*وسط ردود الفعل الانفعالية والعاطفية التي دعت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لأن يعلن أنه ملتزم بتدمير تنظيم الدولة الإسلامية ويتخذ المزيد من الإجراءات الأمنية والعقابية عقب الهجمات الإرهابية الجمعة الماضية في باريس‘ جاءت مخرجات قمة مجموعة العشرين لتضفي على ردود الفعل طابعاً عقلانياً.
* الهجمات الإرهابية التي شغلت العالم في الأيام الماضية فرضت نفسها على أجندة قمة مجموعة العشرين التي عقدت بمدينة انطاليا بتركيا قبل يومين وتضمنت مخرجاتها مؤكدة خطر الجرائم الإرهابية على الأمن والسلام الدوليين وعلى الجهود الدولية لتعزيز الاقتصاد العالمي‘ لذلك اتخذت حزمة من القرارات المهمة لمكافحة الإرهاب والإرهابيين.
*جاءت موجهات قمة مجموعة العشرين معضدة لما ظللنا ننبه له من ضرورة عدم ربط الإرهاب بالدين أو الجنسية أو العرق‘ رغم التبرعات المجانية التي تعلنها بعض الجماعات التي تدعي أنها تعمل لنصرة الإسلام والإسلام بريء من جرائمها‘ وقد ظهرت شواهد كثيرة تثبت أن هذه الجماعات مخترقة وممولة ومدفوعة من الخارج.
*من هنا فإننا نساند موجهات قمة العشرين التي اتفقت معنا بأنه لايمكن محاربة الإرهاب عسكرياً ودعت لاتخاذ إجراءات عملية تهدف لتجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية وتبادل المعلومات بين الدول للمساعدة في كشف هذه التنظيمات والجماعات وإنزال العقوبات عليها.
*لم تكتف قمة العشرين بهذه الموجهات وإنما نبهت إلى ضرورة معالجة أسباب انتشار حمى الجرائم الإرهابية والاستمرار في حل مشكلات اللاجئين بدلاً من إيقاع العقوبة على ضحايا النزاع والحروب المفروضة على بلادهم.
*لذلك خصصت قمة العشرين نداء لدول العالم للتحرك بجدية لإنهاء الأزمة العالقة في سوريا بدلاً من تعزيز العمليات العسكرية التي أضرت بالإبرياء وخربت العمران وفشلت في مكافحة الإرهابيين.
*من هنا فإننا نساند قرارات مؤتمر فينا الرامية لإيجاد حل سياسي في سوريا والاتفاق على حكومة انتقالية تتراضى عليها الأطراف السورية لوقف الحرب وحقن الدماء وفتح صفحة جديدة تعيد السلام والاستقرارفي سوريا.
*هناك دور مهم بحتاج إلى تفعيل ودعم ومساندة للمعنيين بأمر الدعوة للعقائد السماوية التي جاءت بالنور الهادي للسلام والمحبة والخير والرحمة للبشرية جمعاء وليس للاقتتال وكراهية الآخر وتخريب العمران والحضارة الإنسانية.
*يبقى دور الأسر وأولياء الأمور ومنظمات المجتمع المدني لتسهم بفعالية وإيجابية في حماية الشباب من الوقوع في براثن الجماعات الإرهابية‘ وحسن استغلال وسائط التواصل الاجتماعي بتقديم برامج وأعمال إيجابية تنشر ثقافة السلام والحب والتعايش الإيجابي بين الناس أجمعين.
مرة أخرى ننبه إلى مخاطر ردود الفعل الانفعالية التي أججت الفتن أكثر وما زالت تهدد السلام الاجتماعي والتعايش الإيجابي وسط الأبرياء في كل أنحاء العالم.