البشير واعوانه الانقاذيين والمصير المجهول
الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الروماني نيكولاي شاوسيسكو والمواطن السوداني عمر حسن احمد البشير رغم اختلاف الخلفيات وملابسات وصولهم الي الحكم والطريقة التي حكموا بها بلادهم ولكن توجد بينهم امور متشابهة وقواسم مشتركة وربما تتشابه النهايات وان كان احدهم وهو الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير لم ينتهي بعد ولايزال يصارع امواج عاتية في محاولة يائسة لاثبات قدرته علي الاستمرار في حكم السودان البلد المتمرد الذي تفجرت شوارع وطرقات عاصمته الخرطوم وبقية المدن السودانية وتحولت الي حشود بشرية يجمع بينها التصميم في الوصول الي غاياتها وازاحة الرجل وان طال السفر ومهما تعاظمت التضحيات .
في ظل التطورات الراهنة في السودان ومع الغموض الذي يسود حول احتمالات الموقف في البلاد اصبحت بعض اتجاهات الرأي العام السوداني تقوم باجراء مقارنات بين الزعماء المشار اليهم والمصير الذي انتهوا اليه بطريقة درامية علي يد الجيش الروماني للرئيس نيكولاي شاوسيسكو واعدامة بعد محاكمة استمرت اقل من ساعة علي يد نفس جنرالات جيشة الذين تعمدوا الاسراع باغلاق صفحة الرجل حتي لايصبح وجودة علي قيد الحياة سببا لتصفية المؤسسة الحاكمة من جيش وامن وشرطة.
الزعيم والقائد الاممي معمر القذافي الذي دمر بلادة علي مدي عقود طويلة من الزمان بسبب الوهم وجنون العظمة والخيال المريض انتهي هو الاخر علي يد بعض الرجرجة والدهماء المسلحين من مليشيات الاسلاميين بعد الفوضي واختلاط الاوراق وتعدد الاجندات الخارجية وانهيار الدولة ومؤسسات الحكم الليبية.
الرئيس السوداني عمر البشير ومن معه علي دفة القيادة والحكم لايزال مصيرهم مجهول وان كان معروف في ظل استحالة استمرارهم في الحكم او البقاء في السلطة ولكن كيفية النهاية والي اين سينتهون تظل غير معروفة حتي هذه اللحظة ولايزالوا يديرون البلاد بطريقة مرهقة ويستخدمون الة القمع والبطش ضد الجماهير الثائرة تماما كما فعل القذافي وشاوسيسكو قبل ان يفقدوا سيطرتهم تدريجيا علي مقاليد الامور ويصبحوا هدفا سهلا لخصومهم ..
ولحسن حظ عمر البشير واعوانه الكبار في سلطة الانقاذ ان الشارع السوداني يظل اكثر تحضرا وانضباطا وانسانية علي الرغم من الخسائر الماسوية في الارواح والنزيف المستمر والاذدراء والتعذيب الذي لم يستثني حتي النساء الذين اصبحوا هدفا يوميا لهولاء الاوباش المجرمين ومع كل ذلك لا اتوقع ان يتكرر سيناريو ماحدث للزعماء المتسلطين في ليبيا ورومانيا بصورة حرفية لعمر البشير واعوانة وربما تتشابة النهايات في العناوين الرئيسية عندما تنهار سلطة الانقاذ ومؤسساتها في ساعة ما وينفرط عقد الامور وعندما يصبح البشير ومن معه ملاحقين ومطاردين ومع ذلك فلن يصيبهم مكروه من الشعب والجماهير الثائرة عندما يتم العثور عليهم ليس حبا فيهم او عطفا عليهم ولكن لمعرفة الناس باهمية وجودهم علي قيد الحياة وضرورة مواجهتهم العدالة السودانية ولادراكهم ان القتل والتنكيل بهم لن يفيد ولن يحقق العدالة لضحاياهم والمتضررين من حكمهم.
في اخر تطور يجعل الاوضاع الداخلية في السودان مفتوحة امام كل الاحتمالات ويعزز احتمال حدوث السيناريو المشار اليه صدور اول الادانات الدولية ضد النظام الحاكم في الخرطوم من المفوضية الدولية لحقوق الانسان في الامم المتحدة واستنكارها للطريقة التي تتصرف بها السلطات السودانية ضد من وصفتهم الامم المتحدة بالمتظاهرين السلميين في السودان وفي فقرة من بيان المنظمة الدولية تتسم بالطرافة اقترحت مفوضية حقوق الانسان الدولية ارسال فريق من خبراء حقوق الانسان لتقديم النصح والمشورة للحكومة السودانية ومساعدتها للوفاء بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الانسان وما نصه منسوبا الي المفوضة الاممية لحقوق الانسان :
“ She said she is ready to send a team to Sudan to advice authorities to help them meet their international human rights obligations “.
///////////////////