الانسحاب لا يعني الانهيار !!
صباح محمد الحسن
1 June, 2023
1 June, 2023
أطياف -
لم تصدر المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بيانا للتعليق على خطوة الجيش التي إتخذها للوراء بتعليق مشاركته في محادثات جدة بشأن وقف إطلاق النار وتمكين وصول المساعدات الإنسانية
والذي جاء بعد يومين من إعلان تمديد الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لخمسة أيام، وإتفاقهما على استمرار النقاش بينهما لإجراء تعديلات على الإتفاق الأساسي، بما يضمن تجنب وقوع الجانبين في خروقات عرقلة الهدنة المطروحة ، ولكن!!
وظل الغموض يخيم على خطوة الإنسحاب من المفاوضات لكن لايعني أن إنسحاب وفد الجيش يهدد عملية التفاوض بالإنهيار ، يأتي ذلك لعدة اسباب جوهرية أولها أن الوفد الذي يمثل الجيش هناك لايملك حق التوقيع على الإتفاقيات المطروحة كما ذكرنا بالأمس لأن الدول الراعية للاتفاق رفضت ذلك ، إذن لطالما ان هناك عدم إعتراف به يبقى ان تمثيله وانسحابه لاتأثير له ، سيما أن طرح محور سياسي يتعلق بالدمج والاصلاح العسكري والأمني يحتاج الي تمثيل مباشر للجيش ، فالوفد فشل في التواصل مع قيادة الجيش فتواصله كان ومازال مع الحكومة، فتعدد القيادات واختلاف الرؤى في مابينهم هو الذي خلق حالة تردد واضحة للوفد وحال بينه وبين التوقيع على الإتفاق السياسي ووجد ان صلاحياته لاتتعدى قضية الموافقة على الهدنة ووقف اطلاق النار ، لذلك ادركت الدولتان ان عجز الوفد في التواصل مع القيادات العسكرية يضيع وقتها ويعرقل عملية الإتفاق وهنا يطرأ سؤالا مباشرا هل الوفد انسحب أم أن رفضه وعدم الإعتراف به هو سبب إعلان الجيش لقرار الإنسحاب !!
الخطأ الاول هو أن الحكومة الكيزانية حاولت ان تمارس الذكاء الإصطناعي في التمثيل وارسلت وفداً بإسمها لكنها تفاجأت انه لم يجتاز امتحان القبول ووضح انه (غير مطابق) للحد الذي يمنحه حق التوقيع اضافة الي إن ماطُرح غير محفز لها ووجدت نفسها وكأنها داخل قاعة ورشة الاصلاح الأمني والعسكري ، لذلك رأت ان ينسحب وفدها من المفاوضات ،بماء وجهه واستخدمت قرار الإنسحاب كورقة تمنحها الغفران لخرق الهدنة وإشعال المزيد من النيران على الأرض بحجة أن الهدنة خرجت من رحم المفاوضات التي يرون انها بعد الإنسحاب اصبحت غير ملزمة لهم .
لذلك نقول إن الإنسحاب لايعني انهيار التفاوض فبقاء الوفود بجدة رغم القرار وعدم اصدار بيان مشترك من قبل السعودية وامريكا يوضح ، ملامح خطوة ما بعد الانسحاب ويعني ان هناك حلول بديلة وثمة فرصة لإستئناف التواصل فإنسحاب وفد غير معترف به لا يضير المباحاثات في شي فوجوده وعدمه سواء بالنسبة للدولتين اللتين لم تقطعا اتصالاتهما حتى الآن مع المؤسسة العسكرية بخصوص تغيير الوفد او أرسال مبعوث للجيش او أن يُمنح الوفد كامل التفويض سياسيا وعسكريا للتوقيع على ماطُرح والذي لابديل له .
طيف أخير:
لا للحرب ...
الغريب ان أول بند في الإتفاق السياسي الذي طرحته المفاوضات بجدة ، هو إلزام الدعم السريع بالخروج من المستشفيات والمرافق العامة، والجيش قال انه انسحب لهذا السبب، اما كان له ان يمسك القلم بدلاً من السلاح ليحقق هذا الهدف ويجنب بلاده وشعبه ويلات الحرب والموت والنزوح !! أم ان الأسباب متعددة والموت واحد ؟! .
الجريدة
لم تصدر المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بيانا للتعليق على خطوة الجيش التي إتخذها للوراء بتعليق مشاركته في محادثات جدة بشأن وقف إطلاق النار وتمكين وصول المساعدات الإنسانية
والذي جاء بعد يومين من إعلان تمديد الهدنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لخمسة أيام، وإتفاقهما على استمرار النقاش بينهما لإجراء تعديلات على الإتفاق الأساسي، بما يضمن تجنب وقوع الجانبين في خروقات عرقلة الهدنة المطروحة ، ولكن!!
وظل الغموض يخيم على خطوة الإنسحاب من المفاوضات لكن لايعني أن إنسحاب وفد الجيش يهدد عملية التفاوض بالإنهيار ، يأتي ذلك لعدة اسباب جوهرية أولها أن الوفد الذي يمثل الجيش هناك لايملك حق التوقيع على الإتفاقيات المطروحة كما ذكرنا بالأمس لأن الدول الراعية للاتفاق رفضت ذلك ، إذن لطالما ان هناك عدم إعتراف به يبقى ان تمثيله وانسحابه لاتأثير له ، سيما أن طرح محور سياسي يتعلق بالدمج والاصلاح العسكري والأمني يحتاج الي تمثيل مباشر للجيش ، فالوفد فشل في التواصل مع قيادة الجيش فتواصله كان ومازال مع الحكومة، فتعدد القيادات واختلاف الرؤى في مابينهم هو الذي خلق حالة تردد واضحة للوفد وحال بينه وبين التوقيع على الإتفاق السياسي ووجد ان صلاحياته لاتتعدى قضية الموافقة على الهدنة ووقف اطلاق النار ، لذلك ادركت الدولتان ان عجز الوفد في التواصل مع القيادات العسكرية يضيع وقتها ويعرقل عملية الإتفاق وهنا يطرأ سؤالا مباشرا هل الوفد انسحب أم أن رفضه وعدم الإعتراف به هو سبب إعلان الجيش لقرار الإنسحاب !!
الخطأ الاول هو أن الحكومة الكيزانية حاولت ان تمارس الذكاء الإصطناعي في التمثيل وارسلت وفداً بإسمها لكنها تفاجأت انه لم يجتاز امتحان القبول ووضح انه (غير مطابق) للحد الذي يمنحه حق التوقيع اضافة الي إن ماطُرح غير محفز لها ووجدت نفسها وكأنها داخل قاعة ورشة الاصلاح الأمني والعسكري ، لذلك رأت ان ينسحب وفدها من المفاوضات ،بماء وجهه واستخدمت قرار الإنسحاب كورقة تمنحها الغفران لخرق الهدنة وإشعال المزيد من النيران على الأرض بحجة أن الهدنة خرجت من رحم المفاوضات التي يرون انها بعد الإنسحاب اصبحت غير ملزمة لهم .
لذلك نقول إن الإنسحاب لايعني انهيار التفاوض فبقاء الوفود بجدة رغم القرار وعدم اصدار بيان مشترك من قبل السعودية وامريكا يوضح ، ملامح خطوة ما بعد الانسحاب ويعني ان هناك حلول بديلة وثمة فرصة لإستئناف التواصل فإنسحاب وفد غير معترف به لا يضير المباحاثات في شي فوجوده وعدمه سواء بالنسبة للدولتين اللتين لم تقطعا اتصالاتهما حتى الآن مع المؤسسة العسكرية بخصوص تغيير الوفد او أرسال مبعوث للجيش او أن يُمنح الوفد كامل التفويض سياسيا وعسكريا للتوقيع على ماطُرح والذي لابديل له .
طيف أخير:
لا للحرب ...
الغريب ان أول بند في الإتفاق السياسي الذي طرحته المفاوضات بجدة ، هو إلزام الدعم السريع بالخروج من المستشفيات والمرافق العامة، والجيش قال انه انسحب لهذا السبب، اما كان له ان يمسك القلم بدلاً من السلاح ليحقق هذا الهدف ويجنب بلاده وشعبه ويلات الحرب والموت والنزوح !! أم ان الأسباب متعددة والموت واحد ؟! .
الجريدة