البرهان بين حسابات البيدر وحصاد الحقل !!
خالد ابواحمد
4 October, 2021
4 October, 2021
لا زال المشهد السوداني المرتبك يؤشر على خطر كبير قادم في الطريق، وهذه المرة سيكون أول المتضررين والمحترقين بناره هُم الذين يرسمون مخططه في الوقت الراهن، فإن المعايش للأحداث عن كثب يدرك بأن السودان بات على مفترق طُرق مع ازدياد حالة العداء بين المكونين المدني والعسكري، التي بدأت بالتراشق الاعلامي ووصلت حد التهديد بإزالة المكون المدني واستبداله بمكون مدني آخر موال للعسكريين وغالبيته من انصار النظام السابق، وقياداته هي التي تقف خلف كل هذه الترتيبات، وفي ذات الوقت برز حديث عن مخطط لإغتيال رئيس الحكومة الانتقالية د. عبدالله حمدوك..!.
كذلك المتابع والمعايش للأوضاع يدرك أن هناك تأكيدات قوية جدا جدا من قوى الحرية والتغيير الذين يقودون المكون المدني الحالي على أنهم سيخرجوا كل الثوار من جديد للشارع ومن كل ولايات السودان، لإيقاف المخطط الرامي في نهايته إلى عودة النظام السابق لكن بصورة مختلفة بقيادات تعمل في الظل..!.
إذا وضعنا نتاج هذه التحليلات التي تثبتها الوقائع جانبا، وتساءلنا هل للمكون العسكري القدرة على تنفيذ مخططه..؟.
نعم بكل تأكيد له القدرة المالية والعسكرية والأمنية وكل ذي بصيرة يدرك أن جميع العسكريين والأمنيين كانوا هم الترسانة التي اعتمد عليها الرئيس المخلوع وحزب الحركة (الإسلامية) في حكم البلاد ثلاثين عاما، وهنا يحضرني تأكيد قيادات الحركة للرئيس المخلوع في إحدى مؤتمرات التنظيم الربعية على ما اعتقد كانت في عام 1997م بأن الجيش كله ضباطه وجنوده باتوا (حركة اسلامية) ففرح (الرئيس) وهلّل القوم وكبّروا، وباتوا على قناعة بأنهم سيحكموا السودان إلى قيام الساعة..!!.
لذلك لا مكان للفريق البرهان ومن معه انكار ولائهم وانتمائهم للنظام الذي قتّل وشرد وحرق القُرى بأهلها في دارفور وجبال النوبة..إلخ، وفي الخرطوم وأمام مقر قيادتهم المسلحة مع قوات الدعم السريع قتلوا الشباب الغض النضير بدم بارد في مجزرة يصعب على المرء وصفها.
في المقابل نجد جماهير الشعب السوداني التي خرجت في كل المحكات الوطنية أكدت على وجودها وعلى اصرارها القوى على بلوغ أهداف الثورة، تناصرها أيضا حركات مسلحة تقف ضد طموحات المكون العسكري، وضد الحركات المسلحة التابعة له، إن القوى الوطنية التي تساند الثوار أيضا لها آليات قوية من كوادر بشرية أمنية وعسكرية وخبرات ميدانية في مجالات عسكرية وأمنية وحتى في حرب العصابات.
هل يتحمل البرهان المسؤولية..؟!.
إن تنفيذ خطة المكون العسكري بقيادة الفريق عبدالفتاح برهان ومن خلفه بالكواليس من قيادات النظام السابق بالانقلاب على الوضع الحالي والذي سيؤدي تلقائيا إلى تمزيق الوثيقة الدستورية التي وقعت بحضور دُولي واقليمي وعربي، وبانجازها حصل السودان على الدعم القوي من مؤسسات المجتمع الدولي الذي يراهن على الحُكم المدني، حسب تحليلي الشخصي أقول إذا نفذ المكون العسكري خطته سيدخل بالبلاد حربا لا نهاية لها، ويتحمل الفريق عبدالفتاح البرهان شخصيا المسؤولية كاملة غير منقوصة ولا يشاركه فيها أحد لأنه على رأس المسؤولية، ويتحمل عواقب كل نتائج ما يقوم به حاليا.
هناك قولة مشهورة تقول أن الطغاة أبدا لا يتعلمون من تجارب من سبقهم، ويقعون في ذات الحفرة التي وقعوا فيها عشرات المرات، فإن الانسان الواعي يتعلم من عِبر التأريخ، في العشرين عاما الماضية كتبت عددا من المقالات في شكل رسائل نصحت فيها الرئيس المخلوع بأن يتعلم من تجربة زين العابدين بن علي في تونس، ومن حسني مبارك في مصر، وعلي عبدالله صالح في اليمن، وغيرهم لكن للأسف كان يحتمي بأجهزة أمنه المنتشرة في السودان وخارجه، وجوقة صحافييه وإعلامييه، وقنواته الفضائية التي تزين له القبح مهما كانت درجة فظاعته، كان يعتقد المخلوع بانه محمي بقواته المسلحة وأمنه واعلامه وحزبه الحاكم، والجماهير التي كانوا يحشدونها له (تجار الحُشود) داخل الحزب الحاكم، وعندما جاء أمر الله لم تنفعه المليارات التي كان يدفعها لأجهزة الأمن من دمنا وعرقنا، وتلاشى الحزب الحاكم في لمحة بصر، ها هو الآن يقبع في السجن تطارده دعوات الثكالى والأسر السودانية التي ظلمها وسرق قوتها وقتل أبنائها وبناتها.
سيناريو عبدالفتاح السيسي في مصر..!.
الآن ذات السيناريو ربما يُعاد بكل تفاصيله مع اختلاف مسميات المشاركين فيه ومدة تنفيذه، لكن السيد البرهان للأسف لا يعي ذلك لأنه يتطلع للسيناريو الذي جاء بعبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر، وهو سيناريو من المستحيل يتكرر في السودان، لاختلاف الشخوص والبيئة والزمان والمكان والعقلية أيضا، فالرئيس عبدالفتاح السيسي الآن يتقدم ببلاده تقدما حثيثا للأمام ويدفع بكل الجهود لتطور بلاده ليس في إنشاء البنى التحتية فحسب، بل في وضع مصر في المرتبة التي يرى بأن بلاده تستحقها، لذلك نراه يحارب كل من يحاول ارجاع الساعة للوراء، تماما عكس ما يفعله (عبدالفتاح) السودان من محاولات مستميتة لارجاعنا لحُكم (الحركة الاسلامية)، وللعقوبات الدولية التي خرجنا منها بشق الأنفس بجهود الوطنيين الأحرار، لذلك يقوم بتعطيل كل الجهود الخيرة التي يقوم بها رئيس الحكومة الانتقالية د. عبدالله حمدوك.
حتى أن تعطيل البلاد اقتصاديا وأمنيا التي عايشناه في الايام الماضية ولا زال مستمرا من صناعة للمعاناة مورست فيها أقذر أنواع الخسة والنذالة والسقوط النفسي والأخلاقي، وكان من المعيب أن يتم تجنيد مواطنيين لإخفاء الطحين حتى لا يتم خبزه ويأكله الناس، أو توجيه جماعات بعينها لترويع الآمنين بالقتل والسرعة بالإكراه، أو تجنيد شباب غض نضير وإغرائهم بالمال للعمل في الحرب الالكترونية ضد الثوار وضد قيادات بعينها ومسؤولين كبار بالحكومة الانتقالية بالكذب وتلفيق الأخبار وتشويه سمعة كل من وقف ضد ممارساتهم النتنة.
في كل الأحوال أن شعبنا بفطرته السليمة يعرف جيدا أن الذين يعادون طموحاته في التقدم للحاق بركب الدول المتطورة تتمثل فيهم كل المثالب والمعايب والنقائص بكل تنويعاتها وأصنافها، إن شعبنا العظيم تتمثل فيه كل الشهامة والمروءة والكرامة و الرجولة و البطولة، وكل ما يتصل بالقيم السامية والأخلاق الحميدة والسجايا النبيلة والنخوة والكبرياء لذلك لن يضام بإذن الله مهما فعل هؤلاء، الذين لا يعقلون بأن حسابات البيدر تختلف تماما عن حصاد الحقل..!.
3 اكتوبر 2021م
خالد عبدالله- ابواحمد
كذلك المتابع والمعايش للأوضاع يدرك أن هناك تأكيدات قوية جدا جدا من قوى الحرية والتغيير الذين يقودون المكون المدني الحالي على أنهم سيخرجوا كل الثوار من جديد للشارع ومن كل ولايات السودان، لإيقاف المخطط الرامي في نهايته إلى عودة النظام السابق لكن بصورة مختلفة بقيادات تعمل في الظل..!.
إذا وضعنا نتاج هذه التحليلات التي تثبتها الوقائع جانبا، وتساءلنا هل للمكون العسكري القدرة على تنفيذ مخططه..؟.
نعم بكل تأكيد له القدرة المالية والعسكرية والأمنية وكل ذي بصيرة يدرك أن جميع العسكريين والأمنيين كانوا هم الترسانة التي اعتمد عليها الرئيس المخلوع وحزب الحركة (الإسلامية) في حكم البلاد ثلاثين عاما، وهنا يحضرني تأكيد قيادات الحركة للرئيس المخلوع في إحدى مؤتمرات التنظيم الربعية على ما اعتقد كانت في عام 1997م بأن الجيش كله ضباطه وجنوده باتوا (حركة اسلامية) ففرح (الرئيس) وهلّل القوم وكبّروا، وباتوا على قناعة بأنهم سيحكموا السودان إلى قيام الساعة..!!.
لذلك لا مكان للفريق البرهان ومن معه انكار ولائهم وانتمائهم للنظام الذي قتّل وشرد وحرق القُرى بأهلها في دارفور وجبال النوبة..إلخ، وفي الخرطوم وأمام مقر قيادتهم المسلحة مع قوات الدعم السريع قتلوا الشباب الغض النضير بدم بارد في مجزرة يصعب على المرء وصفها.
في المقابل نجد جماهير الشعب السوداني التي خرجت في كل المحكات الوطنية أكدت على وجودها وعلى اصرارها القوى على بلوغ أهداف الثورة، تناصرها أيضا حركات مسلحة تقف ضد طموحات المكون العسكري، وضد الحركات المسلحة التابعة له، إن القوى الوطنية التي تساند الثوار أيضا لها آليات قوية من كوادر بشرية أمنية وعسكرية وخبرات ميدانية في مجالات عسكرية وأمنية وحتى في حرب العصابات.
هل يتحمل البرهان المسؤولية..؟!.
إن تنفيذ خطة المكون العسكري بقيادة الفريق عبدالفتاح برهان ومن خلفه بالكواليس من قيادات النظام السابق بالانقلاب على الوضع الحالي والذي سيؤدي تلقائيا إلى تمزيق الوثيقة الدستورية التي وقعت بحضور دُولي واقليمي وعربي، وبانجازها حصل السودان على الدعم القوي من مؤسسات المجتمع الدولي الذي يراهن على الحُكم المدني، حسب تحليلي الشخصي أقول إذا نفذ المكون العسكري خطته سيدخل بالبلاد حربا لا نهاية لها، ويتحمل الفريق عبدالفتاح البرهان شخصيا المسؤولية كاملة غير منقوصة ولا يشاركه فيها أحد لأنه على رأس المسؤولية، ويتحمل عواقب كل نتائج ما يقوم به حاليا.
هناك قولة مشهورة تقول أن الطغاة أبدا لا يتعلمون من تجارب من سبقهم، ويقعون في ذات الحفرة التي وقعوا فيها عشرات المرات، فإن الانسان الواعي يتعلم من عِبر التأريخ، في العشرين عاما الماضية كتبت عددا من المقالات في شكل رسائل نصحت فيها الرئيس المخلوع بأن يتعلم من تجربة زين العابدين بن علي في تونس، ومن حسني مبارك في مصر، وعلي عبدالله صالح في اليمن، وغيرهم لكن للأسف كان يحتمي بأجهزة أمنه المنتشرة في السودان وخارجه، وجوقة صحافييه وإعلامييه، وقنواته الفضائية التي تزين له القبح مهما كانت درجة فظاعته، كان يعتقد المخلوع بانه محمي بقواته المسلحة وأمنه واعلامه وحزبه الحاكم، والجماهير التي كانوا يحشدونها له (تجار الحُشود) داخل الحزب الحاكم، وعندما جاء أمر الله لم تنفعه المليارات التي كان يدفعها لأجهزة الأمن من دمنا وعرقنا، وتلاشى الحزب الحاكم في لمحة بصر، ها هو الآن يقبع في السجن تطارده دعوات الثكالى والأسر السودانية التي ظلمها وسرق قوتها وقتل أبنائها وبناتها.
سيناريو عبدالفتاح السيسي في مصر..!.
الآن ذات السيناريو ربما يُعاد بكل تفاصيله مع اختلاف مسميات المشاركين فيه ومدة تنفيذه، لكن السيد البرهان للأسف لا يعي ذلك لأنه يتطلع للسيناريو الذي جاء بعبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر، وهو سيناريو من المستحيل يتكرر في السودان، لاختلاف الشخوص والبيئة والزمان والمكان والعقلية أيضا، فالرئيس عبدالفتاح السيسي الآن يتقدم ببلاده تقدما حثيثا للأمام ويدفع بكل الجهود لتطور بلاده ليس في إنشاء البنى التحتية فحسب، بل في وضع مصر في المرتبة التي يرى بأن بلاده تستحقها، لذلك نراه يحارب كل من يحاول ارجاع الساعة للوراء، تماما عكس ما يفعله (عبدالفتاح) السودان من محاولات مستميتة لارجاعنا لحُكم (الحركة الاسلامية)، وللعقوبات الدولية التي خرجنا منها بشق الأنفس بجهود الوطنيين الأحرار، لذلك يقوم بتعطيل كل الجهود الخيرة التي يقوم بها رئيس الحكومة الانتقالية د. عبدالله حمدوك.
حتى أن تعطيل البلاد اقتصاديا وأمنيا التي عايشناه في الايام الماضية ولا زال مستمرا من صناعة للمعاناة مورست فيها أقذر أنواع الخسة والنذالة والسقوط النفسي والأخلاقي، وكان من المعيب أن يتم تجنيد مواطنيين لإخفاء الطحين حتى لا يتم خبزه ويأكله الناس، أو توجيه جماعات بعينها لترويع الآمنين بالقتل والسرعة بالإكراه، أو تجنيد شباب غض نضير وإغرائهم بالمال للعمل في الحرب الالكترونية ضد الثوار وضد قيادات بعينها ومسؤولين كبار بالحكومة الانتقالية بالكذب وتلفيق الأخبار وتشويه سمعة كل من وقف ضد ممارساتهم النتنة.
في كل الأحوال أن شعبنا بفطرته السليمة يعرف جيدا أن الذين يعادون طموحاته في التقدم للحاق بركب الدول المتطورة تتمثل فيهم كل المثالب والمعايب والنقائص بكل تنويعاتها وأصنافها، إن شعبنا العظيم تتمثل فيه كل الشهامة والمروءة والكرامة و الرجولة و البطولة، وكل ما يتصل بالقيم السامية والأخلاق الحميدة والسجايا النبيلة والنخوة والكبرياء لذلك لن يضام بإذن الله مهما فعل هؤلاء، الذين لا يعقلون بأن حسابات البيدر تختلف تماما عن حصاد الحقل..!.
3 اكتوبر 2021م
خالد عبدالله- ابواحمد