الجنرالان في نهر النيل !!

 


 

 

أطياف -
قصدت المؤسسة العسكرية أن يكون الإحتفال بعيد الجيش بولاية نهر النيل مدينة شندي والذي خاطبه الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الإنقلابي وحضرها نائبه الفريق محمد حمدان دقلو ، قصدت أن تقرب مسافات التباعد بين الجنرالين الذي كشفته الزيارات والخطابات الجماهرية الأخيرة بعد أن احتمى كل منهما بجدار القبلية والمناطقية في الفترة الماضية ووقف بين أهله وقبيلته وأرسل اشارات للآخر منها رسائل صريحة وفصيحة ومنها المبطنة التي تحمل عدة وجوه.
ولكي تقرب المؤسسة العسكرية ظاهرياً بين الرجلين جعلت المناسبة بولاية نهر النيل وبحضور حميدتي لتنقل وسائل الإعلام هذا التقارب الصوري ، ولم يعتذر دقلو او بتعلل بعدم الحضور لارتباطات كما فعل في عدة مناسبات تجمعه مع البرهان من قبل فذهابه الى نهر النيل جاء برغبته، ليس تلبية لرغبة المؤسسة العسكرية وتحقيق هدفها.
لأن نهر النيل واحدة من أهم الولايات التي يسعى دقلو لوجود ارضية وضمان انصار ومؤيدين له ، فالرجل له مصالح ومشاريع كبيرة في هذه الولاية الغنية بالمعادن والذهب فإن قصد البرهان أهداف ظاهرية للزيارة ، فحميدتي له اهداف جوهرية أعمق بكثير من ظهوره مع القائد تحت الأضواء فشركات التعدين التي يملكها حميدتي والتي يواجه وجودها في الولاية معارضة كبيرة من الأغلبية يبقى استقرارها وعملها وإنتاجها أهم لحميدتي من عيد الجيش او أي احتفالية أخرى.
ولأن لكل واحد منهما هدفه الخاص ظهرت المنافسة جلية في هذه الزيارة فالفريق البرهان زار المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات وتبرع من (خزينة اردول) بمبالغ خرافية علق عليها احد الظرفاء بنهر النيل ( يعني انتو عندكم ترليونات) طيب البلد دي حالة واقف ليه !
فزيارة البرهان وتبرعه للمتأثرين كان كافياً لهذه الولاية وان لم يكن فان حميدتي كان يرافقه ويقدم المزيد بصفته نائبه لكن دقلو اختار اليوم الثاني لزيارة المناطق ذاتها لتقديم العون والمساعدة ، بالرغم من انه كان يوفر دعمه و مايريد تقديمه لولاية أخرى من ولايات السودان.
فالكاميرات التي رافقت البرهان جاءت في اليوم الثاني لترافق حميدتي وكأنما كل واحد منها في ولاية مختلفة ،فوصول دقلو الى المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات بولاية نهر النيل جاء حدثاً رئيسياً في الاخبار بالرغم من ان البرهان سبقه وتبرع لكن قصد الرجل ان يقول ( هذا أنا ) فهذا التنافس هو الذي يكشف ان خطة وتنظيم الاحتفالات التي تجمع الرجلين بالرغم من حبكتها في اليوم الأول ، الا إنها لم تصمد فسرعان مافضحتها التفاصيل التي كانت أشبه بتصرف (الضرات) ، هذا ان لم يكن كل واحد من الجنرالين وصل الى الولاية بمفرده.
وتصر المؤسسة العسكريه ان تحافظ على زواج ( المظهر الإجتماعي) بينها والدعم السريع بالرغم من حالة الطلاق العاطفي الواضحة ، وذلك يرجع الى أن الرجلين تجمعهما المصالح ورغبة الدول الخارجية المختلفة لدعم كل منهما، بالاضافة الى المصالح الداخلية وخزينة الاسرار التي يجب ان تظل مغلقة، لذلك تبقى العلاقة علاقة خطين متوازيين لا يلتقيان.
طيف أخير:
مازال الوطن الجريح يعاني تضميد جراحه ومازال الذين تسببوا فيها يبحثوا عن آلة حادة أخرى.
الجريدة
/////////////////////////

 

آراء