نحن جزء رئيسي من مكونات حركة تحرير السودان واعلاننا للجبهة فرضته علينا الانشقاقات لا توجد ازمة فى الاقليم ولكن توجد أزمات للسودان فى اقاليمه المختلفة انحصر الصراع وسط شرائح الشمال السياسى من اقصى اليمين الى اقصى اليسار منبرالدوحة عبارة عن مباحثات وليس تفاوض، بالتالي لن يقود إلى سلام حقيقي الانشقاقات في الحركات نشأت نتيجة لغياب الوعي السياسي و التنظيمي وعدم وضوح الرؤية الحدود الحالية للدولة السودانية خلقها المستعمر عبر اتفاقية سايكس بيكو استقلال شعب جنوب السودان خطوة في الطريق لبناء مركز جديد لقوى الهامش
حاوره عبر الانترنت: لؤي عبدالغفار 1. من هو صلاح ابوالسرة؟ - هو صلاح محمد عبدالرحمن و(ابوالسرة) اسم حركي اطلق عليه في فترة نضاله مع قوات التحالف السودانية حيث كان يتحرك ما بين الداخل والخارج ويقوم ببعض التكليفات السياسية وغيرها. من مواليد مدينة كوستي ومن مواطني مدينة الضعين ... إلتحق بمنظمة العمل الاشتراكي في مرحلة الدراسة الجامعية مابعدالانتفاضة 1985م . - شغل عدة مواقع تنظيمية وسياسية في منظمة العمل الاشتراكي، وتم تكليفه بمسئولية العمل السياسي والتنظيمي بالأقاليم كما شغل موقع عضوية اللجنة التنفيذية للتحالف الوطني السوداني التنظيم السياسي المؤسس لقوات التحالف السودانية ثم مسئول تنظيم القوى الشعبية الديمقراطية أحد مكونات الحركة الديمقراطية السودانية وأخيراً رئيس المكتب السياسي لجبهة القوى الثورية لديمقراطية.
2. متى كان التحاقكم بحركات دارفور؟ - قبل أن تظهر قضية دارفور على الملأ، نحن جزء من مشروع قوى التغيير السياسي والاجتماعي في السودان من خلال انشطة منظمة العمل الاشتراكي التي كانت أحدى مكونات تضامن قوى الريف السوداني الذي تأسس عام 1985 عقب انتفاضة ابريل، فقد كانت فكرة التضامن تقوم على الدعوة لقيام نظام حكم فدرالي حقيقي ينبنى على الأقاليم ، كما ان مكوناته كانت عبارة عن قوى سياسية اقليمية تحمل مسميات ما يدعو له وتلك المكونات ابرزها (اتحاد عام شمال وجنوب الفونج، واتحاد عام جبال النوبة، مؤتمر البجا، جبهة نهضة دارفور، التجمع السياسي لجنوب السودان، حزب الشعب التقدمي، المؤتمر السوداني الافريقي، منظمة العمل الاشتراكي، واتحاد القوى الوطنية الديمقراطية)، ومجيء الانقاذ قد قطع الطريق أمام إكتمال البناء التنظيمي والجماهيري والسياسي لمشروع قوى التغيير، خاصة بعد تطور العلاقة بين التضامن ومكوناته بالحركة الشعبية لتحرير السودان بعد ملتقى كوكادام. - بعد الانقلاب كان قرارنا مواجهة النظام الانقلابي بكل الوسائل’دفعت اسرتي ثمن المواجهة الاولى مع نظام الانقاذ حيث تم اعتقال شقيقتي مقبولة وشقيقي احمد وزوجتي الفاضلة منال في العام 1990م ومن ثم لعبنا دوراً رئيسياً في اعادة بناء التجمع الوطني الديمقراطي كما عملنا على توفير فرص العمل المسلح في النيل الازرق وشرق السودان بحكم علاقتنا بالجبهة الشعبية لتحرير ارتريا. - أما في دارفور فقد تم تكليفي ومجموعة تتكون من الاخوة الشهيد الطيب الماحي ، ونادية الكنانية لقيادة العمل في دارفور حيث كانت المواجهة الثانية المباشرة لنا مع النظام بإتهامنا بالتخطيط لاغتيال حاكم دارفور آنذاك الطيب محمد خير (سيخة) حيث تم إعتقال كل من الدكتور مضوي ابراهيم وعبدالعزيز دفع الله والرائد شرطة فيصل عثمان.وبعدها اسسنا التحالف الوطني السوداني وقوات التحالف السودانية ومن خلال تواجدي في اقليم دارفور في فترة التسعينات الاولى استطعنا كتنظيم تطوير اساليب العمل هناك وبناء انوية للمقاومة المسلحة , وفي مؤتمر التحالف في يناير من العام 1997م تقدمت بورقة حول فتح جبهة في اقليم دارفور(الجبهة الغربية) وعملت لقناعتي من ذلك الحين. وفي نفس العام تعرضت للاعتقال حيث احتفل جهاز الأمن بالامساك بعصفور النار كما كانوا يطلقون عليّ , ومن ضمن التهم التي وجهت لي ادخال سلاح عبر بحر العرب من الجيش الشعبي وحوكمت بالسجن . - بعد خروجي من سجن كوبر توجهت الى اقليم دارفور لتنشيط واستكمال البناء السياسي ومن خلال ذلك ذهبت ومعي الرفيق اقرين الى زالنجي في رمضان 2001م حيث كلفنا الاخ المحامي عبد الواحد محمد نور ثم قمت بتعريفه وربطه مع الاستاذ خميس عبدالله ابكر الذي جمعني معه المعتقل في كوبر قبل ترحيله إلى سجن زالنجي، ومن ثم تطورت هذه العلاقة... وبما اننا مازلنا نحمل السلاح فلا يمكنني الافصاح أكثر عن طبيعة العلاقة. - عليه نحن جزء رئيسي من مكونات حركة تحرير السودان التي استشهد بعض من قياداتنا الرئيسية في صفوفها وعلى رأسهم الشهداء علي عبد الرحيم شنيدي وحسن مانديلا. - ان اعلاننا لجبهة القوى الثورية الديمقراطية فرضه علينا الانشقاق في حركة تحرير السودان، حيث كان موقفنا ان لا نكون جزءاً من تلك الانقسامات، وان اعلان اسم جديد يتيح لنا فرصة التعامل مع كل الاطراف ويساهم في اعادة توحيد المقاومة مجدداً وقداتفقت مع الأخ مني اركو مناوي وفي حضور الاخوين علي وعبدالجبار دوسة بأبوجا حيث صدر البيان التأسيسي للجبهة . كما ان جبهة القوى الثورية الديمقراطية قد تميزت بوضوح الرؤية السياسية حول طبيعة الصراع في دارفور مما شجع اعداد كبيرة من ابناء المجموعات العربية للانخراط في صفوف المقاومة المسلحة وساهمنا في تصحيح مفهوم الصراع ليصبح بين الحكومة المركزية وكافة مكونات المجتمع الدارفوري. و بالتالي من هذا السرد يُفهم من التحق بمن؟
3. هل الالتحاق كان نتيجة غبن تجاه النظام أم تعبير عن تضامن حقيقي مع شعب دارفور؟ - منذ تكوين منظمة العمل الاشتراكي كان الهدف الرئيسي هو اعادة بناء الدولة السودانية المستندة على مفهوم المواطنة، على انقاض دولة الاستعمار والاستقلال كشرط أساسي لتحقيق النهضة الوطنية الشاملة والتي لا تكون إلاّ بصياغة جذرية لها بحيث تقطع بين ماضيها الاستعماري والشمولي وتتسع لكل مكونات المجتمع السوداني و تعمل لخدمة اهدافهم وتشركهم في تحديد مصيرهم باشراكهم في مواقع الفعل و التعبير و اتخاذ القرار. عليه يصبح تغيير نظام الحكم هو هدفنا و ليس تغيير الحكومات فقط. - لقد ارتبطنا بقوى تغيير النظام الاجتماعي واندفعنا للعمل وسط منتجي الثروة فى الريف السودانى (المهمشيين) لأن الأزمة القائمة لا علاقة لها بالحكومات المتعاقبة ان كانت انقاذ او ما يسمى بالديمقراطية لأن الصراع الدائر فى المركز يعبر عن مصالح قوى اجتماعية موجودة فى المركز تستنزف ثروات وعرق المنتجين عبر جهاز الدولة الموروث من الحقبة الاستعمارية والخادم لمصالح راس المال الغازى الذى تغيرت مراكزه لكن طبيعته ظلت واحدة. - فالسودنة أبقت على الوظيفة وغيرّت شاغلها من موظفين اجانب الى سودانيين ولذا لم تتغير مصالح رأس المال الغازي المتمثل فى تصدير المادة الخام( قطن-ذرة- ماشية- صمغ- حبوب زيتية وحديثاً البترول والذهب واليورانيوم) واستيراد السلع المصنعة بقيمة غير حقيقية. بالاضافة إلى فرض الضرائب على المنتجين وصرفها على جهاز الدولة الطفيلي من مرتبات واجور وأمن ودفاع. - عليه فقد انحصر الصراع وسط شرائح الشمال السياسى من اقصى اليمين الى اقصى اليسار للسيطرة على ثروات الشعب والتحكم فى قُوتِه ودفعه للاحتراب للحفاظ على سيطرة المركز على ثروات الشعب وسلطته ، وبالمقابل لا تقدم له اسعار مجزية لمنتجاته ولا خدمات فى مناطق انتاجه(مياه شرب نظيفة –صحة- تعليم ومشاريع تنمية وأمن الخ). -لذا يجب العمل على تغيير النظام الاجتماعى القائم و خلق الدولة الشعبية الديمقراطية والتى تقر بالتباين الثقافى والعرقى والدينى وتقوم على اساس المواطنة وان لا تقوم الدولة على العرق أو الثقافة او الدين و عليه نأمل ونعمل على توحيد قوى تغيير النظام الاجتماعي القائم واستعادة الدولة السودانية المختطفة للشعب السوداني باجمعه ، والعمل على بنائها وفق مباديء وقيم متفق عليها لتاخذ شكل الدولة الديمقراطية الحديثة، وتترك خلفها تبعات دولة الاستعمار وما لحقها من تشوهات خلال عقود الحكومات السابقة. و الدولة المنشودة هنا، هي دولة القانون والمؤسسات الديمقراطية، والحريات العامة، والعدالة الاجتماعية، والكفاءة وتكافؤ الفرص ، وهذه الدولة لا تنهض الاّ على إعلاء قيم المواطنة وكونها قادرة على استيعاب مختلف التكوينات الاجتماعية، و الثقافية، و الدينية، و العرقية وتجاوزها ، بحيث تقف الدولة على مسافة واحدة من جملة مواطنيها، قصد تنظيم حياتهم الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وتحقيق التنمية التي توفر لهم جميعاً سبل العيش الكريم. دولة تتيح ايجاد سلطة منظمة للمجتمع، حامية له وملبية لاحتياجاته ومتطلباته، لا منتجة لسلطة متسلطة على المجتمع و على مقدرات البلاد ورقاب الناس، يغيب عنها التفاعل الايجابي السلمي بين االفئات المدنية والاهلية، ومختلف الطوائف والقوى الاجتماعية. يجب علينا العمل على الفصل النهائي بين مفهوم الدولة و مفهوم السلطة، حيث ادى الدمج الذي قام به حزب المؤتمر الوطني لتنظيمه السياسي في السلطة، ومن ثم دمج السلطة نفسها في الدولة ، ادى الى وجود سلطة فوق الدولة هي مصدر كل الشرور والازمات الحالية. وعليه لا بد من رفع شأن الدولة مما يرفع من شان المجتمع والناس امام السلطة التي طغت وابتلعت الدولة وتستبد بالناس حاليا وتعيث في موارد البلاد فسادا وإفسادا. إن هذا الخلط المشين بين مفهوم الدولة والسلطة السائد حاليا ، أدى الي الخلط بين واجبات المواطن تجاه الدولة، وبين واجباته تجاه السلطة التي يخضع لها، وكذلك بين واجبات المسئول في السلطة تجاه السلطة التي يمارسها بشكل مؤقت، وبين واجباته تجاه الدولة التي يعيش في كنفها ويحظى برعايتها كمواطن في دولة قبل ان يكون مسئولاً في سلطة. وحول السلطة نفسها تنتظرنا عدة معارك على رأسها معركة شرعية السلطة بين السلطة كحقيقة اجتماعية سياسية مقبولة اجتماعياً وبين سلطة تقوم كأمر واقع يقوم على القوة والتسلط والقهر دون مر اعاة لخيارات الشعب وقواه الحية. كذلك نرى ضرورة السعي لفتح قنوات الحوار في كيفية العمل على ربط الدولة بجذرها المدني كي تتصالح مع جملة مواطنيها ومع العصر ومتطلباته وتقترن بالحداثة و الديمقراطية والتوازن الاجتماعي و التنمية المنشودة لمختلف مناطق السودان على ان تبقى الدولة في النهاية تلك المؤسسات الكبرى التي ترعى المصالح الجماعية العليا على حساب الانتماءات الضيقة التي تحاول اغتيال الدولة السودانية وابتلاعها لصالح عصبيات وعصبويات فئوية مصلحية ضيقة ، والمأمول في نهاية المطاف هو الوصول الى اعادة بناء الدولة السودانية سواء عرفت في الماضي عند البعض بدولة الاستعمار أو دولة الجلابة أو دولة المؤتمر الوطني الى الشعب السوداني لتكون دولة المجتمع، دولة بمعناها الحديث تجد اساسها في تحقيق مفاهيم المواطنة والديمقراطية التعاقدية. وبالتالي لا توجد ازمة فى الاقليم ولكن توجد أزمات للسودان فى اقاليمه المختلفة.
4. ماهو اهم عمل قمت به داخل هذه الحركات ؟ - في تجربة تضامن قوى الريف السوداني كنت مكلفاً بالربط التنظيمي بين مكونات التضامن بالاضافة إلى العلاقة مع الحركات الثورية الإقليمية، ففي تجربة قوات التحالف السودانية كنت مكلف بالربط بين المكتب السياسي العسكري في الخارج واللجنة التنفيذية بالداخل وذلك امتداداً لعملي في منظمة العمل الاشتراكي حيث كنت ضمن مجموعة العمل السياسي للعلاقة ما بين المنظمة وحلفائها الإقليميين خاصة الجبهة الشعبية لتحرير أرتريا والمجلس الثوري الفلسطيني و مع الحركة الشعبية لتحرير السودان خاصة فيما يتعلق بالتنسيق في مناطق التمازج والتداخل بين الشمال والجنوب تنفيذاً لاتفاق تم بيننا والحركة الشعبية في اسمرا عام 2001م حيث حضره بجانب الشهيد د. جون قرنق، الاخ ياسر عرمان أما من جانبنا فقد حضره معي الاخ عبدالعزيز دفع الله . - اصبحت متردد اعتقالات لفترة طويلة صحيح أن الاعتقالات قد اعاقت عملنا في كثير من الاحيان إلا انها لم تستطع كسر إرادتنا، ودفعنا بالعديد من قيادات العمل المسلح في دارفور ومنهم الشهداء حسن مانديلا وعلي عبدالرحيم شنيدي وأزرق يحي الفاضل وآخرهم الشهيد ابراهيم احمد عبدالله (الزبيدي).
5. ما اسباب انشقاق الزبيدى عنكم؟ - كان الشهيد الزبيدي عليه الرحمة مبدئياً فى انحيازه لحل ازمة السودان فى دارفور بدليل انه لم يغير مشروع البرنامج اذ نعمل سوياً لتحقيق برنامج سياسى واحد مع الاختلاف الطفيف فى المسمى (ديمقراطية + متحدة) .أما بخصوص الانشقاق فكان لقلة تجربة المجموعة وانتهازية البعض بالاضافة الى عمل الاجهزه الامنية ولذلك حكاية طويلة نتركها للتاريخ اذا اتاح لنا فرصة كتابة مذكراتنا.
6. كيف تنظر لمقتله ؟ - استشهاد الزبيدى كان نتيجة لاستراتيجية المركز المرتكزه على تصفية الحركات خارج منبر الدوحة والذى لن يكتب له الوصول الى سلام دائم ومستدام فى اقليم دارفور وبالتالى السودان. واذ اقرت الخرطوم اخيرا بفتح الحوار مع الحركات الاخرى التى تم عزلها واعنى التى لم تدعى الى الدوحة بفهم حركات صغيره وكبيرة ولذا تنفخ الخرطوم فى حركة التحرير والعدالة بقيادة السيسى ومن ثم قيادة قبيلة الفور لسحب البساط من عبد الواحد محمد احمد النور والذى خاضت معه معارك للسيطره على معسكرات النزوح ؛و بذلك تمت تصفية الزبيدي ومن قبلها بفترة وجيزة تمت تصفية قوات ابوالقاسم امام الموقعة على اتفاق ابوجا.
7. لماذا اخترت حركات دارفور بدلاً عن الحركة الشعبية وتنظيمات الشرق؟ - لم اختر حركات دارفور بل قمت بتاسيس النواة الاولى للعمل المسلح فى دارفور الرئيس ونائبه عبد الواحد وخميس كما ذكرت سابقا. اما الحركة الشعبية لنا علاقة قديمة بها منذ مؤتمر كوكادام عبر منظمة العمل الاشتراكى وتواصلت مع الراحل الشهيد د. جون قرنق وخاصة فى ملف دارفور حيث التقيته فى العام 2000م وتكررت لقاءاتي معه العديد من المرات وكان معه الرفيق ياسر سعيد عرمان ابتداءاً من احداث نام ليل ومن ثم الترتيب المبدئي لانطلاقة العمل المسلح لنا فى جنوب دارفور وتحديداً من بحر العرب الى جبل مرة و حينها تم ربطي بالاخ دينق الور لقيام مؤتمر سلام شعبي بين الرزيقات والدينكا ولم يكتب له النجاح نسبة لاعتقالى فى يوم 9/7/2002م بعد عودتى من شمال بحر الغزال, ولذا تمت القطيعة بيني وبين انطلاقة العمل المسلح بجبل مرة. عوداً على بدء قلت لك سابقاً كنا من المؤسسين للعمل في الجبهة الشرقية. - نحن ندعو إلى تنظيم سياسي فدرالي في تكوينه بمعنى دعم الكيانات الإقليمية القائمة وليس استيعابها أو خلق بدائل لها خاصة في دارفور وبقية اقاليم السودان بمعنى ان يحمل التنظيم السياسي سمات الدولة الفدرالية التي ندعو لها.
8. ماتقييمك للمنعطفات التى مرت بها تجربة الحركات؟ - أولاً يجب ان نعترف بأن الحركات جزء من مشروع قوى المقاومة ضد قوى المركز القابضة على ارادة المواطن، وأن القيادات التي تصدت لقيادة العمل المسلح في دارفور في معظمها لم يكن لها دور في التحريض والتعبئة للثورة ضد المركز، وإنما ظهرت بعد ان واجه الشعب سياسات المركز ودفع ثمنها بالاعتقال والقتل وحرق المنازل و التشريد وما صاحبه من اعمال مشينة بحق المواطنين. - لذا فإن معظم هذه القيادات تفتقد للتجربة السياسية وَوُضعت حركة جيش تحرير السودان تحت قيادة غير المجربين مما ترتب عليه الأوضاع الحالية، وما اعتراها من إخفاقات ادت بالبعض إلى تبني مواقف قبلية قاصرة. - أما بالنسبة لحركة العدل والمساواة فقد كانت الحركة الوحيدة المتماسكة سياسياً ولها وضوح رؤية، بسبب خلفية قياداتها التي كانت جزءاً من الصراع منذ انقلاب الانقاذ وحتى المفاصلة بين الشعبي والوطني وبالتالي تم تصدير الصراع في مركز الحركة الاسلامية وبامكانيات السلطة الى اقليم دارفور،وصعد المؤتمر الشعبي بذلك الى طليعة العمل السياسي في المركز والاقليم. أما بقية الحركات في التحرير فقد كانت مجرد مشاريع تصدت لقيادتها في معظم الاحيان مجموعات ضعيفة سياسياً وتنظيمياً كان هدف معظمهم الصعود إلى جهاز الدولة القائم وليس ايجاد بديل له (البحث عن وظيفة عليا). - لذلك تصدر النشاط ضيقي الافق والباحثين عن المصالح الذاتية خاضوا في سبيل ذلك صراعات مع بعضهم أقوى من صراعاتهم مع الحكومة القائمة، وحتى داخل القبيلة الواحدة، عليه نرى ان الصراع الحقيقي من أجل تغيير نظام الحكم لم يبدأ بعد وستكون انطلاقته الحقيقية في المرحلة القادمة بغض النظر عن الوسائل والادوات. 9. كيف تنظر الى تعامل دول الجوار مع ملف دارفور؟ - من الطبيعي ان تتعامل دول الجوار الإقليمي مع أزمة نظام الحكم المركزي في السودان وخاصة في إقليم دارفور، بسبب تأثيرها المباشر عليها، لذا كانت مساهمات دول الجوار متفاوتة من دولة لاخرى وهي في مجملها تسعى للمساهمة في ايجاد حل دائم للازمة وتحقيق الاستقرار في الإقليم. كما ان بروز المبادرة الإقليمية لدليل على ذلك فقد لعبت كل من أرتريا وليبيا ومصر وتشاد دوراً مؤثراً ورئيسياً في اعادة فتح ملف التفاوض بعد اتفاقية ابوجا ليتبنى الاتحاد الافريقي والامم المتحدة بعد ذلك المبادرة ، الا انهما تجاهلا الواقع باستبعاد واضعاف دور دول المبادرة الإقليمية الاربعة بهدف تمرير مشروع ابوجا الثانية، الامر الذي قاد إلى فشل وساطتهما. وبهذه المناسبة نؤكد مجدداً على ضرورة المشاركة الفاعلة لدول الجوار الإقليمي في أي منبر يراد به الوصول إلى حل نهائي للمشكلة. لأنه بمشاركة دول الإقليم يمكن ضمان ديمومة السلام في دارفور والسودان. ونناشد دول الجوار بأن تعطى الاولوية للتنسيق فيما بينها من اجل توحيد الحركات في منبر موحد يضمن الوصول إلى اتفاق نهائي ويضمن تنفيذه. - عليه نؤيد مساعي الجماهيرية الليبية لتوحيد قوى المقاومة وندعو الاخوة في جمهورية مصر العربية وأرتريا أن تحول هذه المساعي إلى مسعى اقليمي يدعم عملية السلام في دارفور وان تتاح الفرصة لكافة الحركات بالمشاركة وعدم اتاحة الفرصة لأيّ فصيل برفض المشاركة، لأن المشاركة هنا ليست للتفاوض مع الحكومة وانما الحوار مع الفصائل الأخرى بغرض ايجاد آلية لتمثيل دارفور في التفاوض وإدارة الفترة الانتقالية بالاجماع.
10. ماذا تقول ازاء سلوك الاحزاب السياسية خاصة القديمة تجاه القضية؟ - لا شك في ان اكبر تجمع للاحزاب السياسية السودانية كان في التجمع الوطني الديمقراطي وانه قد أسس لبناء نظام حكم جديد عبر مقررات أسمرا للقضايا المصيرية، إلا انه ومن المؤسف ان ترهن هذه الاحزاب مصير البلاد بالكامل للمؤتمر الوطني وتمنحه مشروعية تمثيل شمال السودان وتتخلى عن دورها التاريخي حتى اصبحت وحدة السودان الان في حكم الغيب... إن سلوك هذه الاحزاب يؤكد بانها والمؤتمر الوطني تعبر عن مصالح شريحة اجتماعية واحدة تتبنى نظام الحكم المركزي وتسعى لتبادل الادوار من خلال آليات جهاز الدولة.أما بعض كيانات القوى الجديدة ذات الدفع الرباعي..صاحبة الرؤى الاصلاحية ألتي تسهم وتجمل فيما هو قائم فهي تسعى للالتحاق بالنظام. - عليه فإننا ندعو لتصحيح الاوضاع بضرورة مشاركة القوى السياسية الفاعلة في ايجاد حل لأزمة السودان في دارفور ومشكلة نظام الحكم، كما يجب على هذه الاحزاب ان تتحمل مسئوليتها تجاه تغيير نظام الحكم ليكون نظاماً فدرالياً يقوم على الأقاليم.
11. الانشقاقات الكثيرة اعطت انطباعاً أن قادة الحركات هدفهم المصالح الشخصية؟ - ان هذه الانشقاقات في الحركات نشأت نتيجة لغياب الوعي السياسي و التنظيمي وعدم وضوح الرؤية تجاه الهدف الرئيسي ناهيك عن عمل أجهزة المؤتمر الوطني الامنية، كما هي نتيجة للمناخ الذي ترتب على نهج التفاوض القائم الان تحت رعاية الوساطة في منبر الدوحة أو غيرها أو حتى بدون وساطة، وهي في النهاية لا تخدم الحكومة و لا السودان ولا تخدم حتى المصالح الشخصية الذاتية بل تضيف أبعاداً جديدة للأزمة. - 12. هل الحركات بشكلها الحالى قادرة على ايجاد مخرج للازمة؟ - في الحقيقة أنه حالياً لا توجد حركات بمعنى الحركات السياسية ذات البرامج السياسية الواضحة والمضمون الاجتماعي و البناء التنظيمي، وإنما توجد لدينا مشروعات يمكن ان تتطور لحركات حقيقية ... لقد اصبحت السمة الحقيقية لكافة الحركات الموجودة الان هي رفض الاخر أو اقصاء الاخرين، وهذا واضح تماماً بالنسبة لتجربة حركة العدل والمساواة التي فاوضت النظام في منبر الدوحة منفردة لمدة عام كامل ثم انسحبت نتيجة لرفضها مشاركة الاخرين، ثم عادت وطرحت مشروع الجبهة العريضة، وقبل اكتماله عادت مجدداً وارسلت وفداً إلى الدوحة بغرض العودة للتفاوض. - وحتى الحركة الهجين حركة التحرير والعدالة تحاورنا مع رئيسها التجاني السيسي عبر الامين العام للجبهة بأسمرا وعبر الهاتف والمكاتبات باعتبارها نواة لمشروع حركة قابل للتطوير الى جسم يجمع معظم الحركات؛ وللأسف عندما اتيحت لها فرصة الاعتراف الدولي والجلوس في منبر الدوحة تجاهلت مشروع وحدة الحركات واكتفت بالسعي نحو التفاوض و اللحاق بالسلطة . - وعليه نستطيع ان نؤكد بأن هذه الحركات باتباعها لهذا المنهج المركزي غير مؤهلة لايجاد حلول لازمة دارفور بل سوف تنتج المزيد من الازمات بالنسبة لها مع استمرار مسلسل انقساماتها الّا اذا التفت حول برنامج سياسي واضح المعالم يعبر عن مصالح الأكثرية في الاقليم. 13. ابو السرة رغم صيته يقال أنّهُ لم يحمل السلاح؟ - إننا نؤمن بالديمقراطية كمبدأ أساسي ونسعى لأن تسود القيم الديمقراطية وان تتوفر فرص الصراع السياسي في مجتمعنا و أؤكد أننا حملنا السلاح مجبرين على ذلك لمواجهة السلاح الذي يرفعه الاخرين في وجهنا، وبالنسبة لدارفور كنت في طليعة تنظيم المقاومة المسلحة في دارفور، وبشرت بمشروعها منذ العام 1991م وبسبب ذلك تمت اعتقالات ومحاكمات لكوادر التنظيم كما اسلفت. والحركات ومقاتليها يعلمون من هو ابو السرة ودوره. كما ان العمليات التي نفذها مقاتلوا الحركة واستشهاد قياداتنا فيها شاهد على ذلك. - كما ان اعتقالي في الحدود السودانية مع افريقيا الوسطى بواسطة قوات افريقيا الوسطى في 2008 تم بسبب تجاوزنا الحدود بكامل عتادنا الحربي. - السلاح أداة من ادوات الصراع السياسي وتختلف ادوات العمل من وقت الى اخر إلا انه ليس هناك بديل للصراع السياسي والديمقراطي، و السلاح ليس قاصراً على البندقية وانما هو ادوات مختلفة جربتها الحركة الديمقراطية السودانية خلال الحقب السابقة.ان ادوات العمل السياسي الجماهيري هي الاقوى وهي التي تحقق الأهداف وتشهد على ذلك تجارب الحركة النقابية السودانية بكافة مكوناتها العمالية والمهنية والطلابية. كما أن اي وسيلة للصراع تحقق مصالح الشعب لا تنتقص من دور الوسائل الاخرى ودونكم تجارب الاطباء وبعض القوى الجديدة مثل حركة قرفنا والمناصير وكوش والنيل الابيض والجزيرة. ومن هنا التحية لكافة المقاومين والمناضلين لتغيير النظام الذين يتعرضون للقمع اليومي والضغط النفسي والعصبي لوجودهم في مركز السلطة, وليسوا كمثل الراقدين في الفنادق المكتنزين لحماً وشحماً والبعيدين عن واقع المعاناة والألم اليومي للشعب.
14. ماذا تتوقع بشان مباحثات الدوحة؟ - ان حقيقة ما يجري الان في الدوحة عبارة عن مباحثات وليس تفاوض، بالتالي لن يقود إلى سلام حقيقي لأنه يقع ضمن تكريس استراتيجية الحكومة الهادفة لهزيمة الحركات عسكرياً، ولا توجد هناك أي ندية في التفاوض كما ان المنبر بشكله الحالي غير مؤهل لإقناع الوساطة أو الطرف الاخر بانه يتفاوض مع طرف مسلح له وزنه العسكري والجماهيري، وانما هو مجموعة افراد أو مجموعات في احسن الاحوال تسعى للمشاركة في السلطة عبر منبر التفاوض، وما سعي الوساطة لمقابلة بقية الفصائل في طرابلس أو باريس أو غيرها ما هو الاّ اعتراف بعدم جدوى ما يجري في الدوحة. - عليه تصبح مسئولية حركة التحرير و العدالة قبل الوساطة ان تسعى من جانبها إلى تبني مشروح وحدة المنبر التفاوضي باعتبارها فصيل من الفصائل وتتخلى عن الادعاء بتمثيلها الحركات المسلحة او إقليم دارفور. وان تعطي الاولوية لاستكمال بنائها التنظيمي والسياسي، وان تمتحن برنامجها السياسي وقدراتها على الارض قبل مواصلة حوار الطرشان الجاري الان. - وعلى الوساطة ان تعترف بأن منهجها الحالي لا يؤهلها إلى قيادة أي تفاوض مسئول يقود إلى تحقيق سلام دائم، وان تتيح لنفسها الفرصة بالسماح لكل الحركات ودول الجوار الإقليمي بالمشاركة للوصول إلى منهج جديد يؤمن العملية السلمية.
15. لماذا فشلت كل تجارب توحيد الحركات فى اروشا التنزانية وجوبا بجانب سرت؟ ارى ان تعنت حركة تحرير السودان ممثلة فى احمد عبد الشافع في توحيد مجموعات التحرير ممثلة فى القيادات الميدانية (ادم بخيت وجار النبى ود.صالح)والتحرير قيادة عبدالواحد نور وقيادة خميس ابكر و الوحدة قيادة عبدالله يحي وبعض المنسوبين لحركة تحرير السودان بالمهجر مما ادى الى تضييق افق وحدة جوبا بالبرغم من الجهد الكبير والغالى والنفيس الذى بذلته الحركة الشعبية لتحرير السودان لوحدة فصائل التحرير, وعندما فشل احمد عبد الشافع فى لملمة اطراف حركة التحرير استدعى كل من يسمى نفسه حركة حتى الموجودين فى الانترنت عبر البيانات والتصريحات كحركات كبرى وصغرى وأم وأب ,وبالتالى نتج عن ذلك كذبة كبيرة اسمها وحدة جوبا وانتهت بصراع داخلى مخلفة لجراحات وديون فى الفنادق المختلفة. وأُجهِضت النوايا والمساعي الحسنة من قبل الحركة الشعبية لوحدة فصائل التحرير. اما منبر اروشا فقد كان لقاءاً تفاكرياً للحركات المسلحة افضى بعد الاتفاق على نقاطه الخمس على الايذان ببداية العملية التفاوضية فى سرت التى قاطعها عبد الواحد وخليل وعبد الشافع والتحرير قيادة الوحدة رغم القيل والقال حول تواجد المسئول السياسي للوحدة فى مقر الملتقى وعدم مشاركته فيه . فشلت كل تجارب وحدة الحركات لاختلاف رؤى الحركات ومصالحها البعيدة عن مصالح اهل الاقليم بالاضافة الى سعيها الدؤوب للالتحاق بحكومة المؤتمر الوطنى ونسمع بوحدة الحركات المسلحة عند بداية كل منبر تفاوضى وكأن الوحدة متعلقة بالتفاوض وليست ضروره حتمية لاصحاب المصالح المشتركة.
16. مامدى صحة ان الحركة الشعبية أوت حركات دارفور بغرض شن هجوم على الشمال بالتزامن مع الاستفتاء؟ - الحركة الشعبية اكثر حرصاً على قيام الاستفتاء فى مواعيده المعلنة فى اتفاق نيفاشا وعليه لن تُسهِل لحكومة المؤتمر الوطنى المبررات الموضوعية لضرب عملية الاستفتاء واستقلال جنوب السودان. ان وجود منسوبين لحركات دارفور بجنوب السودان هو وجود طبيعى مثله مثل اي وجود للحركات فى مناطق اخرى من دول الجوار الاقليمى. - ان ادعاءات منسوبي المؤتمر الوطنى تهدف لذر الرماد فى العيون حتى لا تتضح الرؤية لجماهير الشعب السودانى والمجتمع الدولى حول من يقوم بدق طبول الحرب والاعداد لها واكبر دليل هو تصريحات مستشار الرئيس مصطفى عثمان اسماعيل ودعوته واستنفاره للشباب بالاستعداد للدفاع عن وحدة السودان الذى يهدده الاستفتاء كما يدّعي, الاستفتتاء الذي سبق الاتفاق عليه فى نيفاشا من قبل حكومته. والان بدأت حملات التجييش او ما يسمى بالخدمة الالزامية فمن الذى يعد للحرب ؟؟.
16. هناك حديث ان غالبية حركات دارفور ليس همها الحل؟ - الحركات فيها الصادق ولكنه فاقد لبوصلة مصالح اهله واهل الإقليم، وفيها كذلك سماسرة الازمات الانسانية الواقعة على اهل الاقليم من تهميش ونزوح ولجوء وافقار وعدم استقرار فهؤلاء انتفخت جيوبهم بالاموال وعملوا بالتجارة الدولية والاقليمية واشتروا المنازل الفخمة بدول الجوار ويمتطون خطوط الطيران الدولية متى ما ارادوا. عليه ليس من مصلحة أمثال هؤلاء انتهاء الصراع فى دارفور.
17. هل يمكن ان يحل الحسم العسكرى ازمة دارفور او يساعد من يسمون انفسهم بالثوار بالحصول على حقوقهم؟ - ان أزمة دارفور هي نتيجة لأزمة نظام الحكم المركزي في السودان ولا يمكن الوصول إلى حل لأزمة دارفور بمعزل عن حل أزمة نظام الحكم في السودان، ولا تتوفر أدنى فرصة لنجاح الحل العسكري وحده في ظل الواقع الإقليمي و الدولي والمحلي الراهن. - كما ان الحركات بشكلها الحالي غير مؤهلة لتوحيد أهل الإقليم بسبب عجزها عن توحيد نفسها او حتى توحيد رؤية الفصيل الواحد. لذا فإن الحل يكون في تحقيق مصالح كافة مكونات المجتمع الدارفوري وليس خارجها وليس عبر الاتفاقات التكتيكية كما حدث لبعض القيادات التي دخلت السلطة عبر بوابة اتفاقية ابوجا وملحقاتها وتعاني الآن من مشاكل في داخلها.
18. ماهى قراءاتك لمواقف عبد الواحد وخليل وابراهيم ورؤاهم للحلول؟ - عبد الواحد تحول من خندق الثورة والتغيير إلى زعامة نقابة المهمشين والنازحين واللاجئين، لأن الثوري يعمل لاحداث التغيير من خلال العمل السياسي الذي يعني فن إدارة الصراع لتحقيق الممكن. بينما النقابي يتبنى مطالب قاعدته النقابية من المخدم (يطلب منه) ولا يسعى لتغيير المخدم أو ان يحل مكانه، لذا نجده يردد مطالب محفوظة وخرج عن دائرة الفعل السياسي وأوكل أمره إلى المجتمع الدولي ومؤسساته خاصة بعد ان تبنى أطروحات قبلية ضيقة صورت له أحقيته لحكم الإقليم اعتماداً على تاريخ سلطنة الفور. - أما المجاهد الطبيب خليل ابراهيم فصراعه في سلطة المركز ابتداءاً من الرابع من رمضان 1999م هو صراع من اجل السلطة المركزية التي يتبنى منهجها الاقصائي والمرتكز على استخدام القوة وعدم قبول الآخر يعني المشروع الحضاري ذاته بعد التحديث ، وان تبنيه لنظام الحكم الفدرالي ما هو الا مدخل للوصول إلى حكم المركز.
20. كيف السبيل لجمع الصف الدارفوري؟ - أثبتت التجارب السابقة فشل كافة الجبهات التي تتم بمبادرة من وسطاء، لأن طبيعة تكوين الحركات لا تؤهلها لبناء جبهات ذات انضباط تنظيمي، وتشهد على ذلك تجارب كل من جبهة الخلاص الوطني، الجبهة المتحدة للتحرير و التنمية، الجبهة المتحدة للمقاومة وأخيراً حركة التحرير والعدالة.
- وعليه من الضروري التمييز بين العمل الجبهوي الذي يتكون لرغبة طرفين أو أكثر وفق برنامج سياسي متفق عليه وما بين وحدة المنبر التفاوضي التي تعني الاتفاق على صيغة لتوحيد المنبر التفاوضي بحيث يشمل كافة الفصائل ويستصحب رؤى ومطالب المجتمع المدني الدارفوري والقوى السياسية الأخرى، والاتفاق حول الموقف التفاوضي ومرجعياته، وتكوين وفد مفاوض موحد يجسد وحدة الإرادة للحركات والمجتمع الدارفوري مع احتفاظ كل جبهة أو حركة بكيانها المستقل. - فالضرورة تُملي علينا تبنى مشروع وحدة المنبر التفاوضي المبني على وحدة الموقف التفاوضي ووحدة الوفد التفاوضي لكل الحركات الدارفورية.
21. ماذا يقول ابوالسرة عن الاستفتاء؟ - نحن نؤمن بأن الحدود الحالية للدولة السودانية خلقها المستعمر عبر اتفاقية سايكس بيكو، و لم تكن خياراً ذاتياً لأي من مكونات المجتمع السوداني. وانه يتوجب عقد مؤتمر دستوري لكل مكونات هذا السودان لاختيار نظام الحكم الذي يرتضونه بغرض التوافق على عقد اجتماعي يؤسس لعلاقة جديدة بين هذه المكونات.... وهذا يعني حق تقرير المصير لكل الشعوب السودانية . - لقد كنا من الداعين لاتفاق السلام الشامل بمشاركة كافة القوى السياسية ومكونات المجتمع السوداني، وان تعمل الحركة الشعبية على قيادة قوى التغيير الاجتماعي والسياسي في السودان نحو السودان الجديد. إلا ان ذلك لم يتم نسبة لضعف البناء التنظيمي والنفوذ الشعبي لقوى السودان الجديد في شمال السودان . ونسبةً لما وصل اليه النظام الاجتماعي القائم في ظل قيادة جماعة الاسلام السياسي لا يمكن الحديث عن وحدة السودان وسلامة أراضيه. - عليه فإننا نرحب بخيار شعبنا في جنوب السودان ونأمل أن يكون نظام الحكم فيه نموذجاً لنظام الحكم الذي نتطلع له في كل السودان في حالتي الوحدة او الانفصال. وبذا فان استقلال شعب جنوب السودان خطوة في الطريق لبناء مركز جديد لقوى الهامش يقوم على المواطنة والديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة في اقتسام الثروة والسلطة , وبالتالي لبناء جهاز دولة خادم للشعب وليس للحزب أو القبيلة أو الطائفة أو الدين. *+*+*