التكريم بدلا عن التابين
خالد البلولة
25 January, 2023
25 January, 2023
*يعاب على الانسان السوداني(رجل او مرإة)الآفصاح عن مشاعرهما لبعضهما البعض او لاقرب الناس اليهم فاذا شكرت شخص أمامه ,اما إنت(كسار تلج) أو تريد مصلحة ما واذا افصح الرجل لفتاة يحبها لايسلم من التقريع وبعضهم يقطع محبته فى مصارينه) كانه ارتكب الكبائر او كما قال فاروق جويدة :-
مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي..
والعشق والله ذنب لستُ أخفيه..
قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني..
كيف انقضى العيد وانقضت لياليه..
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني..
كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه..
*الإحتفاء بالشخص بعد وفاته هل هي ممارسة سوية ؟ وتنم عن وعي رشيد؟ هل هي ثقافة سودانية خالصة ؟ام سلوك ارتبط بمحيطنا وثقافتنا العربية؟
هل كان المتنبيء نصيحا عندما قال :-
عزلت أهل العشق حتى ذقته
وعجبت من يموت ولا يعشق
وعندما مدح سيف الدولة بقوله :-
كَتَمْتُ حُبّكِ حتى منكِ تكرمَةً
ثمَّ استوَى فيهِ إسرارِي وإعلانِي
كأنَّهُ زَادَ حتَّى فاضَ عن جسدِي
فَصارَ سُقْمي بهِ في جِسمِ كِتماني
ولماذا تازم الحسين الحسن عندما علم ان حبه قد ذاع وعمّ القرى والحضر ؟ولماذا ارتبط عندنا (المديح والشكر بالرحيل) (إن شاء الله يوم شكرك ما يجي)!فقد صحّ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (إذا أحبَّ الرَّجلُ أخاهُ فليخبِرْ أنَّه يحبُّهُ).
خطرت ببالى هذه التساؤلات عندما إستضافت جامعة أفريقيا العالمية و بالشراكة مع جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي التي ترعاها الشركة السودانية للهاتف السيار(زين)حفل تأبين فقيد العلم والثقافة والادب الأستاذ الدكتور عبد الله حمدنا الله،.وكان الراحل عضواً في مجلس أمنائها لعشر سنوات.
*البروفسير عبد الله حمدنا الله كان مثقفاً موسوعياً وأكاديمياً متمكنناً وباحثاً متفرداً في مناهجه وفي أدواته وفي موضوعاته، كان متجاوزاً لكافة أشكال الانتماءات الأيدولوجية والحزبية والمذهبية والجهوية وتداخلت عنده حقول المعرفة من لغة وأدب وتاريخ واجتماع وسياسة فقد كان (نسيج وحده)رجل بهذه السمات والانجاز يستحق ان نقول له احسنت وهو على قيد الحياة . تخيل كيف كان يكون حفيا د. عبد الله حمدنا بهذا الشكر والتقدير فى حياته عندما ياتيه من أحب الناس اليه تخيل اذا كان حاضرا ويسمع شهادات زملاءه واصدقاءه فى تجربته المعرفية والثقافية؟
تخيل اذا قرأ ما كتب عنه طالبه د.قاسم نسيم حربة فى سودانايل (ما كان حمدنا الله يكترث لملبسٍ أو مأكلٍ، وكان يأتي الجامعة كيفما اتفق ويقوم زملاؤه بإعادته إلى بيته، فما كان يمتلك سيارة خاصة به، وفيه زهدٌ ظاهر، فتأمل شأن علمائنا) كنتُ مفتنًا بطريقته في درس العروض، فأمر بفصله فكأني أمرُّ بفصل من فصول كلية الموسيقى والدراما،فقد تحول إلى جوقة إيقاعية يوقع هو وطلابه على أدراجهم التقاطيع،فتستقر الأوزان في وجدانهم قبل أدمغتهم،ويسلس العروض عندهم، وهي الطريقة التي اهتدى بها الخليل إلى علمه،(سودانايل).
فلنغير من فكرة التابين لفكرة التكريم تكريم المتميزين وهم على قيد الحياة ، اعتقد احسنت جامعة الشارقة عندما كرمت بروفيسور يوسف فضل وهو على قيد الحياة وشهدت بفضله امام الدنيا والعالمين وادركت قيمة ما انجزه ،وعرف تقدير الناس له بحياته ،
فليكن تكريم رموزنا (الوالدين - الابناء -الزوجات - المفكرين والمدرسين -الادباء - الاصدقاء - الاخوان والاخوات - الخيلان- بحياتهم وهم يعيشون بيننا ولكن ان يكرموا بعد رحيلهم عن الدنيا،فكرة غير سوية وتنم عن خلل كبير فى قدرتنا على التعبير عن مشاعرنا لمن نحب وهم على قيد الحياة ..
وأخيرا فليكن ديدننا التكريم قبل التابين كما قال عبيد بن الأبرص :-
لا ألفينك عند الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادي
khalidoof2010@yahoo.com
///////////////////////
مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي..
والعشق والله ذنب لستُ أخفيه..
قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني..
كيف انقضى العيد وانقضت لياليه..
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني..
كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه..
*الإحتفاء بالشخص بعد وفاته هل هي ممارسة سوية ؟ وتنم عن وعي رشيد؟ هل هي ثقافة سودانية خالصة ؟ام سلوك ارتبط بمحيطنا وثقافتنا العربية؟
هل كان المتنبيء نصيحا عندما قال :-
عزلت أهل العشق حتى ذقته
وعجبت من يموت ولا يعشق
وعندما مدح سيف الدولة بقوله :-
كَتَمْتُ حُبّكِ حتى منكِ تكرمَةً
ثمَّ استوَى فيهِ إسرارِي وإعلانِي
كأنَّهُ زَادَ حتَّى فاضَ عن جسدِي
فَصارَ سُقْمي بهِ في جِسمِ كِتماني
ولماذا تازم الحسين الحسن عندما علم ان حبه قد ذاع وعمّ القرى والحضر ؟ولماذا ارتبط عندنا (المديح والشكر بالرحيل) (إن شاء الله يوم شكرك ما يجي)!فقد صحّ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (إذا أحبَّ الرَّجلُ أخاهُ فليخبِرْ أنَّه يحبُّهُ).
خطرت ببالى هذه التساؤلات عندما إستضافت جامعة أفريقيا العالمية و بالشراكة مع جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي التي ترعاها الشركة السودانية للهاتف السيار(زين)حفل تأبين فقيد العلم والثقافة والادب الأستاذ الدكتور عبد الله حمدنا الله،.وكان الراحل عضواً في مجلس أمنائها لعشر سنوات.
*البروفسير عبد الله حمدنا الله كان مثقفاً موسوعياً وأكاديمياً متمكنناً وباحثاً متفرداً في مناهجه وفي أدواته وفي موضوعاته، كان متجاوزاً لكافة أشكال الانتماءات الأيدولوجية والحزبية والمذهبية والجهوية وتداخلت عنده حقول المعرفة من لغة وأدب وتاريخ واجتماع وسياسة فقد كان (نسيج وحده)رجل بهذه السمات والانجاز يستحق ان نقول له احسنت وهو على قيد الحياة . تخيل كيف كان يكون حفيا د. عبد الله حمدنا بهذا الشكر والتقدير فى حياته عندما ياتيه من أحب الناس اليه تخيل اذا كان حاضرا ويسمع شهادات زملاءه واصدقاءه فى تجربته المعرفية والثقافية؟
تخيل اذا قرأ ما كتب عنه طالبه د.قاسم نسيم حربة فى سودانايل (ما كان حمدنا الله يكترث لملبسٍ أو مأكلٍ، وكان يأتي الجامعة كيفما اتفق ويقوم زملاؤه بإعادته إلى بيته، فما كان يمتلك سيارة خاصة به، وفيه زهدٌ ظاهر، فتأمل شأن علمائنا) كنتُ مفتنًا بطريقته في درس العروض، فأمر بفصله فكأني أمرُّ بفصل من فصول كلية الموسيقى والدراما،فقد تحول إلى جوقة إيقاعية يوقع هو وطلابه على أدراجهم التقاطيع،فتستقر الأوزان في وجدانهم قبل أدمغتهم،ويسلس العروض عندهم، وهي الطريقة التي اهتدى بها الخليل إلى علمه،(سودانايل).
فلنغير من فكرة التابين لفكرة التكريم تكريم المتميزين وهم على قيد الحياة ، اعتقد احسنت جامعة الشارقة عندما كرمت بروفيسور يوسف فضل وهو على قيد الحياة وشهدت بفضله امام الدنيا والعالمين وادركت قيمة ما انجزه ،وعرف تقدير الناس له بحياته ،
فليكن تكريم رموزنا (الوالدين - الابناء -الزوجات - المفكرين والمدرسين -الادباء - الاصدقاء - الاخوان والاخوات - الخيلان- بحياتهم وهم يعيشون بيننا ولكن ان يكرموا بعد رحيلهم عن الدنيا،فكرة غير سوية وتنم عن خلل كبير فى قدرتنا على التعبير عن مشاعرنا لمن نحب وهم على قيد الحياة ..
وأخيرا فليكن ديدننا التكريم قبل التابين كما قال عبيد بن الأبرص :-
لا ألفينك عند الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادي
khalidoof2010@yahoo.com
///////////////////////