التنمية في أفريقيا – أبديجان (1)
........
بالنسبة لي كنت سعيدا للغاية أن يكون حفل وداعي ضمن فعاليات أسبوع التنمية في أفريقيا، بعد أن استقلت من موقعي منسقا لشبكة الصحفيين من أجل قضايا التنمية. هذا الأسبوع السعيد يأتي تحت برنامج "بيدا" وهو مختصر لبرنامج التنمية والبنى التحتية في أفريقيا، والدعم له من جي آي زيد الألمانية، والحق يقال أن الدعم الألماني و الياباني ... والصيني بالتأكيد، يصب في قضايا التنمية مباشرة، بينما يتفوق الإتحاد الأوربي والسادة الأمريكان في دعم قضايا السلام ... وها هنا وقفة .. فالدعم يأتي أحيانا باللفة وعبر منظمات أوربية أو أمريكية المنشأ، وفي ثنايا النقاش تبدر قضايا مثل "إطالة أمد الصراع"، وهو عين ما تقوم به بعض المنظمات تحت شعار "عمليات بناء السلام" .. وفي نهاية الأمر .. تعيق هذه العمليات انهاء الصراعات سلميا بحجة جلب المجرمين للعدالة الدولية ... وتعيق عودة اللاجئين بحجة وجود مخاطر تهددهم في مناطق العودة .. ويستمر الدعم في التدفق لصالح الاغاثة و قوات حفظ السلام و"العاملين عليها" من موظفي المنظمات والدعم الفني و"الدعم الإعلامي" وهلم جرا ..!
لا أريد الخروج من الموضوع ولكنها مجرد هموم مواطن من العالم الثالث ومقارنة بين الأدوار المختلفة لدول العالم الأول ومنظماته "العابرة للقارات" .. وبالمناسبة كان هذا جزءا من النقاش .. و الشكر للدكتور ابراهيم ماياكي من النيباد على اراءه الجريئة .. انه رجل عبقري وخطيب مذهل ارجو ان يستضيفه السودان يوما ما.
افريقا المتلقى الاكبر للدعم الدولي وكل الداعمين موجودين فيها بإمكانيات مذهلة وكلهم لديه اسلوبه ومنهجه ومداخله ... وحتى الدعم التنموي الحميد مثل الدعم الالماني دار حوله نقاش جيد وممتاز في هذا المؤتمر لأن الدول الداعمة تنفذ المشاريع بالتكنولوجيا التي تمتلكها .. وعندما ترحل تكون قد افتتحت السوق المحلي وضمنته لصالح منتجاتها وبعد ذلك يصبح من المستحيل التغيير من صناعة إلى صناعة ويصبح الإسبير سيد الموقف وإلى غير ذلك من أحاديث المتخصصين والإقتصاديين.
مهما يكن من حديث فإن دعم مشروع مياه عذبة لا يمكن أن نقارنه بالدعم الذي تقدمه منظمة ما لتمويل مؤتمر للحركات المسلحة والاحزاب السياسية لرفض الحوار الوطني الداخلي والمناداة بالتدويل، وطبعا هذا يتم تحت شعار دعم السلام ... وربما يكون الغطاء أن الموضوع مجرد ورشة عمل حول دور الزراعة المطرية وفي (الجروف) في عمليات بناء السلام... وعلى هامش .. نعم على هامش الورشة .. وليس بتخطيط منظمي الفعالية قامت الأطراف المشاركة بإصدار إعلان سياسي ... ولكن لا بأس .. لأنه عمل صالح يؤدي إلى تقريب وجهات النظر بين هذا الأطراف حول التحول الديموقراطي في بلادهم ..!
والتحول الديموقراطي في نظرهم - وهم أحرار - يكون بإسقاط النظام، ومافي داعي للزعل .. الموضوع كله تحت مظلة دعم السلام وكدا ..!
لقد تخصصنا في تتبع وفهم هذه الاعيب لدرجة أننا لو شممنا أي ورقة من أوراق المؤتمر لعرفنا أي نوع من الدعم .. تنمية و لا تدخل دولي .. ولا "قهوة باللبن".
makkimag@gmail.com