البرهان والسيسي ولقاء خاطف بين أربعة عيون في القاهرة
تحليل سياسي:
ماذا وراء الزيارة الخاطفة والقصيرة لمصر التي قام بها اليوم الثلاثاء 27 اكتوبر الجاري رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان؟
هل ذهب ع. البرهان ليشرح بين أربعة عيون لنظيره ع. السيسي آخر التطورات التي واجهها والقرارات التي اتخذها وبالأخص تلك التي سيتخذها لاحقاً حول ملفات مختلفة؟
الشاهد انّ ما أتخذه البرهان من قرارات لم تَعُدْ هي المسْألة المُهمة، فما حدث حدث وقامت الخرطوم بنقْلةٍ أدهشت القاهرة، وعليه بات الأهم هو القادم من قرارات ومواقف وتوجهات تحتاج بالفعل لتبادل الرأي مع السيسي. فهل الهاتف لم يعُد وسيلة مضْمونة لحديثِ الأربعةِ عيون وبالتالي تفْضِيل اللقاء وجهاً لوجهٍ؟
يبدو جليّاً أن عبد الفتاح مُرَبّع، أي البرهان والسيسي، في سبيلهما لإحْكام تنسيق ثنائي في إطارٍ رُباعي مع السعوديّة والأمارات، وهو ما يُطَمْئن بأن لا مكان للكيزان والإخونجية وجماعات الإسلام السياسي في أيّة معادلة آنِيَّة أو قادمة، ويبقى احتمال لقاء البرهان بصلاح قوش، إنْ حدث، لن يقود على أيِّ حال من الأحوال لتصالح مع فلول النظام السابق، عِلْماً بأنّه لقاء يتوقعه البعض بخِفّةٍ ويَسْتَبْعَده منْطِق التطورات، والبرهان لا يمكن أن يحْمِل في مثل هذا الظرف كرْتاً محْروقاً ليلعب به وإلّا سيصبح قوش مثل "دامة الأسود" في يد البرهان (يَفْرُش) بها مُسَجِّلاً لنفسه سالب 18 نقطة فيما يحصل ثلاثي "تربيزة عشرة الهارت" الآخرين على 6 نقاط لكل.
تبقى القول إن ملف سدّ النهضة حاضر في اللقاء على خلفية تصريحات ترامب. فهل اللقاء يبحث الاحتمالات التي تحدث عنها ترامب أم يدفع للتهدئة ويطير بعده البرهان لاديس ابابا؟
وقريباً لكل ذلك وليس بعيداً عنه، قطعاً سيتم في اللقاء الخاطف تبادل وجهات النظر حول التطورات القادمة بعد يوم 3 نوفمبر القادم حيث إمّا التجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو دخول جو بايدن والديمقراطيين للبيت الأبيض مع سيطرتهم على الكونجرس وربما مجلس الشيوخ أيضاً والتغيّرات التي ستجري، بالتالي، في العديدِ من المعادلاتِ؟ وكيف لا يكون ذلك من ملفات الغد الذي يطرق الأبواب لبحثها في قِمّة سودانية مصرية وقد اصْطحب البرهان معه وزير الخارجية ورئيس جهاز المخابرات، لتضمهما القِمّة ونظرائهما المصريين.
حتماً إنّها قِمّة لها ما بعدها. لننتظر ونرى.
isammahgoub@gmail.com