الجدل لا يكون : أي من الأطرف بدأ الحرب ، إنما متى وكيف يحاكم الطرفان علي مجريات أحداثها الكارثية
عمر الحويج
30 April, 2024
30 April, 2024
بقلم/ عمر الحويج
***
كبسولتين ما قبل المقال
كبسولة : رقم [1]
ياسر العطا : بلسانهم أفصح عن (أشواقهم) الدفينة منذ بداية ثلاثينيتهم بسماحهم لأحزاب نجحت في دفنهم أحياء وحولت تنظيمهم إلى هباء .
ياسر العطا : بلسانهم أفصح عن "أشواقهم" المريضة منذ بداية ثلاثنيتهم
بحكم دولة دون أحزاب تفشل في دفنهم وتحويل تنظيمهم إلى هباء .
[وعجبي..!!]
***
كبسولة : رقم [2]
عبثيتها أصبحت دولية : حرب السودان نقلت إلى روسيا موقفاً
عبثياً تضاربت فيه مصالحها فكان موقفها ليس مع أوضد دون حياد .
عبثيتها أصبحت دولية : حرب السودان نقلت إلى روسيا موقفاً
عبثياً فهي في إنحياز مع الطرفين المتحاربين مع وضد دون حياد .
[وعجبي..!!]
***
الجدل لا يكون : أي الأطرف بدأ الحرب ، إنما متى وكيف يحاكم الطرفان علي مجريات أحداثها الكارثية .
هناك فرق المسافة الشاسع ما بين مستشارية حميدتي التي هي في الواقع والحقيقة البائنة ، أنها من صلب ورحم التنظيم الإخواني العالمي ، فرع السودان الذي حكم بلادنا ثلاثون عاماً عجافاً ، ولا زالوا وبالحرب يحكمون ويدمرون ، وقد خاضت هذه المستشارية ، كل من موقعه كأفراد خطوط دفاعه ، وشاركته كمجموعات ، كل موبقاته وجرائمه وخزعبلاته الغيبية ، ثم إنشقت عنه .
عضويتها ليست على قلب مشروع رجل واحد ، ولا عقيدتها ، من منبع فكر إسلاموي واحد ، بعضهم أتى بهدف إنتزاع دولة 56 من نخبة الشمال الفاشلة كما يدّعون ومن جذورها ، إلى نخبتهم الأفشل ، كما المتوقع ، حين إجتمعت الآن على باطل ، وكأن نخبة الشمال وحدها هي الحاكمة ، ولم يكونوا هم منذ الإستقلال داعميها ومسانديها وحاضريها بل وناخبيها ، وبعض آخر يريد دولة دارفور المستقلة ومنفصلة ، كدولة كاملة الإنفصال الدسم ، قائمة بذاتها لذاتها ، وأكثرهم تطرفاً وعنصرية يريدها ، دولة الساحل والصحراء الموسعة ، كيف تكون ومِن مَن تتكون ؟؟ هم أنفسهم لايدرون ، إنما هي تفريغ أحقاد مترسبة في الأعماق وقديمة ، وحراق روح لا غير .
أما عن المسافة الشاسعة كما أشرت ، فهي بين "المستشارية" الذين يتحدثون بلسان الديمقراطيه والدولة المدنية الملفقة ومنتحلة ، وجندهم بقيادة آل دقلو الذين ، يتحدثون بسلاح الأشاوس البتار يعتقدون ، به يشيدون مخططهم ، في أن تكون أرض ودولة وحكومة السودان بكامل أطرافها تُحكم ، وتأتمر ، بقيادة زعيمهم حميدتي ، بإسم الديمقراطية المخجوجة والمدججة بالسلاح المشبوه ، يدافعون به عن دولتهم الجديدة بمفهومهم الخاص ، حين راق لهم ما أوحت لهم به المستشارية من داخل ضفاف خططها المختلفة والمختلقة أحلاماً هلامية ، وهم لايفقهون أبجدية هذه الديمقراطية والدولة المدنية ، دعك عن تطبيقها ، تلك التي تثرثر بها قياداتهم في الفضائيات والأسافير المطلوق عنانها دون تروي ومعرفة ، ولا تعنيهم في شئ ، وهم في شغل شاغل عنها ، وفي غيهم سادرون ، يمارسون حياتهم اليومية فيما يشغلهم من امور الموبقات التي يرتبون الطريق لإرتكابها .
الجند الجنجويدي ، والذين هم في الأصل الجنجويد "الملموم شملها" معلوماً بنوعها وتركييبة مزاجها ، من مجموعات قطاع الطرق النهابة ، دربتهم بئتهم الصعبة القاسية على مهنتهم ، التي ترعرعوا فيها وألفوها ، والمقتصرة على النهب والسرقة والقتل والإغتصاب ، دون رفة جفن أو وخزة ضمير ، تطوف بخيال أي منهم ، وهم يمارسون هذه المهنة التي أتقنوها ، وقد شاهدنا وقائع تطبيقها على أرض الحرب الدائر رحاها ، وسط مدننا وقرانا ومساكننا ، وكلها على أجساد شعبنا وممتلكاته وبنيته التحتية ، في تخريب ، مؤسساته الحكومية والثقافية والمعرفية ، والاجتماعية المدنية وحتى الأنشطة الرياضية ، وعماراته وبناياته وشوارعها ، التى أحالوها قاعاً صفصفاً مهروساً ،
ويشاركهم "وفي بعضها يسابقهم ، بل يسبقهم" خاصة بقصف الطائرات ، التي لحقت بها المسيرات ، ويجاريهم على الأرض ، في إنجاز جرائم هذه الحرب الوحشية من جماعة الطرف الآخر ، الملتحم بإسم الإستنفار والثورة الشعبية المدعاة ، من تتظيمات الظل والبراء والأمن الشعبي ، وعموم داعشيتهم المتدربة ، وغيرها من المجموعات ، المتخفية ومندسة ، خلف إسم جيشنا الوطني ذلك الجيش المقهور وساكت . يقود ويوجه قهره وسكوته ، قيادته في اللجنة الأمنية الإسلاموية التي استولت على السلطة بدعوى الانحياز للثورة المجيدة .
هذه الجنجويديات هي ذاتها التي جمعها في زمن مضى ، وكونها مليشيا محاربة عرابها الأول موسى هلال ، بالتشجيع من قبل نظام الإنقاذ ليحارب بها الحركات المسلحة ، وفعلت ما فعلت في أرض وشعب ، وأخضر ويابس أهل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ، حتى تولى أمرها حميدتي الذي التقط قفاز تطويرها الحربي المسلح ، غير المقنن ، ودون عقيدة غير عقيدة القتل والنهب والإغتصاب ، وإستلم الصورة الجنجويدية ، بعد التسمين و"الدوعلة" المطلوبة والضرورية من هذا الأصل الهلالي ، بكل مرفقاتها ، وتزويدها بعقيدة الجندي المليشي ، المدرب على إرتكاب الموبقات ، بكل قبحها وإجرامها ، وأطلقها مليشيا ، إنتهى بها الحال إلى جيش مواز للجيش النظامي إن لم يفوقه إمكانيات ، وقدرات ، مطبوعة بمهارة صورة من الأصل التي بروَّزها حميدتي في إطارها الجديد بعد أن نقلها بمساعدة نظام الإنقاذ وأعطاها شرعية حكومته التي هي بلا شرعية قانون أو دستور ، فقط شرعية الإنقلاب الأم ، فتحول الجند الجنجودي متحوراً ، إلى حرس الحدود شبه النظامي ، إلى كامل النظاميه بإسم الدعم السريع ، الذي أتبعه المخلوع إلى رئاسة جمهوريته التعسفية ، وأكسبه مشروعيته في دولته الغير مشروعة نفسها ، بل أضفى عليه لقب حمايتي للتخويف والإرعاب ، وجعل منه يده اليمنى الباطشة ضد الحركات المسلحة ووصلها بإرهاب الشعب ، مع الإحتفاظ بسر الغرض المتغطي بورق السولفان "من تحت لتحت" لحمايته من غدر الزمان وحاضنته الإسلاموية ، التي تناقصت الثقة فيها ، كعادة الأنظمة الإستبدادية ، في حالة نوَّت وقررت الإطاحة به وبسلطته .
كل هذه التعقيدات التي عايشوها قبل سقوطهم جعلتهم ينحنون لعاصفة ثورة ديسمبر المجيدة ، لكن بعد ضمان تنصيب سلطتهم مجدداَ ، عن طريق لجنتهم الأمنية ، بانقلابها الخدعة إنحيازاً للثورة ، في ١١ أبريل 2019م ، ويسكتون مهلاً وتوقعاً مريحاً عند إختيار البرهان واجهة للعسكر ، الذي سلمهم سلطتهم ، على طبق خيانة مهنيته العسكرية ، وساعدهم بكل اشكال التآمر ، في تدجين طاقم حكومة الثورة ، الذبن سلموا أمرهم وذقونهم لعسكر هذه اللجنة الأمنية إسلاموية التوجه غير الخفية ، ورغم ذلك في نظرهم لم تَصفى لهم الدولة كاملة ، فلازال في نفوسهم شئ من حتى ، يجب أن يكتمل ، فعالجوا النقص ، وعاجلوه بإنقلابهم المشؤوم في ٢٥ أكتوبر 2021م ، ولكنهم لم يتَّهنوا بهذا الإنقلاب الذي سقط فعلياً لحظة ميلاده ، وكان قاب قوسين ، مع تواصل الثورة في الشارع ، والتحضير بنية الإضراب السياسي والعصيان المدني ، والخوف من التنفيذ واستمرارية الثورة ، حتى تحقيق غاياتها ، أثمر عكسياً ، تحالف الخايفان ، من التغيير الجذري حيث تخافه فئة المدنيين من فئة الطبقة الوسطى المتسيسة من أفندية البرجوازية الصغيرة ، بممثليها في الحكومة الإنتقالية ، الذين يفضلونها نصف ثورة ، فعرضت على الخائف الآخر من شق العسكركوز ، في الصراع بين الثورة وأعدائها ، من الثورة المضادة ، وتكامل الخوفان من ذوي عاهة التغييرفوبيا ، كما في وصف استاذنا بروف عبدالله على ابراهيم ، خاصة إذا كان ناحيته التغيير الجذري ، أولئك الذين يرهبون إستكمال الثورة ، وتنفيذ شعاراتها حتى نهاياتها ، عندها ظهرت الرغبة لدي طرفي التغييرفوبيا في التسوية ، التي أفرزت الإطاري مقطوع الطاري ، الذي أوصل الصراع ، بين أطرافه إلى هذه الحرب اللعينة ، بسبب تشبث كل طرف من تلك الأطراف ، بأن يكون هو الفائز بكيكة السلطة كاملة غير منقوصة ، فكان إستعداد الطرفين المسلحين بنية الحرب جاهزاً ، مركزية الحرية والتغيير تنازع من أجل سلطتها دون ظهيرها في الفضاء الثوري كسلاح لها أقوى من سلاح الذخيرة الحية ، وهي خارج الزفة المسلحة ، والمضحك والمبكي في الآن ، أنهم استغفلوها وحملوها مسوؤلية إشعال الحرب ، بكلمة صدق منها حوروها "الإطاري أو الحرب" قالها بابكر فيصل بحسن نية متصالحة ، ومعناها السليم " ستشتعل بين المسلحين الحرب" وقد كانت وحدثت ، وصار الإطاري في خبر كان ، والحرية والتغيير الضحية المفعول به وليس الفاعل للحرب ، أما الفاعل الحقيقي ، لإشعال الحرب ، هو من تولى الشحن لبدئها ، وحتى درجة إعلانها ، في إفطارات رمضان ، التي نظمها أهل النظام البائد ، بل هم من أطلق الرصاصة الأولى بمليشياتهم الكائنة في الإنتظار والتأهب منذ ثلاثينية دولة الإنقاذ ، إنتظاراً لمثل هذه اللحظة الفرصة ، حتى أنهم فاجأوا بها الجيش ، مما أفقده توازنه ، وتطاولت هزائمه منذ لحظات الطلقة الأولى ، وإن كان معروفاً من بدأ الحرب ، فالطرف الآخر المقابل ، الدعم السريع كان هو الآخر ، يده على الزناد ، جاهزاً لإطلاق الرصاصة الأولى ، لو لم يسبقهم الطرف الأول في إطلاقها ، وعليه لاضرورة للغوص في جدل من بدأ الحرب ، إنما الجدل الواجب "يأتي بعد بذل كل الجهد لوقفها" ليتحول الجدل المطلوب حينها ، كيف يُحاكم الطرفان على هذه الحرب الكارثة ، ومحاكمة كل رصاصة خرجت من فوهة بندقيتها ، ومحاكمة من أمر بخروجها ، وتوجهها عمداً وقصداً مع سبق الإصرار ، وإصابتها هذه الرصاصة المتنوعة ، الخارجة من أحدث أنواع الأسلحة ، وتسببها بأي أذىً كان ، موت أو خراب أو نزوح أو دمار ، لكل كائن حي أو جماد أو حيوان ، بشراً كان شجراً كان حجراً كان .
***
omeralhiwaig441@gmail.com
***
كبسولتين ما قبل المقال
كبسولة : رقم [1]
ياسر العطا : بلسانهم أفصح عن (أشواقهم) الدفينة منذ بداية ثلاثينيتهم بسماحهم لأحزاب نجحت في دفنهم أحياء وحولت تنظيمهم إلى هباء .
ياسر العطا : بلسانهم أفصح عن "أشواقهم" المريضة منذ بداية ثلاثنيتهم
بحكم دولة دون أحزاب تفشل في دفنهم وتحويل تنظيمهم إلى هباء .
[وعجبي..!!]
***
كبسولة : رقم [2]
عبثيتها أصبحت دولية : حرب السودان نقلت إلى روسيا موقفاً
عبثياً تضاربت فيه مصالحها فكان موقفها ليس مع أوضد دون حياد .
عبثيتها أصبحت دولية : حرب السودان نقلت إلى روسيا موقفاً
عبثياً فهي في إنحياز مع الطرفين المتحاربين مع وضد دون حياد .
[وعجبي..!!]
***
الجدل لا يكون : أي الأطرف بدأ الحرب ، إنما متى وكيف يحاكم الطرفان علي مجريات أحداثها الكارثية .
هناك فرق المسافة الشاسع ما بين مستشارية حميدتي التي هي في الواقع والحقيقة البائنة ، أنها من صلب ورحم التنظيم الإخواني العالمي ، فرع السودان الذي حكم بلادنا ثلاثون عاماً عجافاً ، ولا زالوا وبالحرب يحكمون ويدمرون ، وقد خاضت هذه المستشارية ، كل من موقعه كأفراد خطوط دفاعه ، وشاركته كمجموعات ، كل موبقاته وجرائمه وخزعبلاته الغيبية ، ثم إنشقت عنه .
عضويتها ليست على قلب مشروع رجل واحد ، ولا عقيدتها ، من منبع فكر إسلاموي واحد ، بعضهم أتى بهدف إنتزاع دولة 56 من نخبة الشمال الفاشلة كما يدّعون ومن جذورها ، إلى نخبتهم الأفشل ، كما المتوقع ، حين إجتمعت الآن على باطل ، وكأن نخبة الشمال وحدها هي الحاكمة ، ولم يكونوا هم منذ الإستقلال داعميها ومسانديها وحاضريها بل وناخبيها ، وبعض آخر يريد دولة دارفور المستقلة ومنفصلة ، كدولة كاملة الإنفصال الدسم ، قائمة بذاتها لذاتها ، وأكثرهم تطرفاً وعنصرية يريدها ، دولة الساحل والصحراء الموسعة ، كيف تكون ومِن مَن تتكون ؟؟ هم أنفسهم لايدرون ، إنما هي تفريغ أحقاد مترسبة في الأعماق وقديمة ، وحراق روح لا غير .
أما عن المسافة الشاسعة كما أشرت ، فهي بين "المستشارية" الذين يتحدثون بلسان الديمقراطيه والدولة المدنية الملفقة ومنتحلة ، وجندهم بقيادة آل دقلو الذين ، يتحدثون بسلاح الأشاوس البتار يعتقدون ، به يشيدون مخططهم ، في أن تكون أرض ودولة وحكومة السودان بكامل أطرافها تُحكم ، وتأتمر ، بقيادة زعيمهم حميدتي ، بإسم الديمقراطية المخجوجة والمدججة بالسلاح المشبوه ، يدافعون به عن دولتهم الجديدة بمفهومهم الخاص ، حين راق لهم ما أوحت لهم به المستشارية من داخل ضفاف خططها المختلفة والمختلقة أحلاماً هلامية ، وهم لايفقهون أبجدية هذه الديمقراطية والدولة المدنية ، دعك عن تطبيقها ، تلك التي تثرثر بها قياداتهم في الفضائيات والأسافير المطلوق عنانها دون تروي ومعرفة ، ولا تعنيهم في شئ ، وهم في شغل شاغل عنها ، وفي غيهم سادرون ، يمارسون حياتهم اليومية فيما يشغلهم من امور الموبقات التي يرتبون الطريق لإرتكابها .
الجند الجنجويدي ، والذين هم في الأصل الجنجويد "الملموم شملها" معلوماً بنوعها وتركييبة مزاجها ، من مجموعات قطاع الطرق النهابة ، دربتهم بئتهم الصعبة القاسية على مهنتهم ، التي ترعرعوا فيها وألفوها ، والمقتصرة على النهب والسرقة والقتل والإغتصاب ، دون رفة جفن أو وخزة ضمير ، تطوف بخيال أي منهم ، وهم يمارسون هذه المهنة التي أتقنوها ، وقد شاهدنا وقائع تطبيقها على أرض الحرب الدائر رحاها ، وسط مدننا وقرانا ومساكننا ، وكلها على أجساد شعبنا وممتلكاته وبنيته التحتية ، في تخريب ، مؤسساته الحكومية والثقافية والمعرفية ، والاجتماعية المدنية وحتى الأنشطة الرياضية ، وعماراته وبناياته وشوارعها ، التى أحالوها قاعاً صفصفاً مهروساً ،
ويشاركهم "وفي بعضها يسابقهم ، بل يسبقهم" خاصة بقصف الطائرات ، التي لحقت بها المسيرات ، ويجاريهم على الأرض ، في إنجاز جرائم هذه الحرب الوحشية من جماعة الطرف الآخر ، الملتحم بإسم الإستنفار والثورة الشعبية المدعاة ، من تتظيمات الظل والبراء والأمن الشعبي ، وعموم داعشيتهم المتدربة ، وغيرها من المجموعات ، المتخفية ومندسة ، خلف إسم جيشنا الوطني ذلك الجيش المقهور وساكت . يقود ويوجه قهره وسكوته ، قيادته في اللجنة الأمنية الإسلاموية التي استولت على السلطة بدعوى الانحياز للثورة المجيدة .
هذه الجنجويديات هي ذاتها التي جمعها في زمن مضى ، وكونها مليشيا محاربة عرابها الأول موسى هلال ، بالتشجيع من قبل نظام الإنقاذ ليحارب بها الحركات المسلحة ، وفعلت ما فعلت في أرض وشعب ، وأخضر ويابس أهل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ، حتى تولى أمرها حميدتي الذي التقط قفاز تطويرها الحربي المسلح ، غير المقنن ، ودون عقيدة غير عقيدة القتل والنهب والإغتصاب ، وإستلم الصورة الجنجويدية ، بعد التسمين و"الدوعلة" المطلوبة والضرورية من هذا الأصل الهلالي ، بكل مرفقاتها ، وتزويدها بعقيدة الجندي المليشي ، المدرب على إرتكاب الموبقات ، بكل قبحها وإجرامها ، وأطلقها مليشيا ، إنتهى بها الحال إلى جيش مواز للجيش النظامي إن لم يفوقه إمكانيات ، وقدرات ، مطبوعة بمهارة صورة من الأصل التي بروَّزها حميدتي في إطارها الجديد بعد أن نقلها بمساعدة نظام الإنقاذ وأعطاها شرعية حكومته التي هي بلا شرعية قانون أو دستور ، فقط شرعية الإنقلاب الأم ، فتحول الجند الجنجودي متحوراً ، إلى حرس الحدود شبه النظامي ، إلى كامل النظاميه بإسم الدعم السريع ، الذي أتبعه المخلوع إلى رئاسة جمهوريته التعسفية ، وأكسبه مشروعيته في دولته الغير مشروعة نفسها ، بل أضفى عليه لقب حمايتي للتخويف والإرعاب ، وجعل منه يده اليمنى الباطشة ضد الحركات المسلحة ووصلها بإرهاب الشعب ، مع الإحتفاظ بسر الغرض المتغطي بورق السولفان "من تحت لتحت" لحمايته من غدر الزمان وحاضنته الإسلاموية ، التي تناقصت الثقة فيها ، كعادة الأنظمة الإستبدادية ، في حالة نوَّت وقررت الإطاحة به وبسلطته .
كل هذه التعقيدات التي عايشوها قبل سقوطهم جعلتهم ينحنون لعاصفة ثورة ديسمبر المجيدة ، لكن بعد ضمان تنصيب سلطتهم مجدداَ ، عن طريق لجنتهم الأمنية ، بانقلابها الخدعة إنحيازاً للثورة ، في ١١ أبريل 2019م ، ويسكتون مهلاً وتوقعاً مريحاً عند إختيار البرهان واجهة للعسكر ، الذي سلمهم سلطتهم ، على طبق خيانة مهنيته العسكرية ، وساعدهم بكل اشكال التآمر ، في تدجين طاقم حكومة الثورة ، الذبن سلموا أمرهم وذقونهم لعسكر هذه اللجنة الأمنية إسلاموية التوجه غير الخفية ، ورغم ذلك في نظرهم لم تَصفى لهم الدولة كاملة ، فلازال في نفوسهم شئ من حتى ، يجب أن يكتمل ، فعالجوا النقص ، وعاجلوه بإنقلابهم المشؤوم في ٢٥ أكتوبر 2021م ، ولكنهم لم يتَّهنوا بهذا الإنقلاب الذي سقط فعلياً لحظة ميلاده ، وكان قاب قوسين ، مع تواصل الثورة في الشارع ، والتحضير بنية الإضراب السياسي والعصيان المدني ، والخوف من التنفيذ واستمرارية الثورة ، حتى تحقيق غاياتها ، أثمر عكسياً ، تحالف الخايفان ، من التغيير الجذري حيث تخافه فئة المدنيين من فئة الطبقة الوسطى المتسيسة من أفندية البرجوازية الصغيرة ، بممثليها في الحكومة الإنتقالية ، الذين يفضلونها نصف ثورة ، فعرضت على الخائف الآخر من شق العسكركوز ، في الصراع بين الثورة وأعدائها ، من الثورة المضادة ، وتكامل الخوفان من ذوي عاهة التغييرفوبيا ، كما في وصف استاذنا بروف عبدالله على ابراهيم ، خاصة إذا كان ناحيته التغيير الجذري ، أولئك الذين يرهبون إستكمال الثورة ، وتنفيذ شعاراتها حتى نهاياتها ، عندها ظهرت الرغبة لدي طرفي التغييرفوبيا في التسوية ، التي أفرزت الإطاري مقطوع الطاري ، الذي أوصل الصراع ، بين أطرافه إلى هذه الحرب اللعينة ، بسبب تشبث كل طرف من تلك الأطراف ، بأن يكون هو الفائز بكيكة السلطة كاملة غير منقوصة ، فكان إستعداد الطرفين المسلحين بنية الحرب جاهزاً ، مركزية الحرية والتغيير تنازع من أجل سلطتها دون ظهيرها في الفضاء الثوري كسلاح لها أقوى من سلاح الذخيرة الحية ، وهي خارج الزفة المسلحة ، والمضحك والمبكي في الآن ، أنهم استغفلوها وحملوها مسوؤلية إشعال الحرب ، بكلمة صدق منها حوروها "الإطاري أو الحرب" قالها بابكر فيصل بحسن نية متصالحة ، ومعناها السليم " ستشتعل بين المسلحين الحرب" وقد كانت وحدثت ، وصار الإطاري في خبر كان ، والحرية والتغيير الضحية المفعول به وليس الفاعل للحرب ، أما الفاعل الحقيقي ، لإشعال الحرب ، هو من تولى الشحن لبدئها ، وحتى درجة إعلانها ، في إفطارات رمضان ، التي نظمها أهل النظام البائد ، بل هم من أطلق الرصاصة الأولى بمليشياتهم الكائنة في الإنتظار والتأهب منذ ثلاثينية دولة الإنقاذ ، إنتظاراً لمثل هذه اللحظة الفرصة ، حتى أنهم فاجأوا بها الجيش ، مما أفقده توازنه ، وتطاولت هزائمه منذ لحظات الطلقة الأولى ، وإن كان معروفاً من بدأ الحرب ، فالطرف الآخر المقابل ، الدعم السريع كان هو الآخر ، يده على الزناد ، جاهزاً لإطلاق الرصاصة الأولى ، لو لم يسبقهم الطرف الأول في إطلاقها ، وعليه لاضرورة للغوص في جدل من بدأ الحرب ، إنما الجدل الواجب "يأتي بعد بذل كل الجهد لوقفها" ليتحول الجدل المطلوب حينها ، كيف يُحاكم الطرفان على هذه الحرب الكارثة ، ومحاكمة كل رصاصة خرجت من فوهة بندقيتها ، ومحاكمة من أمر بخروجها ، وتوجهها عمداً وقصداً مع سبق الإصرار ، وإصابتها هذه الرصاصة المتنوعة ، الخارجة من أحدث أنواع الأسلحة ، وتسببها بأي أذىً كان ، موت أو خراب أو نزوح أو دمار ، لكل كائن حي أو جماد أو حيوان ، بشراً كان شجراً كان حجراً كان .
***
omeralhiwaig441@gmail.com