الترابي: الثورة قريبة في السودان

 


 

 

الترابي في حوار الراهن السياسي السوداني والعربي مع "أفريقيا اليوم"

الثورة قريبة في السودان

البشير لن يترك الحكم .. وأتوقع اعتقالي في أي لحظة

أمن الإنقاذ أقوى من عبود ونميري...  وحل أزمة   أبيي في عودة  الجنوب مرة أخرى

أصحاب المذكرة الألفية يريدون سلطة لا تغييرا ..  ويشعرون أن مركب النظام تغرق

أمريكا أو فرنسا وراء مقتل خليل إبراهيم وأخشى أن تسود روح الإنتقام بعد إغتياله

العسكر لو قبضوا على الحكم لن يتركوا السلطة بسهولة في مصر والوضع في تونس أفضل من القاهرة وطرابلس

مشروع تسليم المصريين مليون فدان للزراعة بالسودان لن يتم.. وعلى المصريين أن يأتوا دون الحكومة


أجرت الحوار في الخرطوم/ صباح موسى sabahmousa@hotmail.com
يري  الشيخ حسن عبد الله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني أن الثورة في بلاده قريبة، لكنه يتمني لها أن   أن تحدث في كل الأقاليم  السودانية دفعة واحدة وألا تستغرق أكثر من يومين حتى لا تمزق السودان، وهو يؤكد  أن أصحاب المذكرة الألفية يريدون سلطة مع الرئيس البشير، نافيا وجه الشبه بين هذه المذكرة وبين ما أطاحت به من الحكومة عام 99، متهما أمريكا و فرنسا بأن إحداهما وراء مقتل خليل إبراهيم، معلنا أنه بصدد زيارة قريبة لمصر.

الترابي الذي تحدث باستفاضة في حوار مع " أفريقيا اليوم " www.africaalyom.com تناول الأوضاع في مصر، معتبرا أن  الجيش المصري أخطأ بعد الثورة، وأنه على الإخوان بمصر تقديم صورة جيدة عن حكم الإسلام، مشيرا إلي  أن السلفيين بمصر لم يدخلوا السياسة من قبل، وأنهم أكثر مرونه من السلفيين في بلدان أخرى، مبينا أن الأوضاع في تونس تسير بصورة جيدة أفضل من مصر وليبيا، وأنه أرسل مناديب إلى البلدان الثلاثة لتقديم النصائح،  وقال الترابي في الحوار الذي تنشره " أفريقيا اليوم "بالتزامن مع جريدة " اليوم السابع " :  لدينا عمل كبير في كل أنحاء السودان للإعداد للثورة،ولابد أن تكون الضربة قاضية للنظام وألا تستغرق يومين حتى لا تخرب البلد.

يذكر أن هذا الحوار أجريناه مع الشيخ الترابي على مرتين احداهما كانت قبل مقتل خليل إبراهيم بليلة واحدة، ولما للحدث من أهمية عاودنا الإتصال به مرة أخرى للتعليق على الحادثة، ومع تسارع الأحداث في الساحة السياسية بالبلاد خاصة بعد صلح قطبي المعارضة السودانية الشيخ الترابي والإمام الصادق المهدي، وكان الخلاف بين الرجلين قد أخذ نصيبا كبيرا من الحوار قررنا عدم نشر الحوار كله في البداية منعا لإشعال نار الفتنة مرة أخرى مع رمزين كبيرين بحجم الترابي والمهدي، ولكننا عاودنا وقررنا النشر لما في الحوار من تفاصيل أخرى مهمة يمكن أن تثري الساحة الداخلية السودانية والإقليمية والدولية. مع حذف كل الجزء الذي تحدث فيه الشيخ عن خلافه مع الصادق المهدي وفيما يلي نص الحوار.

كيف ترى المذكرة الألفية التي ذاع صيتها في السودان هذه الأيام  وهل هناك وجه شبه بينها وبين مذكرة العشرة التي خرجت من الحكومة بموجبها؟
- هم أجيال أصغر، ويريدون سلطة مع الرئيس، ليس كمذكرة العشرة التي أخرجتني، هم شعروا أن البلد على حافة الهاوية فدارفور لم تعالج وكلها غاضبة، وهناك عدة ملايين  معطلون في المعسكرات، ولذلك شعروا أن السلطة قد تذهب، ففكروا في أن يذهبوا إلى طرف المركب، فعندما تغرق المركب يقفزوا منها، حتى لا يغرقوا مع من يحكم، وعندما تذهب السلطة يقولوا فقد انتقدناهم، المذكرة ليس بها أي حديث عن الحريات أو محاربة الفساد، أو اللامركزية، وهذا مايؤكد كلامي بأنهم طالبي  سلطة وليس تغيير، هناك مجموعة أخرى جاءتني، ومجموعات أخرى كثيرة الكل خائف، وهذا دليل على قرب سقوط النظام.

ماتعليقك على مقتل خليل إبراهيم؟
-    في تاريخنا لم يحدث إغتيال سياسي، حادثة أو اثنين كانت لأجانب في أجانب، ممكن نتصارع، لكن الإغتيال السياسي لم يكن موجودا من قبل، وخليل بعدما قتل تم الإتصال بأخيه في لندن ليبلغوه، وأخوه إتصل بزوجته في الخرطوم ليبلغها، وهنا رصدوا المكالمة، وبعدها خرجوا علينا بأن القوات المسلحة قتلت خليل إبراهيم.

في تقديرك إذا كانت القوات المسلحة لم تقتله فمن قتله؟
-    علمنا أن خليل كان يتحدث بهاتف الثريا وهو مربوط بدبي وباريس، وأتوقع إما فرنسا أو أمريكا.

كيف ذلك والدولتان ضد النظام في الخرطوم؟
-    هم يخشون من إستقلال دارفور، وهم يقاومون اللغة العربية والمد الإسلامي، مع المغرب العربي وليبيا، فهم رغم سيطرتهم على تونس أتت بإسلاميين، صحيح الأمريكان متحمسين للمحكمة الجنائية الدولية ويريدون تسليم البشير، ولكنهم يريدون أن تظل الحكومة هكذا، وأن تحدث إنتخابات مثل مصر بأن تشارك كل التيارات فيها.

توقعاتك للعدل والمساواة بعد مقتل زعيمها؟
-    خليل كانت  لديه نزعه دينية، ولم يكن لديه النزعه العرقية العنصرية، ورفض الإرتباط بالحركة الشعبية لأنها كانت عامله أنها مركسية ومربوطة بالغرب، ودارفور كانت إسلامية أكثر من باقي السودان، وكانت تكسي الكعبة كل عام، وأيضا كان خليل قوميا ويؤمن بعدالة توزيع السلطة والثروة، وأخشى بعد خليل أن تسود روح  إنتقام داخل الحركة وهي سيئة جدا، ان شالله ماتحدث، ولو سادت هذه الروح يمكن أن تعمل على إنفصال دارفور فكانت من قبل دولة مستقلة، في حين أن الجنوب لم يكن دولة من قبل.

هل تأثرت العدل والمساواة بمقتل القذافي؟
-    نعم سيتأثرون، فلو قامت حركة من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق لن يستطيع الجيش مواجهتهم.

أقصد هل ستتأثر العدل والمساواة مع وقف دعم القذافي ومع إعلان أمريكا أنها ليست مع تغيير النظام بالسلاح؟
-    السلاح متوفر جدا في دارفور

والتمويل؟
-    التجار بيعطوهم فكلهم متعاطفين مع حركات دارفور، وكذلك الجنوب بيعطي العدل والمساواة في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

هل ستستطيع تغيير النظام؟
-    نعم لدينا عمل كبير في كل أنحاء السودان، ولدينا مجموعات كبيرة، وجهزنا شغل كثير، وسنضم معنا أي شخص لديه قضية أو دراما أو تظلمات، نريد اضطراب ومظاهرات في كل المدن، ولابد أن تكون الضربة قاضية، وألا تزيد الثورة عن يومين حتى لا يخرب البلد، وحتى لا يعمل حاملي السلاح ويتحرك الجوعى وتتحول إلى فوضى تستدعي دخول الأمم المتحدة، وحدودنا مفتوحة، لا نريد ذلك.


وهل ستحدث الثورة في السودان؟
-    ستحدث إن شاء الله ولكننا نريد تدهورا  نتيجة لسياسات نظام سيئ ثم إلى فوضى ولكننا لانريدها مستمره حتى لا نتعرض لصومال اخر. السودان ليس به شرايين ولا قطاع عام ولاسكة حديد، ولا كهرباء، ومازالت القبلية والعنصرية مسيطرة، ونشروا العصبية بعدوى رد الفعل.


ولماذا تأخرت في تقديرك؟
-    الثورة من قبل في السودان كانت في العاصمة فقط، نريدها هذه المرة قومية في كل المدن، في توقيت واحد وبضربه واحدة.

البعض يرى أن الثورة لن تأتي بالسودان فليس هناك أسباب لقيامها، ولو كان الشعب يريدها لفعلها فالنظام أضعف من الأنظمة التي إنهارت في مصر وتونس وليبيا وحتى أضعف من نظام نميري وعبود؟
-    لا هم  أقوى من نظام نميري وعبود، ولديهم جهاز أمن قوي، وكونوا حزب سياسي، ونحن لابد أن نحتاط، حتى لا تستمر الثورة أكثر من يومين، حتى لا يأتي الجوع وتتكسر البلد، فالجوعى لا يعرفون سياسة وسيخربوا، وحتى لا تأتي العصبيات من الأقاليم وهي مسلحة، وإذا أتوا سيسلحوا الناس وسنصبح صومال آخر. نريد أن نجمع كل الناس.

وهل  اقتربتم  من تحقيق هذا الهدف؟
-    شيوخ الدين الكبار خوافين، وقيادتنا بالقضارف عملوا مؤتمر صحفي قبضوهم ومعهم الصحفيين، وكذلك المناصير ومن يتعاطف مع قضيتهم والسنوسي.

إذن اقتربتم؟
-    صمت.. هل كان الناس في مصر يتوقعون ما حدث لمبارك؟ ولا تونس، (فلن تأتيهم إلا بغتة)، ومصر ليست كالسودان فنحن شعوب وديانات ولسنا نسيج واحد.

حدثنا عن إشاعة وفاتك؟
-    لفترة كان عندي شغل كتير بالداخل ولم أتحدف في الإعلام، فالصحف لا تنقل كل حديثي ماعدا صحيفتنا، فقالوا إني مريض، وبعدين قالوا أنه مات، ولسوء حظهم كان عندي مؤتمر في نفس اليوم.

وما هو الهدف من هذه الإشاعة في رأيك ؟
-    يريدون موتي لأنهم يحسون بالثورة، فيريدون قتل المشاعر بموتي.

ولماذا لا يعتقلونك إذا كانوا خائفين؟
-    لا إعتقالي سيهيج الناس

شيخ حسن هل تتوقع إعتقالك؟
-    نعم لأنهم اعتقلوا السنوسي، ولكني أتمنى أن يفعلوا ذلك بعدما نخلص من ترتيبنا ونعمل مؤتمرنا الصحفي، وننزل بكل قوة للشارع ونتبنى كل القضايا، أي جهة عندها دراما، أو مشاكل قبلية، نحاول نفهم الناس، وسوف ننسق مع حاملي السلاح.

و لماذا تم إعتقال الشيخ إبراهيم السنوسي؟
-    ناس الأمن قالوا أنه سيقابل ناس كردفان وعبد العزيز الحلو، وسوف يلاقي الحركة الشعبية قطاع الشمال.

وماذا كان يفعل الشيخ السنوسي بجنوب السودان؟
-    المؤتمر الشعبي كان له قواعد كبيرة بالجنوب، وهو ذهب للتواصل معهم ومساعدتهم في عملية التنظيم، فالى الآن ليس هناك قانون لتنظيم الأحزاب، فمن المفترض أن يطالبوا الأحزاب بالتسجيل، وهذا أيضا لم يحدث، لكن هذا حال الثوار دائما لا يعلمون الحكم، فالأفغان طردوا الروس وظلوا متحيرين حتى جاءهم الأمريكان، وحتى في الثورة الفرنسية الثوار قتلوا الحكام والنبلاء، ولم يستطيعوا أن يحكموا، ولذلك ذهب السنوسي ليساعدهم في التنظيم.

وهل قابلهم بالفعل؟
-    أنا لا أعرف فهم قبضوه بالمطار ولم أتحدث معه، وحتى لو قابلهم فهذا طبيعي فهم موجودون هناك.

ألم ترسله لعقد إتفاق مع قادة تحالف كاودا؟
-    ولم لا؟ فنحن نقول ذلك في الإعلام أننا معهم لكن تختلف الوسيلة فنحن ضد السلاح، ونؤيد العمل السياسي، فهدفنا مع تحالف كاودا واحد وهو تغيير النظام ولكن الوسيلة مختلفة.

كيف ذلك وأنت قلت أن وسيلتك مختلفة في تحقيق الهدف عنهم؟
-    هم ليسوا معنا في خصومة وسوف نوقفهم عندما تتحقق الثورة، وسنستطيع السيطرة عليهم حتى لا يستخدمون السلاح بعد الثورة.

قالوا أن الشيخ السنوسي كان معه وثائق ساعدت على مقتل خليل؟
-    كيف ذلك وهو كان بالجنوب وخليل كان بالشمال ولم يقابله؟

هل تتوقع الإفراج عنه قريبا؟
- الله أعلم هم أغلقوا جريدتنا الرأي للشعب وقلنا غضبة وسوف تعود مرة أخرى ولكنهم ألحقوا بها جريدة أخرى ( ألوان).

ألا يغفر للحكومة عدم رفع أسعار البنزين في الميزانية حتى لا يتحمله المواطن البسيط؟
-    هذه الميزانيات أولا كلها كذب، وأنا كنت في المجلس وأعرف كل هذه الأساليب، هناك عجز رهيب في الميزانية، وستكون هناك زيادة في الأسعار، وهيعملوها تدرجا بمراسيم، وسوف يأخذوا هذا العجز من الناس ومن الجمارك عليهم، وهيعوضوا ماذهب من البترول من الناس، لأنهم عملوا وزارات أكثر من زمن السودان موحد، كان زمان بضع وعشرين وزير للسودان كله، الآن في السودان فقط عدد كبير من المستشاريين والمساعديين والوزراء، والصرف سيكون كبيرا جدا على القطاع السيادي، وكل وزير سياخذ اسرته للعلاج بالخارج وكله على نفقة الدولة، ستكون تكاليف رهيبة، والجيش سوف يطلب طائرات بملايين الدولارات، وهم يخافون الجيش ويلبون كل مطالبه.

وماتعليقك على تعيين علي عثمان نائب أول والحاج آدم نائب ثاني؟
-    علي عثمان ليس لديه أي قيمة الآن، كان يريد أن يتخلص من موضوع محاولته لقتل مبارك في أديس أبابا، وقال للخواجات سوف أعمل ماتريدونه في اتفاقية الجنوب شرط أن يرضى عني مبارك، فكان مبارك لا يقابله، ولذلك انهى نيفاشا بهذا الشكل، والرئيس وقع لأنه لايعرف ماذا يعني دستور ولا اتفاقات ملزمة، ولذلك هو يبارك أي شئ لأن القوة عنده هي التي تحكم. أما الحاج آدم فتعينه مجرد تنفيس لأهل دارفور لأنهم كانوا خايفين من خليل إبراهيم الذي قالوا عنه أنه أتى بالأموال والذهب وأسلحة لاحد لها من ليبيا.

البعض يقول أنك مازلت على إتصال بالحاج آدم، وأن تدرجه في الحكم بهذه الطريقة مجرد خطة بينكما؟
-    ضحك... هذا كلام غير صحيح على الإطلاق، فالحاج آدم دخل الإنتخابات، ولم يكن بها أمل وقالوا له أن العرب الرحل صناديق تصويتهم مع شيخ القبائل الرحل، ولم يستطيع الوصول لهذه الصناديق والحاج آدم سبهم كثيرا، ووافق أن ينضم إليهم لصعوبة الحياة، ولكنه ليس عنده سلطة، وعلي عثمان رغم أنه ليس لديه قيمه إلا أنه على الأقل بيكون الرئيس إذا سافر الرئيس أو مات.

وماهي توقعاتك للشخص الذي سيحكم البلاد بعد البشير بعد انتهاء هذه الفترة؟
- البشير لن يترك السلطة، فمبارك عندما وقع قال كنت أنوي أن أترك السلطة، وعلي عبد الله صالح قال كذلك، وبعدها شغل ناسه بالشارع، وقال نزولا عن رغبة الجماهير سأظل بالحكم، فالبشير ليس عنده خيار، السلطة تعني الموت، وكل الطغاه هكذا، حاولت أن أتحدث مع علي عبد الله صالح فهو صديق، وعندما أتى للسودان كان يريد أن يقابلني، ولكنهم رفضوا، وأتى رئيس المجلس في اليمن وطلب وزارني في السجن، وذهبت إلى سفارتهم بالخرطوم حتى أنصحه بضرورة التخلي عن الحكم. فالبشير لن يترك السلطة، وليس لديه خيار فالسلطة يعني موت عند الطغاة.


مارأيك في زيارة سلفاكير لتل أبيب؟
-    الجنوبيون اتصلوا بنا وقالوا لاتنشغلوا كثيرا بهذه الزيارة، ولكن الجنوبيين يعلمون تماما أن سرائيل خايفه جدا من الثورات العربية وخاصة في مصر وسوريا، والجنوبيين يحتاجون للتنمية، وقالوا هياخدوا من أي حد يهودي أو غيروا.

هناك تخوف وقلق مصري وسوداني وعربي من هذه الزيارة. هل أنت مع هذا التخوف؟
-    العرب لم يأتوا للإستثمار بالجنوب، والجنوبيون يريدون مصالحهم فقط، ولو أتى العرب إلى الجنوب سيسحبون البساط من إسرائيل هي فقط مجرد مصالح.

كان هناك تزامن بين زيارة سلفاكير لإسرائيل ومقتل المعارض الجنوبي جورج أطور. هل تعتقد أن هناك مؤامرة دخلت فيها اسرائيل لصالح جوبا للتخلص من أطور؟
-    لا أعتقد ذلك فهي مجرد تبريرات، وأطور كان في منطقة أغلبها ليست أهله، فقبيلته على النيل، والقبيلة مهمة جدا بالجنوب، وليس هناك أحزاب، وهو كان عسكري كبير بالحركة ودخل الإنتخابات وسقط ونجحوا شخص ثاني غيره، ولذلك هو هاج، وكان الشمال يسانده، ولذلك وقفوا ضده بالجنوب، وأعتقد أن مقتله كان على يد الجيش الشعبي، وليس هناك أي أياد خارجية لا أمريكية ولا إسرائيلية وراء قتله، ففي الجنوب ليس لديهم وعي سياسي كبير، ومن الممكن أن يتم شراء من حول أطور فليس هناك ولاءات كامله، وهذا طبيعي بعد الثورات دائما تحدث الصراعات.

كيف ترى أزمة نقل البترول الجنوبي عبر الشمال؟
-    إذا أصر الشمال على هذه الأسعار العالية، معروف في العالم كله أسعار النقل والإيجار، فسوف يتفق الجنوبيون مع شركات عالمية سوف تدفع لهم قيمة إنتاج البترول في سنة، وسوف تقوم هذه الشركات في خط أنابيب لنقل بترول الجنوب عبر كينيا أو أثيوبيا، والجنوبيين قالوا لنا أنهم وصلتهم عروض كثيرة حول هذا الأمر.

هل الموضوع بهذه السهولة؟ لو كان هكذا لم يكن ليأخذ كل هذا الوقت من الجنوبيين كانوا تعاقدوا فورا، أما موضوع إنشاء خط الأنابيب سوف يأخذ على الأقل 3 أو أربع سنوات، والعملية مكلفة جدا؟
-    نعم الموضوع سهل ولن يأخذ أكثر من عام أوعامين على أقصى تقدير، والشركات العالمية في البترول لديها أموال ضخمة فلن تكون هناك مشكلة.

الجنوبيون عرضو على الخرطوم المساعدة في حل الأزمة الإقتصادية بمليارات الدولارات شريطة أن تكون أبيي جنوبية. ما رأيك في ذلك؟
-    في أبيي هناك قانون ملزم، وأنا مع القانون حتى لو واحد سيئ عمله، فأنا قبلت بتقرير المصير رغم أنه سيئ، لكنه جاء وفق قانون ملزم من خمس أفراد، وإتفاقية مياة النيل مع مصر كان عاملها شخص اسمه طلعت فريد، وهذا الإسم نادر بالسودان فلايوجد لدينا اسم طلعت هذا، وذهب للمهندسين المصريين وقال لهم لو إختلفنا نذهب لجمال عبد الناصر، فكيف سيكون خصم هو الحكم؟، وكان كل السودانيين ضدها، ولكنها أصبحت إتفاقية ملزمة.

ألا تريد أن تأتي المياه إلى مصر؟
-    لا طبعا تعالوا هنا السودان ازرعوا واسكنوا وعيشوا، فلدينا الأرض الصالحة للزراعة والمياه، تعالوا فانتم الأقرب لنا.

ماهو الأصح الآن في أبيي؟
-    الجنوب ماينفصل

كيف ذلك فالجنوب إنفصل بالفعل؟
-    نرجعه  تاني.

وهل هذا سهل؟
- نعم سهل أليس بعد الطلاق رجوع؟.. وحتى المصريين لو أتو بطريقة سالمة ستعود وحدة وادي النيل، والجنوبيين تحدثنا معهم قالوا قلوبنا مع الشمال، ولكنهم يقولوا أن الحكومة كانت السبب في إنفصالهم.

ماهي رؤيتك للوضع الآن في النيل الأزرق وجنوب كردفان؟
-    هناك قبائل عربية المسيريه وتقضي معظم وقتها بالجنوب، فالحدود مفتوحة، وقبيلة الحوالم والنوبة، والحكومة بتلعب لعب قبلي هناك، والناس لا يؤيدوا الحكومة هناك فهي لم تفعل لهم شيئا.

ومارأيك في الهدوء بجنوب كردفان الآن؟
-    ليس هناك هدوء بجنوب كردفان فالحرب في كل الولاية، وهناك تخوف شديد، وعدد كبير من أبناء النوبة ذهبوا للجبال والجنوب، فالوضع متفاقم هناك، ولكن ليس هناك إعلام يعكس، وليس هناك أي رؤية للحل، والوالي أحمد هارون نفسه لم تعجبه هذه الطريقة التي تنتهجها الحكومة، فهو رفض الحرب لكن المركز فرضها عليه، ومازال يبحث عن تسويات لكن البشير لا يهمه فهو عسكري لا يعرف الحوار.

وكيف تقرأ الوضع في دارفور بعد إتفاق الدوحة؟
-    مني أركو مناوي لديه قوات بدارفور إلى الآن أما السيسي ليس لديه  قوات ولا قاعدة بدارفور، والسيسي نفسه يقول أنهم أتوا لفعل شئ وهذا هو الممكن لديهم.

كيف ترى الموقف القطري الذي ساند الثورات العربية ولكنه يساند ويدعم النظام في الخرطوم؟
-    قطر لأنها كانت تريد حل أزمة دارفور، لا تريد أن تغضب الحكومة، وطلب الرئيس منهم 3 مليار دولار ، وهم شغالين استثمارات ضخمة بالسودان، وقالوا هيعملوا بنك بـ 2 مليار دولار في دارفور وكذلك بالجنوب، ولذلك أصر البشير أن يذهب إلى الدوحة في مؤتمر الحضارات رغم رفض بعض الدول لحضوره إلا أنه أصر حتى يأخذ هذه الأموال، ولكنه رجع بوعد غير جازم.

هناك بعض الأقاويل بأن أمير قطر الشيخ حمد قال للبشير حتى تنجوا من الربيع العربي لابد أن تدخل الشيخ الترابي معك مرة أخرى. هل حدث ذلك؟
-    نعم حدث ذلك، فالقطريون قالوا للبشير هات الشيخ، ولكن الشيخ في نظره يعني سحب الحكم منه، فلم يرد على القطريين بكلام قاطع لأنه يحتاج لأموالهم.

هل لديك إتصالات مع القيادة القطرية وهل عرضوا عليك مبادرة للصلح مع البشير؟
-    نعم لدي علاقات مع النظام فوق في قطر ولكنهم يعرفون رأيي جيدا في هذا الموضوع ولا يمكن أن أتنازل عنه.

وماهو رأيك في هذا الموضوع؟
-    لن أشاركهم أبدا ولابد من تغيرهم.

وما تعليقك على تغيير موقف الأمريكان فهم الآن لا يريدون تغيير النظام بالسلاح؟
- الأمريكان موقفهم لم يتغير هم لا يقابلون البشير، وعندما يأتي مسئول منهم لا يقابل الرئيس ويقابل المسئولين فقط، وكأن شخص أتى يزورني في بيتي وقال احبسوا الراجل ده، ويقابلوا أهل بيتي ويأكل معهم ثم يذهب، فأي ذل هذا الذي وصلنا إليه؟.

بعض قيادات الحكومة ترى أن الثورات العربية أتت بإسلاميين وأنهم أصلا إسلامين ولذلك لن تأتي الثورة بالسودان. ألا ترى أن هذا الحديث به منطق؟
-    هم مستغليين شعار الإسلام، وشوهوا صورة هذا الشعار، بأفعالهم الخاطئة فمازالت التجربة الإسلامية في مصر وتونس وليبيا مجرد وعد، أما في السودان فهي فعل، وفعل سيئ من تقطيع للبلد للدكتاتورية والإعتقالات وهذا ليس من الإسلام في شئ.

وكيف تري  الأوضاع في شرق السودان؟
-    هي الأخرى سيئة وناس شرق السودان يتدربون في أريتريا فقبائلهم واحدة.

كيف تقول هذا الكلام وأفورقي علاقته طيبة جدا بالسودان؟
-    لا الحكومة علاقاتها أقرب لأثيوبيا حتى لا تقف مع الحركة الشعبية، فلو وقفوا مع أريتريا أثيوبيا سوف تقف مع الحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ولا يستطيعوا إرضاء أثيوبيا وأريتريا في نفس الوقت فهم أعداء.

الرئيس البشير افتتح  3 موانئ ضخمة في بورسودان ألا ترى أن هذا سيصب في تنمية الشرق وسوف يكون لصالح الحكومة؟
-    مجرد توسعة عادية لا تفعل شيئا في التنمية. هذا العام احتمال أن يكون سيئ جدا على السودان، ففي القضارف مركز منتجي الذرة أنتجت الثلث فقط، والجزيرة لا يوجد بها ماء وأنتجت أقل من كفايتها، وتأخر المطر في جنوب كردفان وتوقفت مشروعات زراعية كبيرة في النيل الأزرق، فلدينا مشاكل كبيرة وإرتفاع أسعار رغم أننا في موسم الإنتاج.

بمناسبة الحديث عن الزراعة ماتعليقك على تخصيص مليون فدان للمصريين بالشمالية؟
-    هذا المشروع مجرد كلام، فأهل الشمالية لن يتركوا الفلاحين المصريين يزرعوا الأرض، وأي فلاح سيذهب هناك سيخرجوه، وهذا المشروع سوف يفشل، ونصيحتي ألا يأتي مصري للزراعة بالسودان عن طريق الحكومة.

هذا حديث غريب، وكيف يأتي من يريد دون إتفاق مع الحكومة؟
-    لو أتى المصريين مباشرة إلى الناس أنفسهم سيأخذون الأرض ببساطة لكن عن طريق الحكومة لن يستطيعوا، لابد أن يأتي المصريون إلى السودان شعب مع شعب، لا تأتوا مع الحكومة، نظامنا فيدرالي وولائي بالسودان، والإنتخابات مزورة، فالناس سوف يعطوا المصريين بكل سهولة، فهم أقرب لنا من أفريقيا التي دخل منها ملايين وعاشوا وأصبحوا سودانيين دون تدخل من الحكومة، وأنا قولت لمبارك من قبل هات المصريين يعيشوا ويزرعوا في السودان، وقال لا أمريكا تزعل مني، هناك عمال وتجار ومزارعين وغيرهم من الحرفيين المصريين دخلوا بمفردهم وهم يعملون في كل شئ الآن بالسودان، وقلت من قبل للقذافي لو عاوز وحدة شعبية جماهيرية دون أن تشيد طريق واحد من ليبيا للسودان، هذا الطريق سيكون أفضل من مشروع النهضة الصناعية الذي كلفته 30 مليار دولار، أوروبا لم تتوحد بالقوة بل بالشعوب، والي عملوا المصريين بالجنوب غير كافي، لابد أن يذهب المصريين ويستثمروا أكثر فالوضع هناك آمن والجنوبيين سيرحبوا بوجود المصريين أكثر حتى من شمال السودان.
لو تحدثنا عن رؤيتك للأوضاع في مصر .. ما هو تقيمك للأوضاع   بعد فوز الإسلاميين بأغلبية البرلمان ؟

-    فيما يخص الانتخابات فقد كان  متوقعا اكتساح الإخوان، لأن الشعب المصري لديه روح تدين، أما السلفيين فهم طيبون ولكنهم يدخلون السياسة لأول مرة، وسوف أتحدث معهم ، وفي الوضع العام في مصر ، فعند زيارتي الأخيرة للقاهرة قلت للقوى السياسية لا تملكوا العساكر ، فهم سيكونون   مشكلة لو قبضوا علي  السلطة وحديثي ثبتت صحته  الآن، فلو تمكن العسكر لن يتركوا  الحكم بسهولة، والملاحظ أنهم لا يقدمون أي تنازلات إلا بالضغط، فهم أعطوا صلاحيات لرئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري بالضغط، وكونوا مجلسا استشاريا  بالضغط أيضا.

وكيف ترى المستقبل في ظل الخلاف الحالي بين القوى السياسية ؟
- الشعب المصري سوف ينتصر في النهاية، وأرى أن ما يحدث طبيعي، ولكن أستنكر تكسير المنشآت المصرية ومؤسسات التاريخ المصري، وهذه هي طبيعة الشباب فنيتهم سليمة، لكنهم لا يعرفون  ماذا سيفعلون، والجيش أخطأ عندما واجه الأقباط والشباب، فهو لا يملك الخبرة، فالجندي في الجيش تدرب على أن من أمامه عدو ويقتله، وكان على الجيش أن يترك الأمر للشرطة فهي تجيد التعامل أكثر منه مع هذه الأمور ، وحتى لو وقع لوم  على الشرطة، ساعتها سيكون الجيش بعيدا  ومحتفظا باحترام الجماهير ،  فهم أخطأوا في الجيش، والشباب بطبعهم  مندفعين، ولم يحصدوا شيئا  في الانتخابات، وهذه هي الحياة "    الطباخ يصنع الطعام ولا يأكل إلا البواقي " .

هل كانت لديك اتصالات بالإخوان بعد زيارتك الأخيرة؟
-    نعم وأرسلت لهم شخصا  درس الاقتصاد المصري منذ زمن محمد علي وهو عاش عاما بمصر من أجل هذه المهمة، ورأينا أن يتحدث معهم في هذا الأمر، وسوف أتحدث مرة أخرى مع الإخوان بعد أن اقتربوا من الحكم ، لأننا في السودان ضربنا مثالا سيئا  للحكم الإسلامي، و العساكر خربوا التجربة، ولو فشلت  التجربة في   مصر سيكون التأكيد بأن النموذج الإسلامي سيئ في الحكم.

وكيف تري شكل التعاون الذي يجب أن يكون موجودا بين  الإخوان و السلفيين في مصر ؟
-    أري أن علي الطرفين أن  يتعاونا  وأن يدخلا  معهما آخرين، فالإسلام أصلا هو دين الحوار والحريات، وعليهما أن يتركا  الشعب يختار حكمه   بانتخابات نزيهة .

هناك  تصريحات  متشددة   خرجت من بعض القيادات السلفية في مصر  كيف تري تأثيرها ؟
-    هذه التصريحات جاءت نتيجة أنهم "   جدد  "على عالم السياسة، وعندما التقيتهم  في زيارتي الأخيرة لمصر كنت متخوفا من  أن يكونوا ضد آرائي، لكني رأيت أنهم علي  على استعداد للتعلم، وهم لديهم المرونة لذلك  ، فسلفيو مصر ليسوا كسلف السعودية أو السلفيين في أي دولة أخرى.

وما رأيك في موقف واشنطن ومدها لجسور الصداقة مع الإخوان الآن؟
-    معروف أن الأمريكان يسيرون خلف مصالحهم، وهم يشعرون أنهم أخطأوا في إيران عندما رهنوا أنفسهم مع الشاه ، فأصبح كل الشعور الديني  والقومي  في إيران ضد الأمريكان.
-   
نريد أن نعرف رؤيتك للأوضاع في البلاد العربية الثلاث" مصر وتونس وليبيا " التي نجحت الثورات في إطاحة نظمها الحاكمة ؟
-    أنا مطمئن للأوضاع في تونس أكثر من مصر، مع أن فرنسا كانت أشد ظنا بأنها "فرنست"  تونس، ولكن التوانسة مثقفون جدا فالمغرب العربي أكثر ثقافة من مشرقه، وهم يذهبون  لأوروبا وتربوا فيها، وحتى لو لم يمارسوا الحكم  فقد شاهدوا تجارب ووقفوا عليها في الغرب،  ولو رتبنا الأوضاع  في البلاد الثلاثة حسب الأكثر تقدما ستكون تونس يليها مصر ثم ليبيا ، وأنا اخترت أن أزور  مصر وأرتب لزيارتها مرة أخري  ولم  أذهب لتونس .

ولماذا لم تذهب إلى تونس؟
-    لا أريد أن أشوش عليهم، فالتكتل الليبرالي اللاديني قوي إعلاميا بتونس،هو في الحقيقة  ليس لديه شعبية ولكن لديه إعلام قوي، وللعلم راشد الغنوشى ، زعيم حزب النهضة ،  كان معه جواز سفر  سوداني وكان يأتي للسودان كثيرا، وهناك أناس منهم عاشوا وتزوجوا بالسودان، فلا أريد الزيارة في هذا التوقيت حتى تستقر الحكومة، وحتى لا يتم الربط والمقارنة مع الأوضاع في السودان ، وإذا فعلت فسوف يشنون  حملة على الغنوشي ويقال أن تجربة السودان الفاشلة ستتكرر هنا وتجري الاعتقالات ويتم تقييد الحريات     ، أما في مصر فأغلب الأحزاب تعلم جيدا أننا لسنا فرعا للإخوان المسلمين.

وماذا عن ليبيا؟
-    أرسلت إليهم شخصا أيضا، الغربيون يريدون فرصة للاستثمار في ليبيا، لأنها خربت وتكسرت بعد الثورة، أما إخوان ليبيا فهم أضعف من إخوان مصر ثقافة وحجما  وقوة وتنظيما ، وعندهم سلفيين أيضا ،  لكنهم  مجموعات وليسوا تنظيما.
هل تعتقد أن هناك جهات غربية وراء مقتل القذافي؟
- لا أعتقد ذلك، ومقتله بهذه الطريقة يعبر عن رغبة إنتقامية من الثوار.
-   

وماذا عن الوضع في سوريا ؟
-    تحدثت مع السفير السوري بالخرطوم، لا أريد أن يلحق بشار بنفس طريقة القذافي، وأريد أن أذهب إلى سوريا فلدي علاقات بالأتراك،والأكراد والشيعة والسنة بالعراق، وكنت أريد أن أتحدث مع السوريين وأنصحهم، فالأسد ليس له أمل في الاستمرار ومن الأفضل أن يذهب دون إراقة كثير من الدماء.

شيخ حسن .. أخيرا    أنت  انتقدت البشير و الحكومة كثيرا   رغم أنك كنت تشاركهم لأكثر من عشر سنوات وأنت من وضعت كل المنهج الذي يسيرون عليه الآن، ألا ترى في هذا تناقضا؟
- نعم شاركتهم سنوات طويلة لكني كنت في صراع دائم معهم بحثا عن الحريات وسيادة القانون، وحاولت أن يكون مجلس النواب رقيبا ولكن البشير لم يعجبه هذا، لا يريد أن يكون المجلس قويا، هو الأقوى " ما أريكم إلا ما أرى" ، ولذلك حل المجلس رغم أن النظام الرئاسي لا يحل البرلمان، ولكنه أتى بالقضاة ومرروا له القوانين، ومبارك قال للبشير" إنت عملت ثورة، وكل العالم بيقول أنك شغال ياوران للترابي، لازم تخلص منه ..  هايدوخك " ، وأنا كنت أريد   في المجلس    أن أعلم النواب كيف يكونوا مسئولين، فمنعت أي تصفيق حتى لا يكون هناك  إرهاب في المجلس، كما منعت أي مشاحنات واعتراضات بطريقة غير لائقة كما يحدث في برلمانات كثيرة، حتى أعلمهم الشورى بطريقة إيجابية لبحث الحلول، كانت الفرصة ثلاث دقائق إلى خمس دقائق للمتحدث لا يزيد عليها، ومنعت الدخول الى القاعة من بعدي، وتحدثت مع الصحفيين أن ينسوا أي دراما بالمجلس وأن يركزوا في كتابتهم عن القضايا، فالمجلس ليس مسرحا يضحك عليه الرأي العام، كنت آخذ التصويت بالوقوف وليس برفع اليد، وكنت أطالب الصامتين بالحديث، كنت أقول الأخ صاحب المقعد رقم كذا، لم أنادي بالأسماء، كنت أعرف آليات الأعضاء وكنت أوزع الفرص حتى لا يقال  أني منحاز لطرف على طرف، وأتى إلينا برلمانيون عالميون وقالوا أنه من أفضل البرلمانات في العالم.

 

آراء