الجندي السوداني ودروس التا ريخ !!

 


 

حسن الجزولي
21 October, 2021

 

نقاط بعد البث
فطنت القوى الديمقراطية باكراً جداً لأهمية أوضاع القوات المسلحة ودورها الوطني ضمن قوى الثورة الوطنية الديمقراطية، وبضرورة جذب طلائعها لمواقع الجماهير التي لها مصلحة وطنية في التغيير الاجتماعي، ولضرورة عدم النظر والتعامل معها ككتلة صماء داخل المجتمع، بل أن تصنيفها الطبقي يجب أن يكون أنها تجمع قوى ديمقراطية تنحاز لأماني وآمال الشعب، كما تجمع قوى وعناصر رجعية لها مصالحها وأهدافها الطبقية.
إن ما ينادي به البرهان وأشياعه من (المنظرين العسكريين الجدد) الذين تمت أدلجتهم لصالح تيارات الحركة الاسلامية فاحتلوا أرفع الرتب العسكرية من أمثال العميد الطاهر أبو هاجة المستشار الاعلامي لسعادة الفريق البرهان والمقدم إبراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة، الذين بدعواهم لضرورة استلام الجيش لكامل للسلطة السياسية بالبلاد أنهم إنما يكررون ما سبق وكان وبالاً على الشعب والبلاد، عندما انجر جنرالات الجيش وراء فكرة الاستيلاء على السلطة بالبلاد لحسم الأزمة السياسية التي كانت قد نشبت عقب الاستقلال، وعندما مهد المرحوم أحمد سليمان المحامي ودعا إلى أنه لا سبيل لاستقرار البلاد غير حماية القوات المسلحة التي قال (يجب الاعتراف بها كقوة مؤثرة وكعامل فعال في حياة البلاد السياسية)!، متخلياً عما كان يؤمن به حول ضرورة ابتعاد الجيش السوداني عن ممارسته للسياسة وضرورة أن يتفرغ لدوره المناط به في حماية البلاد والدفاع عن سيادتها الوطنية وعن النظام الدستوري والوقوف سداً منيعاً ضد محاولات الانقلاب العسكري أو المدني عليه.
إن انحياز طلائع القوات المسلحة وطنياً والتزامها جانب الشعب والوطن، نجده تاريخياً في وقوف صغار الضباط ضد جنرالات الجيش في ثورة 21 أكتوبر المجيدة وإرغامهم على تسليم السلطة لحكومة مدنية ممثلة للشعب، تكرر ذات الموقف في انتفاضة أبريل عندما ضغط صغار الضباط أيضاً مهددين القيادة العسكرية باستلام السلطة من السفاح نميري ونقلها للشعب، وقد تشرب أبناء القوات المسلحة الوطنيين من مآثر ومواقف تاريخية انحياز الجيش السوداني للشارع حداً وصل بهم للاستشهاد، وكذا عندما استبسل صغار رجالات الجيش جنوداً وضباطاً أيضاً فانحازوا للجماهير الثائرة في ثورة ديسمبر وقد مثلهم الضباط الأشاوس من أمثال النقيب حامد الجامد والملازم أول محمد صديق ورفاقهم البواسل الذين عصوا الأوامر بضرب الجماهير المسالمة وانحازوا جانبها، مما كان له أبلغ الأثر في انتصار الشعب في ثورته الديسمبرية.
إنها مأثرة تاريخية جبارة كان يجب على أمثال من يطبلون للبرهان ولجنته الأمنية و(يحرضوهم) على استلام السلطة أن يقرأوا قليلاً من تجارب وخبرات الجندي السوداني منذ مآثر ثورة 1924 والتي تؤكد أن الجيش هو جيش الشعب، وأن ثوار الشوارع والمواكب الهادرة عندما يهتفون بشعار (جيش واحد شعب واحد) إنما يؤكدون على حقائق التاريخ ودروسه التي تشير إلى أن أي كيد من أي جهة كانت بالزي العسكري فإن مآلها الخسران المبين ،، شاء من شاء وأبى من أبى ،، فجيش الشعب لحماية الشعب أما أولئك الذين انفصلوا عن أماني وآمال شعبهم، وطفقوا يبحثون عن مصالحهم الذاتية وأمجادهم الشخصية، فإن العار سيلحق بهم وستصيبهم لعنة التاريخ!.
ـــــــــــــــــــ
* لجنة التفكيك تمثلني ومحاربة الكرونا واجب وطني.

hassanelgizuli3@gmail.com
*////////////////////////

 

آراء