البشير وكذبة وقف اطلاق النار بجبال النوبة والنيل الأزرق!!
بسم الله الرحمن الرحيم
" من السهل تصديق كذبة سمعناها في الماضي على أن نصدق حقيقة نسمعها للمرة الأولى"
إنها كذبة شهر رمضان المعظم ، شهر الصيام والقرآن والقيام ، شهر الرحمة والغفران والتوبة. ودون خوف من هذا الشهر الكريم ، أعلن الجنرال عمر حسن أحمد البشير حاكم وديكتاتور السودان حسب ما جاء في وكالة (سونا) للأنباء ، وقفا لإطلاق النار بمسارح العمليات في جنوب كردفان والنيل الأزرق لمدة أربعة أشهر، وذلك ابتداءا من السبت 18 يونيو 2016، كبادرة حسن نوايا لإعطاء الفرصة للحركات المتمردة غير الموقعة على وثيقة الدوحة لإلقاء السلاح و اللحاق بالعملية السلمية في السودان، وتجديدا لدعوة الديكتاتور لجميع القوى السياسية والحركات المسلحة الانضمام للحوار الوطني قبل انعقاد الجمعية العمومية للحوار الوطني في السادس من شهر أغسطس المقبل.
هذا هو الخبر الذي جاء في (سونا) وهو خبر سار ومفرح في ظاهره ، إلآ أنه كذبة كبيرة يراد بها دغدغة مشاعر وعواطف السذج والبسطاء والمغفلين ، وتضليل المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية والعالمية المعنية بالقضية السودانية.
النظام السوداني تعود على خداع المجتمع الدولي وجيرانه بكذبة يطلقها ويرددها ، فما يسمى بوقف اطلاق النار لمدة اربعة ما هو إلآ استراحة محارب ، وأن الهدف من هذا الإعلان هو التجهيز للصيف القادم الذي يحل في شهر أكتوبر ، والخرطوم تحاول تضليل المجتمع الدولي وآخرين بادعائها أن هذه الخطوة تأتي كبادرة حسن نوايا.
معروف في السودان ان الفترة من شهر ستة إلى منتصف شهر عشرة ، هي فترة الخريف والأمطار الغزيرة ، وفيها تتعطل العمليات العسكرية كليةً ، سيما من جانب الحكومة لأنها لا تستطيع تحريك آلياتها وعرباتها العسكرية لمهاجمة مواقع الحركات المسلحة ، عكس هذه الحركات ، خاصة الجيش الشعبي الذي يخوض حرب (العصابات) ولا يحتاج لآليات عسكرية وعربات للتحرك ومهاجمة قوات النظام ، وأي كلام عن وقف لإطلاق النار ، إنما كذبة شهر (رمضان) المعظم.
إذا أرادت الخرطوم ابداء حسن نواياها تجاه المعارضة فما عليها سواء القيام بالأتي:
1/اطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين.
2/بسط الحريات العامة.
3/توفير الكهرباء والمياه للمواطنين.
4/فتح ممرات آمنة والسماح للمنظمات الدولية والعالمية بإيصال الطعام والغذاء والدواء للمحاصرين في مناطق الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق.
5/على عمر البشير تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية.
دون تحقيق الشروط المذكورة ، فإن أي كلام عن حسن نوايا وعن حرص النظام لإنهاء معاناة السودانيين ، إنما هو كلام فارغ ومحاولة يائسة من الخرطوم لشراء مزيد من الوقت للمضي قدما في حلولها الأمنية والعسكرية. لكن الغباء كل الغباء أن تعلن بعض الحركات الدارفورية الوهمية المهزلية ترحيبها بهذه الخطوة التضليلية ، حيث قال :أمين التفاوض والسلام في حركة العدل والمساواة الدافورية أحمد محمد تقد لسان للجزيرة نت "نرحب بأي قرار سياسي جاد لوقف الحرب في السودان والانتقال بالبلاد إلى مرحلة السلام والاستقرار، وندعم كل ما يخدم هذا الاتجاه".
ان حركة العدل والمساواة بهذا الترحيب ، أثبتت بما لايدع مجالاً للشك من افتقارها المطلق لعقلية القيادة وتخبطها في اشياء جربتها هي نفسها في الماضي ، ذلك أنها ليست المرة الأولى التي يطلق فيها عمر البشير إعلانا بوقف إطلاق النار، فقد سبق له أن أطلق عدة تصريحات بوقف إطلاق النار، لكن ذلك لم يوقف العمليات العسكرية.
متى تدرك حركة العدل والمساواة ان الجنرال عمر البشير لا يريد وقف الحرب والإنتقال بالسودان إلى مرحلة السلام والإستقرار ، وأن وقف اطلاق النار الذي اعلنه ما هو إلآ تخديرا للناس وضحكا عليهم!!؟.
bresh2@msn.com