البوم البعجبو الخراب
4 May, 2009
هو أنا.... أي والله... كنتُ أعتقد نفسي رئيس تحرير محترم، ولكنني طلعت بوم!! تقلدت هذا الوسام من أستاذي وصديقي دكتور عبد الله حمدنا الله.... فحمدت الله أنني طلعت بوم بس!! يعني إيه بوم... هناك رؤساء تحرير طلعوا أولاد كلب، وبعضهم حرامية، وآخرون انتهازيين وبعضهم عملاء مأجورين، وآخرون مناضلين حقيقيين. فكون أني طلعت بوم بس... فذلك فضل من الله يستوجب الحمد، وواجب تقديم الشكر لأستاذي الذي أكرمني بهذا الوسام، الذي هو أهون شأنا من قائمة طويلة للنعوت التي تشرف بها الصحفيون، ولازمتهم طيلة حياتهم المهنية.
كان صديقي مصطفى البطل قد اتصل بي مؤكدا نبأ صعوده الحلبة، لرد لكمات وجهها له دكتور عبد الله حمدنا في مفاكهته مع الحلفاويين. ادّعى البطل أن جمهور الحلفاويين المتحلّق حول الحلبة بدأ يمارس هتافا صاخبا ضده، للرد على هجمات ولكمات دكتور عبد الله. بذلت نصائحي للبطل كصديق وحذّرته من صعود الحلبة، وقلت له (إذا كنت تعتقد أنك ملاكم درجة أولى، فإن دكتور عبد الله ربّاط عديل). نصحته بأن يترك الدكتور وشأنه، ولم اكتفِ بذلك، بل ضربت له الأمثال وقلت له (إن عرب الجزيرة ديل عكاليت من لدن البوني وأحمد المصطفى وحتى أبو إدريس وأبوشمال ومنى ومنى)، ولكن أشدهم عكلتة القادمون من غرب أفريقيا!!. لم يفهم البطل ماقصدته من ربّاط عديل، ولم يستبن النصح إلا في الجولة الثانية.
كان الدكتور عبد الله في التسعينات قد جاء بفريته الكبرى مدّعيا أن (أمدرمان مدينة مصنوعة)، فهبّت أمدرمان، وأولاد أمدرمان في جنح الدجى، حاملين كل ما أُوتوا من بلاغة وشعر وفن، ونهضوا زرافات ووحدانا لبطان الدكتور، وبما أن الدكتور لاعلاقة له بثقافة البطان، فقد اختار أن يربط لهم ويقعد لهم في كل مرصد. أنفق الدكتور سنين عددا يقارعهم الحجة بالحجة في الصحف، وسهر الليالي في الندوات، وشمّر عن ساعده ليجلدهم جلدا بلاهوادة حتى غدا عند الأمدرمانيين في مرتبة أعلى من دكتور الواثق (صاحب أمدرمان تُحتضر) في قائمة أعداء أمدرمان.
أكثر ما كان يغيظ الأمدرمانيين هو ادّعاء الدكتور معرفته بأمدرمان وحبه لها أكثر من الأمدرمانيين أنفسهم، وأذكر في ندوة أن أحدهم قد جرّ عكازه في مواجهة الدكتور ولكن أنّى لعكاز أن يخيف رباط؟. حين خشيت الحكومة من اندلاع ثورة أمدرمانية نفت الدكتور الى تشاد، وهناك قاد الدكتور ثورة أدبية حقيقية مكتشفا كنوز تشاد الأدبية والثقافية، واكتشف فيما اكتشف أن تشاد أكثر عروبة من السودان!! أوكما قال.. (شفتو المحن محل ما يودهو). ولكن لابد أن الحكومة قد ندمت ندامة الكُسعي، فلم يلبث بانجمينا إلا قليلا حتى اندلعت أزمة عويصة بين البلدين أنهت كل أواصر العلاقات بينهما، بل ودخلت انجمينا في صراعٍ دامٍ مع الخرطوم لم يحدث في تاريخ البلدين، كان ذلك بفضل اكتشاف الدكتور للهوية التشادية العربية!! من ثم اندلع حريق دارفور وامتلأت غرب أفريقيا بالحركات المسلحة و”الربابيط” والمتمردين. كان هذا بعض من إنجازات الدكتور الاقليمية... نزاع وشقاق وحروب ودماء (تقول لي بوم بعجبو الخراب).
كنتُ مستمتعا بأجواء لاهاي البديعة حين دخل الكاتبان الصديقان الحلبة، ولم تكن لديّ أدنى فكرة بأنني سأكون هدفا للكماتهما. دون مقدمات أصحبت هدفا لهما، كنت أمنّي نفسي أن أكون حكما، فأصبحت خصما ومتهما وملعونا بأشنع النعوت. يقول دكتور عبد الله للبطل (سبحان الله أعادل ينهاك أن تنالني، وما نالني قلم أكثر مما نالني قلم عادل، وأقول لك على مسمع منه، إنه (البوم البعجبو الخراب) وليس أحب إليه من اشتجار قلمين، خاصة إذا كان قلمي طرفاً فيهما، ودونك صديقك خالد فتح الرحمن، اسأله، ولا ينبئك مثل خبير).
أنا “اتهزأت” ياجماعة أصبحت رئيس تحرير أي كلام. الذي أغاظني أكثر من البوم، هو قول الدكتور للبطل (دونك خالد فتح الرحمن). لا أعرف منذ متى كان الدكتور يثق في شهادة خالد فتح الرحمن!! بل ومنذ متى يشهد الشعراء بالحق، ألا تراهم في كل وادٍ يهيمون، ويشهدون بما لايعرفون؟. ياخالد إياك وشهادة الزور، وإذا فعلتَ فياها المحرية فيك!!! معليش الجماعة ديل عملوا فتن في البلد كلها، بل وفي خارجها.. وها أنا أوسّع الرتق على الفتق.. والله غالب.
لم يكتفِ البطل بالنزول من الحلبة (إن كان قد نزل) سالما فلقد دسّ السم فى الدسم بغرض اصطياد ضحية أخرى. انظر لقوله (وما أعلمه أنا عن فرص مثلي في الظفر على من هو في مقام شيخنا العالم النحرير (عبد الله حمدنا الله) لا يجاوز ما يعلمه شيخنا الآخر، المرشح الرئاسي الدكتور عبد الله علي إبراهيم، عن فرصه في الفوز على الرئيس المُشير. اللهم إلا إذا كان مرشحنا الرئاسي يؤمن فعلاً أن بوسعه من خلال صندوق الاقتراع أن ينحّي البشير جانبا ويستأثر بمقعد رئيس الجمهورية. تكون تلك إذن مصيبة ذات قرون). كيف ينكر البطل على أستاذنا عبد الله علي إبراهيم فرص فوزه برئاسة الجمهورية، بل ويصف ذلك بأنه مصيبة ذات قرون!! لابد أن يصعد المرشح الرئاسى الآن الحلبة، وأنصحكم ألاتصدقوا أن البطل غادرها، غالبا ما يكون (لابِد) يستجمع أنفاسه لينهض من جديد. أرى أن مؤسسة الرئاسة القادمة ستدافع عن نفسها بلاشك. يبدو أن صمت المرشح الرئاسي على مقال أستاذنا البروفسير بدر الدين الهاشمي أغرى البطل بهذا التعريض الذي سيدفع ثمنه عاجلا أم آجلا.. أعرف المرشح الرئاسي جيدا. ليس المرشح الرئاسي فحسب فللبطل آراء غريبة فمثلا هو يعتقد أن أستاذنا البروفسير الهاشمي كاتب رائع ولكنه (مخرّف) ويصف المناضل فتحي الضو بأنه مخرّب كبير (خاصة بعد موضوع مؤتمر الاعلاميين المنعقد اليومين القادمين). أما إذا قلت لكم رأيه في الكاتبات النوعيات وغير النوعيات، والله حتصدقوا إفك حديث دكتور عبدالله إنّي البوم البعجبو الخراب!!.