التسوية الكارثية
عمر الحويج
16 October, 2022
16 October, 2022
التسوية الكارثية وإحياء السودان القديم بمرزوءاته العالقات بالأنحاء الأربعات
كبسولة: (١)
حمدوك : طالبناك من قبل أن تكن بطل السودان وبطل افريقيا (مانديلا) الثاني .. خذلتنا
حمدوك : حذرناك من قبل أن لا تكن خائن السودان وافريقيا (تشومبي) الثاني .. خذلتنا
(حمدوك :لا تعد ثانية خير لنا ولك .. فالثالثة الخيانة العظمى وبك خُذْلانا)
كبسولة: (٢)
***
(د/جيكل-آند-مستر/هايد - اثنين في واحد-) .
البرهان : رئيس بحلم أبيه/ يَصدِق حين يدعم الإسلامويون ويعيدهم للسلطة .
البرهان : رئيس بحلم أبيه / يَكذِب حين يقسم أنه يدعم الشعب لإستلام السلطة .
***
لنترك الحديث مباشرة عن الحرية والتغيير ، وقد تحدثنا عنها واليها كثيراً ، باسمها المنتحل من الحرية والتغيير الأصل ، التي قادت ثورة ديسمبر الباهرة السديدة ، حتى انتصارها الأول ، ولإجهاضها منذ لحظتها ، تفتق ذهن الإسلامويين الذي لاينضب عند شدائد المكيدة ، عن خطة ، لإيقاف مدها الكاسح ، فأوعزوا لفرعهم في اللجنة الأمنية ، استرجاعاً لتجربتي 64 م و86 م بانحياز الجيش للثورتين ، فحاكوها ، بإنقلاب اللجنة الأمنية ، وصوروا إنقلابهم الأول بأنه انحياز الجيش للثورة ، وتمددوا مخادعة وخديعة ، فصوروا إنقلاب 25 اكتوبر المشؤوم الغاشم ، بأنه تصحيح لمسار الثورة ، الذي لفحوه من هتافات الثوار ،الذي به كانوا يطالبون بتصحيح مسار ثورتهم ، التي انحرفت به الحرية والتغيير ورئيس وزرائهم عبد الله حمدوك ، الذي وقف حماره في عقبة إنعدام حس الفعل الثوري ، وسلم مسؤوليته طائعاً مختاراً للجنة الإسلامويين الأمنية .
وانطلت خدعة تصحيح المسار الإنقلابية على بعضهم ، ولكن تركز الإنخداع هذه المرة على الفلول ، والباحثين عن مصالحهم الشخصية والانتهازيين الوصوليين وغيرهم من مخلفات النظام البائد ، والحركات "المصلحة" التي باعت أهلها وكفاحها المسلح ، لمن حاربتهم سنين عدا ، فأنهزمت لهم وهزمت ذاتها وفقدت صفاتها ، وأيضاً طائعة مختارة ، مالهم بهم خساسة إنتهازية ، هؤلاء الناس أجمعهم باعوا أعظم ثورة في التاريخ الحديث ، بابخس الإمتيازات والمصالح الزائلة إلى ربها ، راضية مرضية .
ماعلينا لنترك الفات الذي ما مات ولن يموت ، مالم تقتص الثورة لكل مظنون أنه فات ، جراء هذه العصابات التي تكالبت على ثورة ديسمبر المجيدة ، من كل حدب وصوب ، ومن الداخل والخارج ، ومخابرات كل الدنيا القريبة والبعيدة والجارة الشقيقة .
ولنترك الحديث عن الحرية والتغيير مرة أخرى ونرجو أن تكون الأخيرة ، لنا ولغيرنا باسمها المنتحل ، لإنتهاء مدة صلاحيتها ، وليكن حديثنا ، موجهاً إلى مكوناتها الفعلية ومن داخلها ، لنرفع عنها غطائها وخبائها وحتى وشاحها الملتف حول عنقها وذاك جيدها للزينة المغشوشة عند شاشاتها البلورة ، لنكشف عن وجه أحزابها "الأربعة طويلة" ، التي أطلق عليها الثوار هذا الإسم بعد سرقتها للثورة من اصحابها ، وشكلوا حكومتهم المختطفة بقيادة ، الذي تأكد أنه لا يهش ولاينش ، بعد الشعبية المخادعة وبه مخدوعة ، التي تحصل عليها في شهوره الأولى ، التي جاءته في طبق من صمود وبسالة ، نسبها إنجازات له ، وليس لأصحابها ، وهي بالحق والحقيقة أتت بها الثورة المهيبة ، الذي لهج بعظمتها وقوتها وفرادتها الأعداء قبل الأصدقاء ، وفتحت له أبواب الدول المغلقة ، وكانت إعفاء الديون ، وفتح المجال للاستثمار والمساعدات وغيرها من الوعود ، التي ظلت وهمية ، وزاد طين وهميتها بلة ، إنقلاب 25 اكتوبر ، ثم نام بعدها رئيس وزراء الثورة ، هو وطاقمه وحاضنته الرسمية ، قحت أو قحط سيان ، ناموا نومة يحسدها عليهم أهل الكهف .
والأحزاب الأربعة طويلة ، تبدأ بشيخ طويلتهم ، حزب الأمة القومي ، ممثل اليمين في السياسة السودانية و(اليمين هنا تسمية طبقية لا ذماً يعتريها) يليه في قصر القامة ، حزبي الوسط ، المفترض، المؤتمر السوداني والإتحادي الموحد ، الوسط ، حزب الطبقة الوسطى ، الموبؤ تاريخياً ، لسؤ حظ البلاد ، والعباد، بغريزة التبعية "سبحان الله" لليمين أين ما اتجه ، تبعية مشبوهة ، بدأها الراحل زعيم الوسط حين خيانة طبقته الوسطى المستنيرة "وهي أيضاً لا ذماً يعتريها"، وانحاز كامله وبكله وكلاكل هياكله ، لليمين شبه الإقطاعي الطائفي المتستر خلف الدين المسيس ، والتاريخ المزور، وفوق ذلك انصاعا معاً ، التيارين اليمين والوسط ، تحت تأثير الإبتزاز الديني للحزب الإسلاموي ، وتذكرون ياهداكم الله (الشريعة قبل الخريف) ، ومظاهرات (المصاحف على الرماح) ، وقبلها مظاهرات (مسح وجوههم الثلاث ، دورهم وصحفهم وحزبهم) ذلك الحزب النازيو ، الذي جرهم من خلفه ، وحين أشبع نهمه وغريزته المطبوعة على الخيانة والغدر ، استغنى عنهم بضربة المعلم الشريرة ، ووتأبطهم كحزمة جرجير ، كما قال شاعرنا الراحل العملاق صلاح أحمد ابراهيم في"سابقتهم الجنائية في عنبر جودة" فقد زج بهم مجتمعين ، في فجريته الثلاثينية ، لا راعى فيهم إلا ولا ذمة ، وفتح لهم سجونه ومعتقلاته ، فكسر هيبتهم الدينية وسط مريديهم ، وبهذا كان قد أقدم في مالم يتجرأ على فعله الإنقلابيين الذين سبقوه ، والذين تعلم منهم كل تجارب شرهم عند إنقلابهم ، بل زادها (كوز) ماء وعائه . شر ماء غير طهورا ، إلا أنهم لم يتعلموا قيمة احترام رموزهم الذين كانوا قبلها تحت رعايته انصياعاً ، تابعين لا رعايا .
وتمومة أربعتهم حزبا البعث وحركة عرمان ب"سودانه الجديد بتغييره الجذري المنسي في دفاتره " حركته الشعبية- التيار الديمقراطي الثوري ، المنتمية مرجعيتهم لليسار العريض . ولكنهم عالقون ، في حبل إهترأ ، وتبدد إما أن يطيح بهم يميناً ، فيُخسفون ، وإما يساراً فيُنتشلون ، وفي كل
أحوالهم ، جاء زمان المفارقة ، والشقاق ، والسياسة لا شماتة فيها ، فهي نتاج معارك طبقية .
هؤلاء هم أربعة طويلة ، عارين متعرين ، من لحاف غطائهم المنتحل باسم الحرية والتغيير ، فقد تباينت مواقفهم ، وهم ومصائرهم تحت نيران وفوران هذا الزخم الثوري الذي تصنعه الشوارع التي لاتخون ، والذي يأتيهم ، من حيث لا يحتسبون ، ومن كل فج عميق .
للنظر ماذا وصل بهم الحال ،وهم يخوضون ، معركة التسوية الكارثية مع العسكر .
فأما حزب الأمة فقد كان متماهياُ تماماً بقيادته المتمركزة تكليفاً لا أصالة ، من رئيسه اللواء م فضل الله برمة ونائبه الفريق صديق اسماعيل ( لاحظ الرتب العسكرية) مع اللجنة الأمنية التابعة للتيار الإسلاموي ، وسيقودان حزبهما إلى ما لايحمد عقباه في مستقبله القريب ، فشباب هذا الحزب متواجد في قلب الثورة ، ومع بسالة الثوار يتقاسمها مع الشباب جميعهم ، من كل الكيانات السياسية في الساحة ، ولازالت لاءاتهم الثلاثة مرفوعة ومنصوبة على الحناجر هتافاً ودماً وسجناً وتعذيباً ، ترافقها كل مطلوبات الثورة وشعاراتها كاملة غير منقوصة .
فهذه التسوية الكا ثة التي يتصدرها حزب الأمة ، بقيادته العالية الصوت ، والتي يقود فيها عمياناً محالفيه ، وإن كانوا حقيقة مخالفيه ، فها هو حزب البعث أعلنها بالصوت العالي رفضه للتسوية ، والحبل على الجرار ، ونتيجتها اعتقال مناضلهم المحامي وجدي صالح ، الذي صنعوا للجنته الممحاة قصداً وعمداً ، لجنة إزالة التمكين ، انقلاباً كامل الدسم في اكتوبر 25م صنع خصيصاً ، كما كان يصنع سجائر زمان خصيصاً للسودان .
وهناك سكوت التابع الآخر فعلاً مع التسوية وقولاً بفقه التقية والضرورة مع الثورة ، وعلامة سكوته للرضا عن زواج التسوية الإنتحارية ، أما صمت قيادات حزب الأمة القومي من غير رئيسه ونائبه العسكريين . فلا ندري ، مع التبريرات المعلنة وكأنهم لازال ولاءهم للثورة ، أم ياترى هي ، حيرة أم حياءاً من كبارهم ، أو خوفاً من شق حزبهم المنشق أصلاً إلى فئات وفتات .
أما هذه التسوية الكارثية ، التي جُمع لها ، بجانب ما "تبقى من تحالف" قحت ، كل نفايات النظام البائد من أحزاب الفكة ، وأحزاب كل الأنظمة الديكتاتورية ، أحزاب الإتحادي الأصل ، والمؤتمر الشعبي المنشق ثلاثاً بائناً ، ، ولم يتبقى لهم إلا ضم جماعة مبادرة أهل السودان الكيزانية الجد صوفية ، واردول وهجو وصحبتهم الأحرار .
وكل الغرض من هذه التسوية الكارثية :
أولها من ناحية اللجنة الأمنية ، هو ضمان سلامتهم الشخصية بالخروج الآمن من المأذق الإنقلابي ، والإعفاء من عقوبات الدماء التي اسالوها ، وبعض سلطة سياسية مخفية ، وكأنه وعد مشترك مع اللجنة الرباعية أو الثلاثية سيان .
وثانيها هو ضمان إجهاض الثورة ، مع الضمان وعمل كل الترتيبات اللازمة وإبعاد كل مدعي الجذرية من المشهد السياسي ، كل ذلك للعودة بالهبوط السلس والناعم ، إلى السودان القديم ، بكل رزاياه ومزاياه لهم في استدعاء الدايرة الشريرة . كلما فشلت ديمقراطيتهم الزائفة ، ديمقراطية المكايد والمكايدات الحزبية ، بعيداً عن الديمقراطية التى ينشدها شباب الثورة البواسل ، والتي سطروا معالمها الناصعة ، في ميثاقهم الثوري وتاسيس سلطة الشعب ، الذي قوامه التغيير الجذري ، لبناء سودان جديد ، ولن يتوقف الشارع ، ولن تعيش اي حكومة لا تتشكل وفق رؤية مواثيق لجان المقاومة ، وتحت ادارتها لتنفيذ كيف يحكم السودان ، وليس من يحكم السودان ، ياأهل الهبوط الناعم ، بالمظلات العسكرية ، فلا تلعبوا بالنار يامن تريدون الرجعة عودة ، للسودان القديم الواردة تفاصيله في الدستور الانتقالي الذي وضعته قحت أو قحط ، خفية وساتراً ، خلف مايسمى بالنقابة التسييرية للمحامين ، والذي نتمنى منها صادقين ، أن تبله وتشرب الأحبار الذي كتبت به ، حتى تحافظ على وجودها ، ونحن نؤمن بأن لا ديمقراطية ، دون احزاب ، يمينها ووسطها وبسارها وإن تكن تكتلات متنافسة على برامج وأفكار تنجب للسودان جنيناً نعمده بالديمقراطية المستدامة ، ديمقراطية التداول السلمي للسلطة ، بعيداً عن سلطة العسكريتاريا من اي وجهة أتت .
والثورة مستمرة والردة مستحيلة ، وبلجان المقاومة الباسلة ، الثورة منتصرة ، شاء من شاء وأبى من أبى .
omeralhiwaig441@gmail.com
/////////////////////////
كبسولة: (١)
حمدوك : طالبناك من قبل أن تكن بطل السودان وبطل افريقيا (مانديلا) الثاني .. خذلتنا
حمدوك : حذرناك من قبل أن لا تكن خائن السودان وافريقيا (تشومبي) الثاني .. خذلتنا
(حمدوك :لا تعد ثانية خير لنا ولك .. فالثالثة الخيانة العظمى وبك خُذْلانا)
كبسولة: (٢)
***
(د/جيكل-آند-مستر/هايد - اثنين في واحد-) .
البرهان : رئيس بحلم أبيه/ يَصدِق حين يدعم الإسلامويون ويعيدهم للسلطة .
البرهان : رئيس بحلم أبيه / يَكذِب حين يقسم أنه يدعم الشعب لإستلام السلطة .
***
لنترك الحديث مباشرة عن الحرية والتغيير ، وقد تحدثنا عنها واليها كثيراً ، باسمها المنتحل من الحرية والتغيير الأصل ، التي قادت ثورة ديسمبر الباهرة السديدة ، حتى انتصارها الأول ، ولإجهاضها منذ لحظتها ، تفتق ذهن الإسلامويين الذي لاينضب عند شدائد المكيدة ، عن خطة ، لإيقاف مدها الكاسح ، فأوعزوا لفرعهم في اللجنة الأمنية ، استرجاعاً لتجربتي 64 م و86 م بانحياز الجيش للثورتين ، فحاكوها ، بإنقلاب اللجنة الأمنية ، وصوروا إنقلابهم الأول بأنه انحياز الجيش للثورة ، وتمددوا مخادعة وخديعة ، فصوروا إنقلاب 25 اكتوبر المشؤوم الغاشم ، بأنه تصحيح لمسار الثورة ، الذي لفحوه من هتافات الثوار ،الذي به كانوا يطالبون بتصحيح مسار ثورتهم ، التي انحرفت به الحرية والتغيير ورئيس وزرائهم عبد الله حمدوك ، الذي وقف حماره في عقبة إنعدام حس الفعل الثوري ، وسلم مسؤوليته طائعاً مختاراً للجنة الإسلامويين الأمنية .
وانطلت خدعة تصحيح المسار الإنقلابية على بعضهم ، ولكن تركز الإنخداع هذه المرة على الفلول ، والباحثين عن مصالحهم الشخصية والانتهازيين الوصوليين وغيرهم من مخلفات النظام البائد ، والحركات "المصلحة" التي باعت أهلها وكفاحها المسلح ، لمن حاربتهم سنين عدا ، فأنهزمت لهم وهزمت ذاتها وفقدت صفاتها ، وأيضاً طائعة مختارة ، مالهم بهم خساسة إنتهازية ، هؤلاء الناس أجمعهم باعوا أعظم ثورة في التاريخ الحديث ، بابخس الإمتيازات والمصالح الزائلة إلى ربها ، راضية مرضية .
ماعلينا لنترك الفات الذي ما مات ولن يموت ، مالم تقتص الثورة لكل مظنون أنه فات ، جراء هذه العصابات التي تكالبت على ثورة ديسمبر المجيدة ، من كل حدب وصوب ، ومن الداخل والخارج ، ومخابرات كل الدنيا القريبة والبعيدة والجارة الشقيقة .
ولنترك الحديث عن الحرية والتغيير مرة أخرى ونرجو أن تكون الأخيرة ، لنا ولغيرنا باسمها المنتحل ، لإنتهاء مدة صلاحيتها ، وليكن حديثنا ، موجهاً إلى مكوناتها الفعلية ومن داخلها ، لنرفع عنها غطائها وخبائها وحتى وشاحها الملتف حول عنقها وذاك جيدها للزينة المغشوشة عند شاشاتها البلورة ، لنكشف عن وجه أحزابها "الأربعة طويلة" ، التي أطلق عليها الثوار هذا الإسم بعد سرقتها للثورة من اصحابها ، وشكلوا حكومتهم المختطفة بقيادة ، الذي تأكد أنه لا يهش ولاينش ، بعد الشعبية المخادعة وبه مخدوعة ، التي تحصل عليها في شهوره الأولى ، التي جاءته في طبق من صمود وبسالة ، نسبها إنجازات له ، وليس لأصحابها ، وهي بالحق والحقيقة أتت بها الثورة المهيبة ، الذي لهج بعظمتها وقوتها وفرادتها الأعداء قبل الأصدقاء ، وفتحت له أبواب الدول المغلقة ، وكانت إعفاء الديون ، وفتح المجال للاستثمار والمساعدات وغيرها من الوعود ، التي ظلت وهمية ، وزاد طين وهميتها بلة ، إنقلاب 25 اكتوبر ، ثم نام بعدها رئيس وزراء الثورة ، هو وطاقمه وحاضنته الرسمية ، قحت أو قحط سيان ، ناموا نومة يحسدها عليهم أهل الكهف .
والأحزاب الأربعة طويلة ، تبدأ بشيخ طويلتهم ، حزب الأمة القومي ، ممثل اليمين في السياسة السودانية و(اليمين هنا تسمية طبقية لا ذماً يعتريها) يليه في قصر القامة ، حزبي الوسط ، المفترض، المؤتمر السوداني والإتحادي الموحد ، الوسط ، حزب الطبقة الوسطى ، الموبؤ تاريخياً ، لسؤ حظ البلاد ، والعباد، بغريزة التبعية "سبحان الله" لليمين أين ما اتجه ، تبعية مشبوهة ، بدأها الراحل زعيم الوسط حين خيانة طبقته الوسطى المستنيرة "وهي أيضاً لا ذماً يعتريها"، وانحاز كامله وبكله وكلاكل هياكله ، لليمين شبه الإقطاعي الطائفي المتستر خلف الدين المسيس ، والتاريخ المزور، وفوق ذلك انصاعا معاً ، التيارين اليمين والوسط ، تحت تأثير الإبتزاز الديني للحزب الإسلاموي ، وتذكرون ياهداكم الله (الشريعة قبل الخريف) ، ومظاهرات (المصاحف على الرماح) ، وقبلها مظاهرات (مسح وجوههم الثلاث ، دورهم وصحفهم وحزبهم) ذلك الحزب النازيو ، الذي جرهم من خلفه ، وحين أشبع نهمه وغريزته المطبوعة على الخيانة والغدر ، استغنى عنهم بضربة المعلم الشريرة ، ووتأبطهم كحزمة جرجير ، كما قال شاعرنا الراحل العملاق صلاح أحمد ابراهيم في"سابقتهم الجنائية في عنبر جودة" فقد زج بهم مجتمعين ، في فجريته الثلاثينية ، لا راعى فيهم إلا ولا ذمة ، وفتح لهم سجونه ومعتقلاته ، فكسر هيبتهم الدينية وسط مريديهم ، وبهذا كان قد أقدم في مالم يتجرأ على فعله الإنقلابيين الذين سبقوه ، والذين تعلم منهم كل تجارب شرهم عند إنقلابهم ، بل زادها (كوز) ماء وعائه . شر ماء غير طهورا ، إلا أنهم لم يتعلموا قيمة احترام رموزهم الذين كانوا قبلها تحت رعايته انصياعاً ، تابعين لا رعايا .
وتمومة أربعتهم حزبا البعث وحركة عرمان ب"سودانه الجديد بتغييره الجذري المنسي في دفاتره " حركته الشعبية- التيار الديمقراطي الثوري ، المنتمية مرجعيتهم لليسار العريض . ولكنهم عالقون ، في حبل إهترأ ، وتبدد إما أن يطيح بهم يميناً ، فيُخسفون ، وإما يساراً فيُنتشلون ، وفي كل
أحوالهم ، جاء زمان المفارقة ، والشقاق ، والسياسة لا شماتة فيها ، فهي نتاج معارك طبقية .
هؤلاء هم أربعة طويلة ، عارين متعرين ، من لحاف غطائهم المنتحل باسم الحرية والتغيير ، فقد تباينت مواقفهم ، وهم ومصائرهم تحت نيران وفوران هذا الزخم الثوري الذي تصنعه الشوارع التي لاتخون ، والذي يأتيهم ، من حيث لا يحتسبون ، ومن كل فج عميق .
للنظر ماذا وصل بهم الحال ،وهم يخوضون ، معركة التسوية الكارثية مع العسكر .
فأما حزب الأمة فقد كان متماهياُ تماماً بقيادته المتمركزة تكليفاً لا أصالة ، من رئيسه اللواء م فضل الله برمة ونائبه الفريق صديق اسماعيل ( لاحظ الرتب العسكرية) مع اللجنة الأمنية التابعة للتيار الإسلاموي ، وسيقودان حزبهما إلى ما لايحمد عقباه في مستقبله القريب ، فشباب هذا الحزب متواجد في قلب الثورة ، ومع بسالة الثوار يتقاسمها مع الشباب جميعهم ، من كل الكيانات السياسية في الساحة ، ولازالت لاءاتهم الثلاثة مرفوعة ومنصوبة على الحناجر هتافاً ودماً وسجناً وتعذيباً ، ترافقها كل مطلوبات الثورة وشعاراتها كاملة غير منقوصة .
فهذه التسوية الكا ثة التي يتصدرها حزب الأمة ، بقيادته العالية الصوت ، والتي يقود فيها عمياناً محالفيه ، وإن كانوا حقيقة مخالفيه ، فها هو حزب البعث أعلنها بالصوت العالي رفضه للتسوية ، والحبل على الجرار ، ونتيجتها اعتقال مناضلهم المحامي وجدي صالح ، الذي صنعوا للجنته الممحاة قصداً وعمداً ، لجنة إزالة التمكين ، انقلاباً كامل الدسم في اكتوبر 25م صنع خصيصاً ، كما كان يصنع سجائر زمان خصيصاً للسودان .
وهناك سكوت التابع الآخر فعلاً مع التسوية وقولاً بفقه التقية والضرورة مع الثورة ، وعلامة سكوته للرضا عن زواج التسوية الإنتحارية ، أما صمت قيادات حزب الأمة القومي من غير رئيسه ونائبه العسكريين . فلا ندري ، مع التبريرات المعلنة وكأنهم لازال ولاءهم للثورة ، أم ياترى هي ، حيرة أم حياءاً من كبارهم ، أو خوفاً من شق حزبهم المنشق أصلاً إلى فئات وفتات .
أما هذه التسوية الكارثية ، التي جُمع لها ، بجانب ما "تبقى من تحالف" قحت ، كل نفايات النظام البائد من أحزاب الفكة ، وأحزاب كل الأنظمة الديكتاتورية ، أحزاب الإتحادي الأصل ، والمؤتمر الشعبي المنشق ثلاثاً بائناً ، ، ولم يتبقى لهم إلا ضم جماعة مبادرة أهل السودان الكيزانية الجد صوفية ، واردول وهجو وصحبتهم الأحرار .
وكل الغرض من هذه التسوية الكارثية :
أولها من ناحية اللجنة الأمنية ، هو ضمان سلامتهم الشخصية بالخروج الآمن من المأذق الإنقلابي ، والإعفاء من عقوبات الدماء التي اسالوها ، وبعض سلطة سياسية مخفية ، وكأنه وعد مشترك مع اللجنة الرباعية أو الثلاثية سيان .
وثانيها هو ضمان إجهاض الثورة ، مع الضمان وعمل كل الترتيبات اللازمة وإبعاد كل مدعي الجذرية من المشهد السياسي ، كل ذلك للعودة بالهبوط السلس والناعم ، إلى السودان القديم ، بكل رزاياه ومزاياه لهم في استدعاء الدايرة الشريرة . كلما فشلت ديمقراطيتهم الزائفة ، ديمقراطية المكايد والمكايدات الحزبية ، بعيداً عن الديمقراطية التى ينشدها شباب الثورة البواسل ، والتي سطروا معالمها الناصعة ، في ميثاقهم الثوري وتاسيس سلطة الشعب ، الذي قوامه التغيير الجذري ، لبناء سودان جديد ، ولن يتوقف الشارع ، ولن تعيش اي حكومة لا تتشكل وفق رؤية مواثيق لجان المقاومة ، وتحت ادارتها لتنفيذ كيف يحكم السودان ، وليس من يحكم السودان ، ياأهل الهبوط الناعم ، بالمظلات العسكرية ، فلا تلعبوا بالنار يامن تريدون الرجعة عودة ، للسودان القديم الواردة تفاصيله في الدستور الانتقالي الذي وضعته قحت أو قحط ، خفية وساتراً ، خلف مايسمى بالنقابة التسييرية للمحامين ، والذي نتمنى منها صادقين ، أن تبله وتشرب الأحبار الذي كتبت به ، حتى تحافظ على وجودها ، ونحن نؤمن بأن لا ديمقراطية ، دون احزاب ، يمينها ووسطها وبسارها وإن تكن تكتلات متنافسة على برامج وأفكار تنجب للسودان جنيناً نعمده بالديمقراطية المستدامة ، ديمقراطية التداول السلمي للسلطة ، بعيداً عن سلطة العسكريتاريا من اي وجهة أتت .
والثورة مستمرة والردة مستحيلة ، وبلجان المقاومة الباسلة ، الثورة منتصرة ، شاء من شاء وأبى من أبى .
omeralhiwaig441@gmail.com
/////////////////////////