الجنرال البرهان مكانه السجن
اسماعيل عبدالله
10 February, 2025
10 February, 2025
لا يمكن أن يكون (حاميها حراميها)، ولا يوجد مسوغ أخلاقي واحد يجعل من قائد جيش الاخوان مشعل حرب السودان، جسراً للعبور الى الحكم المدني الديمقراطي، ولا يجوز للشعب أن يتغافل عن الجريمة الكبرى التي ارتكبها هذا الرجل، الذي ذبح ثورة ديسمبر من الوريد الى الوريد، فضلاَ عن قيادته للحرب ضد شعبه صبيحة يوم الخامس عشر من شهر ابريل قبل عامين، الرجل الذي ما يزال يرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين بطيرانه الأجير، وسكاكين جنود كتائبه الإرهابية، وبنادق مرتزقته الأجانب، كل فظائع قطع الرؤوس وبقر البطون في ولاية الجزيرة، ومجازر اسقاط براميل الموت على سكان دارفور وجنوب كردفان، تعد جرائم حرب وإبادة جماعية، قد اعترف بها في مدينة "ود مدني" متحدثاُ إلى جنوده، بأنه هو الذي أمر الطيار بقصف (العبــد) الذي كان مختبئاً تحت الجسر، ما أكد على أن التعليمات للطيارين بقصف المدن صادرة منه، فهو لا يملك أدنى أسباب الموثوقية من القوى المدنية، وأعظم خطيئة ارتكبها هذا الجنرال الغارق في دماء السودانيين، انقلابه على الحكومة المدنية الانتقالية التي أتى بها ثوار ديسمبر، فالمثل الشعبي يقول بأن الذئب لا يٌعيّن حارساً لحماية الأغنام، وبدوره الكبير في اطلاق رصاصة الحرب، من المستحيل أن يسمح الشارع السوداني لأن يقود منصة التغيير، لأنه يمثل أقوى عمود ارتكز عليه نظام الاخوان المسلمين الإرهابي في الآونة الأخيرة.
الخطاب المهادن الذي تقدم به الجنرال مصاص الدماء، أمام حشد من بقايا نظام الاخوان المسلمين والمتحالفين معهم، ومجيئه متأخراً لاستعطاف القوى المدنية، وبعض حملة السلاح الاستراتيجيين المؤمنين بجذرية الحل، يدل على أن التخبط قد أخذ من الرجل مأخذاً، وبات الشارع يتساءل كيف لنا أن نصوم أربعة وأربعين شهراً ثم نفطر على بصلة؟، فمن بعد ما أصاب الناس من نزوح وهجرة وتشرد وفقدان للأنفس والثمرات، يأتي هولاكو العصر ليبشر الناس الصابرين بأنه سيقود سفينتهم لبر الأمان، بينما أنيابه تتقطر دماً ملعوقاً من رقابهم، وكأنما كتب على السودانيين أن يمتطي ظهرهم على الدوام القتلة والسفّاحون، من جنرالات الاخوان المسلمين، الذين تغولت ترسانتهم العسكرية على ثمانين بالمائة من موارد البلاد الاقتصادية، فكيف يأتي مثل هؤلاء بالحكم المدني الرشيد؟، الذي يؤمن أصحابه بالتداول الديمقراطي للسلطة التي أساءوا استخدامها، حتى قال عنهم عرّابهم الراحل الدكتور الترابي (أكلوا الأموال أكلاً عجيبا)، لم تنجب حواء السودانية رجالاً بهذا القدر من ظلم الأهل والعشير، مثلما أنبتت هذا النبات الشيطاني المسمى بالإخوان، إنّه السرطان المتجذر في عظم الدولة، والذي لابد من إزاحته بعد أن دفع الشعب الكلفة الباهظة للحرب التي استهدفت السودانيين، لم يعد الخطاب القديم والنبيذ الأقدم يصلح لكي يكون علفاً تأكله الدواب، ناهيك عن أن يكون دليل قوم فقدوا كل شيء ليحصلوا على الوطن الفسيح.
كيفما تكون نهاية الحرب، لن يكون الجنرال البرهان جزءًا من المشهدين السياسي والعسكري، مهما كلف الأمر من تضحيات جديدة، ليس هذا فحسب، بل لن يفرّط السودانيون هذه المرة في إغلاق الباب بالضبّة والمفتاح، حتى لا تأتيهم (ريح) الاخوان، إلى قاعات الاجتماعات الباتّة في شئون مستقبل الانسان والدولة، فمسرح الحكم القادم أياً كان نوعه وكيفما كان شكله، لن يشمل طاقم الجنرال مجرم الحرب، من الساسة الفاسدين والعسكريين الخاضعين لأوامر مرشد اخوان السودان – علي كرتي، وهؤلاء هم العطا وكباشي وجابر وعقار ومناوي وجبريل وآخرون، إنّهم جوقة الفساد الكبير، وشرذمة الخطيئة التي جعلت من حرائر السودان سلعة رخيصة، تسام بمهانة في عواصم الدول التي هاجر إليها السودانيون، فهؤلاء وأدوا حلم الثورة بالإصرار على دوس الجماجم والأشلاء بأقدامهم، عسى أن يعيدوا ملكاً باطشاً قضى الله أن يكون منزوعاً، جميعهم سوف يجمعهم السجن الجديد، بجدرانه الصميم، والمخصص لحبس مرتكبي جرائم الحرب، وهنا نأمل أن تقوم منظومة الحكم المدني الديمقراطي الحقيقي القادمة، بجعل القصر الجمهوري الذي بناه المستعمر متحفاً للحقيقة والتاريخ، ليشهد على خطيئة الإخوان المسلمين، وأن لا يرمم ولا يصان ويترك بثقوب الجدار التي خرقها الثوار، وبسقفه المخروق بقنابل الطيران الأجير لمجرم الحرب، ليكون مزاراً للقادمين من احفادنا حتى يتعرّفوا على من خان، ويثمّنوا دور من صمد أمام الظلم والعدوان والطيران.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com
الخطاب المهادن الذي تقدم به الجنرال مصاص الدماء، أمام حشد من بقايا نظام الاخوان المسلمين والمتحالفين معهم، ومجيئه متأخراً لاستعطاف القوى المدنية، وبعض حملة السلاح الاستراتيجيين المؤمنين بجذرية الحل، يدل على أن التخبط قد أخذ من الرجل مأخذاً، وبات الشارع يتساءل كيف لنا أن نصوم أربعة وأربعين شهراً ثم نفطر على بصلة؟، فمن بعد ما أصاب الناس من نزوح وهجرة وتشرد وفقدان للأنفس والثمرات، يأتي هولاكو العصر ليبشر الناس الصابرين بأنه سيقود سفينتهم لبر الأمان، بينما أنيابه تتقطر دماً ملعوقاً من رقابهم، وكأنما كتب على السودانيين أن يمتطي ظهرهم على الدوام القتلة والسفّاحون، من جنرالات الاخوان المسلمين، الذين تغولت ترسانتهم العسكرية على ثمانين بالمائة من موارد البلاد الاقتصادية، فكيف يأتي مثل هؤلاء بالحكم المدني الرشيد؟، الذي يؤمن أصحابه بالتداول الديمقراطي للسلطة التي أساءوا استخدامها، حتى قال عنهم عرّابهم الراحل الدكتور الترابي (أكلوا الأموال أكلاً عجيبا)، لم تنجب حواء السودانية رجالاً بهذا القدر من ظلم الأهل والعشير، مثلما أنبتت هذا النبات الشيطاني المسمى بالإخوان، إنّه السرطان المتجذر في عظم الدولة، والذي لابد من إزاحته بعد أن دفع الشعب الكلفة الباهظة للحرب التي استهدفت السودانيين، لم يعد الخطاب القديم والنبيذ الأقدم يصلح لكي يكون علفاً تأكله الدواب، ناهيك عن أن يكون دليل قوم فقدوا كل شيء ليحصلوا على الوطن الفسيح.
كيفما تكون نهاية الحرب، لن يكون الجنرال البرهان جزءًا من المشهدين السياسي والعسكري، مهما كلف الأمر من تضحيات جديدة، ليس هذا فحسب، بل لن يفرّط السودانيون هذه المرة في إغلاق الباب بالضبّة والمفتاح، حتى لا تأتيهم (ريح) الاخوان، إلى قاعات الاجتماعات الباتّة في شئون مستقبل الانسان والدولة، فمسرح الحكم القادم أياً كان نوعه وكيفما كان شكله، لن يشمل طاقم الجنرال مجرم الحرب، من الساسة الفاسدين والعسكريين الخاضعين لأوامر مرشد اخوان السودان – علي كرتي، وهؤلاء هم العطا وكباشي وجابر وعقار ومناوي وجبريل وآخرون، إنّهم جوقة الفساد الكبير، وشرذمة الخطيئة التي جعلت من حرائر السودان سلعة رخيصة، تسام بمهانة في عواصم الدول التي هاجر إليها السودانيون، فهؤلاء وأدوا حلم الثورة بالإصرار على دوس الجماجم والأشلاء بأقدامهم، عسى أن يعيدوا ملكاً باطشاً قضى الله أن يكون منزوعاً، جميعهم سوف يجمعهم السجن الجديد، بجدرانه الصميم، والمخصص لحبس مرتكبي جرائم الحرب، وهنا نأمل أن تقوم منظومة الحكم المدني الديمقراطي الحقيقي القادمة، بجعل القصر الجمهوري الذي بناه المستعمر متحفاً للحقيقة والتاريخ، ليشهد على خطيئة الإخوان المسلمين، وأن لا يرمم ولا يصان ويترك بثقوب الجدار التي خرقها الثوار، وبسقفه المخروق بقنابل الطيران الأجير لمجرم الحرب، ليكون مزاراً للقادمين من احفادنا حتى يتعرّفوا على من خان، ويثمّنوا دور من صمد أمام الظلم والعدوان والطيران.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com