن والحرب معمعة دائرة ، دونكم تصريح د/ محمد بدرالدين ، عضو المؤتمر الشعبي ، "وأقول هذا ولا أدري أن كان له علاقة بالمستشارية ، وربما هو أقرب إلى تنظيم آخر ، فانقساماتهم أمبيبية " الذي إعترف علناً بتدبير الاسلامويين ، جناح علي كرتي للإنقلاب ، وكانت ضربة تحت الحزام ، جراء الغبائن المتراكمة التي جعلته يعترف عليهم ويورطهم أمام التاريخ .
أسجل كل هذا بحذر وإن كانت كل الوقائع والشواهد تقول بصحة هذا التحليل ، وبذات المنظور أصل لأقول وإن كان حبل خططهم ومؤامراتهم قصير ، ولكن رغماً عن مستقبلهم المجهول العواقب ، إلا أنهم حين شعر بعض أعضاء هذه المستشارية بنديتهم للجيش السوداني ، وارتفع طموحهم حتى إحتمال هزيمته ، فمنهم من عاد لمراجعة كتابهم الأسود بذاكزة الزمن القديم ، وتنزيله ونتائجه القابلة للتطبيق على أرض الواقع ، وتوافرت له الشروط المطلوبة يظنون ، بدأوا يتحدثون عن هدم دولة 56 بمفوهمهم العنصري ، وظهرت دعواتهم الصريحة لحكم السودان بواسطة إقليمهم المهمش يدَّعون ، وكان مدخلهم لهذا ، إيقاظ عنصرية مضادة مرتدة عكسياً ، بتاكيدهم أنهم حُكِموا كل تلك السنين بعنصرية النخبة الشمالية ، ودفع بعض جهاليل عيال النخبة المعنية الشمالية ، ورثة أجدادهم وأبائهم من النخبة التي أدمنت الفشل ، وجدناهم كانوا عوناً لأصحاب هذه العنصرية المرتدة ، بإشعالهم لعنصرية مضادة يقودها ، دعاة مشروع تنظيم "البحر والنهر" الأحمق والأبله والمشاتر ، مما شجع اولئك لرفع شعار إقامة الدولة الممتدة على طول دول الساحل الغربي بقيادة دولتهم الدارفورية .
وفي الختام أقول لهذه المستشارية ، لتحسين أوضاعها في المشهد السياسي السوداني ، إن استطعتم ، أن طالبوا مع الآخرين بحل الدعم السريع بجنده ، فهو خير لكم وللسودان الوطن ، وأعيدوا صياغة هؤلاء الجند من جديد ، وقد جربتم هذه الصياغة من قبل أيام ، صاحب كتائب الظل ، وساعدوهم على الإنصهار داخل المجتمع السوداني . ومن تروا أنه يستحق الإلتحاق بالجيش السوداني ، بعد هيكلته ، وتنظيفه من الفلول كم ندعي وتدعون ، أن يكون إلتحاقهم بصفوف الجيش ، بصورة فردية وعرضهم ، لمعاينة البحث في القدرة والمؤهل وكافة الشروط المطلوبة للإلتحاق بالقوات المسلحة ، أفراد جند كانوا أو ذوي رتب نالوها بجدارة وليست بخلوية ، أما مستشاريتكم ، إذا كنتم في دعوتكم ، للدولة المدنية الديمقراطية صادقة ، فأعلنوها حزباً سياسياً ، يدعوا للتداول السلمي للسلطة ، بعيداً عن سلاح الجنجويد ومرفقاته الدموية ، ولا مانع أن تكونوا بزعامة حميدتي ذات نفسه ، بعد أن ينظفه القانون من جرائمه ، إذا كان برئياً كما تعتقدون ، أمام المحاكم ، سواءاً أن كانت ، محاكم داخلية أو محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا .
***
لا للحرب : والثورة مستمرة
نعم للتفاوض: والردة مستحيلة
لا للحرب : والعسكر للثكنات
نعم للتفاوض: والمليشيات تنحل
***
omeralhiwaig441@gmail.com
البرهان : خطابك في الأمم المتحدة وصلهم عن طريق الإسلاموكوز
"الأنصرافي" ستقوله عنه في القاعة "أنتم جميعكم تحت جزمتي" .
البرهان : خطابك في الأمم المتحدة وصلهم عن طريق الجنجوكوز
"الربيع" ستقوله عنه في القاعة الزرعنا اليجي "يقلع دولة حزمتي" .
كبسولة : (2)
الإسلاموكوز : ضربني بكى سبقني إشتكى يطالب العالم بادراج الجنجوكوز في قائمة المنظمات الإرهابية
الجنجوكوز :ضربني بكى سبقني إشتكى يطالب العالم بإدراج الإسلاموكوز في قائمة المنظمات الإرهابية
***
أمس بتاريخ 19 سبتمبر ، أي قبل إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بيوم واحد ، أي قبل خطابيّ طرفيّ الحرب في السودان ، خطاب البرهان المصمم إسلاموياً ، وخطاب حميدتي المفاجئ والدراماتيكوز .
قررت أن أختبر نفسي ، أختباراً ذاتياً ، مثل ذلك الذي توصي به منظمة الصحة العالمية ، وجميع وزارات الصحة في العالم ، كما توصي به ، كل السابقات الشافيات ، من مرضى سرطان الثدي الناجيات منه ، بإجراء هذا الفحص الذاتي ، غير المكلف ، وإكتشاف المرض قبل استفحاله ، خاصة وأنني وعائلتنا ، قد نكبنا ،في فرع من فروعها ، وفقدنا فيه عدد من خيرة نوارات العائلة بهذا المرض الخبيث ، وأنا هنا أوصي بناتنا وأخواتنا وحتى أمهاتنا ، بأجراء هذا الفحص الذاتي ، لمصلحتهن الصحية ، وهي نصيحة لوجه الله ، أريد بها خيراً لهن وأسرهن ، ولا علاقة لها بالسياسة الرعناء ، ولكن ولأن الحكمة ضالة المؤمن ، فقد قررت أن أطبق هذه الحكمة ، في السياسة ، ولم لا فقد ، ترشدني إلى الموقف الصحيح والسليم ، في توجهي السياسي ، رغم عدم إحترافي للعمل في السياسة ، فقط أجبرني حلم الثورة الدائم داخلي ، إلى الدخول في عرصاتها الواهيات الواهنات ، وحتى لا أكون ظالماً لآخرين دون وجه حق ، فأنا ياسادة أَعرِف نفسي وأُعَّرِفها بأنني احد المتهمين من الآخرين ومن نفسي ، الضالعين الوالغين ، في الإصابة بداء الإسلاموفوبيا ، واعترف بإصابتي بهذا المرض اللعين ، منذ باكورة شبابي أو بالأصح باكورة صباي ، فقد لاحظت منذ ظهور الراحل الشيخ حسن الترابي وحزبه الإسلاموي ، وتفتحي على السياسة ، وبعض من خباياها ، إبان ثورة أكتوبر وما بعدها ، أن هذا الشيخ وتنظيمه ، قطعاً ، هو الحاكم بأمر الله ، لهذه البلاد ، الذي يظن الجميع أنه إستلم أمرها ، ووضعها داخل عباءته ، وتطور أمره ، إلى أن أصبح السودان والعالم تحت جزمته ، (تعبيرهم المضمر زماناً طويلاً ، إلى حين أخرجه رئيسهم لإستخدامه علناً ، لحظة زنقة دولية ، كما كانت زنقة زنقة القذافية ) .
كان الجميع يظن أن ذلك التنظيم ، بقيادة شيخه الراحل ، أنهم استولوا على الحكم فقط عند إنقلابهم في 89 من القرن الماضي ، ولكن الحقيقة ، بسبب شلاقتي السياسية ، ودون حصافة مني ، منذ ذلك الزمان البعيد ، شككت أن هذا الشيخ هو الذي يحكم السودان ، منذ ما بعد ظهوره ، في القرن الماضي وبالتحديد ، بعد ثورة اكتوبر مباشرة ، ورغماً عن عين كل الثورات المجيدات ، ونحن نطلق عليها هكذا فرحين ، هذه التسميات المشرقات إلى حين ، ونظل نردد شعاراتها ، عن الحرية والسلام والعدالة ، وما يليها من عناوين ضرورية وهامة ، لحل مشكلتنا المزمنة في السودان ، من رفض للعنصرية ، ونردد ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور كل البلد سودان ، يظل هو ويتبعه شيعته من الغاوون ، ينادون بدوام العنصرية . تنادي الثورات بالسلام ، ويظلون هم الداعين للحروب ، أينما إشتعلت يزيدونها حطباً ، لتزداد لهباً . الثورات تنادي بالحرية ولكن يأتوا هم ويجعلونها بكائية على القدر من الحرية السابقة المكتسبة بدماء الثوار والثائرات ، وهكذا تظل وتتواصل الدعوات والرغبات ، في غضون تلك الثورات ، بالتوزيع العادل للثروة والسلطة ، ويظلوا هم الذين يحتكرونها ، تظل كل الشعارات حبر على ورق أحمر ، مضرج بدماء أهل السودان ويظلوا هم بذلك الريموت الإسلاموي السحري يحكمون السودان شاء من شاء وأبى من أبى ، فليشرب من البحر. وبقدرة قادر ، يعود ويقود دفتها فكر الشيخ "القادر أو عبد القادر" ، فقد سخر له ، جهاز الريموت كنترول "الواحد ده" الحداثوي الذي ، اسستخدمه قبل أن يخترعه ذلك الخواجة الكافر ، فكان تحت إمرته بهذا الريموت الإسلاموي السحري وطاعته ، قادة وزعماء أهل السودان ، الطائفيين والقبليين والمتدينين والإنتهازيين والجهلاء الجاهليين وحتى الوسطيين ، وتحول بهم جميعهم لجهلهم ، إلى النخبة التي اتسمت بإدمان الفشل ، يسوقهم نحو إسلامويته مرفوقة بعروبيتهم ، بهذا الريموت الإسلاموي وهم صاغرون ، ويحركهم به حتى يوم الناس هذا ، ولا أحد غيره يستطيع تحريكه ، فسّرِه في بطن شاعره ، يضغط عليه ، فيقول له الأخرون سمعاً وطاعة ،
يقول لهم حلوا مثلاً الحزب الشيوعي الملحد فيحلوه . يأمرهم لا تعترفوا بقرار المحكمة الدستورية فيطيعوه ، وضربتين في الراس المكشوف توجع . ضربة في رأس التشريع ، ولم تقم له قائمة ، وأخرى في النظام القضائي ولم يقف بعدها ، حتى على أربعاته ، أجيزوا الدستور الإسلامي ، فيجيزوه ، حتى لو أخَّرَّه غيرهم إلى حين ، ويوقف مشروعهم كالنميري إلى حين ، إلا أنه وبذات إسمه وأصله وفصله ، ياتي ويجيزه ويطبقه ، وحين لم يقنعهم التطبيق بعد الهجوم الكاسح عليه ، و بدعوى أنهم لم يكونوا صانعيه ، فاذا به يأتي بإنقلابهم في 89 بدعوى فشل التطبيق ، وبعبارة أخف ، لإحسان التطبيق ، وكانت النتيجة إغراق التطبيق بالعدمية الإسلاموية ، وجاءت ديسمبر وظلت تحت مظلة ورحمة هذا الريموت الإسلاموي المشرعة ، رغم أن مبدعه أخذه معه الى قبره ، إلا أن الجديد في الأمر هم تلاميذه ، من كل حدب وصوب يتنازعونه ، ففيه سرهم الباتع ، فها هم ، وقد أوصلا التنازع حد الحرب التي لا تبقي ولا تذر ، وكل منهما يسعي لإمتلاك ذلك الريموت الإسلاموي ، الموصل للسلطة باسهلها وسيلة ، يجللان حربهما بكل لزوميات امتلاكه ، بداءً من شعاره الأوليّ المشترك باستدعاء المقدس غطاءاً ، بصيحة الحرب التي ابتدعوها ستاراً لرغبتهم المتمكنة من تنظيمهم في الدمار الشامل باستخدام شعار التكبير الذي سارت به الركبان ، بتهليلاتهم الكذوبة ، وحتى لزوم ما لا يلزم من النداءات ، الذي يحركان به الريموت الإسلاموي ، الذي لا يعلوا غيره صوت ، فوق صوت المعركة ، وما يستتبعه من أهوال آتية حتى تتم أشراط ذاك الريموت السحرية ، ومنها القتل والنهب والإغتصاب ، ودعوات فصل السودان وتشتيت سكانه ، وكل يسير بخطى حثيثة نحو هذا التدمير الشامل للبلاد والعباد ، الأول الجنجوكوز بحثاً عن ذاك الريموت الإسلاموي ، بدعوى تطبيق الديمقراطية والحكم المدني وهو كذب وهراء ، والآخر الإسلاموكوز ، بدعوى دعم الوطنية العسكرية ، ومن خلفهما ومن كليهما المقصود هو شعار الدين عبر ريموت العودة للاسلاموية الضائعة ومفقودة ، بفعل الثورة المجيدة .
ولتنفيذ الإختبار الذاتي الذي قررت به أن أضع حداً لهذا الإفتراء الذي يلازمني في اصابتي المزمنة بداء مرض الإسلاموفوبيا ، وأجعل منه شفاءاً عاجلاً وتاماً ، وما حدث أني ، سبقت بيوم كامل ، السيد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش المعين ديمقراطياً ، وليس بانقلاب عسكري ، منذ 13 أكتوبر 2016 ، ليرأس هذا الأجتماع السنوي الهام ، حيث به ، يراس هذا المدعو غوتيريش كل رؤساء العالم ، من أدناه إلى أقصاه ، وقلت له فيما معناه ، وقد استعرتها بلغة إسفاف الفصيلين المتحاربين ، أن البرهان سيقول لك أن العالم كله تحت جزمتي وقوله مثلاً لفصيل الإسلموكوز ، وسيطلب منك ، وأنت في هذه اللحظة رئيس كل رؤساء العالم ، أن الطرف الآخر ، تنظيم إرهابي ، وأرسلت له ، وأعني غوتيريش ، تخوفي هذا ليتبين أمره في الكبسولتين أعلاه ونعل الله شيطان مرض الإسلاموفوبيا ، فقد كنت واثقأ أنني ساشفى منه نهائياً ، وأن الطرفين الناطقين بإسم السودان : البرهان وحميدتي ، سيشفياني من هذا المرض اللعين ، وأنهما بصوت العقل والعقلانية والأخلاقية ، والقيم الدينية ، وهما يخاطبان العالم في أهم أيامه ووسط أهم شخصياته ، تخيلتهما جاءا هنا أمام هذا المحفل ، ليعلنا للعالم أجمع ، أنهما بكامل قواهما العقلية ، يعلنان وقف الحرب العبثية ، والحرب سودان سودانية ، وليست حرباً إحتلالية ، روسية أوكرانية ، ولكنهما خذلاني ، ومنعا عني الشفاء من مرضي المزمن الإسلاموفوبيا ، بل زاداه استفحالاً ، فقد قالها الأول البرهان بحذافيرها الصريحة وإن كانت بلغة الإنصرافي الاسلاموكوزية " ياغوتريش " أن كل هؤلاء الروساء وأنت معهم " جميعكم تحت جزمتي ، ورفض طلب السلام ووقف الحرب ، علماً أن المنصة نصبت أمميأً فقط لغرض إعلان السلام وليست مكاناُ لإعلان الحرب . كما طلبا منك بوضوح ، الاسلاموكوز البرهان والجنجوكوز حميدتي ، وقالاها بملء الفم "يا أنا ياهو" ، أحدنا يجب مسحه من وجه البسيطة في رقعتها السودانية المنكوبة بهما سوياً ، لأن الآخر تنظيم إرهابي يجب إجتثاثه .
وهكذا سيداتي سادتي ، لا أمل لي في شفائي من داء الإسلاموفوبيا .
ولكي أثبت لكم باستفحال مرضى ، أعيد أدناه ، أربعاً من مقالاتي الأخيرات ، قبل محاولتي النابعة بحق من القلب ، بالشفاء الذاتي والتي كنت سوف أحجبها هذه المقالات بلوقد إعتذر عنها ، اذا نجحت في ذلك الإختبار الذاتي الذي قمت به كمحاولة أخيرة لإنقاذ نفسي من تهمة أو داء الإسلاموفوبيا ولكنكم ترونها أمامكم وقد فشلت ، بفعل فاعل من فعلة الفصيلين الإسلامويين الذين ساهما في تثبيتها ، وأتمنى لكل السودانيات ، نجاحهن في إختبار سرطان الثدي ، واكتشافه مبكراً اذا وجد ، لعلاجه وإنقاذهن قبل استفحاله ، اما في السياسة فلا معالجة إنما الدمار لا غيره ، طالما وجد ريموت إسلاموكوز وجنجوكوز ، والله المستعان .
***
وإلى المقالات وإعتذاري المسبق عن التطويل
وهي تحمل العنوان أدناه .
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : إسلاموكوز وجنجوكوز (1)
عند كليهما ، الإسلاموكوز والجنجوكوز ، كل موقف يتخذونه أمَّرَ من علقم لسابقه ، فأكواز فصيل القصر ، يطالبون بمواصلة الحرب إلى نهاياتها حتى ، ولو لم تكن في صالحهم أو بنهاية سعيدة لهم ، المهم الجهاد خلف ستار كتائب ظلهم ، والبراء إبن مالك إبن أمنهم الشعبي إبن استخباراتهم ، إبن جنهم وجهنمهم ، من أجل العودة ، فهم يعرفون بأن وجودهم ، المالي النزقي الترفي البزخي ، حتى وجودهم الجسدي الحسي ، عقاباً سجناً أو حتى مواتاً وموتاً ، بالقذائف القاتلة ، حرباً أو قانوناً بلاهاي الدولية ، كل ذلك مرتبط بالإنتصار في هذه الحرب العبثية ، المأسوية اللعينة ، وهذا لايبدو متيسراً لهم ، في مسار هذه الحرب ، (والتي سوف لن"يسَّقِّط"حجر قيادتها العسكرية والنازيوإسلاموية ، إلا اللايفاتية "تُبعُّها" وخاصة المدعو الإنصرافي ولسانه الفالت بلا لجام ، وبلا حسيب من داخله ، في بذاءة الخلق والأخلاق والأدب وقلته ، ولارقيب عليه من عسكره (الذين يعملون تحت إمرته!!) ، الذي يسئ إليهم صباح مساء في وظيفتهم ومهنتهم وشخوصهم) .
وليعلموا لو كان متنطعيهم الإستراتيجيين وصحفييهم المحللين للجهتين ، السياسية "والمازون شرعية" حرباً نسبة نجاحها صفراً مأسوياً لهم ، إستنفاراً كان ذلك ، أوحتى إستغفاراً كذوباً ، ولا الإنتصار فيها كذلك بطق الحنك ، الملوث بثلاثينية مقبحة ومشينة ، معروضة كذكرى لحظة بلحظة ، على شاشة حدقات عيون الشعب منعكسة على شيبه وشبابه وشاباته وحتى أطفاله ، وذاكرة شعوب العالم وحكوماتهم في سجلاتهم ، ووسائط كمبيوتراتهم ومخابئ إستخباراتهم ، ولبعضهم عرب حتى صلوات إستخاراتهم .. وأين المفر؟؟ .. لا مفر .
أما الجنجوكوز فأمرهم عجب ، وأمَّر من سابقيهم ، لأنهم سوف ينتهون من أمرهم بيدهم لابيد عمرو أو غيرهم ، فبإنشقاقاتهم وإنشطاراتهم ، في توجهاتهم الخلفية ، المرئية وغير المرئية في إختلافات رؤيتهم لحربهم الضروس ، توزعت بين ، الرؤية الأولى المخطط لها من قيادة مستشاريتهم ، طلباً لحياد المجتمع الدولي الذي تعمدوا الحديث بما يرضيه ، من مخدرهم المخبور عنه بعالي الصوت في إدعاء أن هذه الحرب من أجل الديمقراطية والدولة المدنية حتى مرحلة الموافقة على التفاوض ووقف إطلاق النار ، وقد نجحوا في ذلك عكس أؤلئك الأراعن ، الذين لازالوا في محطة فشلهم في ثلاثينيتهم ، وبرنامجهم المرتكز على وضع العالم تحت جزمة رئيسهم الأحمق ، وجيشه الذي أخرجوا من رحمه العاقر الجنجو-كوز ، وفقط التخصص المهني في قتل المواطن وليس العدو الخارجي .
فالجانجوكوز ينتظرهم إنشطارهم الرابع ، كيف يكون ذلك ، وهم يتبجحون ، بإحتلال أكثر من تسعين في المائة من عاصمة البلاد ، هكذا هم ، مستشاريتهم فصيل المنشية ، ترفع شعار الحرب حتى الإنتصار للديمقراطية والدولة المدنية ، وباخ في عقل وقلب المواطن ، هذا الشعار المدَّلس ، مما رآه من ممارسة وإتيان كل الموبقات المدانة في الحروب وغير الحروب ، وكل المحرمات لحقوق الإنسان حتى تلك الإلتزامات التي أجازتها الإنسانية في مسيرتها الممتدة قروناً ، قبل إجازتها من قِبل قوانين الحداثة ، في أروقة الأمم المتحدة ، ولجان حقوق الإنسان العالمية والمحلية ، وسار هذا الفصيل مسيرته الدعائية بربط توجهاته بالديمقراطية والدولة المدنية في الفضائيات الإقليمية والعالمية ، فقط لرفع الحرج عنه ، وقطعاً ليس جاداً في دعواه الباطلة ، ولا الشعب صدقه ولا المحتمع الدولي علناً صدقه ولا يحزنون ، فقط يأخذونه على قدر عقله ، لبعض مصالحهم أولاً وحسن نية لآخرين لوقف الحرب ومآسيها التى تجاوزت الحد والحدود .
وسيذهب بريحهم إنشقاقين آخرين ، لا يخفيان نفسيهما ، الأول يريد الحرب ، من أجل محو دولة 56 من الوجود وحكم السودان كامله ، من قلب عاصمته الخرطوم بواسطتهم ، والشق الآخر الأكثر صراحة يريد حكم دولته المهمشة من دارفور وما تيسر من مهمشين آخرين ، وعاصمتها ما يختارونها على أقل من مهلهم .
أما الإنشطار الأخير ، فهو يعمل بخجل وخفاء مع آخرين من رعاة المسيرة ، والإبل والبقر . ومن رعاة دول عرب الساحل والصحراء . وكل هذه المشاريع تنتظر النصر وهو المستحيل بعينه ، وهذا الإنشقاق الأخير من المشاريع الهلامية ، تساعده وتشد من أذره ، الدعوى المضادة شبيهته ، في الطرح والإفلاس الإنفصالي ، وفي قلة الوعي والوطنية ، وهم منظمة دولة النهر والبحر ، وإن تدثرت ببعض موقف تثاقفي مفتعل وفهلوي ، أما جند هؤلاء وأولئك توجهات الجانجوكوز ، ذخيرتهم في كل معاركهم ، هم جند هاجروا خبط عشواء من مواقعهم ، ومن داخل البلاد ومن خارجها ، ولكل منهم ما نوى ، وهجرته ليست لغير مال يكتسبه بالنهب ، أو نفس ليقتلها بغير حق ، أو لإمرأة وفتاة لينكحها ويغتصبها بغير خلق ، ولكل هذا فهم زائلون ، وفي آخرتهم "ما في مليشيا بتحكم دولة" .
عليه فليناضل كل من هو في معسكر " لا للحرب" ومعسكر "أوقفوا الحرب" ومن هو مع الديمقراطية والحكم المدني النزيه ، كل من موقعه دون إكتفاء وإنما النضال الخالص لخلق واقع جديد ، ووطن جديد ، أو لايكون ، في الخريطة ما إسمه السودان ، وإياك أعني ياجارة الوادي ، صاحبة الإطاري مقطوع الطاري ، سودان لايحكمها لا إسلموكوز ولا جنجوكوز ولا حتى مشروع النهر والبحر البائس اليائس ، ولا إنتهازي خايس .
والثورة مستمرة ، ولامكان لردة ، والعودة لديسمبر وهدف النصر بالضربة المرتدة .
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : الإسلاموكوز والجنجوكوز . (٢)
البرهان حيث هو الآن بين نارين ، وبين أمرين أحلاهما مر ، بعد أن تم إطلاق سراحه من قبضتين ، قبضة الجنجوكوز فصيل المنشية ، طليقه الذي شب عن الطوق والوصاية ، وهو يحاصره في نفقه المظلم ، أو بدرومه وهو به عليم ، أما القبضة الثانية فهي قبضة الإسلاموكوز فصيل القصر ، وهي الممتدة سنوات الإنقاذ ، حيث كان لا أكثر من الخادم المطيع لسيده المخلوع عمر البشير ، وفي ذات الوقت للمفارقة ، إدعائه المرضي الفارغ بأنه (رب الفور) حين أشرف من إلى ، على تنفيذ الإبادة الجماعية ، في إقليم دارفور ، المرصودة والموثقة بمحكمة لاهاي الدولية ، والموعود فيها ببدروم آخر طويل المدى والعمر ، كل ذلك بسبب الإرادة الربوبية المدَّعاة ، مع إضافة الأربعة اللاحقة من السنوات ، وهو فيها رب السودان ، من أصله إلى فصله ، ومن أوله لآخره ، وليس رب الفور فقط !! ، الحاقاً لربوبيتها الأولى ، المسنود فيها بحلم أبيه ، وهو فيها (المسير وماك مخير "المُجْبَر" وعند الله جزاك ) بأمر الآمر الناهي الإسلاموكوز فصيل القصر .
والآن تتجاذبه القبضتان ، والسؤال إلى أين الوجهة ياتُرى ، وحتماً أنت لن تَرى يابرهان ؟؟
فهل إلى جماعة (نعم للحرب) الدعوة الصيحة النجدة ، لإهداء قبلة الحياة للإسلاموكوزية .
أم وجهة(لا للحرب) التي أطلقها الشعب السوداني الأصيل ، المصطلي بنار الحرب وخرابها ودمارها ومآسيها ، ونحن لمنتظرون ، وإن كنا نراك ، وأنت من النمط مشحون ، الجهل والرعونة والضعف ، ستختار موقفك على طريقة ، (يا إيدي شيليني ختيني ..) ، ولا غرابة في ذلك ، على من صادق وصدق حلم أبيه ، وأعتاش به رئيساً بلا أعباء ، حتى أورده موارد تهلكته ، التي يغوص فيها حتى أذنيه ، إلى حين توقظه من نومة أهل الكهف ، التي تمطى وتغطى فيها سنين عددا ، صرخة لا للحرب . ولسان حاله يردد ، "ياحليلك" ياجيشنا المغوار ، الذي بعوار حلم أبي ، أسكنته عميق الأغوار .
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : الإسلاموكوز والجنجوكوز . (3)
هناك ملاحظة ضرورية لفهم ما يدور حولنا ، من حرب عبثية حقاً ، ولعينة بحق ، وقذرة حقيقة ، فهل لاحظنا أن هناك فجوة واسعة تفصل ما بين جند أو مليشيا الدعم السريع ولا "نقول فصيل جيش تمرد أو جيش بذاته" . فجوة تكاد تفصل فصلاً تاماً ، العلاقة العسكرية بين جند الدعم السريع
وبين مستشارية قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ، بإسمه الثلاثي هكذا !! والمعروف بين قوسين ب"حميدتي" كما يردد الإعلام بأنواعه المسموعة والمرئية والمقرؤة ، وهل ذلك ياترى للتدليل على قمة الزعامة القصوى ، التي تفضلوا بها على هذا الزعيم ، الذي أطل على عالمه وهو صغير ، من بين ناقته وظل شجرة عجفاء صحراوية ، إلى أن أسمعت أحاديثه المتلفزة البدوية ، من به صمم ، ومزيداً من كاريزما ملفقة ، يضيف اليه الناطق الفعلي بإسمه وبإسم مليشياته ، العنصري المغرور عبد المنعم الربيع ، الذي يردد ممجداَ قائده ، كما أمراء الخليج ، دون ثمرة حق أتاها ، فقط تملقاً إنتزعاها" الأمير حفظه الله في حله وترحاله " ، أم أن كل هذا الإنفلات التمجيدي اللفظي ، غرضه صب الزيت على نار الحرب الملتهبة أصلاً ، وغالباً نعم : فهو مقصود ومتعمد ، هذا التمجيد للزعامة ، بخلق كريزما مفتعلة ، فكل حسب هواه ومصالحه وكل لليلاه .. يفتي ويغني .
وحتى نتعرف على منشأ وتكوين مليشيا الجنجويد لنقل في عجالة ، حتى نصل إلى منشأ وتكوين قيادتهم المكونة من الزعيم وإخوته ،ومجموعة مستشاريته الفعلية والفضائية ، التي أتصور أنها ظهرت إلى الوجود بثعلبية ترابية " أنت إلى القصر رئيساُ ، وأنا إلى السجن حبيساً ، "وسوف نتحدث عنها في مقال منفصل" والتيوفقط بينها وقيادة الجنجويد علاقة مصلحة ، ولم يكن قبلها ، بينهما حتى سابق معرفة ، دعك من وحدة هدف ، كل باستخدام الآخر للوصول إلى مبتغاه .
فالجنجويد لهم عملهم الذي إعتادوه وتعلموه وجاءوا به ، لتطبيقه في العاصمة المثلثة ، "المندمج والمنصهر داخلها كل إثنيات وهويات وجنسيات وديانات سكانها" ، وحطوا على سمائها وعملوا على تطبيق كل مفردات ما نشأوا عليه وتعلموه بشراسة بدوية ، رأيتموها بأم أعينكم وكامل وعيكم وأنطبعت على أجسادكم وأطرافكم وممتلكاتكم ، وآذانهم صماء ، لايسمعون ولايعون ما تقول به توجيهات من يقودوهم ، فقط هم ساهون سادرون في غيهم وإنتهاكاتهم . ومستشارية زعيمهم المصنوعة المستجدة ، تنفي ليلاً ونهاراً من فضاءآت "لندنية ، وباريسية وأمريكية" بالصوت والصورة مرة وداخلية الصدى مرات أخرى ، ينفون بأغلظ الإيمان مايقوم به جندهم المفترض ، في الإعلام ، وهم المشغولون ، المروجون المكتفون ، بتجارة جلب الديمقراطية والدولة المدنية التي ستأتي بالسلاح .. ويا عجبي !! ، وهم يصرعون المنطق المألوف عن الديمقراطية والمدنية التي سوف تأتي"بالكاكي ده..كما قال مشيراً إلى بدلته العسكرية" زعيمهم الطموح القائم بجهالة تنظيمه الجنجويدي .
فمن هم هؤلاء الجنجويد ومن أين أتوا ، ومن أي نطفة وطينة وجينة خرجوا ، حين نقراءهم ، نجد أن أصل المسمى ، مصطلح درج إستعماله من زمن ليس بالقريب ، كما هو معروف للجميع ، مكون من مقطعين هم (جن) بمعنى جني ، ويقصد بها أن هذا الجني رجلاً ، يحمل مدفعاً رشاشاً من نوع (جيم ٣) المنتشر في دارفور بكثرة و(جويد) معناها الجواد . ومعنى الكلمة بالتالي هو الرجل الذي يركب جواداً ويحمل مدفعاً رشاشاً ، إذن كلمة جنجويد مجتمعة تعني (جن راكب جواد يحمل مدفع جيم 3) ، والكلمة ، وأصل الكلمة تأتي من الفعل (جنجد) حسب الروايات المتداولة في الوسائط الإجتماعية ، وهذه تعني بالمكشوف كده ، (فعل النهب) ومُعَّرَفة هكذا شعبياً في ربوع دارفور . وحتماً فإن النهب يتبعه الغاوون للقتل والإغتصاب ، وهذا الأخير نفسه أنواع ، إغتصاب النساء والببوت وماخف حمله وغلا ثمنه ، وما خَفى وأستخفى ثم أختفى وكان أعظم ، ويتبعها ، كل ماتبقى من موبقات الدنيا والتى كانت سبع في ممارستها العادية ، التي أشار إليها الدين الحنيف ، في نشر أخلاقياته السمحة ، وبفضل الكيزاناوية التي تلبست هؤلاء الجنجويد ، تطورت وفاقت السبعين .إن لم تزد على ذلك كثيراً ، والله أعلم ، وبفضل الكيزناوبة التي تلبستهم اامسحونة إرهاباً ، الذي يلد ارهابياً لا يلد إلا إرهابياً مثله ، إن لم يفقه إرهاباً على إرهاب ، ويزده طغث على إبالة إرهاببة .
فهؤلاء الجنجويد هم أصلاً محترفوا إرهاب ، والنهب المسلح وظيفتهم وأكل عيشهم بمنطقة دارفور .
يحكى عنهم أنهم ينادون بعضهم بعضاً للقيام بغزواتهم بقولهم (نمشي نجنجد) أي ننهب ومنها أتت تسميتهم بالجنجويد .
وبعدمسيرة طويلة وملتوية ومعوجة تم الإمساك بهم لإستخدامهم ، بعد وضع مقاييس على طريقة "فرق تسد" ، للبحث عن قوات مساعدة ، بمواصفات معينة تشبههم ، فلم تجد أمامها . غير اللجؤ للعصابات المسلحة في الإقليم ، وتم لها إنشاء قوات في أصلها عصابة الجنجويد ، التي تحولت بعد نجاحاتها الإجرامية المشهودة ، إلى قوات دعم سريع ، للإستعانة بها في دحر الحركات المسلحة المناوئة للنظام ، ولم يقفوا عند حد محاربة تلك الحركات المسلحة وإنما قبلهم حاربوا شعب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ، وارتكبوا ما إرتكبوا من جرائم وفظائع الإبادة الجماعية ومرفقاتها من الإرتكابات البشعة والمنافية لحقوق الإنسان ، التي بموجبها أدان المجتمع الدولي قيادات الإنقاذ واوصلتهم إلى قرار مجلس الأمن الدولي بوجوب المثول أمام محكمة الجنايات الدولية ، والمعلقة حتى تاريخه على رقابهم ، تهمة الإبادة الجماعية ، وجرائم الحرب ضد الحقوق الإنسانية . وسارت الحكومة الإسلاموية بهذه المجموعة الجنجويدية ، حتى مرحلة شرعنة وجودها في برلمانها عام 2017 غير الشرعي ، وهكذا جاء البرهان ، ليجعل منهم جيش موازي لجيشه الكيزاني ، والغريبة بعد كل هذا الكرم العسكري الذي حاول به إقناع العالم الخارجي والإقليمي أن الدعم السريع جزء أصيل من القوات المسلحة ، إلى أن جاءت لحظة الزنقة والإنكشاف الحالية ، ليقول للعالمين الدولي والإقليمي ، بلغة من يظن أن العالم يؤثرهم على نفسه ، ولو كانت بهم خصاصة ، وهم يعودون إلى نظرتهم القديمة ، التي يلخصونها ، أن الآخرين ما هم إلا تحت جزمتهم ، وقارب أن يقولوا كصَّبيهم صارف الشر حوله ، المدعو الإنصرافي إن العالم كله تحت رحمتي "بالوكالة الربانية التي معه " ، وهذا ما فعلوه مع الإتحاد الإفريقي ومسؤوليه موسى فكي وود اللباد"وبعنجهيتم المعهودة والمتأصلة ، تحولوا من الغزل إلى الجدل ، أن الدعم السريع ما هو إلا تنظيم متمرد على الجيش ، متناسياً كل غنائيته الغزلية في مفاتن الدعم السريع ومحاسنه الجاذبة ، وحمايته بلسان بشيره السابق "حميدتي حمايتي أيضاً" ، متصوراً أن العالم سينصاع لأوامره ، ويصدقه القول بأن الدعم السريع ، فعلاً متمردون على الجيش الذي ينتمون إليه ، ونسي البرهان أنه بنفسه هو الذي أصدر قرار "فرز معيشة الدعم السريع عن الجيش" بالغاء المادة التي تجيز للدعم السريع ، حسب قانونه المجاز إستقلاليته عن قائد الجيش وهو حالياً البرهان نفسه ، وترك مشروعيته تحت قيادة القائد الأعلى للجيش والذي هو في علم الغيب منذ إنقلاب 25 أكتوبر ، حيث سمح البرهان بهذا التعديل ، أن يكون هناك جيشاً آخر ، موازياُ للحيش السوداني إسمه الدعم السريع الذي يحاربه بضراوة الآن .
ولعنة الله على الإسلاموكوز الذين جعلونا نبكي حزناً ونموت قهراً ، على جيشنا الوطني ، الذي وضعوه بين فكيّ معادلة خائبة ، ليست ذات جدوى ، النصر أوالهزيمة على يد مليشيا الجنجوكوز
***
جيفة وأنقسمت نُصّْين : الإسلاموكوز والجنجوكوز . (4)
من أين أتى هؤلاء الناس الجدد ، من أي نطفة وطينة وجينة ، أتى أيضاً هؤلاء الناس "المقنعين" ، أنا أعني مستشارية الدعم السريع ، ولا أعني مستشارية البرهان "الكرتية" ، فهولاء نعرفهم وقد كشفناهم من ثلاثينيتهم ، إنما أعني اولئك الذين قلت عنهم في المقال السابق ، أن مهمتهم إقتصرت على النكران ، ليس نكران الذات بالطبع ، إنما نكران جرائم الدعم السريع ، وتحسين صورته أمام الراي العام العالمي والإقليمي " أما الداخلي لاعليك منه ، فهو مكشوف الحال بفعائله ذات الصورة والصوت" مهمتهم ظلت نكران كل ما يقوم به جند الدعم السريع ، التي تخطت رائحة أفعالها القذرة كل الحدود ، ووصلت حتى دخلت أروقة الأمم المتحدة ووصلت حتى مجلس الأمن ، وتداولت قذارتها وجرمها كل المنظمات العالمية لحقوق الإنسان ، وحقوق الأطفال والنساء ولا أُللام إن قلت ، لن ينسوا حتى حقوق الحيوان وقد أذوها . وتلاحقت ردود الفعل لهذه الجرائم بالإدانة والشجب ، والمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب ، من الطرفين ، وطالبوهم بوقف هذه الحرب العبثية العدمية اللعينة ، والعودة إلى التفاوض ، وحل الأزمة سياسياً وسلمياً ، ولكن ما من مجيب أو سميع ، لأنها أصلاً لم تكن حرباً وطنية ، لأنها لو كانت كذلك لكانت حُلت سريعاً وفور قيامها ، ولكان الطرفان جلسا لبعضهما لحلها ، حفاظاً على ضحاياها من المواطنين ، وحفاظاً على وطنهم من الدمار ، طالما هي حرب داخلية بين طرفين سودانيين وطنيين ، المفترض قلبهما على الوطن ، ولكن لأنها حرب أيدلوجية سياسية غبائنية ، بين تنظيمين تصارعا على السلطة حين إختلفا ، أيهما يستأثر بها ، وينتزعها من الآخر المختلف ، ليس في المرجعية العقايدية الدينية ، كما ظلا يعتاشان بها ، وإنما في المصالح الذاتية ، فهما حين تفارقا سابقاً ، ليس من أجل دين وإنما من أجل سلطة ، وأنا لا أقول ذلك من فراغ ، فقط تابعوا منشأ وتكوين هذه المستشارية ، من أين أتوا ، ومتى طلوا على المشهد السياسي ، هل سمع أحدكم عنها شيئاً بتشكيلها الرسمي الحالي ، في الفترة مابين إنقلاب اللجنة الأمنية في 11/4/2019 بإدعاء الإنحياز للثورة وحتى إنقلاب25/10/2021 بإدعاء تصحيح المسار ، وظل الطرفان سمن على عسل . بدون أن نسمع صوتاً لأحد أفراد هذه المستشارية ، وأمامهما الطرفان يمزقان ويتخاطفان ، جسد الثورة السودانية المجيدة ، يميناً ويساراً تحت عباءة النافذين من النظام البائد ، ودولتهم العميقة ، بداية بفض الإعتصام ، مروراً بالضغوط المعيشية والعوائق الإقتصادية التي ظلوا يفتعلونها ، وما تبعها من مؤامرات ، منها الإنقلابات المصنوعة ، وفوضى تسعة طويلة ، التي أطلقوها من مخابئهم الأمنية ، والثورة تحبط مؤامراتهم الواحدة تلو الأخرى ولكن حين ضغطت الثورة عليهم وأغلقت كل منافذهم ، وحين كثرت عليهم فضائحهم التي كشفتها لجنة ازالة أثارهم وتتبعت خطى تمكينهم ، وواصلت جادة في تفكيكهم ، نوارة الثورة بتسميتها "لجنة التفكيك" المرعبة لهم ولوجودهم . وحين جاءت الحظة قاصمة الظهر والطهر الذي يدعونه ، بإستلام المدنيين لرئاسة مجلس السيادة ، وهي الطامة الكبرى لوجودهم ، لجأوا لإستلام السلطة كاملة ، بإنقلابهم المشؤوم والمتعجل والملئ بالثقوب ، فولد ميتاً ولم يستطع إعلان حكومة تتحدث بإسمه حتى اللحظة ، وهذا موضوع آخر ، لأني أتحدث عن مستشارية حميدتي ، وأنا على يقين من أنها خرجت من حواف التكوين الإسلاموي نفسه ، وإن لأسباب محبوسة في جوف أعماقهم ، ربما كان ذلك ، بفعل التنافس على السلطة ، أو بفعل الغبائن التي عشعشت فوق رؤوسهم وزلزلت عروشهم ، فمتى كان ظهور هذه المستشارية التي كانت أقرب إلى فصيل المنشية لأسباب سيرد ذكرها لاحقاً ، ولذلك ومنذ ظللت أردد قولي عن فصيلي الإنقاذ القصر والمنشية : أن من تبعهم البرهان هم من جماعة القصر بعجلتهم المعهودة وغبائهم المتمكن ، للعودة إلى السلطة ، بأي ثمن كان ، بخلاف الفصيل الآخر ، مختزن ثعلبية شيخهم الترابي في إنقلابهم الأول (أذهب أنت إلى القصر رئيساً ، وأنا إلى السجن حبيساً) ، فجعلوها من داخل فكر شيخهم في أيامه الأخيرة بعد عشريته التي مارس فيها بكل حصيلته الفكرية المتوارثة ، أنواعاً من الشرور ، مارسها الفكر الإسلامي ، طيلة وجوده في السلطة ، منذ خلفاء دولة بني أمية والدولة العباسية وليس إنتهاءاً بالدولة العثمانية ، ومابعدها إلى أن تولى تواصلها الأفراد والجماعات الداعشية والقاعدية حتى البراء إبن مالك . وبعدها بدأ شيخهم الترابي ، يتحدث عن إنتخابات الولاة ٠، ثم احزاب التوالي ، وطعَّمها بالتركيز في الحديث عن الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وترتيبها أن تكون تحت رئاسته أو مسؤوليته المباشرة ، وجاء الجيل الثاني من تلاميذه ، ومن تحت تعاليمه ، إستنبطوا الفكرة وبدأوا التنفيذ حين وصلوا إلى صاحب الطموح العالي لحكم السودان ، بجنده الفالت ، اللامنتمي لأية قيم ، دينية كانت أو إنسانية أو أخلاقية ، وتلاقت المصالح بين طموحات قائد الجنجويد لرئاسة دولة السودان "مرة واحدة كدة"، مع أعضاء المسشتارية ، الذين لاينكرون جميعهم عضويتهم الفاعلة في التنظيم الإسلاموي في كل مراحله ، وأكثرهم منذ كانوا طلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية وقليلهم المرحلة الجامعية . بعضهم حارب في حرب الجنوب ، بل فيهم من كان من أبطال الميل أربعين ، ما عدا القائد الجديد ، يوسف عزت الماهري ، الذي جاء من موقع المدنية والحداثة ، في شبابه ووصل إلى إنتماءه الجديد الظلامي ، بفعل القبيلة الماهرية التي ينتمي إليها حميدتي ، لا أكثر من ذلك ، وترك خلفه رواياته وقصصه ، التي قيل أنه ألفها ، وقرر أن يكتبها على الواقع بدماء ودموع وشقاء السودانيين .
وهكذا أقنعوا حميدتي أن يعتذر ويبتعد عن إنقلاب 25 أكتوبر ويرفضه ويتخلى عنه وعن فاعليه ، وعليه رفع شعارات الحرية والديمقراطية والدولة المدنية ، وهم أعني المستشارية كانت تعلم أن إسلاميو القصر هم الذين دبروا إنقلاب 25 اكتوبر ، وصمتوا حينها ، ولكن والحرب معمعة دائرة ، دونكم تصريح د/ محمد بدرالدين ، عضو المؤتمر الشعبي ، "وأقول هذا ولا أدري أن كان له علاقة بالمستشارية ، وربما هو أقرب إلى تنظيم آخر ، فانقساماتهم أمبيبية " الذي إعترف علناً بتدبير الاسلامويين ، جناح علي كرتي للإنقلاب ، وكانت ضربة تحت الحزام ، جراء الغبائن المتراكمة التي جعلته يعترف عليهم ويورطهم أمام التاريخ .
أسجل كل هذا بحذر وإن كانت كل الوقائع والشواهد تقول بصحة هذا التحليل ، وبذات المنظور أصل لأقول وإن كان حبل خططهم ومؤامراتهم قصير ، ولكن رغماً عن مستقبلهم المجهول العواقب ، إلا أنهم حين شعر بعض أعضاء هذه المستشارية بنديتهم للجيش السوداني ، وارتفع طموحهم حتى إحتمال هزيمته ، فمنهم من عاد لمراجعة كتابهم الأسود بذاكزة الزمن القديم ، وتنزيله ونتائجه القابلة للتطبيق على أرض الواقع ، وتوافرت له الشروط المطلوبة يظنون ، بدأوا يتحدثون عن هدم دولة 56 بمفوهمهم العنصري ، وظهرت دعواتهم الصريحة لحكم السودان بواسطة إقليمهم المهمش يدَّعون ، وكان مدخلهم لهذا ، إيقاظ عنصرية مضادة مرتدة عكسياً ، بتاكيدهم أنهم حُكِموا كل تلك السنين بعنصرية النخبة الشمالية ، ودفع بعض جهاليل عيال النخبة المعنية الشمالية ، ورثة أجدادهم وأبائهم من النخبة التي أدمنت الفشل ، وجدناهم كانوا عوناً لأصحاب هذه العنصرية المرتدة ، بإشعالهم لعنصرية مضادة يقودها ، دعاة مشروع تنظيم "البحر والنهر" الأحمق والأبله والمشاتر ، مما شجع اولئك لرفع شعار إقامة الدولة الممتدة على طول دول الساحل الغربي بقيادة دولتهم الدارفورية .
وفي الختام أقول لهذه المستشارية ، لتحسين أوضاعها في المشهد السياسي السوداني ، إن استطعتم ، أن طالبوا مع الآخرين بحل الدعم السريع بجنده ، فهو خير لكم وللسودان الوطن ، وأعيدوا صياغة هؤلاء الجند من جديد ، وقد جربتم هذه الصياغة من قبل أيام ، صاحب كتائب الظل ، وساعدوهم على الإنصهار داخل المجتمع السوداني . ومن تروا أنه يستحق الإلتحاق بالجيش السوداني ، بعد هيكلته ، وتنظيفه من الفلول كم ندعي وتدعون ، أن يكون إلتحاقهم بصفوف الجيش ، بصورة فردية وعرضهم ، لمعاينة البحث في القدرة والمؤهل وكافة الشروط المطلوبة للإلتحاق بالقوات المسلحة ، أفراد جند كانوا أو ذوي رتب نالوها بجدارة وليست بخلوية ، أما مستشاريتكم ، إذا كنتم في دعوتكم ، للدولة المدنية الديمقراطية صادقة ، فأعلنوها حزباً سياسياً ، يدعوا للتداول السلمي للسلطة ، بعيداً عن سلاح الجنجويد ومرفقاته الدموية ، ولا مانع أن تكونوا بزعامة حميدتي ذات نفسه ، بعد أن ينظفه القانون من جرائمه ، إذا كان برئياً كما تعتقدون ، أمام المحاكم ، سواءاً أن كانت ، محاكم داخلية أو محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا .
***
لا للحرب : والثورة مستمرة
نعم للتفاوض: والردة مستحيلة
لا للحرب : والعسكر للثكنات
نعم للتفاوض: والمليشيات تنحل
***
omeralhiwaig441@gmail.com