الانقلاب يخذل الإيغور.. والخذلان من طبع الكيزان !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
10 October, 2022
10 October, 2022
(1)
أول عهدي و عن قرب بالإيغور أو الشينجيانيين الصينيين المسلمين كان مع (مليكة) الايغورية، و معلمة اللغة الانجليزية التي كانت تحضر كورسات في تلك اللغة بجامعة شاآن في مدينة شيان بشمال وسط الصين ،حيث كنت احضر كورساً قصيرا في اللغة الصينية بالجامعة ذاتها.
حكت لي مليكة الكثير والمثير من معاناة إخوتنا الإيغور.
إلا ان شكوتها الشخصية كانت عن عدم قدرتها على اداء صلاتي الظهر و العصر ، بسبب تواجدها في المدرسة هناك ارومتشي ( عاصمة اقليم شينجيانغ) و الذي ضمه النظام الشيوعي البغيض في أكتوبر 1950 و ليلغي أسمه الأصلي تركستان الشرقية.
برغم أنني لست فقيهاً كما ان وقتها لم ألتق (بالمتفقهين اللصوص أكلي السحت من شاكلة صاحب فتوى قتل المتظاهرين من أمثال الشيخ عبدالحي يوسف)؛ إلا أنني أجتهدت في تلقينها بعض امور دينها ،ثم نصحتها بأن تصلي الظهر مع الفجر ، بينما تؤخر العصر لتصليها مع صلاة المغرب عندما تعود الي البيت بعد الدوام المدرسي ، طالما الحكومة ستعاقبها بالطرد اذا ما ضبطت و هي تسجد لله الواحد .
أكملت الكورس، غادرت الصين و في قلبي بعض الألم !!.
(2)
مرت السنوات على عجل عندما أُعلن عن قيام المنتدى الافريقي الصيني الاول في أغسطس 2012. حينها كنت أشغل منصباً بتجمع للقطاع الخاص في منطقة شرق افريقيا.
الدعوة كانت موجهة للحكومات الافريقية و منظومات القطاع الخاص. ما لفت نظري في خطاب الدعوة و الذي من قبل جمعية الصداقة الافريقية الصينية ان رئيسها الصيني اسمه عبدالله عبدالرشيد ، و عبد الرشيد هو ايضا يشغل منصب نائب الهيئة الإستشارية المركزية ، وهي آعلى هيئة استشارية بالدولة الصينية. فرحت لوجود مسلم في ذلك الموقع ،رغم ما اعرفه من إستعداء الصين لديانات السماء .
المنتدي الإفتتاحي المذكور كان تحت شعار ( المنتدى الافريقي الصيني الاول للتجارة و التعاون و الحكم المحلي ) حضرته معظم الحكومات الافريقية في الفترة من 27- 29 أغسطس 2012. و الذي اعلنت فيه الصين تقديم 16 مليار دولار كقروض ميسرة لمشروعات البني التحتية في القارة. مر عقد من الزمان و لم تستوفي اي دولة من دول القارة لشروط ذلك القرض - برغم ان شروط القروض الصينية ميسرة و هي في الأصل شكلية.
(3)
من طرائف ذلك المنتدى؛ العدوانية غير المبررة و التي أظهرها الوفد السوداني (الكيزاني) تجاه اخوتهم الجنوبيين؛ و خاصة ان الجميع كانوا نزلاء بفندق واحد.
كانت بطاقات المشاركين على النحو التالي: الحمراء للرؤساء و رؤساء وزراء الدول ، البرتقالية للوزراء ، البنفسحية لحكام الاقاليم و نواب الوزراء . بينما البطاقات الخضراء للمشاركين من القطاع الخاص ولمن دون حكام الأقاليم من الموظفين الحكوميين.
كان تمثيل كل من السودان و جنوب السودان منخفض المستوى ( حيث مثل السودان كل من البروفيسور الزبير بشير طه و الدكتور عبدالرحمن خضر ، كلاهما يشغل منصب الوالي ، بينما مثل جنوب السودان، محمد باب الله ( وزير الحكم المحلي السوداني السابق و عمدة مدينة جوبا أنذاك ).
منح البطاقات بألوان مختلفة خلق نوع من الحساسية بين الوفدين (السوداني والجنوب سوداني).
هنا تدخلتُ عند المنظمين الصينيين لأشرح لهم ان جنوب السودان انفصل للتو عن السودان لذا فإن منح بطاقة بدرجة اقل للوفد الجنوبي في اول مشاركة خارجية بصفة دولة مستقلة يعطي شعور غير مريح.
لكن المضحك ان الصينيين إستجابوا لمرافعتي (بزيادة المحلبية) عندما منحوا ممثل جنوب السودان و الذي دون نائب الوزير بطاقة الرؤساء ، مع ابقاء بطاقات دون الوزراء للوفد السوداني.
في ذلك المنتدى لعب الصيني المسلم عبدالله عبد الرشيد دوراً محورياً، شعرنا معه ببعض العزاء . كان ذلك في أواخر أيام الرئيس الصيني السابق خو جنتاو.
(4)
ما يتعرض له إخوتنا الإيغور في تركستان الشرقية أو شينجيانغ من قهر و تنكيل، اخفاء قسري، عمالة قسرية ، سجن في معسكرات اشبه بمعسكرات النازية و طمس للهوية ، بل الإغتصاب للمسلمات المؤمنات المستضعفات شيء يفوق الوصف، وسط صمت مطبق من قبل الدول الإسلامية . ذلك خوفاً على مصالحها مع الدولة الصينية في عهد الرئيس الحالي المتطرف شي جين بينغ.
حسناً فعلت الولايات المتحدة عندما أعلن الرئيس جو بايدن في سبتمبر 2021 مقاطعة البضايع الصينية المصنعة في اقليم شينجيانغ بالأيدي العاملة قسرياً. و كذا المملكة المتحدة و كندا.
(5)
بالأمس الأول، و كما هو متوقع خذل النظام الإنقلابي السوداني (و الذي في الأصل إمتداد طبيعي لنظام تجار الدين من المجرمين اللصوص الكذابين القتلة) الشعب الإيغوري المضطهد عندما انضم الي الدول ال 19 الرافضة لمجرد مناقشة ملف المستضعفين الإيغور بمجلس حقوق الانسان الأممي في جنيف.
لم أندهش لخيار دولة الأمارات العربية المتحدة لكن أوجعني موقف دولة قطر بمقدر ما استفزني موقف الانقلابيين السودانيين.
برغم ان الخذلان من شيم الكيزان.
لكن من يخبر الشينجان ان ما حدث لا يعبر عن السودانيين ولا السودان !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
أول عهدي و عن قرب بالإيغور أو الشينجيانيين الصينيين المسلمين كان مع (مليكة) الايغورية، و معلمة اللغة الانجليزية التي كانت تحضر كورسات في تلك اللغة بجامعة شاآن في مدينة شيان بشمال وسط الصين ،حيث كنت احضر كورساً قصيرا في اللغة الصينية بالجامعة ذاتها.
حكت لي مليكة الكثير والمثير من معاناة إخوتنا الإيغور.
إلا ان شكوتها الشخصية كانت عن عدم قدرتها على اداء صلاتي الظهر و العصر ، بسبب تواجدها في المدرسة هناك ارومتشي ( عاصمة اقليم شينجيانغ) و الذي ضمه النظام الشيوعي البغيض في أكتوبر 1950 و ليلغي أسمه الأصلي تركستان الشرقية.
برغم أنني لست فقيهاً كما ان وقتها لم ألتق (بالمتفقهين اللصوص أكلي السحت من شاكلة صاحب فتوى قتل المتظاهرين من أمثال الشيخ عبدالحي يوسف)؛ إلا أنني أجتهدت في تلقينها بعض امور دينها ،ثم نصحتها بأن تصلي الظهر مع الفجر ، بينما تؤخر العصر لتصليها مع صلاة المغرب عندما تعود الي البيت بعد الدوام المدرسي ، طالما الحكومة ستعاقبها بالطرد اذا ما ضبطت و هي تسجد لله الواحد .
أكملت الكورس، غادرت الصين و في قلبي بعض الألم !!.
(2)
مرت السنوات على عجل عندما أُعلن عن قيام المنتدى الافريقي الصيني الاول في أغسطس 2012. حينها كنت أشغل منصباً بتجمع للقطاع الخاص في منطقة شرق افريقيا.
الدعوة كانت موجهة للحكومات الافريقية و منظومات القطاع الخاص. ما لفت نظري في خطاب الدعوة و الذي من قبل جمعية الصداقة الافريقية الصينية ان رئيسها الصيني اسمه عبدالله عبدالرشيد ، و عبد الرشيد هو ايضا يشغل منصب نائب الهيئة الإستشارية المركزية ، وهي آعلى هيئة استشارية بالدولة الصينية. فرحت لوجود مسلم في ذلك الموقع ،رغم ما اعرفه من إستعداء الصين لديانات السماء .
المنتدي الإفتتاحي المذكور كان تحت شعار ( المنتدى الافريقي الصيني الاول للتجارة و التعاون و الحكم المحلي ) حضرته معظم الحكومات الافريقية في الفترة من 27- 29 أغسطس 2012. و الذي اعلنت فيه الصين تقديم 16 مليار دولار كقروض ميسرة لمشروعات البني التحتية في القارة. مر عقد من الزمان و لم تستوفي اي دولة من دول القارة لشروط ذلك القرض - برغم ان شروط القروض الصينية ميسرة و هي في الأصل شكلية.
(3)
من طرائف ذلك المنتدى؛ العدوانية غير المبررة و التي أظهرها الوفد السوداني (الكيزاني) تجاه اخوتهم الجنوبيين؛ و خاصة ان الجميع كانوا نزلاء بفندق واحد.
كانت بطاقات المشاركين على النحو التالي: الحمراء للرؤساء و رؤساء وزراء الدول ، البرتقالية للوزراء ، البنفسحية لحكام الاقاليم و نواب الوزراء . بينما البطاقات الخضراء للمشاركين من القطاع الخاص ولمن دون حكام الأقاليم من الموظفين الحكوميين.
كان تمثيل كل من السودان و جنوب السودان منخفض المستوى ( حيث مثل السودان كل من البروفيسور الزبير بشير طه و الدكتور عبدالرحمن خضر ، كلاهما يشغل منصب الوالي ، بينما مثل جنوب السودان، محمد باب الله ( وزير الحكم المحلي السوداني السابق و عمدة مدينة جوبا أنذاك ).
منح البطاقات بألوان مختلفة خلق نوع من الحساسية بين الوفدين (السوداني والجنوب سوداني).
هنا تدخلتُ عند المنظمين الصينيين لأشرح لهم ان جنوب السودان انفصل للتو عن السودان لذا فإن منح بطاقة بدرجة اقل للوفد الجنوبي في اول مشاركة خارجية بصفة دولة مستقلة يعطي شعور غير مريح.
لكن المضحك ان الصينيين إستجابوا لمرافعتي (بزيادة المحلبية) عندما منحوا ممثل جنوب السودان و الذي دون نائب الوزير بطاقة الرؤساء ، مع ابقاء بطاقات دون الوزراء للوفد السوداني.
في ذلك المنتدى لعب الصيني المسلم عبدالله عبد الرشيد دوراً محورياً، شعرنا معه ببعض العزاء . كان ذلك في أواخر أيام الرئيس الصيني السابق خو جنتاو.
(4)
ما يتعرض له إخوتنا الإيغور في تركستان الشرقية أو شينجيانغ من قهر و تنكيل، اخفاء قسري، عمالة قسرية ، سجن في معسكرات اشبه بمعسكرات النازية و طمس للهوية ، بل الإغتصاب للمسلمات المؤمنات المستضعفات شيء يفوق الوصف، وسط صمت مطبق من قبل الدول الإسلامية . ذلك خوفاً على مصالحها مع الدولة الصينية في عهد الرئيس الحالي المتطرف شي جين بينغ.
حسناً فعلت الولايات المتحدة عندما أعلن الرئيس جو بايدن في سبتمبر 2021 مقاطعة البضايع الصينية المصنعة في اقليم شينجيانغ بالأيدي العاملة قسرياً. و كذا المملكة المتحدة و كندا.
(5)
بالأمس الأول، و كما هو متوقع خذل النظام الإنقلابي السوداني (و الذي في الأصل إمتداد طبيعي لنظام تجار الدين من المجرمين اللصوص الكذابين القتلة) الشعب الإيغوري المضطهد عندما انضم الي الدول ال 19 الرافضة لمجرد مناقشة ملف المستضعفين الإيغور بمجلس حقوق الانسان الأممي في جنيف.
لم أندهش لخيار دولة الأمارات العربية المتحدة لكن أوجعني موقف دولة قطر بمقدر ما استفزني موقف الانقلابيين السودانيين.
برغم ان الخذلان من شيم الكيزان.
لكن من يخبر الشينجان ان ما حدث لا يعبر عن السودانيين ولا السودان !!
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com