احتفت بعض الاوساط السودانية بالامس القريب باحد البيانات الروتينية المعتادة في التعامل مع الازمة السياسية السودانية المزمنة الصادرة عن الاتحاد الاوربي والتي تضمنت حزمة من المطالب التي ظلت تتغير بتغير الظروف مثل التذكير بضرورة الالتزام بمواثيق حقوق الانسان وبسط الحريات والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية الي جانب فقرة اخري تتضمن كارثة كبري وكلمة حق ستسفر غدا عن باطل كبير وشر مستطير وتكريس لحكم الانقاذ وحكم الاخوان المسلمين المطعم ببعض الديكور السياسي من بعض المهرجين والانتهازين. تحدثت احد فقرات بيان الاتحاد الاوربي الصادر امس الاول عن ضرورة قيام السودان بكل الواجبات اللازمة دستوريا لتكون انتخابات 2020 حرة ونزيهة هكذا وبكل حسن نية وبساطة تصل الي حد الغفلة والاندماج في المهازل وعمليات الاختراق الكبري للواقع السوداني من شاكلة ماجري بالامس تحت مسمي السلام واتفاقية الغدر في ضاحية نيفاتشا التي افضت الي تقسم البلاد وتقديم جزء تاريخي من خارطة السودان القومية هدية لمجموعة من الانفصاليين والمغامرين الذين حولوا ذلك الجزء من الدولة السودانية الي مقبرة جماعية . الفقرة التي اشار اليها بيان الاتحاد الاوربي تمنح النظام القائم في الخرطوم شرعية ومهلة حتي العام القادم وربما اكثر وتعترف بالعنوان الرئيسي للعملية ونظام الامر الواقع لن يرفض هذه المنحة بالتاكيد وهو المتعود علي الفهلوة السياسية واستغلال حالة الفراغ والحطام السياسي والخطب والاناشيد الحماسية والاكتفاء من الغنيمة بالاياب والاحتفاء بالتقاط الصور مع بعض موظفي الدول والكيانات الدولية والترويج لكل مايصدر من الخارج من نصائح لاتغني ولاتسمن من جوع ولاتصلح علي اي مستوي لعلاج ازمة بهذا التعقيد والخطورة في دولة منهارة دون الاعلان عن ذلك بسبب الجهد الاسطوري وتضحيات ابناء السودان اينما كانوا في الانابة عن القيام بواجبات الدولة المفترضة في توفير الحد الادني من اسباب العيش والحياة لذويهم ومع ذلك يظل الوضع الماسوي الذي تعيشة الاغلبية الشعبية من السودانيين امر واقع ومن الممكن جدا ان يتطور الامر الي حالة من الفوضي الانهيار الشامل وتصادم الموجود من المنظمات والمليشيات العسكرية التي ترتدي دون وجه حق ازياء مؤسسات قومية مفترضة. ما وصلت اليه البلاد من حال لم ياتي من فراغ وانما نتيجة لتراكمات وقائع وافعال وفشل واختراق منهجي لكيانات انابت في لحظة معينة عن الامة السودانية في معارضة الطغمة الاخوانية مطلع التسعينات ولابد من الخرطوم وان طال السفر وتقليب الدفاتر علي منصات العدالة برقابة الامة والشعب وماحدث لاتنطبق عليه صفة المذكرات الشخصية التي يكتبها في العادة المحالين علي المعاش و التقاعد وهو الامر الذي لاينطبق علي الامم والشعوب وكل صاحب حق وقضية. التدخلات الخارجية يغلب عليها حسن النية الذي يصل الي حد الغفلة خاصة مثل الذي يصدر من مؤسسات محترمة مثل الاتحاد الاوربي ويجب ان يشكروا عليها شريطة تذكيرهم باننا لانزال علي قيد الحياة وان في العمر بقية واننا نمتلك القدرة علي ابتكار الحلول لعبور واقعنا وازماتنا المتفردة والطويلة المدي ثم نقترح عليهم بعد ذلك كيفية مساعدتنا باعادة بناء ماتهدم من مؤسسات الدولة القومية وقطع الطريق علي الفوضي والانتقام الفردي والجماعي باقامة مؤسسات العدالة الانتقالية التي تفرض هيبة الدولة والقانون وتساعد الضحايا و المتظلمين في بلوغ غاياتهم حتي تطمئن نفوسهم ويسود بين الناس العدل والسلام وذلك افضل لنا وللعالم المهتم بامورنا من الاكتفاء من الامر بالدهشة والانبهار عند مصافحة موظف اممي او مستوزر دولي والتقاط الصور. في قاهرة منتصف التسعينات وفي مكاتب صحيفة الاتحادي الدولية بوسط البلد التجربة المتفردة في صدور صحيفة سودانية يومية من خارج البلاد قبل زمن الانترنت كنت والاخ جهاد الفكي نبقي دائما حتي منتصف الليل لاسباب تتعلق بتحرير وتجديد اخبار الصفحة الاولي دخل علينا شخصية معارضة معروفة بالشغب والتمرد ومعارضة المعارضة نفسها في بعض الاحيان الي جانب خفة الظل ويبدو علي ملامحة الرهق بعد جولة طويلة علي بعض انشطة ومقرات بعض الجهات المعارضة في قاهرة تلك الايام جلس وبدون مقدمات وبكل جدية قال انه اتي الي هنا لمعرفة اذا ما يمكن لنا مساعدته في كتابة مسرحية عن المعارضة السودانية بعنوان :
" دروايش في المنفي " لانزال في انتظار المسرحية التي لم تكتمل حينها وفي زمانها و له منا ملايين وعاطر التحايا مع علي الرغم من ان صديقنا العزيز لم يصبر علي مرارات المنفي وعجل بالرحيل الي " سقر " الانقاذية. //////////////////