الجمهورية الي الامام.. هل هو الطريق الثالث ؟!
د. حامد برقو عبدالرحمن
2 August, 2022
2 August, 2022
(1)
عندما وُلد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أواخر عام 1977 كان قد مرت على السيد محمد عثمان الميرغني أكثر من عشر سنوات على رئاسة حزبه و هذا ينسحب على قادة باقي الأحزاب الوطنية الكبرى في السودان( أمد الله في اعمار الاحياء و رحم الاموات منهم).
ماكرون الذي كان أصغر وزير إقتصاد يمر على الجمهورية الفرنسية ترك الحزب الإشتراكي الذي قاده الرئيس فرنسوا هولاند ليؤسس حركة الجمهورية الي الامام في عام 2016 ، كتيار ليبرالي يميل الي اليسار الوسط مع توجهات وحدوية أوروبية و بها يصل الي قصر إليزيه لدورتين متتاليتين. بينما واصل السودان في تدحرجه نحو الاسفل في كل مناحي الحياة لتبلغ الدحرجة ذروتها في اواخر عهد الإنقاذ حيث أرتهن القرار الوطني لكيانات لم تصبح دولاً عندما كان جنيهنا الوطني يعادل ثلاث دولارات أمريكية.
(2)
عندما طرح كل من الصحفي عثمان ميرغني و سليمان الأمين و راشد دياب فكرة منبر السودان في مايو 2006 كنت ضمن المتحمسين و في ذلك كتبت في موقع سودانيزاون لاين مرحباً بالمنبر، رغم توجس الكثيرون لخلفية الباشمهندس عثمان ميرغني (الكيزانية) - و هنا تكمن معضلتنا الوطنية. اي أننا ننظر الي الشخص الذي يقف خلف الفكرة أو المبادرة و نتجاهل جوهر الفكرة نفسها.
إنخفض صوت المنبر ثم توارى قبل ان يجد حظه من التداول و النقاش لجملة من الاسباب ؛ في مقدمتها الإستعداء البالغ الذي واجهه صاحب الفكرة من قبل المعارضة الوطنية و الحكومة معا لدوافع تناقض بعضها البعض لكنها إجتمعت على وأد المنبر.
إلا ان إنحياز صاحب زاوية حديث المدينة لأحد طرفي الصراع الخفي بالقصر أنذاك، اي لصالح نائب الرئيس على عثمان محمد طه ضد الرئيس البشير هو ما عجًل بدفن منبره قبل ان يصبح منبراً لجميع السودانيين.
(3)
عندما دُمر مصنع الشفاء للأدوية في عام 1998 من قبل أمريكا بصواريخ وصفها الرئيس المخلوع عمر البشير ب مائة و إليفين و كان يقصد(111) قالت إمرأة بحزن و هي تشاهد النيران التي تلتهم الأدوية تحت الركام: ( نحنا بس ما محظوظين).
مرت أكثر من 24 سنة ليتأكد لي قول تلك السيدة و ذلك بسقوط حكومة الثورة التي قادها الدكتور عبدالله حمدوك بثقة و رؤية ثاقبة و متسامحة ، رغم كل العثرات.
مازلت على قناعتي بأن إحجام الأحزاب الكبرى مثل الامة و الاتحادي الديمقراطي و الحزب الشيوعي عن الدعم الصارم لحكومة الثورة هو ما شجع العسكريين على الرجوع الي عادتهم القديمة في الحنث باليمين و سرقة السلطة المدنية بإعلان 25 أكتوبر المشؤوم.
و لمعارضة الحزب الشيوعي نصيب الأسد في إسقاط حكومة الثورة من قبل الإنقلابيين اللصوص القتلة.
(4)
نحن على أعتاب العقد السابع من عمر الدولة الوطنية و مازلنا تائهون سبب أنانية القوى السياسية و خيانة العسكر .
يظن البعض ان الحل بالهتاف أو الشعوذة السياسية(الحزبان الطائفيان) و البعض الآخر يؤمن بالمطرقة(حركات الكفاح المسلح) بينما يفضل الآخرون المفاتيح البالية( الحزب الشيوعي).
لكن ما تحتاجه نافذة السودان هو مجرد كلمة السر
Password
يكمن في الطريق الثالث !!
وهو كيان وسطى يحتفظ فيه كل فرد بأيديولوجيته و مذهبه ديني الخاص به لكن يجمعهم برنامج وطني مصمم على إنتشال البلاد على أسس وحدة و حرية و أمن السودان و السودانيين.
بصرف النظر عن الإسم الذي سيتواضع عليه الناس ؛ دعونا نعمل من اجل... حركة الجمهورية الي الامام أو... منبر السودانيين الي الأمام .
ذلكم هو الطريق الثالث !!.
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com
عندما وُلد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أواخر عام 1977 كان قد مرت على السيد محمد عثمان الميرغني أكثر من عشر سنوات على رئاسة حزبه و هذا ينسحب على قادة باقي الأحزاب الوطنية الكبرى في السودان( أمد الله في اعمار الاحياء و رحم الاموات منهم).
ماكرون الذي كان أصغر وزير إقتصاد يمر على الجمهورية الفرنسية ترك الحزب الإشتراكي الذي قاده الرئيس فرنسوا هولاند ليؤسس حركة الجمهورية الي الامام في عام 2016 ، كتيار ليبرالي يميل الي اليسار الوسط مع توجهات وحدوية أوروبية و بها يصل الي قصر إليزيه لدورتين متتاليتين. بينما واصل السودان في تدحرجه نحو الاسفل في كل مناحي الحياة لتبلغ الدحرجة ذروتها في اواخر عهد الإنقاذ حيث أرتهن القرار الوطني لكيانات لم تصبح دولاً عندما كان جنيهنا الوطني يعادل ثلاث دولارات أمريكية.
(2)
عندما طرح كل من الصحفي عثمان ميرغني و سليمان الأمين و راشد دياب فكرة منبر السودان في مايو 2006 كنت ضمن المتحمسين و في ذلك كتبت في موقع سودانيزاون لاين مرحباً بالمنبر، رغم توجس الكثيرون لخلفية الباشمهندس عثمان ميرغني (الكيزانية) - و هنا تكمن معضلتنا الوطنية. اي أننا ننظر الي الشخص الذي يقف خلف الفكرة أو المبادرة و نتجاهل جوهر الفكرة نفسها.
إنخفض صوت المنبر ثم توارى قبل ان يجد حظه من التداول و النقاش لجملة من الاسباب ؛ في مقدمتها الإستعداء البالغ الذي واجهه صاحب الفكرة من قبل المعارضة الوطنية و الحكومة معا لدوافع تناقض بعضها البعض لكنها إجتمعت على وأد المنبر.
إلا ان إنحياز صاحب زاوية حديث المدينة لأحد طرفي الصراع الخفي بالقصر أنذاك، اي لصالح نائب الرئيس على عثمان محمد طه ضد الرئيس البشير هو ما عجًل بدفن منبره قبل ان يصبح منبراً لجميع السودانيين.
(3)
عندما دُمر مصنع الشفاء للأدوية في عام 1998 من قبل أمريكا بصواريخ وصفها الرئيس المخلوع عمر البشير ب مائة و إليفين و كان يقصد(111) قالت إمرأة بحزن و هي تشاهد النيران التي تلتهم الأدوية تحت الركام: ( نحنا بس ما محظوظين).
مرت أكثر من 24 سنة ليتأكد لي قول تلك السيدة و ذلك بسقوط حكومة الثورة التي قادها الدكتور عبدالله حمدوك بثقة و رؤية ثاقبة و متسامحة ، رغم كل العثرات.
مازلت على قناعتي بأن إحجام الأحزاب الكبرى مثل الامة و الاتحادي الديمقراطي و الحزب الشيوعي عن الدعم الصارم لحكومة الثورة هو ما شجع العسكريين على الرجوع الي عادتهم القديمة في الحنث باليمين و سرقة السلطة المدنية بإعلان 25 أكتوبر المشؤوم.
و لمعارضة الحزب الشيوعي نصيب الأسد في إسقاط حكومة الثورة من قبل الإنقلابيين اللصوص القتلة.
(4)
نحن على أعتاب العقد السابع من عمر الدولة الوطنية و مازلنا تائهون سبب أنانية القوى السياسية و خيانة العسكر .
يظن البعض ان الحل بالهتاف أو الشعوذة السياسية(الحزبان الطائفيان) و البعض الآخر يؤمن بالمطرقة(حركات الكفاح المسلح) بينما يفضل الآخرون المفاتيح البالية( الحزب الشيوعي).
لكن ما تحتاجه نافذة السودان هو مجرد كلمة السر
Password
يكمن في الطريق الثالث !!
وهو كيان وسطى يحتفظ فيه كل فرد بأيديولوجيته و مذهبه ديني الخاص به لكن يجمعهم برنامج وطني مصمم على إنتشال البلاد على أسس وحدة و حرية و أمن السودان و السودانيين.
بصرف النظر عن الإسم الذي سيتواضع عليه الناس ؛ دعونا نعمل من اجل... حركة الجمهورية الي الامام أو... منبر السودانيين الي الأمام .
ذلكم هو الطريق الثالث !!.
د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com