البحث عن هوية ووطنية لأمراء الحرب الأهلية

 


 

 

د.فراج الشيخ الفزاري

أشعلوها ضد حكومة الإنقاذ بدعوى الظلم والتهميش لمناطقهم الجهوية...فعاثوا في الأرض والحرث والزرع والناس خرابا وفسادا..واستطابوا لذة الدم والنهب والقتل والاغتصاب..فجافت أجسادهم وارواحهم طعم الرحمة والمودة وكيف يمكن للانسان أن يكون إنسانا...أنهم كارهو البشر الجدد كما وصفهم ( موليير) في مسرحيته الشهيرة [ كاره البشر] فقد كان ( البطل) في المسرحية فردا واحدا ..فكيف يمكن تخيل ان يكونوا شرذمة من أمراء الحرب بسلاحهم وجحافل جيوشهم العرجاء مقطوعة الهدف والبصيرة.
ولعل من أهم مخرجات مؤتمر القاهر الاخير بشأن الحرب اللعينة في السودان وضرورة وقفها... ظهور أمراء الحرب علي حقيقتهم وهم يرفضون مساعي السلام ووقف الحرب التي شردت كل أهل السودان من أرضهم ومقر حكمهم بما فيهم حكومتنا الرشيدة..
لقد رفض أمراء الحرب التوقيع علي البيان الختامي لمؤتمر القاهرة..لأنه يدعو لوقف الحرب...يدعو لوقف نزيف الدم ويعلمون أنه يدعو ايضا الي لوقف نزيف الخزينة السودانية والصرف علي تنابلة الحركات المسلحة التي لا مورد دخل لها إلا سحق أرواح هؤلاء الأبرياء من الشيوخ والعجزة والأطفال والنساء والمرضي..٠ الذين تفرقت بهم بيد وأنجد وسهول.
كان يمكن لهؤلاء ( التجار) كما يفعل التاجر الشاطر...قبول الصفقة( الخاسرة ) مؤقتا كما كانوا يمارون في كل التعهدات السابقة...ولكن قلة التفكير والبصيرة وشهوة التمسك بالسلطة واحتجاز( الغنيمة) أعمتهم عن حق الوطن عليهم وما يعانيه مواطنيهم بالذات في مناطقهم من عذابات طال سوادها ان كان قادتهم في الحكم أو المعارضة .
لقد أكدت مخرجات المؤتمر في بيانها الأخير بأن الحرب السودانية يشعلها ويزكيها من هم داخل السودان وليس من خارجها فقط..فلو لا ضعف نفوس و وطنية بعض تلك القيادات الكرتونية في الحركات المسلحة لما تجرأ عدو الخارج من الاقدام والعبث بشعب السودان وكرامته وعزته.
حتي الآن ,لم يجد المواطن السوداني الشريف، سببا منطقيا واحدا يفسر عدم موافقة قادة الحركات المسلحة الثلاثة،جبريل وميناوي وعقار، بالتوقيع علي البيان الختامي الداعي لوقف نزيف الحرب...وهذا يعني بأن الحركات المسلحة والمليشيات المسلحة لو كانت مع الحكومة أو ضدها..فإن ( غريزتها) الهمجية ستظل هي الطاغية..وفلسفتها البرجماتية هي النافذة..أقتل لتعيش و لاتفرط في السلطة إن آلت إليك بأي شكل كان مادامت السلطة حلفتك اليوم ،وربما تحميك وتدافع عنك وتلك فرصة ذهبية لن تتكرر في التأريخ.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء